القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِيليا أَبو ماضي الكل
المجموع : 4
يَشرَبُ بِنتَ الكَرمِ بَعضَ الناسِ
يَشرَبُ بِنتَ الكَرمِ بَعضَ الناسِ / لِكُربَةٍ في النَفسِ أَو وَسواسِ
وَبَعضُهُم لِأَنَّهُ قَد ظَفِرا / وَبَعضُهُم لِأَنَّهُ قَد خَسِرا
وَبَعضُهُم لِأَنَّهُ في فَرَحِ / وَبَعضُهُم لِأَنَّهُ في تَرَحِ
وَبَعضُهُم كَي يَستَرِدَّ الأَمسا / وَبَعضُهُم يَجرَعُها كَي يَنسى
وَبَعضُهُم لِيَستَفيدَ قُوَّه / وَبَعضُهُم لِسَورَةِ الفُتُوَّه
وَبَعضُهُم كَيما يَحُلُّ مُشكِلَه / وَبَعضُهُم لِأَنَّهُ لا شُغلَ لَه
وَبَعضُهُم عَن رَغبَةٍ وَعَن هَوى / وَبَعضُهُم لَعَلَّهُ يَرضي السِوى
وَبَعضُهُم مِن حُبِّهِ لِلبائِعِ / وَبَعضُهُم نِكايَةً لِلمانِعِ
وَبَعضُهُم يَشرَبُها أَحياناً / وَبَعضُهُم في أَيِّ وَقتٍ كانا
وَبَعضُهُم مَع صَحبِهِ في الدارِ / وَبَعضُهُم في حانَةِ الخَمّارِ
وَبَعضُهُم مَع زُمرَةِ النُدمانِ / وَبَعضُهُم في وُحدَةِ الرُهبانِ
وَبَعدُهُم في الصَيفِ ذي الرَمضاءِ / وَبَعضُهُم في زَمَنِ الشِتاءِ
وَبَعضُهُم عِندَ اِنجِيابِ الظُلمَه / وَبَعضُهُم عِندَ طُلوعِ النَجمَه
وَبَعضُهُم يَذُمُّها اِستِهجانا / وَبَعضُهُم يَمدَحُها اِستِحسانا
لَكِنَّهُم كُلُّهُم يَحسوها / المادِحوها وَالمُقَبِّحوها
فَما وَجَدتُ في زَمانِيَ رَجُلاً / وَقُلتُ هَل تُحِبُّها فَقالَ لا
وَسِرُّ هَذا أَنَّها كَالدُنيا / تُؤذي وَلَكِن مَع أَذاها تُهوى
هاتَ اِسقِني بِالقَدَحِ الكَبيرِ
هاتَ اِسقِني بِالقَدَحِ الكَبيرِ / صَفراءَ لَونَ الذَهَبِ المَصهورِ
كَأَنَّها في أَكأُسِ البَلّورِ / شُعلَةُ نارٍ في بَقايا نورِ
عَجِبتُ لِلكَأسِ الَّتي تَحويها / كَيفَ اِستَقَرَّت وَالحَياةُ فيها
لَو لَم يُدِرها بَينّا ساقيها / دارَت عَلى القَومِ بِلا مُديرِ
هاتَ اِسقِنيها مِثلَ عَينِ الديكِ / صافِيَةً تَنهَضُ بِالصُعلوكِ
حَتّى يَرى التيهَ عَلى المُلوكِ / وَلا يُبالي سَطَوَةَ الأَميرِ
بِنتُ لدَوالي ضَرَّةَ الرُضابِ / أُختَ التَصافي زَوجَةَ السَحابِ
أَنت وَإِن لامَ الوَرى شَرابي / في الخالِدينَ القَر وَالهَجيرِ
أَشرَبُها بَل أَشرَبُ الإِكسيرا / تَخلُقُ في شارِبِها السُرورا
فَقُل لِمَن يَحسَبُها غُرورا / ما العَيشُ إِلّا ساعَة الغُرورِ
جاءَ الشِتاءُ جيأَةَ المُفاجي
جاءَ الشِتاءُ جيأَةَ المُفاجي / كَأَنَّما قَد كانَ في الرِتاجِ
فَجَمَدَ السائِلُ في الزُجاجِ / وَاِكتَسَتِ الأَرضُ بِمِثلِ العاجِ
فَاِمتَنَعَ المَرعى عَلى النِعاجِ / وَاِمتَنَعَ الحَبُّ عَلى الدَجاجِ
وَاِمتَنَعَ السَيرُ عَلى النَواجي / رُبَّ جَوادٍ لاحيقٍ هِملاجِ
مُعَوَّدِ الإِلجام وَالإِسراجِ / وَالوَخد وَالذَميل وَالإِهماجِ
أَصبَحَ مِثلَ العِرقِ في اِختِلاجِ / مُنعَرِجاً في غَيرِ ذي اِنعِراجِ
