القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : شَرف الدّين الحِلّي الكل
المجموع : 3
صد ولم يشفى ألم
صد ولم يشفى ألم / فكم هزم جيش الظلم
ظبي ظلم لما حكم / بِمُبْتَسَمْ يحيي الرِّمم
فالدمع دم كما رسم / ومنسم كالمسك نم
أي صنم يجلو التهم / وبالعلم دون إضم
لمن لثم فاه وضم / بذي سلم حيٌّ خيم
قيل ألم يرع الذمم / يقري الألم لمن ألم
كما زعم قال نعم / يا صاح كم هذا السأم
فلا جرم أن يهتضم / وهي الهمم ليست قِسَم
بما اجترم هلا كتم / فمن عزم نال العظم
أفدي سقم طرف أجم / فما جثم بين الأجم
حمى شَبِم ثغر وفم / ليث غشم فبالفخم
فلم يرم أن يُكْتَتَم / تسمو القيم فاسرِ أمَمَ
إلى حرم ملك الأمم / فلم يُضم لما استلم
غازي الخصم خير العصم / ركن الكرم فيا ندم
تلق شيم ملك أشم / من التزم غير ذمم
إذا انتقم تسعى القمم / هذي الشيم فلا تنم
سعي العلم وإن قسم / يا من نظم در الحكم
فينا النعم تبكي الديم / وأم يم خص وعم
إذا ابتسم كالغيث عم / فالجود جم منه ارتكم
كالليث هم كالبدر تم / وكم صرم عمراً وكم
كالبحر طم فما سجم / بذي هزم عدل النعم
ولا هجم ولا نجم / مع الصمم بادي الهمم
ولا التطم إلا حسم / إذا انتقم يَفْرِي القرم
داء العدم أو اخترم / من اللمم لحما ودم
صيداً لهم فكم حطم / فللرخم منه طعم
حمر النعم حادٍ حُطَم / إذا اطرم فكم وكم
مثل الزلم طوى الأكم / خطب دهم فلا هدم
حتى اعتصم به الحرم / باري النسم مجداً دعم
أدى إليّ البرق مذ تَبَسَّمَا
أدى إليّ البرق مذ تَبَسَّمَا / ما أسندته الريح عن بان الحمى
بات يشق الأفق من غمد الدجى / وَهْناً كما جردت عَضْباً مُخْذِما
أَلَمَّ بي يشكو الكَلاَل ساهراً / حتى إذا أرق جَفْنِي هَوَّما
واهاً له من العراق زائراً / يعتسف البيد إليَّ مشئما
هدته أنفاس زفيري فامتطى / نحوي من الظلماء طرفاً أدهما
وما استطار خُلَّبا لأنه / أومض يستمطر دمعي فَهَمَى
فيالها من أدمع أغرقني / تيارها الطامي ولم يرو ظَمَا
فخلتها لما توالى سكبها / كواكباً تقذفن والخد سما
وحبذا نشر الصبا من بابل / كم شقّ من سوق إليَّ الأكما
أَذْكَرَنِي بِحِلَّةِ ابن مَزْيَدٍ / دهراً أَجَدَّ الوَجْدَ لما قَدُما
ومَعْلَماً للأنس ما زال به / قلبي مرتاد الغرام مُعْلَما
كم قد لثمت تربه وإنه / لو لم يكن مثل لمى الغيد لما
وكم بها من نضو شوق يغتدي / بعيد ذاك الحيّ مغرىً مغرما
تغمره الأقمار بالاً بالياً / فيهم وتُدمي عَيْنَهُ عِينُ الدُّمى
حورٌ ما جئن بذنب في الهوى / أُسْكِنَّ من حُشاشتي جهنما
رنون غزلاناً وفُحن عنبراً / ومِسم أغصاناً ولُحن أنجما
بيض النحور والثغور والطُّلى / حمر الحُلى لَعْسُ اللَّثا خضر اللَّمَى
ينظرن عن لواحظ محمية / إذا سفكن للمحبين دما
