القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 26
يا طَلَلاً عِندَ الأَثيلِ دارِسا
يا طَلَلاً عِندَ الأَثيلِ دارِسا / لاعَبتُ فيهِ خُرّداً أَوانِسا
بِالأَمسِ كانَ مُؤنِساً وَضاحِكاً / وَاليَومَ أَضحى موحِشاً وَعابِسا
نَأوا وَلَم أَشعُرهُمُ فَما دَرَوا / أَنَّ عَلَيهِم مِن ضَميري حارِسا
يَتبَعهُمُ حَيثُ نَأوا وَخَيَّموا / وَقَد يَكونُ لِلمَطايا سائِسا
حَتّى إِذا حَلَّوا بِقَفرٍ بَلقَعٍ / وَخَيَّموا وَاِفتَرَشوا الطَنافِسا
عادَ بِهِم رَوضاً أَغَنَّ يانِعاً / مِن بَعدِ ما قَد كانَ قَفراً يابِسا
ما نَزَلوا مِن مَنزِلٍ إِلّا حَوى / مِن الحِسانِ رَوضَةً طَواوِسا
وَلا نَأوا عَن مَنزِلٍ إِلّا حَوى / مِن عاشِقيهِم أَرضُهُ نَواوِسا
وَاِحرَبا مِن كَبِدي وَاِحرَبا
وَاِحرَبا مِن كَبِدي وَاِحرَبا / وَاِطرَبا مِن خَلَدي وَاِطرَبا
في كَبِدي نارُ جَوىً مُحرِقَةٌ / في خَلَدي بَدرُ دُجىً قَد غَرَبا
يا مِسكُ يا بَدرُ وَيا غُصنَ نَقاً / ما أَورَقا ما أَنوَرا ما أَطيَبا
يا مَبسِماً أَحبَبتُ مِنهُ الحَبَبا / وَيا رُضاباً ذُقتُ مِنهُ الضَرَبا
يا قَمَراً في شَفَقٍ مِن خَفَرٍ / في خَدِّهِ لاحَ لَنا مُنتَقِبا
لَو أَنَّهُ يُسفِرُ عَن بُرقُعِهِ / كانَ عَذاباً فَلِهذا اِحتَجَبا
شَمسُ ضُحىً في فَلَكٍ طالِعَةٌ / غُصنُ نَقاً في رَوضَةٍ قَد نُصِبا
ظَلتُ لَها مِن حَذَرٍ مُرتَعِبا / وَالغُصنُ أَسقيهِ سَماءً صَيِّبا
إِن طَلَعَت كانَت لِعَيني عَجَبا / أَو غَرَبَت كانَت لِحَيني سَبَبا
مُذ عَقَدَ الحُسنُ عَلى مَفرِقِها / تاجاً مِن التَبرِ عَشِقتُ الذَهَبا
لَو أَنَّ إِبليسَ رَأى مِن آدَمٍ / نرَ مُحَيّاها عَلَيهِ ما أَبى
لَو أَنَّ إِدريسَ رَأى ما رَقَم ال / حُسنُ بِخَدَّيها إِذاً ما كَتَبا
لَو أَنَّ بِلقيسَ رَأَت رَفرَفَها / ما خَطَرَ العَرشُ وَلا الصَرحُ بِبا
يا سَرحَةَ الوادي وَيا بانَ الغَضا / أَهدوا لَنا مِن نَشرِكُم مَعَ الصَبا
مُمَسَّكاً يَفوحُ رَيّاهُ لَنا / مِن زَهرِ أَهضامِكَ أَو زَهرِ الرُبى
يا بانَةَ الوادي أَرينا فَنَناً / في لينِ أَعطافٍ لَها أَو قُضُبا
ريحُ صَباً يُخبِرُ عَن عَصرِ صِباً / بِحاجِرٍ أَو بِمِنىً أَو بِقَبا
أَو بِالنَقا فَالمُنحَنى عِندَ الحِمى / أَو لَعلَعٍ حَيثُ مَراتِعُ الظِبا
لا عَجَبٌ لا عَجَبٌ لا عَجَبا / مِن عَرَبِيٍّ يَتَهاوى العَرَبا
يَفنى إِذا ما صَدَحَت قُمَرِيَّةٌ / بِذِكرِ مَن يَهواهُ فيهِ طَرَبا
بَينَ النَقا وَلَعلَعِ
بَينَ النَقا وَلَعلَعِ / ظِباءُ ذاتِ الأَجرَعِ
تَرعى بِها في خَمَرٍ / خَمائِلاً وَتَرتَعي
ما طَلَعَت أَهِلَّةٌ / بِأُفقِ ذاكَ المَطلَعِ
إِلّا وَدَدتُ أَنَّها / مِن حَذَرٍ لَم تَطلُعِ
