المجموع : 7
يا هاجري بلا سبب
يا هاجري بلا سبب / إلى متى هذا الغَضَب
كن كيفما شئت فما / للقلب عنك مُنقَلَب
مِثلُكَ مَن أعتَبَ في ال / خبِّ ومثلي من عَتَب
يا مُستريحاً لم أنل / من حُبِّه إلا التَّعَب
تالله لو ذُقتَ الهوى / ما كنت تَجفو من تُحب
أنكرتَ ما بي من جَوى / غالبَ صبري فانَغَلَب
يا زمني هل للوصا / ل عَودَه فيُرتَقَب
هيهات أن يرجعَ من / طيبِ الليالي ما ذَهَب
والدهرُ من عاداتِه / أن يستردَّ ما وَهَب
خَدٌّ هو الجنة إِلاّ
خَدٌّ هو الجنة إِلاّ / أنَّهُ ذو لَهَبِ
قلبي سليمٌ في الهوى / بصُدغه المُعَقرَبِ
يا مالكي ما شافعي / إليك إلا أدبي
حاشاك أن نحتاج للت / نبيه في المهذَّب
سر الفؤاد طيفُهُ لما سرى
سر الفؤاد طيفُهُ لما سرى / فمرحباً منه بما أهدى الكرا
وافى إلى زائرا فليتهُ / حَقَّق في اليقظَة لي ما زورا
ظبيٌ إذا ماس ولاح وجهُه / رايت غُصناً بالهلال مُثمرا
وإن بدت طلعته في ليلة / من شعره رأيت ليلا مقمرا
كم ليلةٍ جنيتُ من عِذاره / آساً ومن خَدَّيه ورداً أحمرا
قل للذي يعذلني في حبِّه / حَقٌ لمن أحبَّه أن يُعذرا
يا بأبي من لم يزل بحسنه / في الحبِّ عن ذنوبه مُعتذرا
جَرَّدَ من جفنيه عَضبا أبيضاً / وهزَّ من عطفيه لدنا أسمرا
يا ساحر الأجفان رفقاً بفتى / سلبتَ منه عقلهُ وما درى
غريمهُ الشوق وقد أضحى من الص / بر الجميل مُذ نأيتَ مُعسرا
أجريتَ من أدمُعِهِ ما قد كفا / يكفيك من أدمعه ما قد جَرى
حُزتَ الجمال مثلما حاز العُلا ال / مَولى كمالُ الدين من دون الوَرى
شَيَّدَ مجداً لو أراد النجمُ أن / يُدرِكَ بعض شَأوه لقَصَّرا
ولو رأى البدرُ المنيرُ وَجهَهُ / هَلَّلَ إجلالا له وكبَّرا
يا من أرَجِّى ماله وجاهه / هذا أوانُ النفع فافعل ما تَرى
لم أَلقَ في ذا الدهر من أَشكُو له / رَيب الزمان إذ تَعَدَّى واجتَرا
وطالما حدَّثتُ نفسي بالغنى / منك وما كان حَدِيثاً يُفتَرَى
ولستُ أختارُ كريماً بعدها / عنك وكلُّ الصَّيد في جَوفِ الفَرَا
فخاطب السلطانَ في مَرَّةً / واحدةً من قبل تنوي السَّفَرا
فَهوَ أبو بكرٍ وأرجو أنَّه / في كل أمرٍ لم يخالف عمرا
مولاي كم من جَلَّةٍ سَدَدتَها
مولاي كم من جَلَّةٍ سَدَدتَها / أَحسنتَ فيها والزمانُ قد أَسَا
وغيرُ بدعٍ منك يا موسى إذا / ضَرَبتَ في البحرِ طَريقاً يَبَسا
عادت لنا الأعيادُ والمواسمُ
عادت لنا الأعيادُ والمواسمُ / وصَحَّت العَليَاءُ والمكارمُ
وأضحت الأرضُ عروساً تُجتَلى / فَنَقطتَهَا بالنَّدا الغمائمُ
ومالت الأغصان فيها طرَباً / لما تَغَنَّت فوقها الحمائمُ
