المجموع : 16
قُم ناشد الإِسلامَ عن مُصابه
قُم ناشد الإِسلامَ عن مُصابه / أُصيب بالنبيّ أم كتابه
أم أنَّ ركب الموت عنه قد سرى / بالرُّوح محمولاً على ركابه
بل قضى نفسُ النبيّ المرتضى / وأُدرج الليلة في أثوابه
مضى على اهتضامه بغُصَّة / غصَّ بها الدهرُ مدى أحقابه
عاش غريباً بينها وقد قضى / بسيف أشقاها على اعترابه
لقد أراقوا ليلة القدر دماً / دماؤُها انصببن بانصبابه
تنزَّلُ الرّوح فوافى روحَه / صاعدةً شوقاً إلى ثوابه
فضجَّ والأملاك فيها ضجَّةً / منها اقشعرَّ الكونُ في إهابه
وانقلب السلامُ للفجر بها / للحشر إعوالاً على مُصابه
الله نفسُ أحمدٍ من قد غدا / من نفس كلِّ مؤمنٍ أولى به
غادرهُ ابنُ ملجمٍ ووجههُ / مُخضَّبٌ بالدم في محرابه
وجهٌ لوجه الله كم عفَّره / في مسجدٍ كان أبا ترابِه
فاغبرَّ وجه الدين لاصفراره / وخُضِّب الإيمان لاختضابه
ويزعمُون حيثُ طلوا دمهُ / في صومهم قد زيد في ثوابه
والصومُ يدعو كلَّ عامٍ صارخاً / قد نضحوا دَمي على ثيابه
إطاعةٌ قتلُهم مَن لم يكن / تُقبلُ طاعاتُ الورى إلاَّ به
قتلتُم الصلاة في محرابها / يا قاتليه وهو في محرابه
وشقَّ رأس العدل سفُ جوركم / مُذ شقَّ منه الرأس في ذبابه
فليبك جبريلُ له ولينتحب / في الملأ الأعلى على مُصابه
نعم بكى والغيثُ من بُكائه / ينحبُ والرعدُ من انتحابه
منتدباً في صرخةٍ وإنَّما / يستصرخ المهديّ في انتدابه
يا أيها المحجوبُ عن شيعته / وكاشف الغُمّى على احتجابه
كم تغمد السيف لقد تقطَّعت / رقابُ أهلِ الحقّ في ارتقابه
فانهض لها فليس إلاَّك لها / قد سئم الصابرُ جرع صابه
واطلُب أباك المرتضى ممَّن غدا / مُنقلباً عنهُ على أَعقابه
فهو كتاب الله ضاع بينهم / فاسأل بأمر الله عن كتابه
وقل ولكن بلسان مُرهفٍ / واجعل دماء القوم في جوابه
يا عُصبة الإلحاد أين من قضى / مُحتسباً وكنتِ في احتسابه
أين أمير المؤمنين أوما / عن قتله اكتفيت في اغتصابه
لله كم جُرعة غيظٍ ساغها / بعد نبيّ الله من أَصحابه
وهي على العالمِ لو توزَّعت / أشرقت العالمَ في شرابه
فابغَ إلى أحمدَ ثقل أحمدٍ / وقُل له يا خير مَن يُدعى به
إنَّ الأُلى على النفاقِ مَرَدوا / قد كشفوا بَعدك عن نِقابِه
وصيَّروا سَرح الهُدى فريسةً / للغيِّ بين الطلسِ من ذِيابه
وغادروا حقَّ أخيك مُضغةً / يلوكها الباطلُ في أنيابِه
وظلَّ راعي إفكهم يحلبُ مِن / ضرع لبون الجور في وطابه
فالأمَّةُ اليومَ غدت في مَجهلٍ / ضلَّت طريقَ الحقِّ في شعابه
عادوا بها بَعدك جاهليَّةً / مذ قتلوا الهادي الذي تُهدى به
لم يتشعَّب في قريش نسبٌ / إلاَّ غَدا في المحضِ مِن لُبابه
حتَّى أتيت فأَتى في حسبٍ / قد دخلَ التنزيلُ في حسابه
فيا لها غَلطةُ دهرٍ بعدها / لا يَحمدُ الدهر على صوابِه
مشى إلى خُلفٍ بها فأصبحت / أَرؤُسهُ تتبع من أَذنابِه
وما كفاهُ أن أرانا ضِلَّة / وِهادهُ تعلو على هِضابه
حتَّى أرانا ذئبَه مُفترساً / بين الشبولِ لَيثه في غابِه
هذا أَميرُ المؤمنين بعدما / ألجأهم للدين في ضِرابه
وقادَ من عُتاتِهم مَصاعباً / ما أسمَحت لولا شبا قِرضابه
قد أَلفَ الهيجاءَ حتَّى ليلها / أغرابه يأنس في عُقابه
