المجموع : 26
يا طَلَلاً عِندَ الأَثيلِ دارِسا
يا طَلَلاً عِندَ الأَثيلِ دارِسا / لاعَبتُ فيهِ خُرّداً أَوانِسا
بِالأَمسِ كانَ مُؤنِساً وَضاحِكاً / وَاليَومَ أَضحى موحِشاً وَعابِسا
نَأوا وَلَم أَشعُرهُمُ فَما دَرَوا / أَنَّ عَلَيهِم مِن ضَميري حارِسا
يَتبَعهُمُ حَيثُ نَأوا وَخَيَّموا / وَقَد يَكونُ لِلمَطايا سائِسا
حَتّى إِذا حَلَّوا بِقَفرٍ بَلقَعٍ / وَخَيَّموا وَاِفتَرَشوا الطَنافِسا
عادَ بِهِم رَوضاً أَغَنَّ يانِعاً / مِن بَعدِ ما قَد كانَ قَفراً يابِسا
ما نَزَلوا مِن مَنزِلٍ إِلّا حَوى / مِن الحِسانِ رَوضَةً طَواوِسا
وَلا نَأوا عَن مَنزِلٍ إِلّا حَوى / مِن عاشِقيهِم أَرضُهُ نَواوِسا
وَاِحرَبا مِن كَبِدي وَاِحرَبا
وَاِحرَبا مِن كَبِدي وَاِحرَبا / وَاِطرَبا مِن خَلَدي وَاِطرَبا
في كَبِدي نارُ جَوىً مُحرِقَةٌ / في خَلَدي بَدرُ دُجىً قَد غَرَبا
يا مِسكُ يا بَدرُ وَيا غُصنَ نَقاً / ما أَورَقا ما أَنوَرا ما أَطيَبا
يا مَبسِماً أَحبَبتُ مِنهُ الحَبَبا / وَيا رُضاباً ذُقتُ مِنهُ الضَرَبا
يا قَمَراً في شَفَقٍ مِن خَفَرٍ / في خَدِّهِ لاحَ لَنا مُنتَقِبا
لَو أَنَّهُ يُسفِرُ عَن بُرقُعِهِ / كانَ عَذاباً فَلِهذا اِحتَجَبا
شَمسُ ضُحىً في فَلَكٍ طالِعَةٌ / غُصنُ نَقاً في رَوضَةٍ قَد نُصِبا
ظَلتُ لَها مِن حَذَرٍ مُرتَعِبا / وَالغُصنُ أَسقيهِ سَماءً صَيِّبا
إِن طَلَعَت كانَت لِعَيني عَجَبا / أَو غَرَبَت كانَت لِحَيني سَبَبا
مُذ عَقَدَ الحُسنُ عَلى مَفرِقِها / تاجاً مِن التَبرِ عَشِقتُ الذَهَبا
لَو أَنَّ إِبليسَ رَأى مِن آدَمٍ / نرَ مُحَيّاها عَلَيهِ ما أَبى
لَو أَنَّ إِدريسَ رَأى ما رَقَم ال / حُسنُ بِخَدَّيها إِذاً ما كَتَبا
لَو أَنَّ بِلقيسَ رَأَت رَفرَفَها / ما خَطَرَ العَرشُ وَلا الصَرحُ بِبا
يا سَرحَةَ الوادي وَيا بانَ الغَضا / أَهدوا لَنا مِن نَشرِكُم مَعَ الصَبا
مُمَسَّكاً يَفوحُ رَيّاهُ لَنا / مِن زَهرِ أَهضامِكَ أَو زَهرِ الرُبى
يا بانَةَ الوادي أَرينا فَنَناً / في لينِ أَعطافٍ لَها أَو قُضُبا
ريحُ صَباً يُخبِرُ عَن عَصرِ صِباً / بِحاجِرٍ أَو بِمِنىً أَو بِقَبا
أَو بِالنَقا فَالمُنحَنى عِندَ الحِمى / أَو لَعلَعٍ حَيثُ مَراتِعُ الظِبا
لا عَجَبٌ لا عَجَبٌ لا عَجَبا / مِن عَرَبِيٍّ يَتَهاوى العَرَبا
يَفنى إِذا ما صَدَحَت قُمَرِيَّةٌ / بِذِكرِ مَن يَهواهُ فيهِ طَرَبا
بَينَ النَقا وَلَعلَعِ
بَينَ النَقا وَلَعلَعِ / ظِباءُ ذاتِ الأَجرَعِ
تَرعى بِها في خَمَرٍ / خَمائِلاً وَتَرتَعي
ما طَلَعَت أَهِلَّةٌ / بِأُفقِ ذاكَ المَطلَعِ
إِلّا وَدَدتُ أَنَّها / مِن حَذَرٍ لَم تَطلُعِ