لَو هاجَهُ الراكِبُ بِالكُرباجِ / لَما مَشى بِهِ سِوى اِعوِجاجِ
لَولا الجَليدُ طارَ بِالمُهتاجِ / مِثلَ البُراقِ بِفَتى المِعراجِ
وَحَطَّه وَالشَمسُ في الأَبراجِ / لَكِنَّهُ مِنهُ عَلى الزُجاجِ
وَأَمسَكَ الناسُ عَنِ اللَجاجِ / أَما تَرى نِدائَهُم تَناجي
كَأَنَّما الجُموعُ في المَلاجي / عَلى مِنى مَواكِبُ الحُجّاجِ
وَرَغِبَ المُثري عَنِ الديباجِ / إِلى اللِباسِ الخَشِنِ النِساجِ
وَكانَ أَن جيءَ لَهُ بِالتاجِ / أَعرَضَ عَنهُ وارِمَ الأَوداجِ
وَاِنقَبَضَ النَهرُ عَنِ الهِياجِ / وَكانَ مِثلَ الزاخِرِ العَجّاجِ
يُصارِعُ الأَمواجَ بِالأَمواجِ / يا مَسبَحَ الأُوَز وَالدُرّاجِ
كيَفَ غَدَوتَ مَوطِئَ الأَحداجِ / وَمَعبَرَ الخَلقِ إِلى الخَراجِ
ما لِي وَالصُبحُ عَلى اِنبِلاجِ / أَخبِطُ كَالعَشواءِ في الدَياجي
إِذا أَرَدتُ السَيرَ في مِنهاجي / طالَ عِثاري فيه وَاِنزِلاجي
كَأَنَّي أَمشي عَلى زُجاجِ / مُحتَذِياً بِالزِئبَقِ الرَجراجِ
خُيِّلَ لي لِشِدَّةِ اِرتِجاجي / أَنَّ دَمي يَرتَجُّ في أَشاجي
أَرى الدُنى ضَيَّةَ الفِجاجِ / وَلَم تَضِق لَكِنَّما اِحتِياجي
إِلى طَريقٍ واضِحِ الشِجاجِ / أَسلُكُ فيهِ غَيرَ ما اِنزِعاجِ
وَحاجَتي بَِلكَوكَبِ الوَهّاجِ / كَحاجَةِ الأَعمى إِلى سِراجِ
إِن لَجَّ هَذا القَرُّ في إِحراجي / لَأَرفَعَنَّ لِلسَما اِحتِجاجي
كان على خوان ربّ المال
كان على خوان ربّ المال / كأسان : من خمر ومن زلال
هاتيك في الحمرة مثل العندم / وتلك في بياضها كالدّرهم
فقالت السّلاقة الثّرثاره / عندي حديث فاسمعي يا جاره
أنا التي تخضع لي الرّؤوس / أنا التي يعبدني المجوس
كم قائد أضحكت منه جنده / وسيّد حكمت فيه عبده!
وملك أسقطت عنه التّاجا / وساكن هيجنه فهاجا
وزوجة علّمتها الخيانه / ووالد أنسيته الأمانه
وحدث خدعته فانخدعا / حتّى إذا شبّ عضّ الإصبعا
إنّ الغنى والصّيت والذّكاء / متى أرد صيّرتها هباء
فسمع الماء فهاج غضبا / وقال: مهلا بلغ السّيل الزّبى
إن تفخري يا جارتي بالشّرّ / فإنّ بالفعل الجميل فخري
أنا الذي تغسل بي الكلوم / ويرتوي الظّامىء والمحموم
يحبّني المالك والمملوك / والسيّد المطاع والصّعلوك
حيث أكون جاريا يكون / الورد والأقاح والنّسرين
إنّ المروج الخضر لا يحييها / غير وجودي حولها وفيها
كم سرت في الوادي وفي الغدير / على شبيه الدّر والكافور
وجلس العشّاق حولي في السّحر / عللى بساط العشب في ضوء القمر
كم اشتهوا إذ سمعوا خريري / لو أنّني أسير في الصّدور
أنا الذي لولاه مات النّاس / والطّير والأسماك والأغراس
يا خمر كم ذا تدّعين الفضلا / وبالمياه تقتلين قتلا
وأمّك الكرمة يا صهباء / ما وجدت في الأرض لولا الماء!

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025