المجموع : 6
أيّ نعيمٍ في الصِّبَا والمُقْتَرَحْ
أيّ نعيمٍ في الصِّبَا والمُقْتَرَحْ / وشغلُ كفّيّ بكوبٍ وقَدَحْ
فَلا تَلُمني إنّني مُغْتَنِمٌ / مِنَ السّرورِ في زَمَاني ما مَنَحْ
فإنّهُ مُسْتَرْجِعٌ هِبَاتِهِ / وباخلٌ مِن الصِّبا بما سَمَح
وَسَقِّني من قهوَةٍ كاساتُها / تُسْرِجُ في الأيدي مصابيحَ الصّبح
لو شمَّها صاحٍ عَسيرٌ سُكْرُهُ / تحتَ لثامٍ في فدامٍ لَطَفَحْ
ولا تسوّفْني إلى ترويقها / لا يَشْتَوي اللّيثُ إذا اللّيثُ ذَبَحْ
حتى أقولَ زاحفاً من نشوَتي / يَحْسُنُ بالتزحيفِ بيتُ المنسرح
ومالئٍ زقّاً وكاهُ مردياً / سمَّ الأسَى منهُ بدُرْياقِ الفَرَح
وجاثمٍ بين النّدامَى تَرْتَوي / أشباحُهُمْ منه بما يَرْوَى شَبَح
كأنّما رَدّتْ عليه روحَهُ / سُلافَةُ الرّاح فإن مُسّ رمح
غضّ الصّبا كأنّما حديثهُ / يمازجُ النّفسَ بأنفاسِ الملح
حلّ وكاءً شدّهُ عن مُدْمَجٍ / طَلّ دم العنقودِ منه وسفح
حتى إذا ما صبّ منه رَيّقاً / سدّ على ذَوْبِ العَقيقِ مَا فتح
ترَى نجيعَ الزقّ منهُ راشحاً / كأنّهُ من وَدَجِ اللّيلِ رَشَح
مُدامَةٌ للرّوحِ أُخْتٌ بَرّةٌ / يَنْأى بها سُرورُنا عنِ التَرَح
قد عَلِمَتْ مزاجَهُ فَشُرْبُها / يَجْرَحُهُ ثُمّتَ يَأسُو ما جَرَح
وتجعلُ القارَ الذي باشَرَها / في الدنّ مسكاً للعرانينِ نفح
يحجب جسمُ الكاسِ من سعيرِها / نفحاً عن الكاسِ ولولاه نفح
والشّمْسُ منها في نقابِ غَيمِها / مخافةً من نورها أن تُفْتَضَحْ
يومٌ كأنّ القَطْرَ فيهِ لؤلؤٌ / يَنْظِمُ للرّوضِ عُقُوداً وَوُشَح
يَقدحُ ناراً من زنادِ بَرْقِهِ / ويطفئُ الغيثُ سريعاً ما قَدَح
لمّا جَرَتْ فيهِ الصَّبا عَليلةً / رقّ الهواءُ فيهِ للنّفسِ وصَح
كأنّما الكافورُ نَثْرُ ثَلْجِناْ / أو نَدَفَ البُرْسَ لنا قوسُ قزح
حتى علا الجوَّ دجىً لم يَغْتَبِقْ / فيه الثّرَى من الحيا كما اصطَبَح
غرابُ ليل فوقنا مُحَلّقٌ / يَقْبِضُ عنّا ظلّه إذا جنح
وقد محا صبغَ الدّياجي قَمَرٌ / دينارُهُ في كَفّةِ الغَرْبِ رَجَح
حتى إذا ردّ حُدا عدوّهِمْ / من كان في وادي الرّقادِ قد سرَح
نَبّهَ ذا هَذا وكلٌّ طَرْفُهُ / يلمحُ طرْفَ الشكرِ من حيثُ لمح
يسألُ في تقويمِ جيدٍ مائلٍ / لو لم يسامحْ في الحميّا لسَمَح
أضاربٌ كفّيه يَشدو سَحَراً / أم نافضٌ سقطيه فيه قد صَدَح
