القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 14
يُقالُ كانَت فَأرَةُ الغيطانِ
يُقالُ كانَت فَأرَةُ الغيطانِ / تَتيهُ بِاِبنَيها عَلى الفيرانِ
قَد سَمَّتِ الأَكبَرَ نورَ الغَيطِ / وَعَلَّمَتهُ المَشيَ فَوقَ الخَيطِ
فَعَرَفَ الغِياضَ وَالمُروجا / وَأَتقَنَ الدُخولَ وَالخُروجا
وَصارَ في الحِرفَةِ كَالآباءِ / وَعاشَ كَالفَلّاحِ في هَناءِ
وَأَتعَبَ الصَغيرُ قَلبَ الأُمِّ / بِالكِبرِ فَاِحتارَت بِما تُسَمّي
فَقالَ سَمّيني بِنورِ القَصرِ / لِأَنَّني يا أُمُّ فَأرُ العَصرِ
إِنّي أَرى ما لَم يَرَ الشَقيقُ / فَلي طَريقٌ وَلَهُ طَريقُ
لَأَدخُلَنَّ الدارَ بَعدَ الدارِ / وَثباً مِنَ الرَفِّ إِلى الكَرارِ
لَعَلَّني إِن ثَبَتَت أَقدامي / وَنُلتُ يا كُلَّ المُنى مَرامي
آتيكُما بِما أَرى في البَيتِ / مِن عَسَلٍ أَو جُبنَةٍ أَو زَيتِ
فَعَطَفَت عَلى الصَغيرِ أُمُّه / وَأَقبَلَت مِن وَجدِها تَضُمُّه
تَقولُ إِنّي يا قَتيلَ القوتِ / أَخشى عَلَيكَ ظُلمَةَ البُيوتِ
كانَ أَبوكَ قَد رَأى الفَلاحا / في أَن تَكونَ مِثلَهُ فَلّاحا
فَاِعمَل بِما أَوصى تُرِح جَناني / أَو لا فَسِر في ذِمَّةِ الرَحمَنِ
فَاِستَضحَكَ الفَأرُ وَهَزَّ الكَتِفا / وَقالَ مَن قالَ بِذا قَد خَرِفا
ثُمَّ مَضى لِما عَلَيهِ صَمَّما / وَعاهَدَ الأُمَّ عَلى أَن تَكتُما
فَكانَ يَأتي كُلَّ يَومِ جُمعَه / وَجُبنَةٌ في فَمِهِ أَو شَمعَه
حَتّى مَضى الشَهرُ وَجاءَ الشَهرُ / وَعُرِفَ اللِصُّ وَشاعَ الأَمرُ
فَجاءَ يَوماً أُمَّهُ مُضطَرِباً / فَسَأَلتُهُ أَينَ خَلّى الذَنَبا
فَقالَ لَيسَ بِالفَقيدِ مِن عَجَب / في الشَهدِ قَد غاصَ وَفي الشَهدِ ذَهَب
وَجاءَها ثانِيَةً في خَجَلِ / مِنها يُداري فَقدَ إِحدى الأَرجُلِ
فَقالَ رَفٌّ لَم أصِبهُ عالي / صَيَّرَني أَعرج في المَعالي
وَكانَ في الثالِثَةِ اِبنُ الفارَه / قَد أَخلَفَ العادَةَ في الزِيارَه
فَاِشتَغَلَ القَلبُ عَلَيهِ وَاِشتَعَل / وَسارَتِ الأُمُّ لَهُ عَلى عَجَل
فَصادَفتهُ في الطَريقِ مُلقى / قَد سُحِقَت مِنهُ العِظامُ سَحقا
فَناحَتِ الأُمُّ وَصاحَت واها / إِنَّ المَعالي قَتَلَت فَتاها
كانَ لِبَعضِ الناسِ نَعجَتان
كانَ لِبَعضِ الناسِ نَعجَتان / وَكانَتا في الغَيطِ تَرعَيانِ
إِحداهُما سَمينَةٌ وَالثانِيَه / عِظامُها مِنَ الهُزالِ بادِيَه
