المجموع : 6
يا مزنة الغيث صفي
يا مزنة الغيث صفي / دمع المعنى الكلف
وأنت يا برق استتر / من ثغر سعد واختف
قل لي أمن شرط الهوى / إن الحبيب لا يفي
كيف التلافي لهوى / قد لاح فيه تلفي
لم أتكلف حمله / إذ كان طبعا كلفي
يا دارها بالمنحنى / من عالج فالجرف
يكفيك إن شح الحيا / مسح دموع وكف
يقول من أبصرها / تنهل هل الرطف
طرفك ذا لم يدمو / لانا الكريم الطرف
المستضي بن الماجد ال / مستنجد بن المقتفي
حين يجود باللهى / للمستثيب المعتفى
غيث عن الغيث بما / في راحتيه نكتفي
قل لعلاء الدين يا
قل لعلاء الدين يا / أكرم من فوق الثرى
ومن يرى عند النوا / ل ضاحكا مستبشرا
غدا يجد ركبنا / إلى الحسين في السرى
قد ركبوا وجنبوا ال / خيل العتاف الضمرا
وليس لي غير كعا / بي إن أردت السفرا
فانعم ونفذ عاجلا / لي الجواد الأشقرا
عارية مردودة / إليك فافعل ما ترى
فلست أرجو نيل من / يحب أن يعطي الكرا
يا وارث الأنصار يا نصيري
يا وارث الأنصار يا نصيري / من الزمان الخائن العسير
قل للعلاء ذي الندى الغزير / الزينبيّ القمر المنيرِ
أحسن أخلاقا من الغدير / إذا صفا والزهر النضيرِ
فلو تراني والرجا سميري / أسري مع الناس بلا خفيرِ
تعتلج الأطماع في ضميري / أضرب للحنطة بالشعيرِ
عدّيتها نحوي بالطيور / عمرت فينا عمر النسورِ
الله من ظبي غدا
الله من ظبي غدا / يلهو بلبّي أبدا
مهفهف كغصن بأ / ن قده تاودا
يا أيها الظبي الذي / بالطرف يصمي الكبدا
يا تارك الصَّبّ سُدى / علمت جفني السهدا
أما رضيت الهجر لي / حتى بعثت الكَمَدا
ته كيف ما شئت فقد / جاوزت في الحسن الهدى
تعرف ما تعرف من / قتلي إلا القَوَدا
علمتني العشق وما / علمتني التجلدا
يا مانحَ الغصن القوا / والغزال الجَيَدا
قم فاجلُ في جنح الدجى / فجنحه قد بردا
صفراء لو كانت سوى ال / خمر لكانت عسجدا
أما ترى الغيثَ وقد / أسدى إلى الروض يدا
مُذَهِّبا مفضِّضا / موِّشحا معمِّدا
موَّردُ البرقِ يضا / هي نبتَه الموَّردا
كأنما غدرانه / إذ كسِيَت تجعدا
خفن سهام مزنةٍ / فقد لبسن الزردا
لبس العِدا إن ذكروا / تاج الملوك الأصيَدا
فتى الصّفاح والرما / ح والسماح والندى
الذائِب الجود إذا / كفّ البخيل جَمَدا
أكرم من راح على / دِين المعالي وغدا
وخير من يُجعَلُ مِن / ذخر ِ الليالي سَنَدا
يهزه المدح كما / هزت يه مهندا
سالك طرق المكرما / ت وعثها والجددا
ورب جيش كالنجو / م عددا وعددا
تخوض منه المقربا / ت الجرد بحرا مزبدا
ترفع أعواد الرما / ح صرحه المسردا
أعدتت ما أعددته / فيه لارغام العِدا
أبيضَ مطرور الشَّبا / واسمرا مطّردا
ونثرةً مسرودة / زعفا ونهدا أجردا
ذا أربَعٍ يلقي على ال / جلمد منها جلدما
لا مرية في أنه / أسبق عدّاءٍ عَدا
ويح الذي قال وقا / ل في قريضي واعتدى
يا ويحه من قبل أن / يشرب خمرا عربدا
من قبل أن تلفَحَه / شرارتي توقّدا
أنا الذي لم أمتدح / سواك حتى أكسدا
ولم أرح عن بابه / مرددا مرددا
أقول فيه اليوم ما / أقوله فيك غدا
يفيك مَن ما خلقوا / في الناس إلا للفدا
منّوا فمنّوا خلَّبا / أعطوا فاعطوا ثَمَدا
علوت عن شأوِهم / ومن ينال الفرقَدا
وغادة كالغصن المياس
وغادة كالغصن المياس / تبسم عن مثل حباب الكاسِ
مولعة بالصد والشّماسِ / ترق خدا والفؤاد قاسي
ما لأساي غيرها من آسي / قد شردت عن مقلتي نعاسي
وصيرت ثوب الضنى لباسي / ووكلت قلبي بالوسواسِ
لها قوام كقضيب آسى / ولحظات جؤذر الكناسِ
دارية الأردان والأنفاس / لو أنها تنصف أو تواسي
قاست من اللوعة ما أقاسي / بكت لشيب ضاحك في راسي
كفي فقد كفيد الإفلاس / عني بجود جل عن قياس
محمد طود الحلوم الراسي / فها أنا اليوم لشيبي ناسي
محيي ربوع الكرم الأَدراسِ / ذو راحة كالعارض الرجّاسِ
وغرة غراء كالنبراسِ / مشرقة في ظلم الأعباس
زاكي النجار طاهر الأغراس / رحب الذراع محصد الأمراس
راجيه لا يعرف شخص الياس / وحاكم بالعدل والقسطاس
بناؤه والدهر على الأساس / تخافه الأساد في الأخياس
رب الجفان الغر والعساس / مالئها مفرغ الأكياسِ
ذو منكب عار من الأدناس / ومن ثياب الحمد حال كاسي
أقلامه في ساحة القرطاس / يجرين بالأنعام والأباسِ
آراؤه أهدي من الأقباس / في ليل خطب مشكل الألباسِ
يا عضد الدين الشديد الباس / لدى حروب صعبة المراس
في كل يوم أيوم عماس / أعيذ علياك برب الناس
من كل وسواس لها خناس / أطلقتني من ربقة الأفلاس
ومن لقاء كل فدم جاس / فصاب مدح لحز بخاسِ
هجوى له من نزه الجلاسى / يا طود عز ليني العباس
يرتد عنه الطرف وهو خاسي / أيامها في الحسن والإيناسِ
عندك كالأعياد والأعراس / يا ابن الملوك السادة الرّواسِ
يا خير خرق منعم مواسي / تزجي إليه العيسى بالأحلاسِ
خذها كنوار الثرى المغاس / ورقة الشمال في الأغلاسِ
أفصح من شعر أبي نواس / وفارس النظم أبي فراسِ
واسلم ودم وابق على الأحرامي / للملك والحاسد للأتعاسِ
أبوك في بيتكم
أبوك في بيتكم / لكنّه بكتمرُ
أما عميت مرة / فكيف عدت تبصرُ
مشمر العرض له / باب ندى مشمرُ
أطيب من فيه وذا / لا شكّ فيه مَبعَرُ
نتانة خُصَّ بِها / ما كُلُّ بغَّا أبخَرُ