نبّهَ للقهوَةِ كلّ طافح / في مصرَعِ السكر قتيلاً مُطّرَح
من كلّ جذلان كأنّ رُوحَهُ / عن جسمه من شدّةِ السكرِ نَزَح
إنّ الّذي شَحَّ على إيقاظِهِ / سامَحَ في الشُّهْبِ نداماهُ فشَح
وجاءنا السّاقي بصَحنٍ مُفْعَمٍ / لو شاءَ أنْ يَسْبَحَ فيه لسَبَح
يا لائمي في الراح كم سيئةٍ / تجاوَزَ الغَفّارُ عنها وصَفَح
ماذا تُريدُ من سَبُوقٍ كُلّما / رُمْتَ وقوفاً منه باللّومِ جَمَح
أغشُّ خلقِ اللَّه عند ذي هوى / من عَرَضَ الرشدَ عليه ونصح
حتى إذا فكّرَ عَنْ بَصيرَةٍ / ذمّ من الأفعالِ ما كان مَدَح
لمّا رأَيتُ الصُّبحَ قد تَبدّى
لمّا رأَيتُ الصُّبحَ قد تَبدّى /
كَأَنَّه في الشّرْقِ سَيلٌ مَدّا /
وحاجبُ الجَوْنَةِ قد تَصَدّى /
شُهباً فَأَطبَقنَ عُيوناً رُمدا /
أَركَبتُ نَفسي شَوذَقاً مُعَدّا /
يَهدّ أركانَ الطيورِ هَدّا /
بِمِخلبٍ تُبصرُهُ مُسوَدّا /
كَأَنَّه من خِنْجَرٍ قَدْ قُدّا /
حِرصاً عَلى الصّيْدِ بنا في الرمدا /
في لَعِبٍ مِنكَ يُريكَ الجِدّا /
وفتيَةٍ يَكتَسِبونَ المَجدا /
ويَركَبونَ السّابحاتِ الجُرْدا /
ويَلبَسونَ مِنْ حديدٍ سَرْدَا /
ويُشرعون الذّابلاتِ المُلْدا /
ويَصرعونَ في الحُروبِ الأُسدا /
ويَقنِصونَ حُمُراً ورُبْدَا /
صَادوا وصَادوا ما يَجوزُ العَدّا /
فَمَن فتىً يَقْدَحُ مِنهُ زَنْدا /
وحاطبٍ طَلحاً لَهُ وَرَنْدا /
وَمشتَوٍ يوسعُ ناراً وَقْدا /
وفاتحٍ عن لذّةٍ ما سَدّا /
عَن ذَاتِ عَرْفٍ أعرَفَتهُ النّدّا /
ياقوتَةً تَلبَسُ دُرّاً عِقْدا /
مَطِيَّةً منَ السّرورِ تُحْدى /
بِمَسمَعٍ شَدواً يُثيرُ الوَجدا /
وقَد أُعيرَ مِن فَتاةٍ نَهدَا /
ومن قضيبٍ في كثيبٍ قَدّا /
فِعلُ الهَوى من ظَرفه مُعَدّى /
والوَردُ في وَجنَتِهِ مُندّى /
يَصونُ مِنهُ في لَماهُ شَهْدا /
عَيشٌ قَطَعتُ العَيشَ فيه رَغدا /
مُواصِلاً مِنهُ شَباباً صَدّا /
كانَ مُعاراً ثوبُهُ فَرُدّا /
وَلَيلَةٍ حالِكَةِ الإِزارِ
وَلَيلَةٍ حالِكَةِ الإِزارِ /
مَدّتْ جناحاً كسوادِ القارِ /
يَحْجُبُ عَنّا غُرّةَ النّهارِ /
عَقَرْتُ فيها الهَمَّ بِالعقارِ /
بِجِسمِ ماءٍ فيهِ رُوحُ نارِ /
في مَجلِسٍ ضَمَّ بَني الفَخارِ /
كَهالَةٍ تَضحَكُ عَن أَقمارِ /
تَزَاحَمَتْ بِأَنْجُمٍ دَراري /
مِن كُلِّ ذِمْرٍ في حِمَى الذِّمارِ /
مُهينُ مَالٍ وَمُعِزُّ جارِ /
يُسْقَوْنَ من ساطِعَةِ الأَنوارِ /