فَكانَتِ الأولى تُباهي بِالسِمَن / وَقَولِهِم بِأَنَّها ذاتُ الثَمَن
وَتَدَّعي أَنَّ لَها مِقدارا / وَأَنَّها تَستَوقِفُ الأَبصارا
فَتَصبِرُ الأُختُ عَلى الإِذلالِ / حامِلَةً مَرارَةَ الإِدلالِ
حَتّى أَتى الجَزّارُ ذاتَ يَومِ / وَقَلبَ النَعجَةَ دونَ القَومِ
فَقالَ لِلمالِكِ أَشتَريها / وَنَقَدَ الكيسَ النَفيسَ فيها
فَاِنطَلَقَت مِن فَورِها لِأُختِها / وَهيَ تَشُكُّ في صَلاحِ بَختِها
تَقولُ يا أُختاهُ خَبِّريني / هَل تَعرِفينَ حامِلَ السِكّينِ
قالَت دَعيني وَهُزالي وَالزَمَن / وَكَلِّمي الجَزّارَ يا ذاتَ الثَمَن
لِكُلِّ حالٍ حُلوُها وَمُرُّها / ما أَدَبُ النَعجَةِ إِلّا صَبرُها
لَمّا أَتَمَّ نوحٌ السَفينَه
لَمّا أَتَمَّ نوحٌ السَفينَه / وَحَرَّكَتها القُدرَةُ المُعينَه
جَرى بِها ما لا جَرى بِبالِ / فَما تَعالى المَوجُ كَالجِبالِ
حَتّى مَشى اللَيثُ مَعَ الحِمارِ / وَأَخَذَ القِطُّ بِأَيدي الفارِ
وَاِستَمَعَ الفيلُ إِلى الخِنزيرِ / مُوتَنِساً بِصَوتِهِ النَكيرِ
وَجَلَسَ الهِرُّ بِجَنبِ الكَلبِ / وَقَبَّلَ الخَروفُ نابَ الذِئبِ
وَعَطَفَ البازُ عَلى الغَزالِ / وَاِجتَمَعَ النَملُ عَلى الأَكّالِ
وَفَلَتِ الفَرخَةُ صوفَ الثَعلَبِ / وَتَيَّمَ اِبنَ عِرسَ حُبُّ الأَرنَبِ
فَذَهَبَت سَوابِقُ الأَحقادِ / وَظَهَرَ الأَحبابُ في الأَعادي
حَتّى إِذا حَطّوا بِسَفحِ الجودي / وَأَيقَنوا بِعَودَةِ الوُجودِ
عادوا إِلى ما تَقتَضيهِ الشيمَه / وَرَجَعوا لِلحالَةِ القَديمَه
فَقِس عَلى ذَلِكَ أَحوالَ البَشَر / إِن شَمِلَ المَحذورُ أَو عَمَّ الخَطَر
بَينا تَرى العالَمَ في جِهادِ / إِذ كُلُّهُم عَلى الزَمانِ العادي
الدُبُّ مَعروفٌ بِسوءِ الظَنِّ
الدُبُّ مَعروفٌ بِسوءِ الظَنِّ / فَاِسمَع حَديثَهُ العَجيبَ عَنّي
لَمّا اِستَطالَ المُكثَ في السَفينَه / مَلَّ دَوامَ العيشَةِ الظَنينَه
وَقالَ إِنَّ المَوتَ في اِنتِظاري / وَالماءُ لا شَكَّ بِهِ قَراري
ثُمَّ رَأى مَوجاً عَلى بُعدٍ عَلا / فَظَنَّ أَنَّ في الفَضاءِ جَبَلا
فَقالَ لا بُدَّ مِنَ النُزولِ / وَصَلتُ أَو لَم أَحظَ بِالوُصولِ
قَد قالَ مَن أَدَّبَهُ اِختِبارُه / السَعيُ لِلمَوتِ وَلا اِنتِظارُه
فَأَسلَمَ النَفسَ إِلى الأَمواجِ / وَهيَ مَعَ الرِياحِ في هياجِ
فَشَرِبَ التَعيسُ مِنها فَاِنتَفَخ / ثُمَّ رَسا عَلى القَرارِ وَرَسَخ
وَبَعدَ ساعَتَينِ غيضَ الماءُ / وَأَقلَعَت بِأَمرِهِ السَماءُ