وَلا بَدَت لامِعَةٌ / مِن بَرقِ ذاكَ اليَرمَعِ
إِلّا اِشتَهَيتُ أَنَّها / لَما بِنا لَم تَلمَعِ
يا دَمعَتي فَاِنسَكِبي / يا مُقلَتي لا تُقلِعي
يا زَفرَتي خُذ صُعُداً / يا كَبِدي تَصَدَّعي
وَأَنتَ يا حادي اِتَّئِد / فَالنارُ بَينَ أَضلُعي
قَد فَنِيَت مِمّا جَرى / خَوفَ الفِراقِ أَدمُعي
حَتّى إِذا حَلَّ النَوى / لَم تَلقَ عَيناً تَدمَعِ
فَاِرحَل إِلى وادي اللِوى / مَرتَعِهِم وَمَصرَعي
إِنَّ بِهِ أَحِبَّتي / عِندَ مِياهِ الأَجرَعِ
وَنادِهِم مَن لِفَتىً / ذي لَوعَةٍ مَوَدِّعِ
رَمَت بِهِ أَشجانُهُ / بَهماءَ رَسمٍ بَلقَعِ
يا قَمَراً تَحتَ دُجىً / خُذ مِنهُ شَيئاً وَدَعِ
وَزَوِّديهِ نَظرَةً / مِن خَلفِ ذاكَ البُرقُعِ
لِأَنَّهُ يَضعُفُ عَن / دَركِ الجَمالِ الأَروَعِ
أَو عَلِّليهِ بِالمُنى / عَساهُ يَحيا وَيَعي
ما هُوَ إِلّا مَيِّتٌ / بَينَ النَقا وَلَعلَعِ
فَمُتُّ يَأساً وَأَسىً / كَما أَنا في مَوضِعي
ما صَدَقَت ريحُ الصَبا / حينَ أَتَت بِالخُدَعِ
قَد تَكذِبُ الريحُ إِذا / تُسمِعُ ما لَم تَسمَعِ
أَحبابُنا أَينَ هُمُ
أَحبابُنا أَينَ هُمُ / بِاللَهِ قولوا أَينَ هُم
كَما رَأَيتُ طَيفَهُم / فَهَل تُريني عَينَهُم
فَكَم وَكَم أَطلُبُهُم / وَكَم سَأَلتُ بَينَهُم
حَتّى أَمِنتُ بَينَهُم / وَما أَمِنتُ بَينَهَم
لَعَلَّ سَعدي حائِلٌ / بَينَ النَوى وَبَينَهَم
لِتَنعُمَ العَينُ بِهِم / فَلا أَقولُ أَينَ هُم
يا حادي العيسَ بِسَلعٍ عَرَّجِ
يا حادي العيسَ بِسَلعٍ عَرَّجِ / وَقِف عَلى البانَةِ بِالمُدَرَّجِ
وَنادِهِم مُستَعطِفاً مُستَلطِفاً / يا سادَتي هَل عِندَكُم مِن فَرَجِ
بِرامَةٍ بَينَ النَقا وَحاجِرٍ / جارِيَةٌ مَقصورَةٌ في هَودَجِ
يا حُسنَها مِن طَفلَةٍ غُرَّتُها / تُضيءُ لِلطارِقِ مِثلَ السُرُجِ
لُؤلُؤَةٌ مَكنونَةٌ في صَدَفٍ / مِن شَعَرٍ مِثلِ سَوادِ السَبَجِ
لُؤلُؤَةٌ غَوّاصُها الفِكرُ فَما / تَنفَكُّ في أَغوارِ تِلكَ اللُجَجِ
يَحسَبُها ناظِرُها ظَبيَ نَقاً / مِن جيدِها وَحُسنِ ذاكَ الغَنَجِ
كَأَنَّها شَمسُ ضُحىً في حَمَلٍ / قاطِعَةٌ أَقصى مَعالي الدَرَجِ
إِن حَسَرَت بُرقُعَها أَو سَفَرَت / أَزرَت بِأَنوارِ الصَباحِ الأَبلَجِ
نادَيتُها بَينَ الحِمى وَرامَةٍ / مَن لِفَتىً حَلَّ بِسَلعٍ يَرتَجي
مَن لِفَتىً مُتَيَّهٍ في مَهمَهٍ / مُوَلَّهٍ مُدَلَّهِ العَقلِ شَجى
مَن لِفَتىً دَمعَتُهُ مُغرِقَةٌ / أَسكَرَهُ خَمرٌ بِذاكَ الفَلَجِ
مَن لِفَتىً زَفرَتُهُ مُحرِقَةٌ / تَيَّمَهُ جَمالُ ذاكَ البَلَجِ
قَد لَعِبَت أَيدي الهَوى بِقَلبِهِ / فَما عَلَيهِ في الَّذي مِن حَرَجِ
الرجل إنْ جاريته في فعله