كَثيرَةِ الأَسماءِ وَالأَعمارِ /
أَعبَقَ مِن نَفحَةِ مِسْكٍ دَاري /
أَرَقَّ في حُسْنٍ وَفي احمِرارِ /
مِن ماءِ خَدٍّ راقَ في عجارِ /
تَكادُ ذاتُ القرطِ وَالسِوارِ /
وَالنَّغمُ الرَّطبُ على الأَوتارِ /
إِذ أَسمَعَتنا نَغَمَ الهَزارِ /
يَجري معَ الأَرواحِ في المجاري /
حَتّى إذا ما غَنَّتِ القَمَاري /
مُناغِماتٍ حِزَقَ الأَطيارِ /
صَوافِراً وَالصُّبحُ في الأَسفارِ /
قُمنا لِنَنفي عَرَضَ الخُمارِ /
عَن جَوهَرِ الأَنفُسِ في الصَّحاري /
بِكُلِّ طِرْفٍ سَلْهَبٍ مُطَارِ /
مُوَجَّهِ الإقبالِ والإدبارِ /
إِن بادَرَ السَّبقَ مَعَ المَجاري /
طَارَتْ بِهِ قَوادِمُ النجارِ /
يَتبَعُهُ كُلُّ صَيودٍ ضارِ /
ظامي الضُّلوعِ ضامِرُ الأَخْصارِ /
كَأنَّهُ في عُقدَةِ الزُّنَّارِ /
بِأَعيُنٍ لَم تُغْضِ من عُوّارِ /
كَالجَّمرِ بَينَ الهُدْبِ والأَشفارِ /
تَكادُ تَرمي الصَّيدَ بِالشرارِ /
كَأنَّما يُكَشِّرُ عَن جِمَارِ /
يُعَقِّفُ الأَذنابَ لِلصُّوارِ /
كَأَنَّها عَقاربُ القِفارِ /
وَحاكِمٌ في الوَحشِ بِالتَّبارِ /
أسْرَعُ من برْقٍ ومن إعْصَارِ /
ولَحظَةِ الصَّبِّ على حذارِ /
أَصفَرُ مِن لَونٍ جَنَى بَهارِ /
كَأَنَّما صِيغَ مِنَ النّضَارِ /
آسَدتُه وَالظَبيِ في نِفارِ /
ما بَينَ جَثجَاثٍ إِلى عَرارِ /
فَمَرَّ في غَيمٍ منَ الغُّبارِ /
يُشْكِلُ منه أحْرُفَ الآثارِ /
كَأَنَّما يَطلُبُهُ بِثارِ /
ماذا يُريدُ الظَّبيُ بِالفِرارِ /
مِنِ ابنِ ريحٍ في قَميصِ نارِ /
وَهوَ مَعَ الإِجهادِ وَالإِضرارِ /
يَحذِفُهُ بِيَرْمَعٍ صغارِ /
حَذْفَ المُوَلِّي بِاليَدِ اليَسارِ /
فَلَو تَرانا في انتِزاحِ الدَّارِ /
في رَوضَةٍ كالغادةِ المِعطارِ /
نَأكُلُ مِن صَيدِ أَبي العَقّارِ /
وَنَشرَبُ الصَّهباءَ بِالكبارِ /
ما كُنتُ إِلّا خالِعَ العِذَارِ /
حتَّى متى بَينَ اللوى فالأجْرَعِ
حتَّى متى بَينَ اللوى فالأجْرَعِ / لَوْماً فما أَمَرَّهُ في مَسمَعي
وَيحَكَ لو كنتَ وفيّاً لم تَقلْ / ويحكَ لا تبكِ برَسْمٍ بلقعِ
وهوَ الحمى سَقياً لأيّامِ الحِمى / فإنّها ولَّتْ ولمّا تَرْجعِ
ما لك لا تَبكي بُكاءً بالأسى / بين رسومٍ وَبَوَالي أربُعِ
بأدمعٍ بين الجفونِ حُوَّمٍ / وأدمعٍ على الخدود وُقّعِ
وزفرةٍ موصولةٍ بزفرةٍ / تَصْعَدُ عن نارِ حشىً مُلَذَّعِ
