ألا تريد صاح أن نجنّا
ألا تريد صاح أن نجنّا / ونخلع اليوم الثياب عنا
ولا تنام ليلنا إن جنّا / ولا نسي بالنساء الظنّا
ولا نرى متى يجيء حنا / وإن يغب نقل مريض مَنّا
وإن أتانا فاسق وزنّا / نركبه الخيل فلا يعنَّى
ونجعل الزوج له مجنّا / تقيه من كل معَنّ عنّا
ولا نبالي إن رأينا قرنا / قد طنّ في أصداغنا ورنّا
فقد رأيت العقل يضنى الطُنّا / ويحرم الحرّ الذي تمنى
ولن ينال الحظ مطمئنا / إلا الذي باح بما أكنّا
مه أيها الشيخ الذي أسنّا / ما أنت والغناء والأغنّا
تدخل في مضايق وتعنى / وما تبالي لو لقيت وهنا
ماذا لقيت من نزير جنّا / ومن طواف ههنا وهنّا
وافيتنا في شهر نحس أخنى / على المحبين فقلنا أنّا
لم تخل دار بتّ فيها معنا / من حادث غارة سوء شنّا
يشكوك كل ذي عيال منا / أوردتهم من كل رزء فنّا
فمن مجانين أبانوا الهنّا / ومن مصاب بالحمام أطْنى
ومن عليل دنف أرنّا / حتى رثى الضدّ له وحنّا
قدك اتئد أوقدت فينا الحزنا / وقد شحنت المصر همّا شحنا
فاظعن هداك الله وارحل عنا / من قبل أن تقطع عنه الطحنا
وتنضب الماء وتنفي اليمنا / عن بلد من قبل كان أمنا
واختر بغير ذا المكان كنّا / تأوي إليه مستريحا طمْنا
فما عليك أن أصبت غبنا / ثمَّ ودَعّا أو لقيت زبْنا
أو كنت تأتي هذّرا وأقنا / وتنظر القبيح منك حسنا
بحيث لا تبصر يوماً قرنا / وكاشحا أخفى عليك ضغنا
كما أصبت ههنا خُبُنّا / أصدأ منك الضرس ثم السنّا
لو استطاع لقراك سجنا / تصبح فيه للرزايا رهنا
شيطانه عليك قد تجنى / يقول من تبغك قد أسنّا
جعلت في دار الصلوة فرنا / دخانه عمَّ وأعمى الرعنا
وقال قوم تفله أصنَّا / ولحنه يبلغ ضرّا منا
فليبغ في دار سواها خدنا / وما علينا إن سخا أو ضنّا
وإن بكى من شؤمه أو غنّى / أو أخلص الدعا لنا أو لعنا
أو خار من جوع وذلَّ وهنا / أو قال صرنا بعد ما قد كنا
إنك يا مغرور لم تعشقنا / ولم تعر بنا ولم تشُقنا
فلا جزاك الله خيراً عنا /