الرجل إنْ جاريته في فعله / أربى على حدّ السُّوى والمستوى
فاقبض عنان الطرف عن إسرائه / فالعجز علم محقق أخذ اللوى
من عنده في موقف تاهت به / ظلم الغيوبِ فما يحس وما يرى
حزنَ الفؤادُ أدبه
حزنَ الفؤادُ أدبه / ودينه ومذهبه
إن جئتَه وجدته / أمراً عسيراً مركبه
وكلّ من يشغله / مقامُه لا يطلبه
يحكم كرَّ الليلِ والنهارِ
يحكم كرَّ الليلِ والنهارِ / على شخوصٍ مَزجة الأطوار
مثلِ الترابِ اليابسِ الثريار / والماءِ والهواءِ ثم النار
بالاستحالات وبالتكوين / وبتناهي مدَّةِ الأعمارِ
وذاك بالأمرِ العزيزِ العالي / أمر الإله الواحدِ القهَّارِ
ألبستُ ستّ العابدي
ألبستُ ستّ العابدي / ن خرقةَ التصوفِ
ألبستُها من رغبتي / فيها ومن تخوُّفي
على إنكسار راعني / منها ومن تشوّفِ
ألبستُها بمكةَ / في الحجِّ بالمعرِّف
ألبستُها ثوبَ تقى / توّقني تشرُّفي
لأنها معشوقةٌ / لطيفةُ التظرف
محجوبةٌ مطلوبةٌ / لطالبِ التطرُّفِ
ألبستُ بنتي سفري
ألبستُ بنتي سفري / خِرقةَ أهلِ الأدبِ
ألبستُها ثوبَ تقى / من كل خُلقٍ معجِبِ
وقلتُ يا بنت اسلكي / طريقتي ومذهبي
فمذهبي شرعُ النبي / الهاشميِّ العربي
فهكذا ألبستُها / من كلِّ شيخٍ مُنجبِ
أقولُ هذا وأنا / محمد بن العربي
يا من إذا أبصرتُه
يا من إذا أبصرتُه / أبصرتُ نفسي وإذا
أبصرَني أبصرَ أي / ضاً نفسَه مُعوّذا
منه به فليتني / لم أكُ إذ كنتُ كذا
فكلُّ ما أسأله / فيه يقولُ حبَّذا
هذا هو الجودُ الذي / صيَّر قلبي جِهبِذا
لذا تراني كلما / أذكره منتبذا
فالحمد لله الذي / أقامني في ذا وذا
الناس في لَبسٍ من الخَلقِ الجديدِ
الناس في لَبسٍ من الخَلقِ الجديدِ / لكونه يفعل فيهم ما يريد
فما يرى الأمر كما يعلمه / يشهده بعينه الخلق الجديد
في الزمن الفردِ الذي أثبته / لطالب البرهان بالفكر السديد
ما نظرتْ عقولنا في مُشكلٍ / أشكلَ من هذا ولا ركن شديد
يأوي إليه فكره مستنداً / ممكناً فيه فعنه ما يحيد
أقسم بالسماءِ ذاتِ الحيك
أقسم بالسماءِ ذاتِ الحيك / وقال لا تقسم إلا بالملكْ
عظمتكم إذ كنتمُ إلى قسما / فعظموني مثل تعظيمِ الملكْ
تعظيمه منزَّه مقدَّس / من كلِّ ما يحدثه دور الفلكْ
وما لمخلوقٍ به معرفةٌ / إلا إذا العبدُ إلى الله سَلَك
وكلُّ مَنْ يسلك نحوي قاصداً / هو الذي سِرَّ الوجودِ قد ملك
وما سواه ضل في مهلكةٍ / تاه بها منفرداً حتى هلك
قلت متى يشهدك الوصف الذي / تعلمه قال إذا الشمس دلك
يقرّبُ الأمر إذا انشق القمر
يقرّبُ الأمر إذا انشق القمر / لأنه في اللوحِ رقمٌ مستطِرْ
ولا تقل يا سيِّدي بأنَّ ذا / إذا رأته العينُ سحر مستمرْ
لو لم يكن هذا الذي رأيته / لما انتهى شخصٌ به ولا ائتمر
تبتسم الأرضُ وتبدي خيرها / إنْ جادتِ السحبُ بماءٍ منهمر