وَلا بَدَت لامِعَةٌ / مِن بَرقِ ذاكَ اليَرمَعِ
إِلّا اِشتَهَيتُ أَنَّها / لَما بِنا لَم تَلمَعِ
يا دَمعَتي فَاِنسَكِبي / يا مُقلَتي لا تُقلِعي
يا زَفرَتي خُذ صُعُداً / يا كَبِدي تَصَدَّعي
وَأَنتَ يا حادي اِتَّئِد / فَالنارُ بَينَ أَضلُعي
قَد فَنِيَت مِمّا جَرى / خَوفَ الفِراقِ أَدمُعي
حَتّى إِذا حَلَّ النَوى / لَم تَلقَ عَيناً تَدمَعِ
فَاِرحَل إِلى وادي اللِوى / مَرتَعِهِم وَمَصرَعي
إِنَّ بِهِ أَحِبَّتي / عِندَ مِياهِ الأَجرَعِ
وَنادِهِم مَن لِفَتىً / ذي لَوعَةٍ مَوَدِّعِ
رَمَت بِهِ أَشجانُهُ / بَهماءَ رَسمٍ بَلقَعِ
يا قَمَراً تَحتَ دُجىً / خُذ مِنهُ شَيئاً وَدَعِ
وَزَوِّديهِ نَظرَةً / مِن خَلفِ ذاكَ البُرقُعِ
لِأَنَّهُ يَضعُفُ عَن / دَركِ الجَمالِ الأَروَعِ
أَو عَلِّليهِ بِالمُنى / عَساهُ يَحيا وَيَعي
ما هُوَ إِلّا مَيِّتٌ / بَينَ النَقا وَلَعلَعِ
فَمُتُّ يَأساً وَأَسىً / كَما أَنا في مَوضِعي
ما صَدَقَت ريحُ الصَبا / حينَ أَتَت بِالخُدَعِ
قَد تَكذِبُ الريحُ إِذا / تُسمِعُ ما لَم تَسمَعِ
أَحبابُنا أَينَ هُمُ
أَحبابُنا أَينَ هُمُ / بِاللَهِ قولوا أَينَ هُم
كَما رَأَيتُ طَيفَهُم / فَهَل تُريني عَينَهُم
فَكَم وَكَم أَطلُبُهُم / وَكَم سَأَلتُ بَينَهُم
حَتّى أَمِنتُ بَينَهُم / وَما أَمِنتُ بَينَهَم
لَعَلَّ سَعدي حائِلٌ / بَينَ النَوى وَبَينَهَم
لِتَنعُمَ العَينُ بِهِم / فَلا أَقولُ أَينَ هُم
يا حادي العيسَ بِسَلعٍ عَرَّجِ
يا حادي العيسَ بِسَلعٍ عَرَّجِ / وَقِف عَلى البانَةِ بِالمُدَرَّجِ
وَنادِهِم مُستَعطِفاً مُستَلطِفاً / يا سادَتي هَل عِندَكُم مِن فَرَجِ
بِرامَةٍ بَينَ النَقا وَحاجِرٍ / جارِيَةٌ مَقصورَةٌ في هَودَجِ
يا حُسنَها مِن طَفلَةٍ غُرَّتُها / تُضيءُ لِلطارِقِ مِثلَ السُرُجِ
لُؤلُؤَةٌ مَكنونَةٌ في صَدَفٍ / مِن شَعَرٍ مِثلِ سَوادِ السَبَجِ
لُؤلُؤَةٌ غَوّاصُها الفِكرُ فَما / تَنفَكُّ في أَغوارِ تِلكَ اللُجَجِ
يَحسَبُها ناظِرُها ظَبيَ نَقاً / مِن جيدِها وَحُسنِ ذاكَ الغَنَجِ
كَأَنَّها شَمسُ ضُحىً في حَمَلٍ / قاطِعَةٌ أَقصى مَعالي الدَرَجِ
إِن حَسَرَت بُرقُعَها أَو سَفَرَت / أَزرَت بِأَنوارِ الصَباحِ الأَبلَجِ
نادَيتُها بَينَ الحِمى وَرامَةٍ / مَن لِفَتىً حَلَّ بِسَلعٍ يَرتَجي
مَن لِفَتىً مُتَيَّهٍ في مَهمَهٍ / مُوَلَّهٍ مُدَلَّهِ العَقلِ شَجى
مَن لِفَتىً دَمعَتُهُ مُغرِقَةٌ / أَسكَرَهُ خَمرٌ بِذاكَ الفَلَجِ
مَن لِفَتىً زَفرَتُهُ مُحرِقَةٌ / تَيَّمَهُ جَمالُ ذاكَ البَلَجِ
قَد لَعِبَت أَيدي الهَوى بِقَلبِهِ / فَما عَلَيهِ في الَّذي مِن حَرَجِ
الرجل إنْ جاريته في فعله
الرجل إنْ جاريته في فعله / أربى على حدّ السُّوى والمستوى