يمشي إليها وهوَ في ذِهابِه / أشدُّ شوقاً منه في إيابه
كالشبلِ في وثبتهِ والسيفُ في / هبَّته والصلُّ في انسيابه
أرادهُ مَن لو لحَظته عينهُ / في مأزقٍ لفرَّ من إرهابه
ومرَّ من بين الجموعِ هارباً / يَودُّ أن يَخرجَ من إهابِه
وهوَ لعمري لو يشاءُ لَم ينَل / ما نال أشقى القوم في آرابه
لكن غدا مُسلِّماً مُحتسِباً / والخير كلّ الخير في احتسابه
صلَّى عليه الله من مضطهدٍ / قد أغضبوا الرحمن في اغتصابِه
ظنَّ العذولُ أدمعي تناثرت
ظنَّ العذولُ أدمعي تناثرت / حُمراً لعمري غَرَّه ما يُبصرُه
وإنَّما يقدحُ زندُ الشوقِ في / قلبي ومن عيني يطيرُ شررُه
بشراكَ باليمن عليك وَفدا
بشراكَ باليمن عليك وَفدا / من هذه الأفراح ما تجدَّدا
مسرّةٌ قد خصّك الله بها / تملأُ قلبَ الكاشحينَ كمدا
وفرحةٌ أقبل يدعو بِشرُها / يا معشر الحسَّادِ موتوا حسدا
صفت لآل المصطفى برغمكم / نطافُ هذا البِشر تحلو موردا
بها اجتلوا وجهَ السرور أبيضاً / فاستقبلوا وجه النحوس أسودا
يا سَعد ما أبهجها مسرَّةً / أُمُّ السرور مثلها لن تلدا
سرَّ بها الدهرُ بني العليا لم / يدع لهم قلباً عليه موجِدا
إذ بختان فرقدي سمائِها / لعترة المجد السرورَ خَلّدا
عبد الكريم وسليمانهم ال / ذين طابا في العلاءِ مولدا
وغير بدعٍ أن يطيب مولداً / مَن جدّه أزكى الأنام مَحتِدا
ذلك أعلا الماجدين همَّةً / مولًى ببرد الشرف المحض ارتدى
ما خلّةٌ صالحةٌ إلاَّ بها / رأى الأنامُ صالحاً محمّدا
فيه لجبَّار السما عنايةٌ / أضحى بها بين الورى مؤيّدا
تَسمى خُطوط راحه أسرَّةً / لأنَّها نقوشُ أسرار الندى
من دوحةٍ مثمرةٍ قدماً على / أُولى الزمان كرماً وسؤددا
دوحةُ مجدٍ بسقت فروعها / بحيثُ لا تلقى النجومُ مصعدا
نَمت غصونَ كرمٍ ما برحت / بظلّها تقيل طلابُ الجِدا
حسبك منها شاهداً بمجدها / أن نمت الهادي فرعاً أمجدا
ذاك الذي أبت سماءُ جودِهِ / أن تُمطر الوفادَ إلاَّ عَسجدا
ذاك الذي أبت صفايا خلقه / إلاَّ بأن تَعذُبَ حتَّى للعدى
ذاك الذي أبت مزايا فخرهِ / إلاَّ بأن تفوق حتَّى الفرقدا
مهذَّبٌ يبصر في أعطافهِ / شمائلَ المهديِّ مصباحِ الهدى
شمائلاً بين الورى أطيبَ من / أنفاس روضٍ بلَّه طلّ الندى
أورثه كمالَه وهديَه / وفخرَه ومجدَه الموطَّدا
وعنه قد ناب بمكرُماته / يعمرُ فيها بيته المشيَّدا
كالشمس إن تغرب بدا البدر ابنُها / بنورها بأُفقها متَّقدا
فهو لعمري والحسين بعده / أسمح أبناء ذوي الجودِ يدا
هما هلالا الجود مصباحا النهى / كلاّ عليه يجد الساري هُدى
فريدتا مجدٍ على جيد العُلى / زانا بهاءاً عِقدَها المنضَّدا
يا آل بيت المصطفى من قد غدوا / مأوى الضيوف مُتهماً ومنجدا
ومَن على معروفهم تعاقبت / بنو الرجاءِ مصدراً وموردا
لتهنكم فرحةُ هادي عزّكم / بما له من ذا الهنا قد جدَّدا
وليهنَ ما غنَّى الحَمامُ هو في / ختان بدريه ويبهج أبدا
فطائر الأفراح يا سعد به / أرِّخ أجدّ زاهياً مغرّدا
سقتكَ يا ربعَ العُلى عهادَها
سقتكَ يا ربعَ العُلى عهادَها / وطفاءُ بشرٍ أطلقت مزادَها
تلمع للزهو بها بوارقٌ / تقدحُ في قلب العِدى زنادَها
لاطفها فيك نسيمٌ أَرِجٌ / إلى حماكَ ساقها وقادَها
