القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : شَرف الدّين الحِلّي الكل
المجموع : 2
لله طرف يوم شرقيِّ الحمى
لله طرف يوم شرقيِّ الحمى / شام بنجد بارقاً شَآمِيَا
أرّقه برق بدا مبتسماً / فبات مسلوب الفؤاد باكيا
أضاء كالثغر فخِلْت أنَّه / أضرم في الأفق زناداً وَارِيَا
قبَّلَ من مراشف الليل لَمىً / لما استطار منجداً تهاميا
ثم استكنّ معرضاً من بعد ما / ضاعف وجدي ونَفَى رُقاديا
أسهر طرفي وانثنى مُهَوّماً / فشفَّني عمداً وما شفانيا
يا صاحبي من حِلَّة بن مَزْيَدٍ / أراجعٌ ببابلٍ زمانيا
لست على سرّ الهوى متَّهَماً / وإن عدمت الصاحب المصافيا
عَرِّج على الحلة غير صاغر / هناك ثم يغتدي فؤاديا
فاطلب دماً لي بين هاتيك الدُّمى / من ظبيات كم صَرَعْنَ راميا
رَنَون غزلاناً وفُحْنَ عنبراً / فكم بهنَّ عاطر وعاطيا
ومِسْنَ أغصاناً ولُحْنَ أنجماً / فلا حرمت عاطفاً وهاديا
وَاكَبِدِي من كَمَدٍ أُجِنُّه / وشادن يصمي القلوب راميا
بز اصطباري وكساني سقماً / بناظر أمسى عليَّ واليا
من لي بعَطف مائل بعطفه / أطال في صدوده التماديا
بتّ به في الحبّ مغرىً مغرماً / وبات من شغل المحبّ خاليا
لما رنا وهزه تيه الصِّبا / أمال عسَّالاً وسلَّ ماضيا
ركَّب في رمح القوام لَهْذَماً / فَبِتُّ من شاكي السلاح شاكيا
لام عذاريه وصاد صُدغه / لولاهما لم يمس بالي باليا
حاز فؤادي باختلاس منهما / فلا عدمت المستبيح الجانيا
وكم أذابت مهجتي ذؤابة / من شعره تسبل ليلاً داجيا
ذبت إلى أن خلتها عكسهما / فليتني كنت لذاك حاويا
وكيف أخشى في هواه كبوة / وقد عددت الله منها واقيا
تخذت منها الله لي معتصماً / والظاهر الملك الغياث غازيا
ولذت بالسلطان فاستنصر لي / أجل من الدين بات راعيا
أروع عزّ الملك منه واحتمى / وشاد من أركانه المبانيا
يفدي ويفني حاشداً ووافداً / إذا تلظّى ساخطاً وراضيا
في حالتين فاتكاً أو منعم / اً أجدى وأردى عافياً وعاتيا
في السلم يثني كل أرض كاسياً / ذي أنعم بَخّلَتِ الغواديا
ألبسها يوم وغاه عَنْدَماً / وأصعقت هيبته الأعاديا
تفديك أملاك نسخت ذكرهم / يا ملكاً للدين أمسى حاميا
لما علوت سؤدداً ومنتمى / فقت إلى مرامك المجاريا
أدركت غايات الفخار وادعاً / فالبرق لو جاراك بات كابيا
مقدّماً في مجد قَدَمَا / حتى تخرقت السماء راقيا
سموت عن صِيدِ الملوك رتبةً / وحزت مجداً أعجز المضاهيا
فمن يساميك علاً وكرماً / يا خير ملك أحرز المعاليا
يا حبذا العزم الغياثيّ الذي / أذلّ منك الشانيَ المداجيا
يزيد في إيقاظه تضرماً / بأس يهد الشمخ الرواسيا
هيهات أن أشكو الزمان بعدها / يا من غدا الدهر به لي وافيا
واليوم قد أصبح لي مستسلماً / وكان منه الجور رسماً جاريا
يا خير من ساس الأنام عدله / خاب امرؤ يبغي سواك كافيا
من يرتجي غيرك ملكاً منعماً / ويجتدي من يخجل الأمانيا
أغنيت بالجود يدي أن أجتدي / رَبَّ يد لا يعرف الأياديا
