عِش مِن صُروفِ الدَهرِ في أَمانِ
عِش مِن صُروفِ الدَهرِ في أَمانِ / وَابقَ لَنا يا مَلِكَ الزَمانِ
وَاسلَم رَفيعَ القَدرِ وَالمَكانِ / في نِعمَةٍ ثابِتَةٍ الأَركانِ
كَأَنَّها حُبُّكَ في جَناني / يا مَلِكَ الدُنيا العَظيمَ الشانِ
وَيا كَريمَ اليَدِ وَاللِسانِ / لَو قيلَ لِلبَأسِ وَلِلإِحسانِ
هَل يُجمَعُ الجِنسانِ في إِنسان / قالا جُمِعنا في أَبي العُلوانِ
أَفرَسِ مَن عُدّ منَ الفُرسانِ / وَأَغزَرِ الناسِ نَدى بَنانِ
فَاعجَب لِطَعامٍ بِها طَعّانِ / فَلِلقَرى طَوراً وَلِلأَقرانِ
فَردٌ فَهَل تَأَتي لَهُ بِثاني / لا وَإِلهِ الشُحُبِ الأَبدانِ
المُشبِهاتِ كُتَبَ الشِنانِ / الواشِحاتِ أَوجُهَ الغِيطانِ
وَالكاسِياتِ قُللَ الرِعانِ / ضَرائِبَ العَطبِ مِنَ الارسانِ
تَهوي بِشُعثٍ نُزّحِ الأَوطانِ / مالُوا عَلى مَقادِم الكِيرانِ
كَأَنَّهُم ضَربُ الجَريدِ الفاني / حَتّى إِذا رَأَوا فَتى الفِتيانِ
أَنقَذَهُم مِن رِبقَةِ الهَوانِ / فَأصبَحُوا في أَكرِمِ المَغاني
كَأَنَّهُم في نُضرَة الجِنانِ / عِندَ الفَتى المَنّانِ لا المنّانِ
مُعِزِّ قَيسٍ وَفَتى قَحطانِ / لا لِحَزِ الكَفِّ وَلا هِدّانِ
أَبيَضُ مِثلُ الصارم اليَماني / كَالبَدر ذي سِتٍ وَذي ثَمانِ
يا مُنتَهى الآمال وَالأَماني / وَياغِنى القاصي وَرِيفَ الداني
أَنتَ الَّذي ذَلَّلتَ لي زَماني / وَأَنتَ أَرهَفتَ شَبا سِناني
وَفَضلُكَ الغامِرُ قَد أَغناني / فَما أَرى الفَقرَ وَلا يَراني
فَما الَّذي يَطلُبُ مِنّي الشاني / عِلمُكَ بِالحاسِدِ قَد كَفاني
فَسَوفَ أَبني لَكَ مِن لِساني / غَرائِباً لَم يَبِنهِنّ باني
فَاستَغنِ بي تُغنِكَ ذي المَعاني / مِن حَسَنٍ عَن حَسَنٍ بنِ هاني