المجموع : 4
سل دار هندٍ بالكثيب الفردِ
سل دار هندٍ بالكثيب الفردِ / هل ارتوت أطلالها من بعدي
فطالما روّيتها بمدمعٍ / يخجل صوب المزف حلق يجدي
ما صاح بي يا صاحبي منها الأسى / إلا أجبتُ بضروب الوجد
أمسعد يا سعد لي أنت فكن / عن عذلي من بعدهم في بعد
لا يسمع العذل فتى ألفى النوى / في قتله مساعدا للصدّ
أعدت جفونُ العدويّ في الهوى / جسمي فقد بالفنَ في النعدي
وهيّجت وجدي بها حمامة / ساجعة في عذبات الرند
بكت لها إلفاً فأبدت لوعتي / وذكّرتني بقديم العهد
قُل للوشاة ما بكم صبابتي / كلا ولا عندكم ما عندي
قد رحت من بعد اغتراب دارهم / ما بين دمع هاطل ووقد
لا تحسبوا الخال الذي بخدّها / منسكة مسك مزجت بند
لكنها حبّة قلبي نطف / ثمّ انطفت على اخمرار الخدّ
حاجبها حاجبُها لكنّهُ / إذا أتاهُ مشتكٍ لا يعدي
والثغر منها الثغر لا يقصدهُ / مقبّل إلا حمي بالردّ
يا هند هل نحوكم لي عودة / أم هل صفا مما لديكم وردي
أشتاقكم إن غرّدت قمريّة / بالدوح أوهبّ نسيم بخد
لكم ودادي مثلما للملك ال / ظاهر شكري أبدا وحميد
غازي الغياث من نداه للورى / غياثُ كلّ واجدٍ ومكدي
فاحثث بذكراه المطيّ إنّها / تعنقُ عند ذكرهِ وتخدي
ولا تقل كالبحر هذا فائض / وذاك بين جزره والمدّ
ولا الغمام ذاك يهمي موهنا / وجود ذا جاوز حصر العدّ
ملك تعُدّ الرفدَ بخلاً نفسهُ / إن هو لا يتبعهُ برفد
لم يلف جود كفّه من الندى / نهايةً فهو بغير حد
إذا الثغور أعضلت أرواؤُها / شفى الثغور بالطول الملد
ممتطياً ظهر طمرّ سابحٍ / مقابل بين العتاق الجرد
بيض أياديه لعافيه كما / حتف معاديه ببيض الهند
إن جررّ العضب بيوم معرك / طال عليه الملتقى بالغمد
يا قائلاً مثل الغياث في الورى / جاوزت أقصى غاية التعدّي
تالله لولا أن يقال مسرف / في حبّه لقلت هذا المهدي
لو أن موسى مستض برأيه / لقومه في التيه لم يردّي
أو كان ذو القرنين ألفى عزمهُ / وحزمه لم يضطلع بالسد
يا آل أيّوبَ ورثت حبّكم / ميرا حقّ عن أبي وجد
ما زلت من جودكم في نعمة / سابغة وظلّ عيش رغد
فما أزاك دائما أحبّكم / حتى أرى موسّدا في كحدي
خذها ونيمزية فربّها / ما آنفك يصغى لك محض الود
تهنّ بالعيد فقد شقّق عن / لطيمة الجود بعرف المجد
والعيد والزمان من مجدكم / قد كسيا الهناء خير برد
والناس راعشت لهم مراسم / لا تنقضى من العلى والجدّ
فما الورى إلا إذا دمت ترى / في دولةٍ مقرونةٍ بالسعد
لي مذهبٌ وملّه
لي مذهبٌ وملّه / في حبّ ظبي الكلّه
لكنّ قتلى في هوا / ه بالنوى أخلّه
طلّ دمي وهو الذي / يبعده أطلّه
يا معملا لي الحمى / هو جاء مشمعله
قف بالكثيب وابلغ السلا / م عنّي أهلّه
وقل لهم إن المو / ب صار فيكم مثله