مثل سيوف الملك الظاهر كم / حمت مباحاً وأباحت من حمى
ملك إذا تنكر الأبطال في / يوم الوغى لم يُرْدِ إلا مُعْلَما
لو مرّ بالطود سطاه هده / أو بالنسيم عزمه تصرما
إن جال قلنا الليث صال وسطا / أو جاء قلنا الليث هاب وهمى
مفرج الغمة من نفس الهدى / ومنقذ الأمة من أسر العمى
تلقاه حيث البيض تبكي علقاً / طلقاً إذا وجه الردى تجهما
كالطود حلماً والحسام عزةً / والبدر وجهاً والغوادي كرما
يا راكب الآمال كم تُعْمِلُها / إلى انتجاع الورد هِيماً حُوَّما
اسم مطايا القصد تلق عنده / جَعْداً لفيفاً ومعيناً شَبِمَا
أمامك الغيث الغياثي الذي / ما ضنت الأنواء إلا انسجما
فلذ بِهَامِي دِيمة الجود يرى / بذل النوال للعفاة مغنما
من دوحة الملك الذي ما برحت / تغني فقيراً وتظلُّ معدما
ينمو إلى المجد وأيّ محتدٍ / للأنجم الزهر إليه منتمى
يا مالكاً لا تشهد الذل العدا / إلا إذا قيل غزا أو عزما
ليس يضيق البحر عن سفينة / إلا إذا فلكك فيه ازدحما
ولا يغص الجيش أحواز الفلا / إلا إذا كرشك بارى العلما
إليه باليعملات وُشُحاً / يدمى الوجى خفّاً لها ومنسما
مثل القسيّ نُحّفاً تخالها / قد فوقت من راكبيها أسهما
تهوي إلى البيت الحرام طرباً / منها إذا الحادي لها ترنما
ولم تزل واخدة حتى رأت / ركن المصلَّى والصفا وزمزما
كانت بدوراً فأنيخت بمنى / أهلة من الكَلال سُهما
لقد حمى الشهباء منك باسل / ألبسها الأمن فصارت حرما
وخصك الله بملك سترى / في كل أرض عدله مخيما
فاسعد بعام لا يزال سعده / على عداك كاسمه محرما
لا روع الملك الذي حميته / ولا غدا بنيانه مهدما
حنت لبرق بات من وادي سلم
حنت لبرق بات من وادي سلم / يخدعها إيماضه لما ابتسم
وأهدت الريح لها من حاجر / نشر خزامى روضها غبّ الديم
فما عليك أيها الحادي إذا / حنَّت وقد بان لها بان العلم
دعها وما قولي دعها منة / كم وخدت شوقاً إلى تلك الأكم
وكم رماها السير بابن همّةٍ / كظُبَةِ السيف إذا همّ عزم
خاض بها لجّ الظلام عالماً / أن الصباح دونه خوض الظلم
وبالغضا سُقيا لسكان الغضا / خيمُ كريم لكريماتِ خيم
حيّ به سمر القنا محدقة / بكل بيضاء لها طرف أَحَمّ
لا يرحل الطارق عن أبياتها / إذا ألم وهو خال من ألم
محجوبة لو مثلت فكرتها / لطرفها طيف الخيال لم ينم
وفاتك المقلة مذ صلته / على محبيه تجنيه احتكم
نجده ديباجة زينها / عذاره مذ خطّ فيها ورقم
أعدى سقيم جفنه عهوده / لما رأى عشقي له مع السقم
وازورّ من جارحة كليلة / أبقت له في القلب جرحاً ما التأم
أفدي طَلاً زان طِلا رضابه / حَبَاب ثغر فضّ عنه مبتسم
آلمني منه اللمى لأنه / ما جاد لي بالريّ والظَّلْم ظَلَم
كظلم قوم شبهوا بجهلهم / كف غياث الدين بالبحر الخضم
أليس يفنى ذاك حيث هذه / تفنى اللُّهَى والصافنات والنعم