فاقبض عنان الطرف عن إسرائه / فالعجز علم محقق أخذ اللوى
من عنده في موقف تاهت به / ظلم الغيوبِ فما يحس وما يرى
حزنَ الفؤادُ أدبه
حزنَ الفؤادُ أدبه / ودينه ومذهبه
إن جئتَه وجدته / أمراً عسيراً مركبه
وكلّ من يشغله / مقامُه لا يطلبه
يحكم كرَّ الليلِ والنهارِ
يحكم كرَّ الليلِ والنهارِ / على شخوصٍ مَزجة الأطوار
مثلِ الترابِ اليابسِ الثريار / والماءِ والهواءِ ثم النار
بالاستحالات وبالتكوين / وبتناهي مدَّةِ الأعمارِ
وذاك بالأمرِ العزيزِ العالي / أمر الإله الواحدِ القهَّارِ
ألبستُ ستّ العابدي
ألبستُ ستّ العابدي / ن خرقةَ التصوفِ
ألبستُها من رغبتي / فيها ومن تخوُّفي
على إنكسار راعني / منها ومن تشوّفِ
ألبستُها بمكةَ / في الحجِّ بالمعرِّف
ألبستُها ثوبَ تقى / توّقني تشرُّفي
لأنها معشوقةٌ / لطيفةُ التظرف
محجوبةٌ مطلوبةٌ / لطالبِ التطرُّفِ
ألبستُ بنتي سفري
ألبستُ بنتي سفري / خِرقةَ أهلِ الأدبِ
ألبستُها ثوبَ تقى / من كل خُلقٍ معجِبِ
وقلتُ يا بنت اسلكي / طريقتي ومذهبي
فمذهبي شرعُ النبي / الهاشميِّ العربي
فهكذا ألبستُها / من كلِّ شيخٍ مُنجبِ
أقولُ هذا وأنا / محمد بن العربي
يا من إذا أبصرتُه
يا من إذا أبصرتُه / أبصرتُ نفسي وإذا
أبصرَني أبصرَ أي / ضاً نفسَه مُعوّذا
منه به فليتني / لم أكُ إذ كنتُ كذا
فكلُّ ما أسأله / فيه يقولُ حبَّذا
هذا هو الجودُ الذي / صيَّر قلبي جِهبِذا
لذا تراني كلما / أذكره منتبذا
فالحمد لله الذي / أقامني في ذا وذا
الناس في لَبسٍ من الخَلقِ الجديدِ
الناس في لَبسٍ من الخَلقِ الجديدِ / لكونه يفعل فيهم ما يريد
فما يرى الأمر كما يعلمه / يشهده بعينه الخلق الجديد
في الزمن الفردِ الذي أثبته / لطالب البرهان بالفكر السديد
ما نظرتْ عقولنا في مُشكلٍ / أشكلَ من هذا ولا ركن شديد
يأوي إليه فكره مستنداً / ممكناً فيه فعنه ما يحيد
أقسم بالسماءِ ذاتِ الحيك
أقسم بالسماءِ ذاتِ الحيك / وقال لا تقسم إلا بالملكْ
عظمتكم إذ كنتمُ إلى قسما / فعظموني مثل تعظيمِ الملكْ
تعظيمه منزَّه مقدَّس / من كلِّ ما يحدثه دور الفلكْ
وما لمخلوقٍ به معرفةٌ / إلا إذا العبدُ إلى الله سَلَك
وكلُّ مَنْ يسلك نحوي قاصداً / هو الذي سِرَّ الوجودِ قد ملك
وما سواه ضل في مهلكةٍ / تاه بها منفرداً حتى هلك
قلت متى يشهدك الوصف الذي / تعلمه قال إذا الشمس دلك
يقرّبُ الأمر إذا انشق القمر
يقرّبُ الأمر إذا انشق القمر / لأنه في اللوحِ رقمٌ مستطِرْ
ولا تقل يا سيِّدي بأنَّ ذا / إذا رأته العينُ سحر مستمرْ
لو لم يكن هذا الذي رأيته / لما انتهى شخصٌ به ولا ائتمر
تبتسم الأرضُ وتبدي خيرها / إنْ جادتِ السحبُ بماءٍ منهمر
