القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حافِظ إِبراهِيم الكل
المجموع : 4
مَن لَم يَرَ المَعرِضَ في اِتِّساعِ
مَن لَم يَرَ المَعرِضَ في اِتِّساعِ / وَفاتَهُ ما فيهِ مِن إِبداعِ
فَمَعرِضُ القَومِ بِلا نِزاعِ / في نَفثَةٍ مِن ذَلِكَ اليَراعِ
مِن واجِدٍ مُنَقِّرِ المَنامِ
مِن واجِدٍ مُنَقِّرِ المَنامِ /
طَريدَ دَهرٍ جائِرِ الأَحكامِ /
مُشَتَّتِ الشَملِ عَلى الدَوامِ /
مُلازِمٍ لِلهَمِّ وَالسِقامِ /
إِلَيكُمُ يا نُزهَةَ الأَنامِ /
وَفِتيَةَ الإيناسِ وَالمُدامِ /
مَن أَقسَموا بِأَلزَمِ الأَقسامِ /
بِأَن يُقَضّوا دَولَةَ الظَلامِ /
ما بَينَ بِنتِ الحانِ وَالأَنغامِ /
وَمُطرِبٍ مِن خيرَةِ الأَقوامِ /
أَرَقَّ مِن شِعرِ أَبي تَمّامِ /
وَمَجلِسٍ في غَفلَةِ الأَيّامِ /
قَد مَلَّ فيهِ كاتِبُ الآثامِ /
تَحِيَّةٌ كَالوَردِ في الكِمامِ /
أَزهى مِنَ الصِحَّةِ في الأَجسامِ /
يَسوقُها شَوقٌ إِلَيكُم نامي /
تَقصُرُ عَنهُ هِمَّةُ الأَقلامِ /
يا لَيتَ شِعري بَعدَ هَذا العامِ /
إِلَيكُمُ تَرمي بِيَ المَرامي /
أَم يَنتَويني رائِدُ الحِمامِ /
فَأَنطَوي في هَذِهِ الآكامِ /
وَتولِمُ الضَبعُ عَلى عِظامي /
وَلائِماً لِلوَحشِ في الإِظلامِ /
فَإِن أَتى يَومي وَأَودى لامي /
وَباتَ زادَ الدودِ وَالرَغامِ /
بِاللَهِ أَدعوكُم وَبِالإِسلامِ /
أَن تَذكُروا ناظِمَ ذا الكَلامِ /
إِذا جَلَستُم مَجلِساً لِلجامِ /
وَكانَ ساقيكُم مِنَ الآرامِ /
في لَيلَةٍ وَالبَدرُ في تَمامِ /
يا دَولَةَ القَواضِبِ الصِقالِ
يا دَولَةَ القَواضِبِ الصِقالِ /
وَصَولَةَ الذَوابِلِ الطِوالِ /
كَم شِدتِ بَينَ الأَعصُرِ الخَوالي /
مَمالِكاً عَزيزَة المَنالِ /
قامَت بِحَدِّ الأَبيَضِ القَصّالِ /
وَسِنِّ ذاكَ الأَسمَرِ العَسّالِ /
راحَت بِها الأَيّامُ وَاللَيالي /
وَخَلَفَتها دَولَةُ الجَلالِ /
مَملَكَةُ المِدفَعِ ذاتُ الخالِ /
قامَت بِحَولِ النارِ وَالزِلزالِ /
فَأَرهَبَت أَفئِدَةَ الأَبطالِ /
أَرهَبَها مُزَعزِعُ الجِبالِ /
وَمُفزِعُ اللُيوثِ في الدِحالِ /
وَقاطِعُ الآجالِ وَالآمالِ /
وَخاطِفُ الأَرواحِ مِن أَميالِ /
يَثورُ كَالبُركانِ في النِزالِ /
فَيُتبِعُ الأَهوالَ بِالأَهوالِ /
وَيُرسِلُ النارَ عَلى التَوالي /
فَيَحطِمُ الهامَ وَلا يُبالي /
ما كَوكَبُ الرَجمِ هَوى مِن عالي /
فَمَرَّ كَالفِكرِ سَرى بِالبالِ /
عَلى عَنيدٍ مارِدٍ مُحتالِ /
مُستَرِقٍ لِلسَمعِ في ضَلالِ /
مِن عالَمِ التَسبيحِ وَالإِهلالِ /
أَمضى وَأَنكى مِنهُ في القِتالِ /
إِذا سَرَت قُنبُلَةُ الوَبالِ /
مِن فَمِهِ المَحشُوِّ بِالنِكالِ /
يُنذِرُهُم في ساحَةِ المَجالِ /
بِالبَرقِ وَالرَعدِ وَبِالآجالِ /
وَلَم يَكُن كَذَلِكَ الخَتّالِ /
يَحُزُّ في الهامِ وَفي الأَوصالِ /