فألبستك زهرها وأنبتت / ما بين أجفان العدى قتادَها
وأبرزت منك لأحداق الورى / حديقةً نوءُ السرور جادَها
يا رائد الأفراح في دار العُلى / قد صدقتك نفسُك ارتيادَها
باكر مُناك وارتشف رياضها / كما اشتهيت واقتطف أورادَها
وحيّ في الدست زعيمَ هاشمٍ / وخيرَ من سادت به وسادَها
القائمَ المهديّ أقضى من ثنت / رياسةُ الدين له وِسادَها
وقُل ولا تحفل بغيظ أنفسٍ / قد تركت لغيِّها رشادَها
ما علماءُ الأرض إلاَّ رجلٌ / قد جمع الله به آحادَها
لجّة علمٍ عذُبت موارداً / كلّ ذوي الفضل غدت ورَّادَها
وروضةٌ لو كشف الله الغطا / رأيت أملاك السما روَّادَها
أعلمهم بالله بل أدلّهم / على التي من خلقه أَرادَها
حامى عن الدين فسدَّ ثغرةً / ما ضمنوا عنه له انسدادَها
فاستلَّها صوارماً فواعلاً / فعل السيوف ثكلت أَغمادَها
الموقدُ النارَ عشيًّا للقرى / وبِشره يتقد اتقادَها
والمرخصُ الزادَ وكان جدّه / لراكبي ظهرَ الفلاة زادَها
قد فاخرت جفانهُ شهبَ السما / بضوئها وكاثرت عِدادَها
بُشراك وضَّاحَ الدجى بفرحةٍ / قد بلغت فيها العُلى مرادَها
حلَّت نطاق الليل عن صبيحةٍ / قد نسجت أيدي الهنا أبرادَها
لو عربُ الإِسلامِ باهت فرسه / بحسنها لاستحقرت أَعيادَها
أنت الذي قد عقد الله به / عُرى الهدى وأحكم انعقادَها
منك أعدَّت هاشمٌ لمجدها / مَن نشر الله به أَمجادَها
فقلّلت فيك مريدي فخرها / وفي بنيك كثَّرت حسَّادَها
أَبناء مجدٍ نشأوا سحائباً / سقى الإِلهُ خلقه عهادَها
أَنملُها العشرُ جميعاً حُلَمٌ / أَرضعت الدنيا بها أَولادَها
بيض المساعي ومساعي غيرهم / بيضٌ وصفرٌ أَحسنوا انتقادَها
لم تبتدئ بين الورى أكرومةٌ / إلاَّ وكلٌّ منهم أعادَها
عقدت أطناب العُلى وابتدروا / يرفع كلٌّ منهم عمادَها
وغيرهم يهدم علياه التي / سعى أَبوه قبله فشادَها
قومٌ إذا شبَّ ابنُ مجدٍ منهم / أَلقت لكفّيه العلى قيادَها
أَو زوَّجوه فبأخت شرفٍ / يحكي طريفُ مجدِها تِلادَها
لو لم تجد منه المعالي كفوَها / لم ترضَ إلاَّ في الخِبا انفرادَها
يا من يرومُ بأبيه هضبهم / ونفسه قد سكنت وهادَها
خلفك والفخر بنار ذهبت / بضوئها وخلَّفت رمادَها
بني العُلى دونكموها غادةً / عذراءَ قد أَصفتكم ودادَها
جلَّت بكم قدراً فما أَنشدتُها / إلاَّ ازدهت جبريل فاستعادَها
صبح الهنا اليومَ تجلَّى أبيضا
صبح الهنا اليومَ تجلَّى أبيضا / وبالمنى ربعُ التهاني روّضا
فقم إلى كأس التهاني واصطبح / فيها بنادٍ بسنا البِشر أضا
فإنَّ هذي فرحةٌ من قبلها / لمثلها الزمانُ ما تعرَّضا
من لم يكن يأخذ منها حظَّه / فليت شعري ما الذي تعوَّضا
وكيف لا يدخل في كلّ حشاً / منها سرورٌ سرَّ أحشاء الرضا
أسخى الورى الناهض من ثقل الندى / بما به كلُّ الورى لن تنهضا
ذاك الذي من كرم النفس يُرى / ندب صلاةِ وفده مُفترضا
ذاك الذي كلتا يديه رهمةٌ / ربعيَّةٌ بها المُنى قد رُوّضا
ذاك الذي للمسنتين جودُه / رَقى إذا صلَّ الجدوب نضنضا
ذاك الذي سمت به همَّته / لغاية عنها السماك انخفضا
ذاك الذي لو لم يشيد للعُلى / بناءها السامي إذاً لانتقضا
ذاك الذي للمجد كان جوهراً / وكان كلُّ الماجدين عَرضا
يُزين كلَّ الناس بعضُ فخرِه / لو أنَّ عليهم تبعَّضا