وجادتِ الشمسُ لها بنورها / صبيحةَ اليومِ الذي فيه مطر
وأصبحتْ أرضُ الهوى مخضرَّةً / تظهر للأبصارِ غيبَ ما سترْ
وطاب عَرفُ الجوّ من أعرافها / فقلت للأنواءِ ما هذا الخبر
رأيته طلقَ المحيَّا ضاحكاً / من كان يدعى بالعبوس المكفهر
فاشكر وزد في شكرِه مُجتهداً / واحذر من المكر إنَّ الله مكر
أنذرته المكر فقال لا تقل / هذا الذي قلت فما تغني النذر
قلت فما أعرفُ إلا مؤمناً / بما به يجري القضاءُ والقدر
فقالَ هيهاتِ لما تعرفه / مني فإني منذ وليتُ الدبر
أعرض عني الرشدُ واستفزني / شيطانه فقلت هل من مدَّكر
قلت أنا فقال لا أصغي إلى / ما قلت إني في ضلالٍ وسَعَر
كم بين شخصٍ في جنانٍ ونهر / في مقعد صدقٍ مليك مُقتدر
وبين شخصٍ خاسرٍ قيل له / يا أيها الخاسرُ ذق مسَّ سَقَر
فالحمد لله الذي أعطى البشر / حمد شكور شاكر شكر الشكر
لولا الدعاوى ما ابتلى من ابتلي
لولا الدعاوى ما ابتلى من ابتلي / من كل شخصٍ من رسولٍ أو ولي
لا تبتلي ما تبتلي واستسلمنْ / إلى الذي يَقضي به الرحمن لي
فإنه أعلم بي منا بنا / ومن يكن أعلم بي فهو العلي
علم البلاء خبرة فاحكم له / بالذوقِ فيه وعليه فاعمل
يا نفسُ قومي للذي عرفته / بكلِّ ما يطلبه لا تأتلي
إنْ كان قولُ الله حيّ نحو ما / يعطي اللسان فاطلبي لا تحملي
وليس يدري سرَّ ما أذكره / في شعرنا الا خبير قد ولي
سافِرْ عسى تستقم
سافِرْ عسى تستقم / فأمرُكم قد عُلمْ
أين عفوّ اسمه / من اسمه المنتقم
الحمد لله الذي
الحمد لله الذي / أذهب عنا الحزنا
ولم نزل نعبده / لما عبدنا الوثنا
فامتنَّ إحساناً ومن / نفوسِنا مكننا
وكثر الخير لدي / نا جوده والممنا
لما أتانا منكرٌ / وكان عبداً لنا
ولم يكن بي راحماً / ولم يكن بي محسِنا
قلت لعقلي واعتبر / حتى ترى من أحسنا
ما لمّ غلا الله بال / برهان صحابينا
فقهقر المعلون يع / دو معلماً بي معلنا
وهذا عُبيد جئتُه / بفتنة ما افتتنا
وجدته ذا حذر / فما التوى ولا نى
قلبته لعلني / أضله فقل أنا
فقال لي اكسر ولا / تقل أنا بل قل أنا
لكلِّ خيرٍ قابل / وحامل فاعلنا
فلم أجد فيه مسا / غاً للذي قامَ بنا
من سلبه عن دينه / فعاد رشداً غيُّنا
قلتُ بماذا قد عُصم / تَ يا فتى من شرِّنا
فقال لي عاصمه / به المهيمنُ اعتنى
لما اصطفاه سيِّداً / ذا حجة مبرهِنا
دلَّى إليه رفرفاً / من درَّة لما دنا
وقال لي اخسأ يا لعْي / نُ إنه عبدٌ لنا
جاءت إليه رحمة / علومنا من عندنا
أقول لما أن بدا
أقول لما أن بدا / للعينِ ما أشهدَنا
الحمد لله الذي / بجودِه أوجدَنا
من عينه فكان لي / من ذاك ربّاً مُحسنا
أثنى عليه مُفصحاً / به سرّاً مُعلنا
العلمُ أولى ما اتبع
العلمُ أولى ما اتبع / والعبد عبدُ ما اتبعْ