بعض جفاكم قد أبا / ن الصبر عن كلّه
لم يطرق الرقاد من / ه مذ نأيتم مقله
يغنيه عن تفصيل ما / حملتموه الجمله
جسم عليل وفؤا / د ما خلتهُ علّه
واصله حرّ الجوى / لما قطعتم حبله
راح غريما للغرا / م عقله مدلّه
يروم إهداء السلا / م منكم تعلّه
اورثتمون بعد طو / ل العزّ منكم ذلّه
كثّر فيه العاذلو / ن لومهُ وعذلَه
يا ويك قلبي لم حمل / ت من هواهم ثقله
كنت جليدا فغدو / ت منهم مولّه
تحمل أعباء الغرا / م يا لها من ضلّه
إنّي ارى الزمان قد / ألقى عليك كلّه
غلت يداه ما شفي / للقلب فيه غلّه
تعسا له كم قد سقى / كأس الحمام أهله
أفنى الكرام واغتدى / يرفع كلّ سفله
فأيّست نفسي أن / أرجو أمرأً وفضله
فقال لي رجائي / إقصد أبا عبد الله
فقد غدا للمكرما / ت كعبة وقبله
أقام من معروفه / على الندى أدلّه
لم تر عين من رآ / ه في البرايا مثله
أعيا الذين بعده / لمّا نسى من قبله
يجمع شمل المجد والمال يغضّ شمله /
يعطى وماء الوجه ما / أراقه ببذله
لم يحك جود كفّه / للناس فيض دجله
يرقب من يرجو ندا / ه رقبة الأهلّه
عفا الندى فأوضحت / كفّاه منه سيله
يا ابن النبي رحتم / فرع العلى وأصله
حملتم الزمان ما / لا يستطيع حمله
أنتم براهين الهدى / وأنتم الأدلّه
بكم نجا آدم ل / ما أوبقته الزلّه
لولاكم لم ينج نو / حا فلكه وأهله
ولم يتمّ للخلي / ل بالإله خلّه
ولا نجا شعيب من / يوم عذاب الظلّه
ولم يكلم ربه / موسى بأعلى القلّه
هذا ولم يشف المسي / ح مرضا وعلّه
لولاكم ما ثبتت / دعام هدى الملّه
أنتم دعاة الله إن / كان الورى في غفله
وأنتم لي آل ط / ه في المعاد الوصله
مهلا ضياء الديه حي / رت الأنام باللّه
أخجلت صوب المزن حق / قا وبله وظله
بك استجرت من زما / ني المستطيل الابله
جربته وأهلهُ / فما حمدت خلّه
وما شكرت منهم / قول امرئ وفعله
وشاهد العدل كلا / م المصطفى خير
فدمت للدين تقي / م فرضه ونفله
وللندى والجود نس / خو بالعطايا الجذله
فما يزال للعلى / إذا سلمت دوله
يا ربّ ليل حالك الديجور
يا ربّ ليل حالك الديجور /
مسحنكل مسخطر معكور /
مجرجر الأذيال والستور /
يستوقف النجم عن المسير /
ثغوره لم تبتسم بنور /
كأنه عرض أبي المنصور /
قاض غدا في الويل والبثور /
من قبح ما يأتي من الأمور /
في بخله ولومه المشهور /
والظلم والجور وقول الزور /
وجهله المركّب الموفور /
معترف بالفسق والفجور /
ومنكر حسن الحجا والخبر /
لو غمست كفاه في البحور /
عاضت عن الأمواه بالصخور /
صبّ براه بعدهم طول الأرق
صبّ براه بعدهم طول الأرق / وأصلع تحنى على فرط الحرق
وأدمعُ لو لم أكفّ غربها / لكنت منها مشرفا على الفرق