له سجاياً من أبيه حسُنت / وبسط كفٍّ في الندى ما انقبضا
وغُرَّة من لمعها تحت الدجى / أعارتِ البرقَ السنا فأومضا
يصرّح البِشرُ بها للمجتدي / بالنجح قبل أن يُرى معرَّضا
أحبب بدهرٍ جُلب البِشر به / وكان قبلَ جلبه مبغضا
إذ في ختان قرَّتي عين العُلى / سرَّ الأنامَ أسوداً وأبيضا
طاب الهنا فيه لهم فياله / قطعاً به وصل الهنا تقيَّضا
فليهن في عبد الحسين ما شدت / في الأيك ورقاءُ وما برق أضا
وليزه في عبد العزيز فلقد / زها به جميع ما ضمَّ الفضا
واليوم في ختان كل أرِّخوا / بالزهو قد حوى محمد الرضا
يا خيرَ مَن أعطى الجميلَ في الورى
يا خيرَ مَن أعطى الجميلَ في الورى / تبرُّعاً فيه وأوفى مَن وَعد
لي عدةٌ عندَك ماذا صنعت / كأَنَّ عنها طرفُ ذِكراكَ رقد
يا أصدقَ الناس وأوفى مَن وعَد
يا أصدقَ الناس وأوفى مَن وعَد / ما أنتَ من أعطى الجميلَ واسترد
أبعِد بها طارِيةً بذكرها / يُخزى أخو المجدِ إذا النادي انعقد
وخطّةً شنعاءَ لا يَركبُها / إلاَّ الذي في عود علياهُ أود
وسُبَّةً تَثلِم مِن مجدِ الفتى / ثلمةَ نقص ضلَّ من قال تُسَد
لم يرضَها إلاَّ الوضيعُ همَّةً / أو مَن على أخلاقِه الذمُّ حشد
لا مَن سما لمَّا سما مفرداً / بل هو والحمدُ على النجمِ صَعد
يا جامعاً بالمنعِ شملَ وفرِه / لا ترمِ شملَ المكرُماتِ بالبَدد
مجدٌ أبوكَ بالسماحِ شادَه / حاشاكَ أن تهدِمَ منه ما وطَد
ذاكَ الذي كانت سمات فخره / في جبهةِ الدهرِ سناها يتَّقد
يمدُّ كفًّا نشأت من رحمةٍ / في الله تُعطي ولها منه المَدد
لوَ انَّ فيها كان رملُ عالج / يُنفِقُ ما أنفقَ منه لَنَفد
حتَّى مضى تلفُّه مطارفٌ / من الثنا تَبقى على الدهر جُدد
فقمتَ أنت بعدَه مقامَه / فقيل هذا الشبلُ من ذاك الأسد
لا مثلَ مَن مجدُ أبيه بعده / أضاعهُ فقيل بئس ما وَلَد
كنتَ لعمري ديمةً وإنَّما / ذاب زماناً عُرفُها ثم جمد
ولجةً بالأمس عادت وَشَلاً / واردُها اليومَ تمنَّى لا ورَد
كم قلتَ لستُ حالفاً مُوريّاً / بأنَّ هذا جهدُ ما عندي وجد
ثمَّ شفعتَ الوعدَ في إيصاله / مُكرِّراً لم لا عليَّ تَعتمد
ولم أخل أنَّ السرابَ صادقٌ / حتَّى غدا وعدُك منه يَستمِد
نعم صَددتَ إذ بَخِلتَ مُوهِماً / فابخل أبا الهادي وسمِّ البخل صَد
فيا فداءً لك مَن كان له / وجهٌ من الصخر وعِرضٌ من سرد
تذكر كم فيك القوافي فاخَرت / مَن سجد الناسُ له حتَّى سَجد
فكيف تُقذي عينَها بجفوةٍ / مِن أجلها طرفُ المعالي قد رَمد
إن يغرِك الحاسدُ فيها فلقد / أغراك في مجدِك من فرط الحسد
أبعدَ ما مدَّ الثنا طِرافَه / عليك حتَّى قيل بالحمدِ انفرد
عنك كما الحاسدُ فيك يشتهي / يصبحُ في كفيك منزوعَ العَمد
فقُل لمن يرغبُ عن كسبِ الثنا / مَن فَقدَ المدحَ ترى ماذا وجد
أَهوِن بمنشورٍ دفينٍ ذكرُه / فذاك مفقودٌ وإن لم يُفتَقد
صابتكَ مِن بَوارقي مُرِشَّةٌ / من عَتبٍ شُؤبُوبُها لا من بَرد
في عدةٍ نومُك عن إنجازِها / غيظاً له قامَ القريضُ وقَعد
ترقدُ عنها والقريضُ حالفٌ / بمجدِك الشامخِ عنها ما رَقد
ما الخُلفُ في الوعدِ اكتساب شَرفٍ / وليس في منع الندى فخرُ الأبد