وقفتَ في الدار بعينٍ لا ترى / تَغَيُّرَ الرّبْعِ وأذنٍ لا تعي
ولَوعةٍ بالشوقِ غيرِ لوعتي / وأضلعٍ في الوجد غير أضلُعي
وإنّما يبكي بكائي شجناً / وَوَجِعٌ يعرف فيه وجَعي
لو أنطَقَ المربَعَ وهو أخرسٌ / تَضَرُّعٌ أنْطَقَهُ تضرُّعي
ووقعةٍ رَدّتْ قيانَ وُرْقِهِ / نَوائِحاً بِالحزنِ يَبكينَ مَعي
كَأَنَّها وما لها من أدمُعٍ / أعارها القطر سجالَ أَدمُعي
يا منزلاً تَنْشُرُه يدُ البلى / نَشْرَ يمان خَلَقٍ لم يُرْقعِ
بِاللَّه خَبِّرني أَأَنتَ رَبْعُهُمْ / أم أنْتَ مَرْعىً لِلظباءِ الرتَّعِ
فَقالَ بَل ربعُهُمُ وَإِنَّما / تَحَمّلَتْ عَنّي شموسُ مَطلَعي
أَدرئِةَ الغَوْطِ سَتَرنَ ظَبيَةً / تدير عَيْنَيْ فتنةٍ في البُرقعِ
سَيفٌ وسَهمٌ لَحظُها وَلَهذَمٌ / يا عجباً لفتكها المُنَوَّع
كَأنّما تبسمُ إن مازحتها / عن بَرَدٍ بين بروقٍ لُمّعِ
كَأُقحُوانِ روضَةٍ يَصْقُلهُ / مِدْوَسُ شمسٍ في النّدى المميَّعِ
كأنّ في فيها سلافَ قهوةٍ / صرفٍ بماءِ ظَلْمها مُشَعْشَعِ
إذا رضيعُ الكاس أصغى سَحَراً / إلى صفيرِ الطّائرِ المُرجِّعِ
خُصَّتْ مِنَ الصوتِ بمعنى مؤيسٍ / من لغة الوصل ولفظٍ مُطْمِعِ
وَمَهمَهٍ مُتَّصِلٍ بِمَهمَهٍ / مَرْتٍ بِموَّاجِ السراب مُتْرعِ
كَأَنَّ مَنشورَ المُلاءِ فَوقَهُ / متى تَمِلْ ذكاءُ عنها تُرْفَعِ
كأنّما جُنْدُبهُ مُرَجِّعٌ / نغمةَ شادٍ ذي لحون مُسْمعِ
يذيب صمَّ الصخر حرٌّ لاذعٌ / يقبضُ فيه روحَ كلِّ زعزعِ
لكلّ غارٍ فيه ماء وشَوَى / فيه أُوَارُ الشمس كلّ ضفدعِ
لا نار تُذْكَى في الدجى لسَفْرِهِ / إلا بريقُ مُقلَةِ السمعمعِ
تَعْسِلُ منه جانباه إنْ عَدا / مثلَ اضطِرابِ السمهَرِيِّ المشرَعِ
يَقْفُو رَذايا جُنَّحاً في السير لا / تُوضَعُ عَنهُنَّ سِياطُ المُزْمعِ
يَصُكّ مِنها دأياتٍ دُمِلَت / فهيَ بِشمّ الأَنفِ فيها تَرتَعي
وذاتِ أَخفافٍ سَرَت أَربُعها / مُنتَعِلاتٍ بِالرياحِ الأربعِ
كَأنَّها وللنجاةِ ما نَجَت / منهوشةٌ بين أفاعٍ لُسَّعِ
تُحْدَى بسحرِ ساهرٍ في نِغْضَةٍ / شهمِ الجنَانِ لَوذَعِيٍّ أَلمَعي
والشهبُ كالشهبِ لسبْقٍ أُرسلتْ / لمغربٍ فيه أفُولُ المطلَعِ
كَأَنَّها واضِعةٌ خُدُودَها / لهجعةٍ فيه وإن لم تَهْجَعِ
بيتُكَ فيه مَصْرَعُكْ
بيتُكَ فيه مَصْرَعُكْ / وفي الضريح مَضْجَعُكْ
غَرّتْكَ دُنياكَ الَّتي / لَها شَرابٌ يَخدَعُك
