القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ كَمّونة الكل
المجموع : 4
ماذا على النوائب
ماذا على النوائب / لو جانبت جوانبي
إلى متى تنوبني / بطارقي وصاحبي
عفَّت ربوع جيرتي / وأبعدت أقاربي
ووكلت بينهم / قوائم النجائب
فخبطت بظعنهم / أفئدة السباسب
وفرقتهم فرقا / شتى بكل جانب
فعيل صبري ووهت / لبينهم مناكبي
ما للزمان لم يزل / يعبث بالأطايب
فكم له من وقعةٍ / بغلب آل غالب
حيث الحسين قادها / شوقاً على السلاهب
لخوض تيار الردى / ومورد الحرائب
رماحهم شواجرٌ / كالشهب الثواقب
ينصب عن حرابها / سوط العذاب الواصب
من كل مغوار عن / الغارة غير راغب
في الحرب غير تآكلٍ / في لكر غير ناكب
يلوي غرار عزمه / ألوية الكتائب
يرى مشارب الردى / من أعذب المشارب
دون الحسين علة / الإيجاد ذي المناقب
حتى قضوا بجهدهم / حق الجهاد الواجب
وكابدوا على ظما / حرارة القواضب
غداة غص الرحب بالبيض / وبالقعاضُب
فعانقوها كعناق / الخرد الكواعب
فاخترق الصفوف شبل / المرتضى بالقاضب
منتهباً أرواحها / فديته من ناهب
فصوَّبت هاماتها / كصيّب السحائب
وذكر القوم أباه / مظهر العجائب
كأنما الموت لديه / لذةُ للشارب
والقوم بين عافرٍ ثاوٍ / وبين هارب
محامياً عن دينه / وآله الأطائب
وقلبه من الظما / مثل شواظ اللاهب
ضاق الفضا وأعصوصبت / عصائب النواصب
هذا ولو شاء لما / أبقى على محارب
فشفه الوجد إلى / سامية المراتب
والفوز بالزلفى من الله / الكريم الواهب
وحين حان حينه / رمي بسهم صائب
وخرَّ عنه ساجداً / مثل سجود الراهب
وفاز بالزلفى وأسنى / الفوز بالمراتب
فديته بمهجتي / ومعشري وصاحبي
شلواً تدوس صدره / سنابك السلاهب
وأبرزت نسوته / تهتف بالذوائب
أين علي المرتضى / مقهقر الكتائب
لم تلف غير زاجرٍ / يزجرها وضارب
وشاتم والدها / وشامتٍ وسالب
نوادباً واحسرتي / للحسر النوادب
يشهرن في المدن / على الجف من الركائب
وما لها من ساتر / عن أعين الأجانب
مصائب قد عظمت / فلسن كالمصائب
فلو تعيها الأرض / مارت بقوى الأخاشب
أَعادَ رزءَ المُرتَضى وَجدَّدا
أَعادَ رزءَ المُرتَضى وَجدَّدا / رزؤفتىً أَحيى الدُجى تَهجّدا
المُرتَضى عَلامَة الدَهر الَّذي / من مَصدَر العِلم تَلقى المَدَدا
وَاللَهُ جَلَّ شَأنَهُ بِرشدِه / أَيده بِروحِهِ وَسَدَّدا
فَكَم لَهُ دَقائِقٌ جِهاتها / أَبَت وَيَأبى اللَهُ أَن تَحددوا
لَم يَرو إِلّا آيَةً مُحكَمَةً / مِن الكِتابِ أَو حَديثاً مسنَدا
بالِغ في تَبليغِها وَنَفسه / أَتعَبَها في حِفظِها وَأَجهَدا
سَل اللَيالي مَن طَوى أَسحارَها / تَهجداً لِرَبِّهِ مُمَجَّدا
وَسَل أُصول الدينِ أَو فُروعِها / مَن ذا الَّذي أَحكَمَها وَشَيَّدا
فَضائِل تَعقبها مَناقِبٌ / أَعدادها لا تَتَناهى عَدَدا
كانَ بِه شَمل الهُدى مُجتَمِعاً / ثُمَّ غَدا مِن بَعدِهِ مُبَدَّدا