تلك اليدُ البيضاءُ بعد بسطها / عن السماحِ كفُّها كيف انعقد
وذلك الوجهُ الكريمُ مالَهُ / مِن بعد ما ماءُ الحيا فيه اطرد
أسفرَ بين الناسِ لا يخجلُه / خلفُ المواعيدِ ولا منعُ الصفَد
فعُد كما كنت وإلاّ انبعثَت / تَترى إليك النافثاتُ في العقد
مِن اللواتي إن أصاب سهمُها / عِرضَ لئيمٍ طُلَّ من غير قَود
وهي على عِرضِ الكريمِ نثرةٌ / ما النثرةُ الحصداءُ منها بأرّد
تبدو فإمَّا هي في جيدِ الفتى / طوقٌ وإمَّا هيَ حبلٌ من مَسد
فعِش كما تهوى العُلى مُمدَّحاً / لا خيرَ في ميتِ العُلى حيِّ الجسد
عيشُك غَضٌّ والزمانُ أغيدُ
عيشُك غَضٌّ والزمانُ أغيدُ / وطرفُ حُسّادِك فيه أرمدُ
يا لابسَ النعماءِ هُنّيتَ بها / ملابساً كساكَهُنَّ أمجد
أقبحُ شيءٍ أن تذُمَّ زمناً / حسبُك فيه حسناً محمد
يا أعينَ الوُفّادِ قُرّي بفتىً / في مطلعِ العلياءِ منه فَرقد
ذاك الذي كِلتا يديهِ لجّةٌ / يطيبُ للعافينَ منها المورد
مباركُ الطلعةِ مرهوبُ الحِمى / في بُردَتيهِ قمرٌ وأسد
موقَّرُ المجلسِ ذو ركانةٍ / حبوتُه على شمامٍ تُعقَد
بالفصل في صدرِ النديِّ ناطقٌ / كأنَّما لسانُه مُهنَّد
سقيطُ طَلٍّ لك من بيانه / أو لؤلؤٌ في سلكِه مُنضَّدِ
روضةُ فضلٍ يجتني رائدُها / زَهراً بطيبِ النشرِ عنه يَشهد
يُنمى لقومٍ في الزمانِ خُلِقوا / جواهراً يُزانُ فيها الأبد
هم خيرُ من رشَّحه لسؤددٍ / مجدٌ وأزكى من نماهُ مَحتِد
قُل لأبي الهادي الذي ما أخذت
قُل لأبي الهادي الذي ما أخذت / بنو الثنا من الثَنا ما أخذا
لله في ثوبِ الزمانِ واحدٌ / منك بغير المدح ما تلذَّذا
سموتَ فانحطَّ سواك قائلاً / مَن طلب الرفعةَ فليسمُ كذا
يَرقى ذُرى العلياء مَن بحجرها / نشا وفي لُبانِها المحض اغتذى
ذو فكرةٍ لم تَرم في شاكلةٍ / بسهمِها إلاَّ وفيها نَفذا
وذو لسانٍ في الخِصام لم يزل / أقطع من حدِّ حسامٍ شُحذا
يسكتُ لكن بجوابٍ حاضرٍ / يتركُ أكبادَ الخصومِ فلذا
فاردُد أحاديث الصَبا إن كنَّ لم / يَروين عن شمائلٍ منه الشذا
لا حبذا إن لم يَذُعنَ نشره / وإن أذعن نشرَه فحبَّذا
كم قد أقام الدهرَ عن فريسةٍ / من بُرثن الخطبِ لها مُنتَقِذا
يَطرُد شيطانَ العنا عن نفسه / مَن بسماحِ كفِّه تَعوَّذا
حكى رجاءَ الوفد لولا جودُهُ / يونس لمّا بالعراءِ نُبِذا
ما حُليةُ الدنيا سوى أمجادها
ما حُليةُ الدنيا سوى أمجادها / يزهرُ في بهائِهم نديها
واليومَ قد زِينت ومن مُحمد / لا من سواهُ حَسنٌ حُليُّها
قد نَسجَ الفخرُ لها مطارِفاً / مطرَّزٌ بصنعهِ بهيُّها
أطلع شمسَ الراح ليلاً أغيدُ
أطلع شمسَ الراح ليلاً أغيدُ / كأنه من نورها مجسَّدُ
وزفَّها تحت الدجى فاشتبهتْ / مدامهُ وخدّه المورَّد
فلستُ أدري أجلاً لامعةً / بكفه بها المدامُ عسجد
أم يده البيضاء في رقتها / بها شعاعُ خده يتقد
ساقٌ من الجوزاء وهو المشتري / نطاقهُ وعقده المنضَّد
شمس الضحى تودُّ لو كانَ ابنها / وهي لها بدرُ السماء ولد
إذا أدارتْ كفه لثامَه / خلتَ الثريا للهلال تعقد
من لي بقطف زهرةٍ من خده / وعقربُ الصدغ عليها رصد
مورَّدُ الوجنة ما استخجلته / إلاَّ وماء الورد منها بدد
مطَّردٌ في خدِّه ماء الحيا / ماء الحيا في خدِّه مطّرد
