المجموع : 3
صد ولم يشفى ألم
صد ولم يشفى ألم / فكم هزم جيش الظلم
ظبي ظلم لما حكم / بِمُبْتَسَمْ يحيي الرِّمم
فالدمع دم كما رسم / ومنسم كالمسك نم
أي صنم يجلو التهم / وبالعلم دون إضم
لمن لثم فاه وضم / بذي سلم حيٌّ خيم
قيل ألم يرع الذمم / يقري الألم لمن ألم
كما زعم قال نعم / يا صاح كم هذا السأم
فلا جرم أن يهتضم / وهي الهمم ليست قِسَم
بما اجترم هلا كتم / فمن عزم نال العظم
أفدي سقم طرف أجم / فما جثم بين الأجم
حمى شَبِم ثغر وفم / ليث غشم فبالفخم
فلم يرم أن يُكْتَتَم / تسمو القيم فاسرِ أمَمَ
إلى حرم ملك الأمم / فلم يُضم لما استلم
غازي الخصم خير العصم / ركن الكرم فيا ندم
تلق شيم ملك أشم / من التزم غير ذمم
إذا انتقم تسعى القمم / هذي الشيم فلا تنم
سعي العلم وإن قسم / يا من نظم در الحكم
فينا النعم تبكي الديم / وأم يم خص وعم
إذا ابتسم كالغيث عم / فالجود جم منه ارتكم
كالليث هم كالبدر تم / وكم صرم عمراً وكم
كالبحر طم فما سجم / بذي هزم عدل النعم
ولا هجم ولا نجم / مع الصمم بادي الهمم
ولا التطم إلا حسم / إذا انتقم يَفْرِي القرم
داء العدم أو اخترم / من اللمم لحما ودم
صيداً لهم فكم حطم / فللرخم منه طعم
حمر النعم حادٍ حُطَم / إذا اطرم فكم وكم
مثل الزلم طوى الأكم / خطب دهم فلا هدم
حتى اعتصم به الحرم / باري النسم مجداً دعم
أدى إليّ البرق مذ تَبَسَّمَا
أدى إليّ البرق مذ تَبَسَّمَا / ما أسندته الريح عن بان الحمى
بات يشق الأفق من غمد الدجى / وَهْناً كما جردت عَضْباً مُخْذِما
أَلَمَّ بي يشكو الكَلاَل ساهراً / حتى إذا أرق جَفْنِي هَوَّما
واهاً له من العراق زائراً / يعتسف البيد إليَّ مشئما
هدته أنفاس زفيري فامتطى / نحوي من الظلماء طرفاً أدهما
وما استطار خُلَّبا لأنه / أومض يستمطر دمعي فَهَمَى
فيالها من أدمع أغرقني / تيارها الطامي ولم يرو ظَمَا
فخلتها لما توالى سكبها / كواكباً تقذفن والخد سما
وحبذا نشر الصبا من بابل / كم شقّ من سوق إليَّ الأكما
أَذْكَرَنِي بِحِلَّةِ ابن مَزْيَدٍ / دهراً أَجَدَّ الوَجْدَ لما قَدُما
ومَعْلَماً للأنس ما زال به / قلبي مرتاد الغرام مُعْلَما
كم قد لثمت تربه وإنه / لو لم يكن مثل لمى الغيد لما
وكم بها من نضو شوق يغتدي / بعيد ذاك الحيّ مغرىً مغرما
تغمره الأقمار بالاً بالياً / فيهم وتُدمي عَيْنَهُ عِينُ الدُّمى
حورٌ ما جئن بذنب في الهوى / أُسْكِنَّ من حُشاشتي جهنما
رنون غزلاناً وفُحن عنبراً / ومِسم أغصاناً ولُحن أنجما
بيض النحور والثغور والطُّلى / حمر الحُلى لَعْسُ اللَّثا خضر اللَّمَى
ينظرن عن لواحظ محمية / إذا سفكن للمحبين دما
مثل سيوف الملك الظاهر كم / حمت مباحاً وأباحت من حمى
ملك إذا تنكر الأبطال في / يوم الوغى لم يُرْدِ إلا مُعْلَما
لو مرّ بالطود سطاه هده / أو بالنسيم عزمه تصرما
إن جال قلنا الليث صال وسطا / أو جاء قلنا الليث هاب وهمى
مفرج الغمة من نفس الهدى / ومنقذ الأمة من أسر العمى