صامِتَ قَولٍ ناطِقَ الفِعالِ /
رَأَيتُهُ كَالقَومِ في المِثالِ /
مالوا عَنِ القَولِ إِلى الأَعمالِ /
فَاِمتَلَكوا ناصِيَةَ المَعالي /
ما لي أَرى الأَكمامَ لا تُفَتِّحُ
ما لي أَرى الأَكمامَ لا تُفَتِّحُ / وَالرَوضَ لا يَذكو وَلا يُنَفِّحُ
وَالطَيرَ لا تَلهو بِتَدويمِها / في مُلكِها الواسِعِ أَو تَصدَحُ
وَالنيلَ لا تَرقُصُ أَمواهُهُ / فَرحى وَلا يَجري بِها الأَبطَحُ
وَالشَمسَ لا تُشرِقُ وَضّاءَةً / تَجلو هُمومَ الصَدرِ أَو تَنزِحُ
وَالبَدرَ لا يَبدو عَلى ثَغرِهِ / مِن بَسَماتِ اليُمنِ ما يَشرَحُ
وَالنَجمَ لا يَزهَرُ في أُفقِهِ / كَأَنَّهُ في غَمرَةٍ يَسبَحُ
أَلَم يَجِئها نَبَأٌ جاءَنا / بِأَنَّ مِصراً حُرَّةٌ تَمرَحُ
أَصبَحتُ لا أَدري عَلى خِبرَةٍ / أَجَدَّتِ الأَيّامُ أَم تَمزَحُ
أَمَوقِفٌ لِلجِدِّ نَجتازُهُ / أَم ذاكَ لِلّاهي بِنا مَسرَحُ
أَلمَحُ لِاِستِقلالِنا لَمعَةً / في حالِكِ الشَكِّ فَأَستَروِحُ
وَتَطمِسُ الظُلمَةُ آثارَها / فَأَنثَني أُنكِرُ ما أَلمَحُ
قَد حارَتِ الأَفهامُ في أَمرِهِم / إِن لَمَّحوا بِالقَصدِ أَو صَرَّحوا
فَقائِلٌ لا تَعجَلوا إِنَّكُم / مَكانَكُم بِالأَمسِ لَم تَبرَحوا
وَقائِلٌ أَوسِع بِها خُطوَةً / وَراءَها الغايَةُ وَالمَطمَحُ
وَقائِلٌ أَسرَفَ في قَولِهِ / هَذا هُوَ اِستِقلالُكُم فَاِفرَحوا
إِن تَسأَلوا العَقلَ يَقُل عاهِدوا / وَاِستَوثِقوا في عَهدِكُم تَربَحوا
وَأَسِّسوا داراً لِنُوّابِكُم / لِلرَأيِ فيها وَالحِجا أَفسِحوا
وَلتَذكُرِ الأُمَّةِ ميثاقَها / أَلّا تَرى عِزَّتَها تُجرَحُ
وَتَنتَخِب صَفوَةَ أَبنائِها / فَمِنهُمُ المُخلِصُ وَالمُصلِحُ
وَلِيَتَّقِ اللَهَ أُولو أَمرِها / أَن يُسكِتوا الأَصواتَ أَو يُرفِحوا
أَو تَسأَلوا القَلبَ يَقُل حاذِروا / وَصابِروا أَعداءَكُم تُفلِحوا
إِنّي أَرى قَيداً فَلا تُسلِموا / أَيدِيَكُم فَالقَيدُ لا يُسجِجُ
إِن هَيَّؤوهُ مِن حَريرٍ لَكُم / فَهوَ عَلى لينٍ بِهِ أَفدَحُ
حَتّامَ وَالصَبرُ لَهُ غايَةٌ / لِغَيرِنا مِن بِئرِنا نَمتَحُ
حَتّامَ وَالأَموالُ مَشفوهَةٌ / نَمنَحُ إِلّا مِصرَ ما نَمنَحُ
حَتّامَ يُمضي أَمرَنا غَيرُنا / وَذاكَ بِالأَحرارِ لا يَملُحُ
أَساءَ بَعضُ الناسِ في بَعضِهِم / ظَنّاً وَقَد أَمسَوا وَقَد أَصبَحوا
فَاِنتَهَزَت أَعداؤُنا نُهزَةً / فينا وَما كانَت لَهُم تَسنَحُ
فَالرَأيُ كُلُّ الرَأيِ أَن تُجمِعوا / فَإِنَّما إِجماعُكُم أَرجَحُ
وَكُلُّ مَن يَطمَعُ في صَدعِكُم / فَإِنَّهُ في صَخرَةٍ يَنطَحُ
أَخشى إِذا اِستَكثَرتُمُ بَينَكُم / مِن قادَةِ الآراءِ أَن تُفضَحوا
فَلتَقصِدوا ما اِسطَعتُمُ فيهُمُ / فَإِنَّما في القِلَّةِ المَنجَحُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025