من لِليَتامى وَالمَساكينِ وَأَبنا / ءِ السَبيلِ بَعدَه يولي النَدى
ومن لأبناء العلوم بعده / يكون قيَّما عليهم مرشدا
ضاع الهدى من بعد فقد وجهه / من بعد فقد وجهه ضاع الهدى
قد راح ينحو مقعد الصدق الذي / أعده الله له ومهدا
وما ظننت قبل حمل نعشه / أن يحمل العود الهدى والرشدا
لو لم يكن سلمان خيرَ زاهدٍ / لقلت سلمان بزهده افتدى
من الصلاح وجهه كأنه / وجه الصباح بهجة إذا بدا
وكوكب الإيمان من غرته / كان على الكفر شهاباً رصدا
تقلبت في الساجدين نفسه / في حضرة القدس فزان المسجدا
من المعزى أحمداً بالمرتضى / بالمرتضى من المعزي أحمدا
ومن يعزي المرتضى بخير من / بعد بنيه وذويه فقدا
مضى حميداً وتعالى ربّنا / من بعده أن يترك الناس سدى
في العلماء الراشدين بعده / كفايةٌ لمن تحرَّى رشدا
وحجة الإسلام ذاك حجةٌ / بالغةٌ لمن أناب واهتدى
قد ورث العلوم من أجداده / الغرّ الميامين وحاز الرشدا
قد اصطفاه المصطفى لشرعه / والمرتضى قد ارتضاه وَلدا
ماذا أعزّي بفتىً مصابهُ / عمَّ الورى فلم يغادر أحدا
كأنما الجو درى بموته / من قبل أن يقضي فأمسى أسودا
وانتثرت نجومه وقلبه / بالكوكب المنقض قد توقدا
والناس خلف نعشه في جزعٍ / أوشك أن يقضى عليه كمدا
كأنما الصبر قضى لبينه / وما قضى حتى أباد الجلدا
والفزع الأكبر قد فاجأها / أو قيل إن موعد الحشر غدا
لا بارح الريحان روحه التي / تقدَّست والروح ذاك الجسدا
ولا عدا الغفران مثواه ولا / بارحت الرحمة ذاك المرقدا
عُج يا رُعيتَ بالعذيب فالقنا
عُج يا رُعيتَ بالعذيب فالقنا / فالمعهد الأيمن من وادي قبا
ودع زخاريف أحاديث النوى / ومربعاً من قاطنيه قد عفا
وشنف الأسماع في ذكر التي / من الغواني الغيد ربات الحجى
يا عمرك الله نسيت وقفة / مضت لنا بالجزع من سقط اللوى
ليلةَ بتنا والتقى قمصنا / ثوب عفافٍ ما تغشاه ردا
أكرم بها من ليلةٍ مقمرةٍ / بتنا بها في خفض عيشٍ وهنا
حيث الكؤوس بيننا منزعةٌ / يديرها أغيد معسول اللمى
ثقيل أرداف دقيقٌ خصره / وقده يحكيه خطي القنا
يختال دلاً بين أرباب الهوى / كأنه نشوان من خمر الصبا
بتنا نشاوى من رحيق ريقه المحتوم / والرقيب عنا قد نأى
حتى رمانا دهرنا عن حسدٍ / بحادثٍ فرقنا أيدى سبا
واقترب الوعد لنا وآن أن / نلقى الذي من قبلنا لاقى الألى
فلم تجد ملتجاً ظهورنا / سوى الذي طوع يمينه القضا
مالي أرى الخسف عرى بدر السما
مالي أرى الخسف عرى بدر السما / في شهر ذي الحجة حتى احتجبا
وعاد من بعد الكمال ناقصاً / وفي المحاق نوره قد ذهبا
كأنه درى وليت لا درى / أن المحرم الحرام اقتربا
فحزنه أنحله فكلما هل / يهل ناحلاً محدودبا
يلطم بالكف الخضيب وجهه / أسىً علىخامس أصحاب العبا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025