وجادتِ الشمسُ لها بنورها / صبيحةَ اليومِ الذي فيه مطر
وأصبحتْ أرضُ الهوى مخضرَّةً / تظهر للأبصارِ غيبَ ما سترْ
وطاب عَرفُ الجوّ من أعرافها / فقلت للأنواءِ ما هذا الخبر
رأيته طلقَ المحيَّا ضاحكاً / من كان يدعى بالعبوس المكفهر
فاشكر وزد في شكرِه مُجتهداً / واحذر من المكر إنَّ الله مكر
أنذرته المكر فقال لا تقل / هذا الذي قلت فما تغني النذر
قلت فما أعرفُ إلا مؤمناً / بما به يجري القضاءُ والقدر
فقالَ هيهاتِ لما تعرفه / مني فإني منذ وليتُ الدبر
أعرض عني الرشدُ واستفزني / شيطانه فقلت هل من مدَّكر
قلت أنا فقال لا أصغي إلى / ما قلت إني في ضلالٍ وسَعَر
كم بين شخصٍ في جنانٍ ونهر / في مقعد صدقٍ مليك مُقتدر
وبين شخصٍ خاسرٍ قيل له / يا أيها الخاسرُ ذق مسَّ سَقَر
فالحمد لله الذي أعطى البشر / حمد شكور شاكر شكر الشكر
لولا الدعاوى ما ابتلى من ابتلي
لولا الدعاوى ما ابتلى من ابتلي / من كل شخصٍ من رسولٍ أو ولي
لا تبتلي ما تبتلي واستسلمنْ / إلى الذي يَقضي به الرحمن لي
فإنه أعلم بي منا بنا / ومن يكن أعلم بي فهو العلي
علم البلاء خبرة فاحكم له / بالذوقِ فيه وعليه فاعمل
يا نفسُ قومي للذي عرفته / بكلِّ ما يطلبه لا تأتلي
إنْ كان قولُ الله حيّ نحو ما / يعطي اللسان فاطلبي لا تحملي
وليس يدري سرَّ ما أذكره / في شعرنا الا خبير قد ولي
سافِرْ عسى تستقم
سافِرْ عسى تستقم / فأمرُكم قد عُلمْ
أين عفوّ اسمه / من اسمه المنتقم
الحمد لله الذي
الحمد لله الذي / أذهب عنا الحزنا
ولم نزل نعبده / لما عبدنا الوثنا
فامتنَّ إحساناً ومن / نفوسِنا مكننا
وكثر الخير لدي / نا جوده والممنا
لما أتانا منكرٌ / وكان عبداً لنا
ولم يكن بي راحماً / ولم يكن بي محسِنا
قلت لعقلي واعتبر / حتى ترى من أحسنا
ما لمّ غلا الله بال / برهان صحابينا
فقهقر المعلون يع / دو معلماً بي معلنا
وهذا عُبيد جئتُه / بفتنة ما افتتنا
وجدته ذا حذر / فما التوى ولا نى
قلبته لعلني / أضله فقل أنا
فقال لي اكسر ولا / تقل أنا بل قل أنا
لكلِّ خيرٍ قابل / وحامل فاعلنا
فلم أجد فيه مسا / غاً للذي قامَ بنا
من سلبه عن دينه / فعاد رشداً غيُّنا
قلتُ بماذا قد عُصم / تَ يا فتى من شرِّنا
فقال لي عاصمه / به المهيمنُ اعتنى
لما اصطفاه سيِّداً / ذا حجة مبرهِنا
دلَّى إليه رفرفاً / من درَّة لما دنا
وقال لي اخسأ يا لعْي / نُ إنه عبدٌ لنا
جاءت إليه رحمة / علومنا من عندنا
أقول لما أن بدا
أقول لما أن بدا / للعينِ ما أشهدَنا
الحمد لله الذي / بجودِه أوجدَنا
من عينه فكان لي / من ذاك ربّاً مُحسنا
أثنى عليه مُفصحاً / به سرّاً مُعلنا
العلمُ أولى ما اتبع
العلمُ أولى ما اتبع / والعبد عبدُ ما اتبعْ
هذا هو الحقُّ بدا / فخذ بقولي أو فَدَعْ
