القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دُنَينِير الكل
المجموع : 4
سل دار هندٍ بالكثيب الفردِ
سل دار هندٍ بالكثيب الفردِ / هل ارتوت أطلالها من بعدي
فطالما روّيتها بمدمعٍ / يخجل صوب المزف حلق يجدي
ما صاح بي يا صاحبي منها الأسى / إلا أجبتُ بضروب الوجد
أمسعد يا سعد لي أنت فكن / عن عذلي من بعدهم في بعد
لا يسمع العذل فتى ألفى النوى / في قتله مساعدا للصدّ
أعدت جفونُ العدويّ في الهوى / جسمي فقد بالفنَ في النعدي
وهيّجت وجدي بها حمامة / ساجعة في عذبات الرند
بكت لها إلفاً فأبدت لوعتي / وذكّرتني بقديم العهد
قُل للوشاة ما بكم صبابتي / كلا ولا عندكم ما عندي
قد رحت من بعد اغتراب دارهم / ما بين دمع هاطل ووقد
لا تحسبوا الخال الذي بخدّها / منسكة مسك مزجت بند
لكنها حبّة قلبي نطف / ثمّ انطفت على اخمرار الخدّ
حاجبها حاجبُها لكنّهُ / إذا أتاهُ مشتكٍ لا يعدي
والثغر منها الثغر لا يقصدهُ / مقبّل إلا حمي بالردّ
يا هند هل نحوكم لي عودة / أم هل صفا مما لديكم وردي
أشتاقكم إن غرّدت قمريّة / بالدوح أوهبّ نسيم بخد
لكم ودادي مثلما للملك ال / ظاهر شكري أبدا وحميد
غازي الغياث من نداه للورى / غياثُ كلّ واجدٍ ومكدي
فاحثث بذكراه المطيّ إنّها / تعنقُ عند ذكرهِ وتخدي
ولا تقل كالبحر هذا فائض / وذاك بين جزره والمدّ
ولا الغمام ذاك يهمي موهنا / وجود ذا جاوز حصر العدّ
ملك تعُدّ الرفدَ بخلاً نفسهُ / إن هو لا يتبعهُ برفد
لم يلف جود كفّه من الندى / نهايةً فهو بغير حد
إذا الثغور أعضلت أرواؤُها / شفى الثغور بالطول الملد
ممتطياً ظهر طمرّ سابحٍ / مقابل بين العتاق الجرد
بيض أياديه لعافيه كما / حتف معاديه ببيض الهند
إن جررّ العضب بيوم معرك / طال عليه الملتقى بالغمد
يا قائلاً مثل الغياث في الورى / جاوزت أقصى غاية التعدّي
تالله لولا أن يقال مسرف / في حبّه لقلت هذا المهدي
لو أن موسى مستض برأيه / لقومه في التيه لم يردّي
أو كان ذو القرنين ألفى عزمهُ / وحزمه لم يضطلع بالسد
يا آل أيّوبَ ورثت حبّكم / ميرا حقّ عن أبي وجد
ما زلت من جودكم في نعمة / سابغة وظلّ عيش رغد
فما أزاك دائما أحبّكم / حتى أرى موسّدا في كحدي
خذها ونيمزية فربّها / ما آنفك يصغى لك محض الود
تهنّ بالعيد فقد شقّق عن / لطيمة الجود بعرف المجد
والعيد والزمان من مجدكم / قد كسيا الهناء خير برد
والناس راعشت لهم مراسم / لا تنقضى من العلى والجدّ
فما الورى إلا إذا دمت ترى / في دولةٍ مقرونةٍ بالسعد
لي مذهبٌ وملّه
لي مذهبٌ وملّه / في حبّ ظبي الكلّه
لكنّ قتلى في هوا / ه بالنوى أخلّه
طلّ دمي وهو الذي / يبعده أطلّه
يا معملا لي الحمى / هو جاء مشمعله
قف بالكثيب وابلغ السلا / م عنّي أهلّه