بانوا فصحت بعدهم واكبدي ال / حرى وبا قلبي العنى بالفلق
قد كان ما ألقاه فيهم واضحاً / فاليوم جلّ ما أعاتبه ودق
فما الذي أخافُ بعد بعدهم / من الفراق كان يعروني الفرق
ما ضرّهم لو رحموا متيّماً / لم يبق من جثمانه سوى رمق
وما على حاديهم لما انبرى / يجدّ في سوق المطيّ لو رفق
وابأبي ظبء يروق شخصه / عيني وروحي لفظه إذا نطق
كأنما في قسمات وجهه / بين مسائين من الشعر فلق
صاحب ديوان الغرام خالهُ / له على الناس بقايا وعلق
خط عذاريه كلامي كاتبٍ / خفّت بقايا نفسه حين مشق
ريم له قلوبنا مراتع / غصن له ملابس الحسن ورق
ذو هيفٍ كيف أطاق خصرهُ / حمل الذي رصّع فيه من حدق
أسهرني ونام ملء جفنه / موسّداً من الفؤاد ما خفق
قد فتحت لي فيه ابواب العنا / فأيّها شاء الغرام بي طرق
ألّف ما بين اللهب والحشا / فليتهُ بين الجفون ما فرق
مذ سلّمت خزائنُ الحسن لهُ / فكّ جميع ما عليها من غلق
وحازها فلم يجد أحسن من / صفات بهرام فخان وسرق
الأمجد الملك الذي إحسانه / للخق وخلق وسواه مختلق
اللابس المجد جديداً والورى / عليهم منه الفتيق والخلق
مسني العطيا والزمان باخل / مردى الأعادي والمنيات خرق
حمّ السحاب خجلا من جودهِ / فرعدهُ الرعدةُ والسيل العرق
جرى به الفضل إلى نهاية / سابق فيها العالمين فسبَق
كالغيث في أيّ مكانٍ حلّه / يرجى ويخشى منه ريّ وغرَق
ساحرة الفاظه لكنما / معجزة إبطال سحر غيرحق
لو صافح الصخر الأصمّ كفّهُ / لا تنبحس الصخر بماء ودفق
لو أن أملاك السماء كلّفوا / إحصاء ما تبذل كفاه تشق
يكاد أن يدرك من ذكائه / ما في الضمير واللسان ما نطق
من درّةٍ مكنونة صوّرهُ / خالقهُ والناس بعد من علق
ما شرف الدهر بشيءٍ غيره / ولا أضاء نورهُ ولا اتسق
ولا حلا بعين رائيه ولا / صفا النسيمُ فيه للناس ورَق
وإنما إحسانهُ وجودهُ / يأتي بها متابعا على نسَق
يا ساقي الفضل ولولاه ذوى / وعاقل الجود ولولاه أبق
دونكها قصيدة قد حبّرت / بخاطرٍ من الكلال في غسق
يا ملكا لولا نواك كفّه / لم يبق في الدنيا كريم يرتزق
رام أناس زلّني في جلّق / حقّا وحمل الذلّ عب لم يطق
فقلت والرحمان لا صحبتكم / من بعدها ولا نظرت ذي الخلق
لأستظلن بظلّ من لهُ / صفاء ودّ محصنه لم يمتذق
الأمجد الذي له محامد / تتلى على مرّ الزمان في الفرق
وألزمَنّ العروةَ الوثقى به / واستجِنّ من زماني إن رشَق
وسرت أطري سسبا ومجهلاً / مشتبهَ الأعلام لمّاعَ الخفَق
أنضيتُ أفراسي وأجهدت بها / روحي وعبدي عند مساريَ أبق
فاكبِت بإحسانكَ أعديَ فلا / صحّ الذي ظنّوه بي ولا صدَق
يا مدحتي فذي أمانا لك من / يا طيف يا اكرم ضيف قد طرق
واعتذري إلى مجدٍ فاضلٍ / رهن القوافي في يديه قد غلَق