وَكانَ في صاحِبِنا بَعضُ الرَمَق / إِذ جاءَهُ المَوتُ بَطيئاً في الغَرَق
فَلَمَحَ المَركَبَ فَوقَ الجودي / وَالرَكبُ في خَيرٍ وَفي سُعودِ
فَقالَ يا لَجَدّيَ التَعيسِ / أَسَأتَ ظَنّي بِالنَبي الرَئيسِ
ما كانَ ضَرَّني لَو اِمتَثَلتُ / وَمِثلَما قَد فَعَلوا فَعَلتُ
أَبو الحُصَينِ جالَ في السَفينَه
أَبو الحُصَينِ جالَ في السَفينَه / فَعَرَفَ السَمينَ وَالسَمينَه
يَقولُ إِنَّ حالَهُ اِستَحالا / وَإِنَّ ما كانَ قَديماً زالا
لِكَونِ ما حَلَّ مِنَ المَصائِبِ / مِن غَضَبِ اللَهِ عَلى الثَعالِبِ
وَيُغلِظُ الأَيمانَ لِلدُيوكِ / لِما عَسى يَبقى مِنَ الشُكوكِ
بِأَنَّهُم إِن نَزَلوا في الأَرضِ / يَرَونَ مِنهُ كُلَّ شَيءٍ يُرضي
قيلَ فَلَمّا تَرَكوا السَفينَه / مَشى مَعَ السَمينِ وَالسَمينَه
حَتّى إِذا ما نَصَفوا الطَريقا / لَم يُبقِ مِنهُم حَولَهُ رَفيقا
وَقالَ إِذ قالوا عَديمُ الدينِ / لا عَجَبٌ إِن حَنَثَت يَميني
فَإِنَّما نَحنُ بَني الدَهاءِ / نَعمَلُ في الشِدَّةِ لِلرَخاءِ
وَمَن تَخافُ أَن يَبيعَ دينَه / تَكفيكَ مِنهُ صُحبَةُ السَفينَه
غَزالَةٌ مَرَّت عَلى أَتانِ
غَزالَةٌ مَرَّت عَلى أَتانِ / تُقَبِّلُ الفَطيمَ في الأَسنانِ
وَكانَ خَلفَ الظَبيَةِ اِبنُها الرَشا / بِوُدِّها لَو حَمَلتهُ في الحَشا
فَفَعَلَت بِسَيِّدِ الصِغارِ / فِعلَ الأَتانِ بِاِبنِها الحِمارِ
فَأَسرَعَ الحِمارُ نَحوَ أُمِّهِ / وَجاءَها وَالضِحكُ مِلءُ فَمِهِ
يَصيحُ يا أُمّاهُ ماذا قَد دَها / حَتّى الغَزالَةُ اِستَخَفَّتِ اِبنَها
عُصفورَتانِ في الحِجا
عُصفورَتانِ في الحِجا / زِ حَلَّتا عَلى فَنَن
في خامِلٍ مِنَ الرِيا / ضِ لا نَدٍ وَلا حَسَن
بَيناهُما تَنتَجِيا / نِ سَحَراً عَلى الغُصُن
مَرَّ عَلى أَيكِهِما / ريحٌ سَرى مِنَ اليَمَن
حَيّا وَقالَ دُرَّتا / نِ في وِعاءٍ مُمتَهَن
لَقَد رَأَيتُ حَولَ صَن / عاءَ وَفي ظِلِّ عَدَن
خَمائِلاً كَأَنَّها / بَقِيَّةٌ مِن ذي يَزَن
الحَبُّ فيها سُكَّرٌ / وَالماءُ شُهدٌ وَلَبَن
لَم يَرَها الطَيرُ وَلَم / يَسمَع بِها إِلّا اِفتَتَن
هَيّا اِركَباني نَأتِها / في ساعَةٍ مِنَ الزَمَن
قالَت لَهُ إِحداهُما / وَالطَيرُ مِنهُنَّ الفَطِن
يا ريحُ أَنتَ اِبنُ السَبي / لِ ما عَرَفتَ ما السَكَن
هَب جَنَّةَ الخُلدِ اليَمَن / لا شَيءَ يَعدِلُ الوَطَن
يا سادة واسوا الفقير