علقته نشوانَ من خمر الصبا / سبطَ القوام فرعه مجعَّد
أهيفُ كم تعطفتْ قامته / وهو لألحان الغنا يردد
تعطُّف البانة يثنيها الصَبا / وفوقها قمريَّةٌ تغرّدُ
بدرٌ ولكن في الجمال يوسفٌ / لحسنه بدرُ السماء يسجد
وشوقيَ الكامل ليس حرُّه / يطفيه إلاَّ ريقهُ المبرّد
ما الحسن إلاَّ جمرةٌ بخدِّه / وجمرة في القلب منِّي تقد
أبردُ هاتيك بلثم هذه / يا من رأى ناراً بنارٍ تبرد
نارٌ ولكن هي عندي جنَّةٌ / من لي لو فيها فمي يخلّد
كم ليلةٍ بات بها مُنادمي / إلى الصباح والوشاة رقّد
وسنان لم أجذبْ إليَّ خصره / إلاَّ ثنى أعطافه التميُّد
حتَّى يُرى وخصرُه من رقةٍ / عليَّ في انعطافه منعقد
أعدْ عليَّ صاحبي ذكر الطِلا / وعدّ عما يزعم المفنَّد
راحك يا ابن النشوات فاغتنمْ / حظك منها والعذار أسود
وعصر أطرابك في اقتباله / والعيش غضٌّ لك فيه رغد
وعاقر الراح يحيِّيك بها / شريكها في اللبِّ إذ يغرِّد
ما ولدتْ أمُّ الجمال مثله / وأقسمتْ بأنها ما تلد
ما استجمع اللذات إلاَّ مجلسٌ / على معاطاة الكؤوس يعقد
ما هو إلاَّ للندامى فلكٌ / به من الكأس يدور فرقد
أو روضةٌ فيها الخدود مجتنى / من السقاة والشفاه مورد
وشادنٌ وفرته ريحانة / بطيب ريّاها النسيمُ يشهد
يا طالب العدل هلمَّ ظافراً / فالعدلُ شخصٌ قد حواه بلد
أما ترى الفيحاء كيف أصبحت / والجور من ورائها مشرَّد
هذا حسام الدين بين أهلها / أصبح والملكُ به مقلَّد
جرت ملوكُ العصر في مضماره / لغايةٍ إلاَّ عليه تبعدُ
فجاء يجري سابقاً ما مسحتْ / غرَّة علياه سوى العز يد
فقلْ لمن يطمع في عليائه / قفْ صاغراً ليس إليها مصعد
فالمجد إرثٌ والندى سجيةٌ / والحمد كسبٌ والعلاء مولد
تبصرُ في رواقه محجّباً / منه ولا حاجبَ إلاَّ السؤدد
قد خدمت أقلامه بيض الظبا / تُصدرها عن أمره وتورد
سيفٌ بكف الملك منه قائمٌ / مقامَ خديه الطلا والعضُد
منزلتان ليس في كليهما / ينوب عنه الصارم المجرَّد
وأنتَ حيث باسمه شاركته / لا تفتخرْ يا أيها المهنَّد
فهو على هام العداة منتضىً / دأباً وأنت تنتضي وتغمد
إن أشعرتك رهبة هيبته / فمنه في صدر النديِّ أسد
أغلبُ لا يطمح في حضرته / طرفٌ ولا ينطق فيها مذود
مصورٌ في شخصه روحُ النهى / عليه أبراد الفخار جُدد
وغيره يغريك حسنُ شكله / ومنه ما في البرد إلاَّ جسد
أبلجُ عنه وإليه في الندى / تروى أحاديثُ الندى وتُسند
لهم نداهُ مشركٌ في وفره / ومدحهم حقاً له موحِّد
يا خيرَ من زارَ الثناءُ ربعَه / فزار أزكى من نماهُ محتد
أليكها سيارةً مع الصَبا / تتهم في نشر الثنا وتنجد
سحَّارة الألفاظ بابليَّةً / أمُّ الكلام مثلها لا تلد
بل كلُّ معنى جاهليٍ قد غدا / يودُّ منها أنه مولَّد
لا تحمد العودَ على قافيةٍ / ما كلُّ عودٍ في الأمور أحمد
أنتَ فدمْ سيّد أبناء العلى / ونظمها للشعر فيك سيّد
يا هماماً لفضلِه
يا هماماً لفضلِه / يشهدُ السمع والبصر
كلُّ معنًى مهذَّبٌ / من معانيك مبتكر
أنتَ للفضلِ روحُه / وجميعُ الورى صور
وكذا أنتَ للزما / ن مقيلٌ إذا عثر
فاقبلنَ عذرَ من أسا / ما مسيءٌ من اعتذر
قد تبلغ الأنفسُ في ارتيادها
قد تبلغ الأنفسُ في ارتيادها / حصولَ ما تهواه من مرادها