ومدة منها تفوق مده / إن أهملت بالرزق في الطرس قلم
وكم رآها يوم إسداء الندى / فهاج من خجلته ثم التطم
كف مليك كفت الخلق الأذى / وكفت الخطب الذي كان غشم
سام إلى أوج العلا لا ملل / يلفته عن نيلها ولا سأم
غار على الملك ولا غرو بأن / يأنف للشماء ذو الأنف الأشم
بيتاً نبت أوصافه واشتبهت / فألفت بين اليقين والتهم
جاد ابتداءً وابتدى مقتدراً / وبث بأساً يتلظى وابتسم
فقلت صاب الغيث والطود رسا / وصاب ليث الغاب والبدر ابتسم
ناهيك منها رحمة في نقمة / لو قابلت صرف الزمان لانهزم
قل لملوك الأرض عني قولة / تصم أو تُسمع منه ذا صمم
تزحزحوا عن غاية قاربها / فما استوت شهب البزاة والرخم
فأين من هذي المساعي معشر / وجدانهم أشبه شيء بالعدم
خلوا طريق الليث فهو مُصْحِر / غضبان مهما مسَّ من شيءٍ حطم
لا تأمنوا من وثبات فاتك / مشهور سيف العزم محذور النقم
والصارم العزم يخاف مغمداً / والليث يخشى بين ملتفِّ الأجم
فكيف إن جُرِّد أو هيَّجَه / ذو غرة لم يدر ما عقبى الندم
حسب الهدى أبلج فياض الندى / نائي المدى مرّ السطا حلو الشيم
لا ترد الماء النمير خيله / بهمّة أربت على كلّ الهمم
ما عجبي من كونه فاق الورى / إلا إذا ما ضرج الماء بدم
كيف وكل لا يماري أنه / خير ملوك الأرض عرب وعجم
بل عجبي للدهر إذ جاء به / خير بنيه وهو في حاله الهرم
فليهنه ما ردّ من شبابه / أغرّ تجلى بمحياه الغمم
وآمل بات بأنضاء المنى / يسري وقد زَمَّ المطايا وخطم
قلت له أين بها عن حلب / ترمي بك الآمال بعداً وأَمَم
شِم بارق الغيث الغياثيِّ وثق / بالريّ من شؤبوبه إذا انسجم
وبالمقرّ الظاهريّ فاستجر / فهو لمن يخشى من الدهر حرم
ولا تقف مرتبكاً فعنده / عواطف تحيي المنى وهي رمم
واشك إليه الفقر أو عرض به / وخلِّ ما بين يديه والكرم
يا حجة الله الذي طاعته / وحبه فرض على كلِّ الأمم
خاب معاديك وضلَّ سعيه / وفاز عبد بمساعيك اعتصم
أما وشعثٍ ترتمي بفتية / أمثالها شعث الوجوه واللِّمَم
أغرى بتحريم الكرى جفونَهم / ذميلُها حتى أنيخت بالحرم
فلم تجد في القوم إلا مخبتاً / مذ عفر الخدَّ وللترب لثم
لتَمْلِكَنَّ الأرض ملك رأفة / يضفي على الخلق جلابيب النعم
وتجعل الدنيا إليك حكمها / مفوضاً ترفع منها ما انهدم
يا منقذي من زمن صروفه / ما برحت تعركني عرك الأَدم
ها أنا ذا حيث يراني حاسدي / لا يخفر الدهر لآمالي ذمم
مجاور من ذا الجناب كعبة / تؤمن من طاف بها أو استلم
شكراً لدهر أظمأت خطوبه / حظِّيَ حتى أمَّ من جودك يم
أمنتني من بعد ما أغنيتني / فلست أشكو لا عِداً ولا عَدَمْ
فاسعد بعيد للهناء قد أتى / يَخْطُر في حشد العبيد والخدم
من حمد نعمائك لم تخل يد / فلا خلا من حمد عليائك فم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025