هذا هو الحقُّ بدا / فخذ بقولي أو فَدَعْ
من وسع الحق فما / يعجز عن شي يسع
ما أشرف العبد الذي / لكل شيء قد وضع
من نازلٍ وصاعدٍ / وخافضٍ ومرتفع
ميزانه في يده / كالحقِّ يُعلي ويضع
إنْ قالَ قولاً هائلاً / فما يقول من جَزع
لأنه يعلم أنّ / القولَ بالحقِّ صَدَع
عبادَه فاعتبروا / في هولِ يومِ المطلع
إذا أتى العبدُ به / إلى الجحيم فاطّلع
لكي يرى صاحبَهُ / عنه الأمان قد نُزع
فقال تالله لقد / كِدت لتردينْ ومعْ
هذا فإني شافعٌ / فيكَ إن الله شفع
فالحمدُ لله الذي / خلصني مما وقع
فه الجهول إذ أتا / ه رادعٌ فما ارتدع
في سورةِ الصفّ أتتْ / آيته لو اطّلعْ
على المعاني نلتُها / نيلَ الذي بها انتفع
في منزلِ الدنيا الذي / لكلُّ خيرِ قد جَمَع
والشكر لله الذي / منَّ عليَّ ودفع
عني ما احذره / يومَ النشور والفَزَع
وجاء في توقيعه / هذا جزاء من تبع
بعقده وفعله / رسولُنا فيما شرع
وكلُّ ما جاء به / إليه من شرعٍ نزع
وما توانى ساعةً / وما افترى وما ابتدع
فوجهه النور إذا / ما النور في الحشر سطع
فالحمدُ لله الذي / يُحمد أعطى أو منع
بذا أتانا وحيُه / فألسنُ الخلقِ تبع
بأنه قال على / لسانِه ما قد شَرَع
له بمما يقوله / على مُصلٍّ متبع
إمام قولٍ مقيّد / ليس بشخصٍ مبتدع
وأيّ مجد مثل ذا / وأيّ فخر قد سمع
أصبح عبداً تائباً / عني إذا قال سمع
الله والله لمن / حمدُه كذا وقع
الحمد لله الذي
الحمد لله الذي / بفضله فضلنا
بواحد صيرنا / إلى نعيم من هنا
بجنة عالية / لها التداني للجنى
وسقفها العرش كما / أرض لها كرسيُّنا
إنْ كنتَ عبداً مذنباً / كان الإله مُحسنا
أو كنت عبداً محسناً / كان الإله مؤمنا
أقول قولاً ثالثاً / فإنه أولى بنا
الحمد لله الذي / أذهب عنا الحزنا
ولا أقول مثل ما / يقول فيه الزمنا
أقدامنا أقدامنا / لصدقها فالأمنا
قالوا كمثلِ قولنا / قولاً صحيحاً بيّنا
ينوبُ عنا مثل ما / ننوبُ عنه بنّيا
قامَ الوجودُ كله / ما بين ذمٍّ وثَنا
فالحمدُ في الكون له / والذمُّ في الكون لنا
فما لنا فهو له / وما له ليسَّ لنا
إلا الذي اختص بنا / كفقرِنا وذُلِّنا
كذا حكاه شيخُنا / في حاله بسطامنا
عن الإله قاله / في قربه لما دنا
له الوجودُ كله / والحكم فيه حكمنا
فما رأينا سوى / وما بدا إلا بنا
ومثلُ ذا إنْ كان ذا / قد حار فيه عقلُنا
فكن به أو لا تكن / فإنه يعيينا
العلم ما أنزله / إليَّ وحياً بينا
وليس ما ننظره / في ذاته بفكرنا
فما أتى من خطأ / فإنه من وهمنا
لا تفكروا في ذاته / بذا أتاكم شرعنا
وإنما حجرُه / إضافةُ الفكرِ لنا
من عاينَ الحقَّ كذا / لم يعبد إلا الوثنا
توحيدكم إلهكم / فذاك عينُ شركنا
وإنما توحيدُه / انْ لا تراه أعينا
كما أتانا عنهمُ / فالسبلُ فيه سبلُنا