المجموع : 10
أطاعكَ الدمع الذي كان عصى
أطاعكَ الدمع الذي كان عصى / فابكِ دماً ما أمكن العينَ البكا
وعاقبِ العينَ بدمعٍ هاطلٍ / أحقّ عندي بالعقاب من جَنى
فطالما أمرجته في حدقٍ / لولا الفتور قلت أحداقُ الظبى
يا لكِ من أيام وصلٍ سلفت / أعقبَها الدهرُ بأيام نوى
ما فرقة الأحباب بعد وصلِهم / إلا كشيبٍ واقعٍ معَ الصبي
إذا الهَوى حاولتَ منه سلوةً / ولم تطِقها فهو من أحلى الهوى
ليس المحب من إذا فواده / رام سُلواً عن أحباه سلا
وذات خلخالٍ من التبر غداً / من وضحِ الفضة محشواً حُلى
كأنما قضيبُ نورٍ دائر / بدَورِه قضيبُ نارٍ قد أضا
لها لوىً من رِدفها يحمله / ذو دقةٍ يضعفُ عن حمل اللوا
ومبسمٌ لاحَ لنا من ضَوئِه / بَرقٌ ولكن ليسَ للبرقِ بقا
وروضةٌ برقعَها حياؤها / زهرة وردٍ باللحاظِ تجتَنى
ومقلةٌ قتالةٌ بلَحظِها / ليس تخاف قوداً ولا أذى
لو نظرت مثالها في غيرها / ألبسها منظره ثوبَ الضنى
وأهيفٍ تَحسبه إذا بدا / قضيبَ بانٍ حاملاً بدرَ دُجى
يجمعُ للناظِر في منظرِه / إذا بدا لونَ الصباح والمَسا
ضدان لم يجتمعا إلا لِما / سام الورى فيه منونٌ ومُنى
تَستَحسنُ الغدر بنا أجفانُه / حتى كأن الغدر في الناسِ وفا
دقّت على أفهامِنا أوصافُه / كأنّه في الأرضِ من أهل السما
بدلتُ من قلبي سواه فلقد / أقلقني بين ظباءٍ ومَهى
يحمل أثقال الهوى مجتهداً / وهو ضعيف الصبر منهدّ القوى
إن كنت لا أبقى بغير نكبةٍ / تبقى فما فضل البقا على الفنا
في كل يومٍ أنا بين غادرٍ / وهاجرٍ أكرع كاسات الردى
أبيننا يا دهرُ ثارٌ تبتغي / إدراكه مني أم سفكُ دِما
ما فيكَ للعتبِ مكانٌ يرتجى / نجاحه إلا لمدحٍ وهجا
أشكو إليك بعض ما لقيته / منكَ وهل تنفع شكوى من شكا
أكلَّما غادرتَ وقتاً صافياً / من عيشتي كدَّرت منه ما صفا
تأخذ من أحبّتي أصدقَهم / وداً وأوفاهم إذا عزّ الوفا
أظلمَ في عينيَّ ما كان أضا / فلا ضحى بعدَ الحسين بن ضحى
مات الندى والمجد في ميتته / والأدبُ البارع أودى والنهى
سعى إلى مهجتِه حِمامها / ولو درى ما قدرُها لما سعى
طرفت طرفي أيها الدهر بهِ / فصرت لا أطرف إلا عن قذى
بما العزاء بعده فإنما / كان لنا عمن فقدناه عزا
كم من فتىً تحت الثرى وفضلُه / على الأنام ليس يُحصى كالثرى
مضى وأبقَت ذكرَه أفعالُه / أحسن ما خلَّفته حسن الثنا
وللذي دلَّ من الجودِ عَلى / سبيل مَن قُبيله كان سُدى
سر على أيمن سعدٍ صالح / سار إليه من هدى
أكذا كلّ غائبٍ
أكذا كلّ غائبٍ / غاب عمَّن يحبُّه
غابَ عنه ودادُه / وسلا عنه قلبُه
ما لطويلِ الكمدِ
ما لطويلِ الكمدِ / وما لطولِ الأمدِ