هِمْتَ بحبِّ فاركٍ / وَقَلَّما تُمَتِّعُك
يَضُرّكَ الحِرصُ بها / والزهدُ فيها يَنفَعُك
لا تَأمَنَنْ مَنِيَّةً / إنّ عَصَاها تَقْرَعُك
مَغْرِبُكَ القبرُ الّذي / يكونُ منه مَطْلَعُك
إنْ فَرّقَتْكَ تُرْبَةٌ / فَاللَّهُ سَوفَ يَجمَعُك
وَلِلحِسابِ مَوقِفٌ / أَهوالُهُ تُرَوِّعُك
كَم جَرَّ ما اشفَقتَ مِنْ / لَمْسِكَ منْهُ إصْبَعُكْ
فَكَيفَ بالنّارِ الّتي / من كلِّ وجهٍ تَلْذَعُك
يَراكَ ذو العَرشِ إِذا / نادَيْتَهُ وَيَسْمَعُك
فَثِقْ بِهِ وَلا يَكُنْ / لغيرِهِ تَضَرُّعُك
وصاحبٍ بصِحّةٍ بلا سَقَمْ
وصاحبٍ بصِحّةٍ بلا سَقَمْ / مُساعدٍ في كلّ أمْرٍ لا يُذَمْ
يقولُ في لا لا وفي نعم نعم / لا ناكبٌ عن فتية ولا برِمْ
مقلّبُ القلبِ لهمّ في الهِمَمْ / يَحِلّ عنكَ بِالغِنى عَنِ العَدم
يحرمُ بالسيف الخطوبَ لا تلم / مجوهرٌ سيفُ عُلاهُ بالكرم
مُهَذّبٌ في كلّ علم للأمم / كأنّما شيمتُهُ خمر الشيم
يحيي السرورَ ويميت كلّ همْ / نادمتُ منه سيّداً بلا نَدَمْ
من عنب سقانيه عتم / مدامةً زادتْ على عُمْرِ القدم
يحملُ من موجودها الكأس عُدَم / زجاجهُا الصافي عليها لا يَنِمْ
إلا بوصفٍ أو بذوقٍ أو بشمْ / في ليلةٍ مَرّتْ كَزَوْرَةِ الحلم
كأنّما الأنجمُ منها في الظُّلَمْ / أوجُهُ رومٍ يسبحونَ في خِضَمْ
حتى إذا ما عُمُرُ الليلِ انْصرم / وفرّ من نورِ الصّباح وانهزَمْ
كَعابِسٍ في حَنَقٍ من مبتسم / قمت لصيد الطير في قَرَا أحَمْ
كالليل إلا قبلة الصبح بفم / بحرٌ عليه بالعنانِ قد ختم
بباشقٍ متَّقِدِ العينِ قَرِمْ / ذي مخلبٍ مُعَوّجٍ لم يستقم
مثلِ هلالٍ طالعٍ مع العَتَمْ / عند انعطافٍ لا اسودادٍ مدلهم
أقنى مُعَرّىً أنفُهُ من الشّمَم / مُصَمَّمٌ على الطيور مقتحم
والطيرُ منها جبناءٌ وبُهَمْ / حتى إذا قَلّبَ عيناً كالضّرَمْ
صادقةً طرفتُها لا تُتّهَمْ / وأبصر الفُرْجةَ همَّ فاعتزم
كالليثِ قد أوفى على سرب النَّعَمْ / في روضةٍ أطيارها ذاتُ نغم
كما تَغَنّتْ فِرَقٌ من العَجَم / قامَ الرّبيع عندها على قدم
فاتحةً أعينَ زهرٍ لم تنم / تجول فيها كمدامع الرَّهَم
ففارَقَ الكفَّ إلى الصّيد فَشِمْ / خاطفَ برقٍ في غمامٍ مرتكم
ما فاتكٌ غادَرَها في المُقْتَحَمْ / فوارساً تلا أيدي الخدم
وعاوَدَ الكفَّ وفيّاً بالذممِ / بِمِنْسَرٍ يسمحُ عنه فَضْلَ دم
مسحك ميَّاع المداد بالقلم /