وقل لهم إن المو / ب صار فيكم مثله
بعض جفاكم قد أبا / ن الصبر عن كلّه
لم يطرق الرقاد من / ه مذ نأيتم مقله
يغنيه عن تفصيل ما / حملتموه الجمله
جسم عليل وفؤا / د ما خلتهُ علّه
واصله حرّ الجوى / لما قطعتم حبله
راح غريما للغرا / م عقله مدلّه
يروم إهداء السلا / م منكم تعلّه
اورثتمون بعد طو / ل العزّ منكم ذلّه
كثّر فيه العاذلو / ن لومهُ وعذلَه
يا ويك قلبي لم حمل / ت من هواهم ثقله
كنت جليدا فغدو / ت منهم مولّه
تحمل أعباء الغرا / م يا لها من ضلّه
إنّي ارى الزمان قد / ألقى عليك كلّه
غلت يداه ما شفي / للقلب فيه غلّه
تعسا له كم قد سقى / كأس الحمام أهله
أفنى الكرام واغتدى / يرفع كلّ سفله
فأيّست نفسي أن / أرجو أمرأً وفضله
فقال لي رجائي / إقصد أبا عبد الله
فقد غدا للمكرما / ت كعبة وقبله
أقام من معروفه / على الندى أدلّه
لم تر عين من رآ / ه في البرايا مثله
أعيا الذين بعده / لمّا نسى من قبله
يجمع شمل المجد والمال يغضّ شمله /
يعطى وماء الوجه ما / أراقه ببذله
لم يحك جود كفّه / للناس فيض دجله
يرقب من يرجو ندا / ه رقبة الأهلّه
عفا الندى فأوضحت / كفّاه منه سيله
يا ابن النبي رحتم / فرع العلى وأصله
حملتم الزمان ما / لا يستطيع حمله
أنتم براهين الهدى / وأنتم الأدلّه
بكم نجا آدم ل / ما أوبقته الزلّه
لولاكم لم ينج نو / حا فلكه وأهله
ولم يتمّ للخلي / ل بالإله خلّه
ولا نجا شعيب من / يوم عذاب الظلّه
ولم يكلم ربه / موسى بأعلى القلّه
هذا ولم يشف المسي / ح مرضا وعلّه
لولاكم ما ثبتت / دعام هدى الملّه
أنتم دعاة الله إن / كان الورى في غفله
وأنتم لي آل ط / ه في المعاد الوصله
مهلا ضياء الديه حي / رت الأنام باللّه
أخجلت صوب المزن حق / قا وبله وظله
بك استجرت من زما / ني المستطيل الابله
جربته وأهلهُ / فما حمدت خلّه
وما شكرت منهم / قول امرئ وفعله
وشاهد العدل كلا / م المصطفى خير
فدمت للدين تقي / م فرضه ونفله
وللندى والجود نس / خو بالعطايا الجذله
فما يزال للعلى / إذا سلمت دوله
يا ربّ ليل حالك الديجور
يا ربّ ليل حالك الديجور /
مسحنكل مسخطر معكور /
مجرجر الأذيال والستور /
يستوقف النجم عن المسير /
ثغوره لم تبتسم بنور /
كأنه عرض أبي المنصور /
قاض غدا في الويل والبثور /
من قبح ما يأتي من الأمور /
في بخله ولومه المشهور /
والظلم والجور وقول الزور /
وجهله المركّب الموفور /
معترف بالفسق والفجور /
ومنكر حسن الحجا والخبر /
لو غمست كفاه في البحور /
عاضت عن الأمواه بالصخور /
صبّ براه بعدهم طول الأرق
صبّ براه بعدهم طول الأرق / وأصلع تحنى على فرط الحرق
وأدمعُ لو لم أكفّ غربها / لكنت منها مشرفا على الفرق
بانوا فصحت بعدهم واكبدي ال / حرى وبا قلبي العنى بالفلق