من وسع الحق فما / يعجز عن شي يسع
ما أشرف العبد الذي / لكل شيء قد وضع
من نازلٍ وصاعدٍ / وخافضٍ ومرتفع
ميزانه في يده / كالحقِّ يُعلي ويضع
إنْ قالَ قولاً هائلاً / فما يقول من جَزع
لأنه يعلم أنّ / القولَ بالحقِّ صَدَع
عبادَه فاعتبروا / في هولِ يومِ المطلع
إذا أتى العبدُ به / إلى الجحيم فاطّلع
لكي يرى صاحبَهُ / عنه الأمان قد نُزع
فقال تالله لقد / كِدت لتردينْ ومعْ
هذا فإني شافعٌ / فيكَ إن الله شفع
فالحمدُ لله الذي / خلصني مما وقع
فه الجهول إذ أتا / ه رادعٌ فما ارتدع
في سورةِ الصفّ أتتْ / آيته لو اطّلعْ
على المعاني نلتُها / نيلَ الذي بها انتفع
في منزلِ الدنيا الذي / لكلُّ خيرِ قد جَمَع
والشكر لله الذي / منَّ عليَّ ودفع
عني ما احذره / يومَ النشور والفَزَع
وجاء في توقيعه / هذا جزاء من تبع
بعقده وفعله / رسولُنا فيما شرع
وكلُّ ما جاء به / إليه من شرعٍ نزع
وما توانى ساعةً / وما افترى وما ابتدع
فوجهه النور إذا / ما النور في الحشر سطع
فالحمدُ لله الذي / يُحمد أعطى أو منع
بذا أتانا وحيُه / فألسنُ الخلقِ تبع
بأنه قال على / لسانِه ما قد شَرَع
له بمما يقوله / على مُصلٍّ متبع
إمام قولٍ مقيّد / ليس بشخصٍ مبتدع
وأيّ مجد مثل ذا / وأيّ فخر قد سمع
أصبح عبداً تائباً / عني إذا قال سمع
الله والله لمن / حمدُه كذا وقع
الحمد لله الذي
الحمد لله الذي / بفضله فضلنا
بواحد صيرنا / إلى نعيم من هنا
بجنة عالية / لها التداني للجنى
وسقفها العرش كما / أرض لها كرسيُّنا
إنْ كنتَ عبداً مذنباً / كان الإله مُحسنا
أو كنت عبداً محسناً / كان الإله مؤمنا
أقول قولاً ثالثاً / فإنه أولى بنا
الحمد لله الذي / أذهب عنا الحزنا
ولا أقول مثل ما / يقول فيه الزمنا
أقدامنا أقدامنا / لصدقها فالأمنا
قالوا كمثلِ قولنا / قولاً صحيحاً بيّنا
ينوبُ عنا مثل ما / ننوبُ عنه بنّيا
قامَ الوجودُ كله / ما بين ذمٍّ وثَنا
فالحمدُ في الكون له / والذمُّ في الكون لنا
فما لنا فهو له / وما له ليسَّ لنا
إلا الذي اختص بنا / كفقرِنا وذُلِّنا
كذا حكاه شيخُنا / في حاله بسطامنا
عن الإله قاله / في قربه لما دنا
له الوجودُ كله / والحكم فيه حكمنا
فما رأينا سوى / وما بدا إلا بنا
ومثلُ ذا إنْ كان ذا / قد حار فيه عقلُنا
فكن به أو لا تكن / فإنه يعيينا
العلم ما أنزله / إليَّ وحياً بينا
وليس ما ننظره / في ذاته بفكرنا
فما أتى من خطأ / فإنه من وهمنا
لا تفكروا في ذاته / بذا أتاكم شرعنا
وإنما حجرُه / إضافةُ الفكرِ لنا
من عاينَ الحقَّ كذا / لم يعبد إلا الوثنا
توحيدكم إلهكم / فذاك عينُ شركنا
وإنما توحيدُه / انْ لا تراه أعينا
كما أتانا عنهمُ / فالسبلُ فيه سبلُنا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025