يا سادة واسوا الفقير / طوّقتمونا بالمنن
وكل من ربىّ الصغير / مستوجب شكر الوطن
نحن صغار الأمة / هيا اغرسوا فينا الفطن
نحن لكم كصبية / إن لم تربونا فمن
لا يذهب الخير سدى / ومن يُعِن يوما يُعَن
والمرء لا بد غدا / يُجزَى عن الفعل الحسن
لي ساعة من معدن
لي ساعة من معدن / لا يقتنيها مقتن
تعجل دقا وتنى / مثل فؤاد المدمن
وعقرباها والزما / ن في اختلاف بين
إذا مشت لم أحتفل / أو وقفت لم أحزن
أو أخرت لم يُجدني / أو قدَمت لم أُغبن
أحملها لأنها / تغشّى في الزمن
تعزيني لذى الوزارتين
تعزيني لذى الوزارتين / تعزية الشيعة في الحسين
قد كان يعطى الختم باليدين / فصار يعطيه لحارسين
مطبعة قد تطبع الألفين / صغيرة في مثل حجم العين
يديرها الكاتب دورتين / فيظفر الرىّ بمليونين
زين الوزارات وأىّ زين / قد استرحتَ بعد طول الأين
وكنت متعبا بالاثنتين / كتعب الزوج بضرتين
فراق دنلوب كسد الدين / فلا تعد تلقاه بعد بين
لا يلدغ المؤمن مرتين /
احفظ لنا يا ربنا
احفظ لنا يا ربنا / وحيدنا خصم الوطن
وأدم عليه شوامه / متملقين مدى الزمن
وأطل له طربوشة / وامطط له أنفوشه
واحفظ له جاويشه / سامى العزيز المؤتمن
أنزل عليه الشيخ رشيد / بالوحى من عند العميد
يبرد بإذنك كالجليد / الصيف ضيعت اللبن
انظر إلى السمسار يسحر الفتى
انظر إلى السمسار يسحر الفتى / وانظر إلى الغلام كيف استحسنه
عندي ألف ما ملكت غيرها / من لي بها ألفين إن فاتت سنه
أنتم عزيز يا أخي في أزمة
أنتم عزيز يا أخي في أزمة / ولا يفك ضيقكم إلا الغِنى
في المال فيه وحده خلاصكم / لا بدّ منه اليوم أو لا فغدا
أجل بغير المال لا عيش لنا / وكيف من أين يجئ أَفِتنَا
مما نخوض فيه منذ ساعة / من الفتى من موت جدّة الفتى
وما الذي نصنع كي نصيده / لا بدّ من مصيدةٍ
اسمع أخي عزيز أنتم أسرة / لم يبق من وجودها إلا شفا
قصركم من قدم مهدّم / قد خاط فيه العنكبوت وبنى
سكنتموه ههنا وههنا / كالبوم كل بومتين في فضا
ملأتموه خدما أشداقهم / دائرة على الرغيف كالرحا
انظر إلى القصور كيف أصبحت / لم يبق من مقدَّم ولا أغا
احتجب القوم وراء ظلها / لا يُسأل البوّاب إلا قال لا
من ذلك المطلّ من لحيته
من ذلك المطلّ من لحيته / كالبغل من وراء مخلاة رنا
نسأل عن ذاك الذي انحنى على / صحيفة يقرا وولانا القفا
أجل أجل هذا القفا / هذا هو الدكتور

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025