وقد تديم السعيَ في تتمةِ / انتقاصها أو طلب ازديادها
ففاتها ما اعتقدت حصوله / وجاءها ما ليس في اعتقادها
وكلما قدّره اللهُ لها / في قربها يجري وفي بعادها
هذا ابن أمَّ المكرمات من غدا / يرفل في الفاخر من أبرادها
جوادُها وهل بمضمار العلى / أسبقُ من محمدٍ جوادها
أنكر مسَّ الدهر من خشونةٍ / لا يرقد الحرُّ على قَتادها
فانساب مثل الأيم عن بلاده / ينتجعُ العزَّة في بلادها
يطلبها بعين يقظانَ رأت / سهادَها أعذَب من رقادها
مقتعداً من الإباء صعبةٌ / لا يقدر الدهر على اقتعادها
حتَّى اصطفى من عزةٍ دارَ عُلى / ترفع كفُّ المجد من عمادها
فاحتلَّ منها في رباع شرفٍ / عادت نجوم الأُفق من حسادها
قد عقد النديَّ فيها للنهى / واصطنع العرفَ إلى قصّادها
واستحلت الفرسُ له خلائقاً / أخلاقها المرةُ من أضدادها
فكان فيها كهلال فطرِها / وكلُّ يومٍ مرَّ من أعيادها
أمّل أن يعودَ وهو رافهٌ / بناعم العيش إلى بغدادها
فعاد في نعشٍ حوى صفيّةً / أعزَّ في عينيه من سوادها
خلتُ أهنّيه على قدومه / لا أن أعزّيه على افتقادها
وفيه في النادي لآل المصطفى / أقول قرَّت مقلتا أمجادها
لا أنني أقول في مأتمها / صبراً وأين الصبرُ من فؤادها
يا خجلة الأيام من محمدٍ / صالِحها الزاجر عن فسادها
قد صبغ العارُ لها وجوهَها / فلتستتر بفاضح اسودادها
يا قصرتْ يدُ الليالي ما جنت / على أبي المهديّ في امتدادها
أليس دأباً كفَّها مملوَّةً / من كفِّه البيضاء في إرفادها
مولىً على الأرض تراه رحمة / عمَّت جميعَ الأرض بانفرادها
أحيا ثراها وأمات جدبَها / بجوده وكان من أوتادها
مقتصدٌ يسرف في بذل الندى / حيث الورى تسرف باقتصادها
كأنَّ من وقاره حبوتُه / تضمنُ منه الطودَ في انعقادها
سدَّت لأهل الأرض فيه ثلمة / ما ظفرتْ لولاه بانسدادها
خافتْ ولما التجأتْ لعزِّه / أقرّها والأرض في مهادها
يُنمى إلى قبيلة المجد التي / طريفها يعربُ عن تلادها
إن عدّدت لمفخرٍ ودَّت بأن / تدخلُ زهر الشهب في عدادها
تواترت عنها رواياتُ الندى / من ولدها تنقل في آحادها
في كل ذي نفسٍ تزكَّت بالتقى / لا تعلق الآثامُ في أبرادها
تديم ذكرَ الله بل كاد لها / يقوم ما عاشت مقامَ زادها
هذا أبو المهدي فانظر في الورى / هل كأبي المهديّ في عبادها
كأنَّ في جنبيه نفسَ ملكٍ / تستنفد الأوقات في أورادها
أتعبها في طاعة الله لكي / تفوزَ بالراحة في معادها
حسبُك ما ترويه عن آبائها / أن التقى والبرّ في زهّادها
بل كيف لا تثبت دعوى شرفٍ / أبو الأمين كانَ من أشهادها
ندبٌ حياض الجود منه نعمةٌ / تروى بها الوفدَ على احتشادها
يزداد ورياً زندُ مكرماته / إن زادت الجدوب في أصلادها
صلّى إلى العلياء خلفَ سابقٍ / كانَ هو النخبة من أمجادها
ذاك أخوه وأبو النجب التي / قد أخذ الفخارَ في أعضادها
منها الرضى للوفد حيث سخطت / من بخل أهل الأرض في ارتيادها
محببُ الأخلاق محسود العُلى / دامت له العلياء مع حسّادها
قد خلط البشرى لذي ودادها / بهائل السخط لذي أحقادها
مثلَ البحار الفعم يروي عذبُها / ويغرق الجائشُ في إزبادها
أو كالقطار السجم يُرجى برقُها / ويُرهب القاصفُ من إرعادها
له الندى المورودُ عبًّا وندى / سواه مثلُ المصّ من ثمادها