كفا حمادى ويدا محرما / يكف أو يمنع منها الراجيا
يا فوز آمالي التي بسوقها / إليك جبت البيد والمواميا
إليك هاجرت بها مُيَمِّماً / أحثُّ ركب الحمد والقوافيا
نادى نداك اسمي بحذف حائه / فحبذا منك الندا مناديا
فزدت تفخيماً به مرخماً / لما دعاني لا عدمت الداعيا
فدمت والشهباء طِرف أشهب / يستوقف الطَّرف سناه ساميا
بالسعد أضحى مسرجاً وملجماً / فلا غدا تحتك يوماً كابيا
فدام هذا الملك في اقتباله / يا آمراً على الزمان ناهيا
معظم السطوة ممنوع الحمى / لا زلت ما دام الزمان باقيا
رنا فسلَّ الجفن مشرفيّا
رنا فسلَّ الجفن مشرفيّا / ثم انثنى فهز سمهريّا
ومذ بدا عذاره مزرداً / أقام فيه عذرِيَ العذريّا
ريم نقاً راش لنبل لم يرم / حتى غدا قلبي بها مرميّا
ولم تُجَسِّرْهُ على الرمي سوى / حواجب أعدّها قِسيّا
فما عسى صبري أن ينجدني / بجَنَّة ألقى بها كميّا
فليته سالم من لم ينجه / من حرق بات لها نجيّا
وليته رقّ ليعفو واسىً / لما تردَّى الحسن يوسفيّا
أسقمني من بعدما أظمأني / ولا شفاني وسقاني ريّا
تالله ما استجداه دمعي سائلاً / حتى غدا من حسنه غنيّا
لا غرو أن أغرى بقلبي ناظراً / أهدى إليه السحر هاروتيّا
فهكذا توجب أحكام الهوى / إن السقيم يخدع البريّا
وكيف لا يسحر من هويته / مبلبل الأصداغ هاروتيّا
ومدلجين وصلوا طول السُّرى / بالسير حتى أجهدوا المطيّا
سروا بها مثل السهام سُهَّماً / حتى انحنت فخلتها حِنِيَّا
فقلت والطلاح ترمي بهم / إلى النجاح الأمد القصيّا
أمّوا ابن غرس الدين ينبوع الندى / يسعد من لاذ به شقيّا
فما هَمَى حياؤه أو همّ أن / يسفح إلا أخجل الحييّا
طلق اليدين واللسان لا يرى / نزر ندى الكف ولا عَيِيّا
يعطي الظّبا قواضباً وجرده / سلاهباً والزغف سابريّا
إذا الكماة اعصوصبت واقتحمت / مثار نقع الخيل أخدريّا
وقيد النكسَ الجبانَ ذعرُه / خوف الردى فلم يطق مضيّا
وضاق بين الجحفلين والقنا / تمج مما شربت أَتِيَّا
فسل هناك عن عليٍّ تلقه / يرضي الظُّبا والأسل الخطيّا
بحيث يوحي سيفه إلى العدا / سرّاً يناجي حتفها الوحيّا
حكى سطا سميّه فما غزا / إلا أرانا البأس حيدريّا
وما تلوت مدحه في جحفل / إلا وفاح المسك تنبتيّا
عاف غدير الغَدْر دون معشر / لست تلاقي فيهم وفيّا
ذو نخوة تغريه أن يغشى الوغى / والبأس معنى بصحب السخيّا
يرتاح للضيف وغشيان العدا / فيعقر الكوماء والكميّا
يرى الندى حتماً فإن لاذ به / عافٍ أفاض الجود حاتميّا
يا من تجشَّمْتُ دياجي أملي / حتى رأيت صبحه الجليّا
ما كنت إلا عاطلاً وإنما / نعمى يديك حلَّت الحليّا
فما عسى يهدي إليك خاطري / من مِدَحٍ يزفُّها هديّا
فأيها المولي الندى تبرعاً / ومن غدا بوفده حفيّا
دم ديمة تحيي الورى حتى نرى / جميع ملك الأرض ظاهريّا
وابق لأعياد الزمان ما دعت / قمرية في فنن قمريّا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025