قد كان ما ألقاه فيهم واضحاً / فاليوم جلّ ما أعاتبه ودق
فما الذي أخافُ بعد بعدهم / من الفراق كان يعروني الفرق
ما ضرّهم لو رحموا متيّماً / لم يبق من جثمانه سوى رمق
وما على حاديهم لما انبرى / يجدّ في سوق المطيّ لو رفق
وابأبي ظبء يروق شخصه / عيني وروحي لفظه إذا نطق
كأنما في قسمات وجهه / بين مسائين من الشعر فلق
صاحب ديوان الغرام خالهُ / له على الناس بقايا وعلق
خط عذاريه كلامي كاتبٍ / خفّت بقايا نفسه حين مشق
ريم له قلوبنا مراتع / غصن له ملابس الحسن ورق
ذو هيفٍ كيف أطاق خصرهُ / حمل الذي رصّع فيه من حدق
أسهرني ونام ملء جفنه / موسّداً من الفؤاد ما خفق
قد فتحت لي فيه ابواب العنا / فأيّها شاء الغرام بي طرق
ألّف ما بين اللهب والحشا / فليتهُ بين الجفون ما فرق
مذ سلّمت خزائنُ الحسن لهُ / فكّ جميع ما عليها من غلق
وحازها فلم يجد أحسن من / صفات بهرام فخان وسرق
الأمجد الملك الذي إحسانه / للخق وخلق وسواه مختلق
اللابس المجد جديداً والورى / عليهم منه الفتيق والخلق
مسني العطيا والزمان باخل / مردى الأعادي والمنيات خرق
حمّ السحاب خجلا من جودهِ / فرعدهُ الرعدةُ والسيل العرق
جرى به الفضل إلى نهاية / سابق فيها العالمين فسبَق
كالغيث في أيّ مكانٍ حلّه / يرجى ويخشى منه ريّ وغرَق
ساحرة الفاظه لكنما / معجزة إبطال سحر غيرحق
لو صافح الصخر الأصمّ كفّهُ / لا تنبحس الصخر بماء ودفق
لو أن أملاك السماء كلّفوا / إحصاء ما تبذل كفاه تشق
يكاد أن يدرك من ذكائه / ما في الضمير واللسان ما نطق
من درّةٍ مكنونة صوّرهُ / خالقهُ والناس بعد من علق
ما شرف الدهر بشيءٍ غيره / ولا أضاء نورهُ ولا اتسق
ولا حلا بعين رائيه ولا / صفا النسيمُ فيه للناس ورَق
وإنما إحسانهُ وجودهُ / يأتي بها متابعا على نسَق
يا ساقي الفضل ولولاه ذوى / وعاقل الجود ولولاه أبق
دونكها قصيدة قد حبّرت / بخاطرٍ من الكلال في غسق
يا ملكا لولا نواك كفّه / لم يبق في الدنيا كريم يرتزق
رام أناس زلّني في جلّق / حقّا وحمل الذلّ عب لم يطق
فقلت والرحمان لا صحبتكم / من بعدها ولا نظرت ذي الخلق
لأستظلن بظلّ من لهُ / صفاء ودّ محصنه لم يمتذق
الأمجد الذي له محامد / تتلى على مرّ الزمان في الفرق
وألزمَنّ العروةَ الوثقى به / واستجِنّ من زماني إن رشَق
وسرت أطري سسبا ومجهلاً / مشتبهَ الأعلام لمّاعَ الخفَق
أنضيتُ أفراسي وأجهدت بها / روحي وعبدي عند مساريَ أبق
فاكبِت بإحسانكَ أعديَ فلا / صحّ الذي ظنّوه بي ولا صدَق
يا مدحتي فذي أمانا لك من / يا طيف يا اكرم ضيف قد طرق
واعتذري إلى مجدٍ فاضلٍ / رهن القوافي في يديه قد غلَق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025