المجموع : 4
أيُّ جوادٍ قد كبا
أيُّ جوادٍ قد كبا / وأيُّ سيفٍ قد نبا
تعجبت زازا وقد / حَقَّ لها أن تعجبا
لما رأت فيّ شحو / بَ الشمسِ مالت مغربا
وهي التي زانت مَشي / بي بأكاليلِ الصّبا
وهي التي قد علَّمت / ني حين ألقَى النُّوَبا
كيف أُداري النابَ إن / عضَّ وأخفى المخلبا
لاقيتُها أرقصُ بش / راً وأُغنِّي طربا
وهي التي تهتِكُ سِت / ر القلب مهما انتقبا
لا مُغلقاً تجهَلُه / يوماً ولا مُغَيَّبا
في فطنةٍ تُومِضُ حت / تَى تستشفّ ما خبا
رأت وراء الصدر طَي / راً قَلِقاً مضطربا
في قفصٍ يحلمُ بال / أفق فيلقَى القُضُبا
إنَّ زماناً قد عفا / وإن عمراً ذهبا
وصَيَّرتهُ طارقا / تُ السقم وَقراً مُتعِبا
ورنَّقَت مورِدَه / أنَّى له أن يَعذُبا
إني امرؤٌ عشتُ زما / ني حائراً معذَّبا
عشتُ زماني لا أرى / لخافقي مُنقَلَبا
مسافراً لا قومَ لي / مُبتعداً مُغتربا
مشاهداً عَلِّي في / مسرحه أن أرقبا
روايةً مُلَّت كما / مُلَّ الزمانُ ملعبا
وظامئاً مهما تُتَح / مواردٌ أن أشربا
وجائعاً لا زاد في / دنيايَ يَشفى السَّغَبا
فراشةً حائمةً / على الجمال والصّبا
تعرّضت فاحترقت / أُغنيةً على الرُّبى
تناثرت وبَعثرَت / رمادَها ريحُ الصَّبا
أمشي بمصباحي وحي / داً في الرياحِ مُتعبا
أمشي به وَزَيتُهُ / كاد به أن يَنضبا
وشدّ ما طال الصرا / ع بيننا وَأحَرَبا
ريحُ المنايا تقتضي / ني نسماتي الخُلبا
وليس بالأحداث في / ما قيلَ أو ما كُتبا
كالعمرِ والسُّقمِ إذا / تحالفا واصطحبا
لولاكِ ما قلتُ لشي / ءٍ في الوجود مَرحَبا
ولم أَجِد ركناً غني / ياً بالحنان طيِّبا
أنتِ التي أقمت مر / فوعَ البناء مِن هَبَا
وإنني الصَّخر الذي / أردتِ أن لا يُغلَبا
ويضربُ البحر عَلَي / هِ مَوجَه مُنتحِبا
علمتِ يأسي وَجنو / ني وجهلتِ السَّببا
يا أملي إِنك يأ / س القلب مهما اقتربا
يا كوكباً مهما أكن / من بُرجِه مُقَرَّبا
فإنه يظلُّ في الس / سَمتِ البعيد كوكبا
وأين منّي فَلَكٌ / قد عزّني مُطَّلَبا
ليس إلى خياله / إلا السهادُ مركبا
أستبطئُ الريح له / وأستحِثُّ الكُتُبا
ولو طريقُ حبّه / على القتاد والظُّبا
وقيل للقلب هنا ال / موتُ فَعُد تسلم أبَى
إني امرؤٌ عشت زما / ني حائراً معذّبا
لا أحسبُ الأيام في / هِ أو أَعُدُّ الحِقبا
ضِقتُ بها كيف بمن / ضاق بها أن يَحسبا
تغيّرت واختلفت / وسائلاً ومطلبا
وارتفعت وانخفضت / طرائقاً ومأربا
ساوت على الحالين حُم / لاناً بها وأذؤُبا
وشاكلت لناظري / سهولَها والهُضُبا
دخلتُها غِرّاً وعد / تُ فانياً مجرّبا
لا أسألُ الأيام عن / أعمالها مُعَقِّبا
إن كان هذا الدهر في / ما جرَّه قد أذنبا
فإِنّه تاب وأد / دَى وعدَه المرتَقبا
لِقاكِ ماحٍ للذنو / ب كيف لي أن أعتبا
ضممتُ عِطفَيكِ غدا / ةَ الرَّوعِ أَبغي مَهربا
كم خِفتُ من أن تذهبي / وخفتِ من أن أذهبا
كأن طفلا خائفاً / في أضلعي حَلَّ الحُبى
يضربُ ما اسطاعَ على / جُدرانها أن يضربا
يكافحُ الأمواج أو / يصرعُ جيشاً لَجِبا
إن بَعُدَ الشطُّ فقد / آن له أن يَقرُبا
أنتِ الحياة والنجا / ة والأمانُ المُجتَبَى
وشعرةٍ خطفتُها
وشعرةٍ خطفتُها / كأنني قطفتها
ملكتُ ملك الدهر وح / دي حينما ملكتها
إذا الرياح نازعت / ني أمرها ضممتها
بقبضتيَّ خائفاً / إذا اعتدت رددتها
وفي مكانٍ ليس في / بالٍ جَرى خَبأتها
خبأتُها حيث إذا / جُنَّ الهوى رأيتها
حبستها قرب عيوني / إن أشَأ نظرتها
كأنما في بصري / ومقلتي أخفيتها
هذي لديَّ صورةٌ / من حالنا جلوتها
أنت كهذي الشعرة / السمراء مذ عرفتها
أقسم بالحب وها / تيك السنين عشتُها
كأنَّني في جنَّة ال / فِردوسِ قد قضيتها
أصبحتُ يوم الجمعه
أصبحتُ يوم الجمعه / ذا غربة ما أضيعه
منفرداً لا خلَّ لي / وأين مَن قلبي معه
ضاقت بيَ الأرض فما / في فُسحة الكون سَعَه
أقطع يومي مُبطئاً / كأنني لن أقطعه
إني امرؤٌ يُفضي إلى / أزمانه المرقَّعه
يَلُمُّ من شَتاتها / بجهده ما وَسِعَه
فلا يصيبُ غير ما / روَّعه وفزَّعه
ولا يُصيب غير ما / أمَلَّه وصدَّعه
يا هند من يُعيد لي / آماليَ المُزعزعه
وإنّ يوماً واحداً / حِبَالُه مُقطَّعه
فكيف لو مرّ بنا / ثلاثةٌ أو أربعة
قلبي خلا من نسمةٍ / مشرقةٍ مُرَصَّعه
طالَعَهُ اليوم بها / كأنه قد ودّعه
إن عاشه دونك يا / هند تمنَّى مصرعه
إليكِ يا ضوحيتي
إليكِ يا ضوحيتي / أبعث بالتحيةِ
تحيةً من قلمي / ومثلها من مهجتي
إنك كالزهرة في / جمالها والرِّقة
تقبّلي من روضة ال / أشعار خير زهرة
عبيرُها خواطري / وملؤُها محبتي