هذا اللِّوَى وَالحَيُّ مِنْ أَمامِهِ
هذا اللِّوَى وَالحَيُّ مِنْ أَمامِهِ / قَدْ خَفَقَ البَرْقُ عَلى أَعْلامِهِ
وَهَذِهِ مَرابِعُ السِّرْبِ الَّذِي / تَخَوَّفَ الآسادُ مِنْ آرامِهِ
مِنْ كُلِّ وَسْنانِ العُيونِ لَمْ يَزَلْ / يَحْجُبُ جَفْنَ الصَّبِّ عَنْ مَنامِهِ
يُرِيْكَ وَجْهاً وَثَنايا لُمَّعاً / وَقَامَةً تَهْتَزُّ فِي الْتِزامِهِ
كَالبَدْرِ فِي تَمامِهِ وَالدُّرِّ فِي / نِظامِهِ وَالغُصْنِ فِي قَوامِهِ
تَكاثَرَ اللَّثْمُ عَلى خُدُودِهِ / فَاعْتاضَ مِنْ لَثْمِيَ عَن لِثامِهِ
وَمَرَّ يُخْفِي خَدَّهُ بِكُمِّهِ / فَقُلْتُ هَذا الوَرْدُ فِي أَكْمامِهِ
كَمْ لَيْلَةٍ وَصَلْتُها بِشَعْرِهِ / فَلَمْ أَخَفْ صُبْحاً سِوَى ابْتِسامِهِ
تَنُوبُ لِي خَدَّاهُ عَنْ صَباحِهِ / وَرِيْقُهُ العاطِرُ عَنْ مُدامِهِ
فَلَيسَ لِلْقَلْبِ خَدِيْنٌ غَيْرَهُ / وَلَيسَ لِلدِّيْنِ سِوَى حُسامِهِ
عَلِيٌّ الحَاجِبُ لا أَمْوالَهُ / وَقامِعُ المُفْسِدِ بِانْتِقامِهِ
كَالْغَيْثِ طَوْراً مُبْرِقاً وَمُرْعِداً / وَمَاؤُهُ لأَمَلِ انْسِجامِهِ
حامِلُ عِبءِ المُلْكِ لا يَؤُودُهُ / وَطبُّهُ المُبْرِئُ مِنْ سَقامِهِ
وَلَمْ يَزَلْ فِي سَلْمِهِ وَحَرْبِهِ / مُؤَيَّدَ الآراءِ بِاهُتِمامِهِ
فُكُفْرُ زَمَّارَ عَلى طِعانِهِ / وَقْفٌ وَحَرَّانُ عَلى طَعامِهِ
يَومَ انْثَنَى أَتابِكٌ هَزِيمَةً / مِنْكَ يَرى سَيْفَكَ فِي أَحْلامِهِ
جَمَعْتَ بِالرَّأيِ قُلوباً مُزِّقَتْ / عَلَيْهِ فَاسْتَعْصَمَ بِانْهِزامِهِ
مَواقِفٌ مَشْكورَةٌ مَشْهورةٌ / جَرى بِهَا المُلْكُ عَلى انْتِظامِهِ
ما المَلِكُ الأَشْرَفُ إِلا راشِقٌ / رَماهُ بالأَصَلَبِ مِن سِهَامِهِ
أَشْكو إِلَيْكَ الدَّهْرَ يا مَنْ يَدُهُ / مالِكَةٌ لِلْفَضْلِ مِنْ زِمامِهِ
وَسائِلٍ عَنْ حالَتِي أَجَبْتُهُ / لا يُسْأَلُ النَّائِمُ عَنْ مَنامِهِ
أَنا بِمَيَّا فَارِقيْنَ مِثْلَمَا / أَقِيْلُ فِي حَرَّانَ فِي إِنْعامِهِ
بَقِيْتَ ما غَنَّى حَمامُ أَيْكَةٍ / فِي غَلَسِ الصُّبْحِ وَفِي ظَلامِهِ