سوَّفتُه الموتَ غداً / فاليوم أولى من غدِ
يا قاضِيَ الحَتف بما / ضي الطَّرف لا ماضي اليدِ
حقُّك ألا تتَّقي / عاقِبَةً فعلَ الرَّدي
فإنَّما الأمردُ مأ / خوذٌ من التَّمردِ
ها أنا ذا منقَطع / عن أسرتي وبَلدي
منفردٌ فما الذي / يُخشى من المُنفَردِ
قد آمن اللَهُ الذي / يقتلُني من قوَدي
ما عاشَ أو يلقا / هُ أبناءُ أبي محمدِ
فما سِواهُم أحدٌ / يطلُبُني من أحدِ
أوجهُ جودٍ ماؤها / كالمتَصدي للصَّدي
وليس يلقاك الندى / إلا من الوجه النَّدي
سنَّة آبائِهم / كلٌّ بكلٍّ يَقتَدي
قومٌ إليهم ينتهي ال / وصفُ ومنهم يَبتدي
والشبهُ الواقعُ نمَّا / مٌ بطيبِ المَولدِ
وحُرةٍ ذات حرٍ مستورِ
وحُرةٍ ذات حرٍ مستورِ /
إِلا عَن الأَعينِ والأُيورِ /
نشلتُ منها عضدَ البَعيرِ /
مثلَ الرِشاءِ من قرارِ البيرِ /
غصنٌ من البانِ ذَوى
غصنٌ من البانِ ذَوى / من بَعدِ ما كانَ يَنَع
مانعَ عند أهلِهِ / صرفَ الرَّدى فَما امتَنَع
بدرٌ علَيهِ طَلعَت / سُحبُ المَنايا إذ طَلَع
كان رَجاءً فانقَطَع / وكانَ شعباً فانصَدَع
قالَ أبوكَ ما فَعَل
قالَ أبوكَ ما فَعَل / قلتُ أبوكَ ما فَعَل
وكانَ في استِخبارِهِ / جَوابُ ما عَنه سَأَل
بعضُ بَناتِ الزَّمنِ
بعضُ بَناتِ الزَّمنِ / مرَّت ببَعضِ الفِتَنِ
فاستَنهضَتها فاستَقا / مَت مَعها تَطرُقُني
أرَى اللَّيالي يَستَعي / نُ صَرفُها بالأعيُنِ
فَليَخشَ مَن لم يَضنَ أن / يَلقاهُ طَرفٌ قد ضَني
يَثني إذا قالَ وإن / قِيلَ له لا يَنثَني
لمَّا عَلمتُ أنَّ ما / بي ما بهِ أطمَعَني
وقلتُ لو أفنَى سَقا / مٌ ذا سَقامٍ لَفَنِي
ظنَّ المساءَ والصَّبا / حَ وافَيَا في قَرَنِ
لمَّا قَضى مدَّة ما / بَينهما بالوَسَنِ
تلكَ قَضايا الحُبّ لا / محّمدُ بنُ الحَسَنِ
أتى بعَدلِ الشَّمسِ مَم / زُوجاً بجَورِ المُزُنِ
فقَد غَدا مُؤتَمَناً / وليسَ بالمؤتَمِنِ
بَنَى وشاد فوقَ ما / شِيدَ لَه وما بُنِي
عالٍ ولكن لا عَلى ال / عافي ودانٍ لا دَني
تُعادُ إن يَبدُ إذا / مَنَّ وُجُوهُ المِنَنِ
فهو يَرومُ سَترَها / مَرامَ غَيرِ مُمكِنِ
فمَن أَرادَ أن يرا / ها ثَروةً فَليَرَني
حَدِيثُه كالحَدَثِ
حَدِيثُه كالحَدَثِ / يَرفثُ كلَّ الرَّفَثِ
يوَدُّ مَن يَسمَعُه / لو أنَّه في جَدَثِ
يَستَوجِبُ العَفوَ الفَتى إذا اعتَرف
يَستَوجِبُ العَفوَ الفَتى إذا اعتَرف / وتابَ ممَّا قَد جَناهُ واقتَرَف
لقَولِهِ قُل لِلَّذينَ كفَرُوا / إن يَنتَهوا يُغفَر لهم ما قَد سَلَف
مُنصِتَةٌ تَسمَعُ ما يَقولُ
مُنصِتَةٌ تَسمَعُ ما يَقولُ / كالخُلدِ لمَّا قابَلَتهُ الغُولُ