القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الفَرَج البَبْغاء الكل
المجموع : 6
وَمارِقٍ مُعتَدِلِ الكُعوبِ
وَمارِقٍ مُعتَدِلِ الكُعوبِ /
يَقِلُّ أَفعى مُعَدَّةَ التَركيبِ /
تَدُبُّ في الجَوِّ بِلا دَبيبِ /
ما كُلُّ ذاتِ مِخلَبٍ وَنابِ
ما كُلُّ ذاتِ مِخلَبٍ وَنابِ / مِن سائِرِ الجارِحِ وَالكِلابِ
بِمُدرِكٍ في الجِدِّ وَالطِلابِ / أَيسَرَ ما يُدرِكُ بِالعِقابِ
شَريفَةُ الصِبغَةِ وَالأَنسابِ / تَطيرُ مِن جَناحِها في غابِ
وَتَستُرُ الأَرضَ عَنِ السَحابِ / وَتَحجُبُ الشَمسَ بِلا حِجابِ
يَظَلُّ مِنها الجَوُّ في اِغتِرابِ / مُستَوحِشاً لِلطَيرِ كَالمُرتابِ
ذَكِيَّةٌ تَنظُرُ مِن شَهابِ / ذاتُ جِرانٍ واسِعِ الجِلبابِ
وَمَنكِبٍ ضَخمٍ أَثيثٍ راى / وَمَنسِرٍ مُوَثِّقِ النِصابِ
وَراحَتي لَيثِ شَرىً غَلّابِ / نيطَت إِلى بَرائِنٍ صِلابِ
مُرهَفَةٍ أَمضى مِن الحِرابِ / وَكُلُّ ما حَلَّقَ في الضَبابِ
لِمُلكِها خاضِعَةُ الرِقابِ /
يا رُبَّ سِربٍ آمِنٍ لَم يُزعَجٍ
يا رُبَّ سِربٍ آمِنٍ لَم يُزعَجٍ / غادَيتُهُ قَبلَ الصَباحِ الأَبلَجِ
بِزُّمَّجٍ أَدلَقَ حوشٍ أَهوَجِ / مُضَبَّرِ المنكبِ صلبَ المنسج
ذي قَصَبٍ عَبلٍ أَصَمَّ مُدمَجِ / وَجُؤجوءٍ كَالجَوشَنِ المُدَرَّجِ
وَعُنُقٍ سامٍ طَويلٍ أَعوَجِ / وَمَنسِرٍ أَقنى فَسيحَ مُسرَجِ
مُنخَرِقِ المُدخَلِ رَحبِ المَخرَجِ / وَمُقلَةٍ تَشِفُّ عَن فَيروزَجِ
ناظِرَةٍ مِن لَهَبٍ مُؤَجَّجِ / وَهامَةٍ كَالحَجَرِ المُدَملَجِ
وَمُستَديرٍ مُعجَمَ التَقسيمِ
وَمُستَديرٍ مُعجَمَ التَقسيمِ /
مُنتَسِبِ الأَشكالِ وَالرُسومِ /
دَبَّرَهُ فِكرُ اِمرىءٍ حَكيمِ /
فَصاغَهُ في صِغَرِ التَجسيمِ /
مُساوِياً لِلفَلَكِ العَظيمِ /
مُقتَطِعا لِسائِرِ النُجومِ /
وَمُسمِعٍ لَيسَ بِذي لِسانِ
وَمُسمِعٍ لَيسَ بِذي لِسانِ /
مُحكمٍ في صَمَمِ الآذانِ /
سِرٌّ يُؤَدّيهِ إِلى إعلانِ /
مَن مُنصِفي مِن مُحكِمِ الكِتابِ
مَن مُنصِفي مِن مُحكِمِ الكِتابِ / شَمسُ العُلومِ قَمَرُ الآدابِ
أَضحى لِأَوصافِ الكَلامِ مُحرِزا / وَسامَ أَن يَلحَقَ لَمّا بَرَزا
وَهل يُجارى السابِقُ المُقَصِّرُ / أَم هَل يُساوي المُدرِكُ المُعذرُ
ما زالَ بي عَن غَرضٍ مُعرِضاً / وَلي بِما يُصدِرُهُ مُستَنهِضا
فَتارَةً يَعتَمِدُ الخَطافا / بِبِدَعٍ تَستَغرِقُ الأَوصافا
وَتارَةً يعني بِنَعتِ القَبجِ / مِن مَنطِقي لِفَضلِهِ مُحتَجِّ
يَحومُ حَولَ غَرضٍ مَعلوم / وَمَقصَدٍ في شِعرِهِ مَفهومِ
حَتّى تَجَلَّت رَغوَةَ الصَريحِ / وَسَلَم التَلويحُ لِلتَصريحِ
وَصَحَّ أَنَّ البَبَّغاءَ مَقصِدُهُ / بِكُلِّ ما كانَ قَديماً يُوردُهُ
فَلَم يَدَع لِقائِلٍ مَقالا / فيها وَلا لِخاطِرٍ مَجالا
أَهدي لَها مِن كُلِّ نَعتٍ أَحسَنَهُ / وَصاغَ مِن حُلى المَعاني أَزيَنَهُ
أَحالَ بِالريشِ الأَشيَبِ الأَخضَرِ / وَبِاِحمرارٍ طَوقَها وَالمُنسِرِ
عَلى اِختِلاطِ الرَوضِ بِالشَقيقِ / وَأَخضَرَ الميناءِ بِالعقيقِ
تَزهى بِدَوّاجٍ مِنَ الزُمُرُدِ / وَمُقلَةٍ كَسَبجٍ في عَسجَدِ
وَحُسنُ مِنقارٍ أَشَمَّ قاني / كَأَنَّما صيغَ مِنَ المُرجانِ
صَيَّرَها اِنفِرادُها في الحَبسِ / بِنُطقِها مِن فُصَحاءِ الإِنسِ
تَمَيَّزَت في الطَيرِ بِالبَيانِ / عَن كُلِّ مَخلوقٍ سِوى الإِنسانِ
تَحكي الَّذي تَسمَعهُ بِلا كَذِبِ / مِن غَيرِ تَغييرٍ لِجَدٍّ أَو لَعِبِ
غِذاؤُها أَزكى طَعام رَغَدا / لا تَشرَبُ الماءَ وَلا تَخشى الصَدا
ذاتُ شُغىً تَحسَبُهُ ياقوتا / لا تَرتَضي غَيرَ الأَرُزُّ قوتا
كَأَنَّما الحبَةُ في مِنقارِها / حَبابَةٌ تَطفو عَلى عُقارِها
إِقدامها بِبَأسِها الشَديدِ / أَسكَنَها في قَفَصِ الحَديدِ
فَهِيَ كَخودٍ في لِباسٍ أَخضَرِ / تَأوي إِلى خَركاهَةِ لَم تستَتِر
وَوَصفها المُعجِزُ مالا يُدرَكُ / وَمِثلُهُ في غَيرِها لا يُملَكُ
لَو لَم تَكُن لي لَقَباً لَم أَختَصِر / لَكن خَشيتُ أَن يُقالَ مُنتَصِر
وَإِنَّما تُنعتُ بِاِستِحقاقِ / لِوَصفِها حذقُ أَبي إِسحاقِ
شَرَّفها وَزادَ في تَشريفِها / بِحكمٍ أَبدَعَ في تَفويفِها
فَكَيفَ أَجزي بِالثَناءِ المُنتَخِبِ / مَن صَرفَ المَدحَ إِلى اِسمي وَاللَقَبِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025