المجموع : 6
شيّدتَ يا اِبن المُرتضى باب علا
شيّدتَ يا اِبن المُرتضى باب علا / بِها البَرايا قد لوَت رِقابها
فَقِف عليها خاضِعاً مسلّما / مُلتثماً من أدبٍ أعتابها
فإنّها الباب الّتي قد ضرب ال / لَهُ على هام السُهى أطنابها
ألا ترى الأملاك فيها أحدقت / أضحت على أبوابه حجّابها
باب أبي الفضل سليل حيدر / مَن فاق أبناء العُلى أنجابها
ما من عبادةٍ ولا فريضة
ما من عبادةٍ ولا فريضة / إلّا وقد خُصّ لها ميقات
فسارِعوا طوعاً لها وأخّروا / وأعلنوا قد قامَتِ الصلاة
بُشرى الإمام العسكري
بُشرى الإمام العسكري / بالقائمِ المنتظرِ
بِصاحبِ الزمانِ مَن / سادَ جميعَ البشرِ
هو اِبن ساداتِ الورى / وَالنُجباءِ الغررِ
إمام صدقٍ طاهر / مِن طاهر مطهّرِ
قَد وَلَدته نرجس / في يوم خامس عشرِ
وقد تجلّى نوره الز / زاهرُ وقت السحرِ
وشعّ نورُ وجههِ / في الكون مثل القمرِ
شعبان شهر طيّب / فاقَ جميع الأشهرِ
فيه بَدى مهديّنا / كالكوكب المُزدهرِ
وأشرَقَت أنوارهُ / فيها جلاء البصرِ
قد شَهِدت كلّ الورى / له بطيبِ العنصرِ
كلّ الرواةِ قد رَوَت / عنه صحيح الخبرِ
يا أمّة الهادي بهِ / تمسّكي وأَبشري
هذا الإمام المُرتجى / لكلّ أمرٍ معسرِ
مَتى تراهُ قائما / بالسيف عند الحجرِ
مَتى نراهُ طالبا / بثارهِ في نفرِ
جبريلُ عن يمينهِ / وَجنده في الأثرِ
والروح عيسى خلفهُ / يَسعى بأبهى منظرِ
يسير في الناسِ بحك / مِ حاكمٍ مُقتدرِ
يَملأُ عدلاً كما / قَد مُلِئت بالسررِ
حتّى يسود عصرهُ / على جميع الأعصرِ
يا ليلة النصف لقد / سررت كلّ البشرِ
والبشرُ قد عمّ الورى / مِن بدوِها والحضرِ
مَتى نَرى مهديّنا / سليل ساقي الكوثرِ
يسطو على أعدائهِ / صولة ليث مخدرِ
يذكّر الناس بها / شجاعة من حيدرِ
تحكي بِها موقفه / في أُحدٍ وخيبرِ
مَتى نراهُ حاملاً / حَملة ليث قسورِ
مَتى يُلاقي زمراً / تعساً لهم من زمرِ
قَد نَصبوا عداءَهم / للعربِ أهل المفخرِ
كَم في فلسطين لهم / مِن بطلٍ معفّرِ
وَكَم لهم صَرعى على / وجهِ الثرى كالجزرِ
حميّة العربِ أبت / تعنوا القوم غدرِ
أرجو بني العربِ بأن / تَمحوا لها من أثرِ
وآل صهيون بها / تقذفُها في سقرِ
سوفَ تفوز العرب في / جِهادها بالظفرِ
تعودُ والجيش معاً / بعزّة المنتصرِ
يا ربِّ سلّم شعبَنا / بحقّ ربّ المشعرِ
واِحفظ كيان العرب ذي ال / وجهِ الصبيح النيّرِ
ما زال ذخرَ العرب ذا ال / جاه العظيم الأكبرِ
واِحفظهُ من دسائسٍ / على مرور الأدهرِ
أردى الرَدى حُسامه قد سلّه
أردى الرَدى حُسامه قد سلّه / وللهُدى فرّق ظُلماً شَمله
صالَ على آلِ النبيّ جائراً / لَم يَرعَ فيهم ذمّة أو إلّه
أصاب مِن دين الهدى عميده / مَن كانتِ الإسلام ترعى ظلّه
قد طيّب اللّه عظيم فرعه / طهراً منَ الرِجس وزكّى أصلَه
كالشمسِ بادٍ في الأنام فضله / إن تنكر الأعداءُ يوماً فضلَه
فمَن يكونُ بعده مرجعنا / وَمَن منَ اللهيب يطفي غلّه
مَضى أبو علي فالشرع له / منَ الأسى دموعهُ منهلّه
والعروة الوثقى منَ الدين غدَت / يا للوَرى من بعدهِ منحلّه
مَضى إِلى الجنان راقياً / وفي النعيمِ ربّه أحلّه
فهَل دَرى ضريحه ماذا حوى / في تُربهِ الإيمان ثاوٍ كلّه
وحينما غيّبهُ القبرُ بَكَت / عينايَ أرّخ غاب نور الملّه
تبكي السما والأرض شجواً وأسى
تبكي السما والأرض شجواً وأسى / دماً على فقدِ الفقيه العالمِ
إن تَستَعِن بالفردِ قل مؤرّخاً / العلمُ يَبكي لمصاب الكاظمِ
مَن مبلغ ذا المكرُمات مُحسنا
مَن مبلغ ذا المكرُمات مُحسنا / من صغر سري له والعلنُ
خاطَبني مُعتذراً ولم أزَل / في عجبٍ كيف يسيء المحسنُ