أزهرُ بسّام العشيِّ إن دجت / أوجهُ أقوام على قصّادها
يلتمع السرورُ في جبينه / عند قِرى الأضياف وازديادها
قد طاول الأنجمَ هادي مجده / حتَّى سما الكاهل من أفرادها
واتقدت من فوقها أنوارها / حتَّى شكت إليه من إخمادها
قد خلّف المهديُّ خير من مشى / في هذه الأرض على مهادها
وقام في دار علاهُ حافظاً / له ذمامَ الجود في وفّادها
وبعضهم كالنار لا يخلفها / منها سوى ما كانَ من رمادها
أبلج لا يشبهه البدرُ لأن / تشينه الكلفةُ في سوادها
من فئة فيها الوقارُ والنهى / ساعة تستهلُّ في ميلادها
كمصطفى الفخر وناهيك به / في شرف النفس وفي إرفادها
جلَّ فلولا صغرُ النفس إذن / لقيل هذا مصطفى أجدادها
مَن مثله وأين تلقى مثله / يا رائد المعروف في أجوادها
هذا الذي قد وجدت عفاتُه / برد الندى منه على أكبادها
وعن حسينٍ جودُه تحدَّثت / تحدّثَ الروضة عن عهادها
كالغيث في دنوه والبدر في / علوِّه والشمس في اتقادها
بل في أمين الحلم نفسُ كاظمٍ / للغيظ مما ساء من حسّادها
جعفرُ فضلٍ والجواد جعفرُ ال / فضل وذا حسبُك من تعدادها
قد ولدتْ أمُّ المعالي غيرَها / لكن هي الصفوةُ من أولادها
تهوى سما أن تغتدي فراشها / والشهبُ أن تكون من وسادها
حيث أبو المهديّ قد رشَّحها / للفخر والسؤدد من ميلادها
يا فئةً أحلامها ما زحزحت / راجفة الخطوب من أطوادها
إليكموها غرراً وإن تكن / بدت من الأحزان في سوادها
وسمتها بمدحكم فأقبلت / سماتها تنيرُ في أجيادها
بلطفها من القوافي نزلت / منزلة الأرواح من أجسادها
جاءتك ثكلى غير مستأجرةٍ / تستقصر الخنساء في إنشادها
لو رددت نوحاً لصخرٍ لأرت / كيف انفطارُ الصخر في تردادها
ناحت فأبكت شجناً عينَ العُلى / بأدمعٍ تذوب من فؤادها
ثم دعت لا طرقت ربعَكمُ / إلاَّ المسرّات مدى آبادها
ولا وعي غيرَ التهاني سمعُكم / أو مدحاً تطرب في إنشادها
ومنكم لا برحت آهلة / عرينةُ العزَّة في آسادها
ما للعيون حاربت رقادَها
ما للعيون حاربت رقادَها / وسالمت على القذى سهادها
وما الذي أوجست الناس ضحى / فألزمت أكفّها أكبادها
نعم هوت دعامةُ الفضل التي / لدينه ربُّ السماء شادها
واليومَ عزِّي جعفراً بجعفر / ناعٍ نعى إلى الورى رشادها
قد جمع الدهرَ قواه كلها / بليلة قد ضاعف اسودادها
حتَّى على رزء الهدى بقلبه / أرزاءُ كل آله أعادها
الله يا دهرُ لقد خلّدتها / سبَّة عارٍ لا ترى نفادها
للمجد كانت مقلةٌ واحدةٌ / مسحت في كفِّ الردى سوادها
وليلةٍ قد وَلدَت بصبحها
وليلةٍ قد وَلدَت بصبحها / شمسُ عُلًى تشعُّ في سعودها
سُرَّت بها أهل المعالي ولها / أهدت بمهديٍّ سرور عيدها
قد طربَ الدهرُ غداة أرَّخوا / فلتزدهي الليلة في مولودها
للمصطفى والحسن الفعل معاً
للمصطفى والحسن الفعل معاً / مرآةُ رأيٍ حَسنٌ مرئيُّها
كم قد أعدَّا للتجار رابحٌ / خاناً وهذا بالغنا مليُّها
باليمن فيها عقدا شراكة / لفتيةٍ مجموعها حظيُّها
كواكبٌ كلٌّ يروق المشتري / فلا تسلني أيُّها دُريُّها
بعينه الرحمن قد رعاهمُ / لله عينٌ آمنٌ مرعيُّها
أهلَّةٌ بورك باجتماعها / ببرج سعدٍ زانه وضيُّها
شراكةٌ جاء حميدُ فألِها / للربحِ أرّخ مصطفى غنيُّها