واحمرَّ خَدُّ الوردِ إذ قَبلَّه / الطلُّ وثَغرُ الأقحَوانِ باسمُ
لما تَوَلَّى حِلمُهُ قلنا لَهُ / مما رَأينا أنت موسى الكاظمُ
إني وإن كنتَ حبيباً عنده / فإنه للرِّزقِ عندي قاسمُ
ولا تَغرنك منه جُوخَةٌ / فصَّلَها وهوَ عليها نادِمُ
كم أعجَبَتهُ نفسه فيها إلى / أن نَفدَت من كُمّه الدراهم
وبَيعُها في البَردِ غيرُ ممكن / ورهنُها لا يرتضيه الحازمُ
وحَسبُ من كاتمَ ما يَسُوءُهُ / خَوفُ أعاديه الذي يُكاتِمُ
لولا الجنون لم يكن ذو فاقةٍ / مثلي لأرباب الغِنَى يُزاحِمُ
أَقبَلَ مثلَ البدر في تَمامهِ
أَقبَلَ مثلَ البدر في تَمامهِ / تَحُفُّهُ الهالةُ من لِثامهِ
ومَزَّقَت أنوارُهُ ثَوبَ الدُّجَى / مذ أطلَعَ الأنجُمَ بابتسامهِ
وماسَ فاشتاقت غصونُ البان أن / تَنقُل ذاك اللِّينَ عن قَوَامهِ
أصمَى قلوبَ العاشقين طَرفُهُ / ظُلماً بما فوقَ من سِهامِهِ
يا جَفنَهُ رفقاً بصبٍ مُدنَف / سُقمُكَ أضحى الأصلَ في سقامِهِ
وأنتِ يا أعطافَه هل عَطفَةٌ / على مَشُوقِ القَلبِ مُستَهَامهِ
مَن لي بمن في خَدِّه ماءُ حَياً / فوق لهيب دامَ في اضطرامِهِ
كم ليلة أسكرني بريقهِ / أغنَت بكأسِ الثَّغرِ عن مُدَامهِ
وبتُّ لا أجزعُ من حُرَّاسِهِ / إذ فَرعُهُ أبدى دُجى ظلامهِ
وبيننا طيبُ عناقٍ طالما / ألزمني شوقي بالتزِامهِ
هذا هو العيشُ الذي وَدِدتُ لو / ساعدني الدهر على دَوَامِهِ
صَدرٌ به لله سِرٌّ مودَعٌ / تُذيعُهُ الحِكمَةُ من أحكامهِ
واخجلَةَ البيض ويا وَيحَ القَنا / السُّمرِ بما يُبديهِ من اقلامهِ
عزائمٌ رَدَّ بها الأيامَ من / أعوانهِ والدَّهرَ من خُدَّامِهِ
ويقظةٌ قد خصةَّ الله بها / توحى إليه الغيبَ من إلهامهِ
وسَطوَةٌ لو نظر اللَّيثُ لها / لأعمَلَ الحِيلة في إحجامهِ
لا تسأَلَن في الحبَّ عن أشجانه
لا تسأَلَن في الحبَّ عن أشجانه / فشأنُهُ مُخَبِّرٌ عن شانه
وإن يكن ما فاهَ بالشكر فقد / أغنى لسانُ الدمع عن لسانهِ
فعزُّهُ الذلُّ الذي أبَيته / في حقه والربحُ في خُسرانهِ
فارقَ من يوم الفراق نفسه / فليتَ لو عادت إلى جُثمانهِ
وأعجبُ الأشياء أنَّ قلبَهُ / سارَ وما حنَّ إلى أوطانهِ
أظنُّهُ لما رأى رَسماً عَفَا / أنكر ما قد كان من عِرفانهِ
صَبَا لعزلان النَّقا وكلُّ من / حَلَّ النَّقا يَصبُو إلى غَزلانهِ
ما إن لهُ من مُشبهٍ في حُسنهِ / ولا لصَدرِ الدينِ في إحسَانِهِ
إذا احتبى في دَسته يَوماً فَمن / كِسرى أنو شروانُ في إيوانِهِ
يُصَرِّفُ الأقدارَ في أحكامه / علماً بأنَّ الدهرَ من غِلمانِهِ