تلقاه حيث البيض تبكي علقاً / طلقاً إذا وجه الردى تجهما
كالطود حلماً والحسام عزةً / والبدر وجهاً والغوادي كرما
يا راكب الآمال كم تُعْمِلُها / إلى انتجاع الورد هِيماً حُوَّما
اسم مطايا القصد تلق عنده / جَعْداً لفيفاً ومعيناً شَبِمَا
أمامك الغيث الغياثي الذي / ما ضنت الأنواء إلا انسجما
فلذ بِهَامِي دِيمة الجود يرى / بذل النوال للعفاة مغنما
من دوحة الملك الذي ما برحت / تغني فقيراً وتظلُّ معدما
ينمو إلى المجد وأيّ محتدٍ / للأنجم الزهر إليه منتمى
يا مالكاً لا تشهد الذل العدا / إلا إذا قيل غزا أو عزما
ليس يضيق البحر عن سفينة / إلا إذا فلكك فيه ازدحما
ولا يغص الجيش أحواز الفلا / إلا إذا كرشك بارى العلما
إليه باليعملات وُشُحاً / يدمى الوجى خفّاً لها ومنسما
مثل القسيّ نُحّفاً تخالها / قد فوقت من راكبيها أسهما
تهوي إلى البيت الحرام طرباً / منها إذا الحادي لها ترنما
ولم تزل واخدة حتى رأت / ركن المصلَّى والصفا وزمزما
كانت بدوراً فأنيخت بمنى / أهلة من الكَلال سُهما
لقد حمى الشهباء منك باسل / ألبسها الأمن فصارت حرما
وخصك الله بملك سترى / في كل أرض عدله مخيما
فاسعد بعام لا يزال سعده / على عداك كاسمه محرما
لا روع الملك الذي حميته / ولا غدا بنيانه مهدما
حنت لبرق بات من وادي سلم
حنت لبرق بات من وادي سلم / يخدعها إيماضه لما ابتسم
وأهدت الريح لها من حاجر / نشر خزامى روضها غبّ الديم
فما عليك أيها الحادي إذا / حنَّت وقد بان لها بان العلم
دعها وما قولي دعها منة / كم وخدت شوقاً إلى تلك الأكم
وكم رماها السير بابن همّةٍ / كظُبَةِ السيف إذا همّ عزم
خاض بها لجّ الظلام عالماً / أن الصباح دونه خوض الظلم
وبالغضا سُقيا لسكان الغضا / خيمُ كريم لكريماتِ خيم
حيّ به سمر القنا محدقة / بكل بيضاء لها طرف أَحَمّ
لا يرحل الطارق عن أبياتها / إذا ألم وهو خال من ألم
محجوبة لو مثلت فكرتها / لطرفها طيف الخيال لم ينم
وفاتك المقلة مذ صلته / على محبيه تجنيه احتكم
نجده ديباجة زينها / عذاره مذ خطّ فيها ورقم
أعدى سقيم جفنه عهوده / لما رأى عشقي له مع السقم
وازورّ من جارحة كليلة / أبقت له في القلب جرحاً ما التأم
أفدي طَلاً زان طِلا رضابه / حَبَاب ثغر فضّ عنه مبتسم
آلمني منه اللمى لأنه / ما جاد لي بالريّ والظَّلْم ظَلَم
كظلم قوم شبهوا بجهلهم / كف غياث الدين بالبحر الخضم
أليس يفنى ذاك حيث هذه / تفنى اللُّهَى والصافنات والنعم
ومدة منها تفوق مده / إن أهملت بالرزق في الطرس قلم
وكم رآها يوم إسداء الندى / فهاج من خجلته ثم التطم
كف مليك كفت الخلق الأذى / وكفت الخطب الذي كان غشم
سام إلى أوج العلا لا ملل / يلفته عن نيلها ولا سأم
غار على الملك ولا غرو بأن / يأنف للشماء ذو الأنف الأشم
بيتاً نبت أوصافه واشتبهت / فألفت بين اليقين والتهم
جاد ابتداءً وابتدى مقتدراً / وبث بأساً يتلظى وابتسم
فقلت صاب الغيث والطود رسا / وصاب ليث الغاب والبدر ابتسم
ناهيك منها رحمة في نقمة / لو قابلت صرف الزمان لانهزم
قل لملوك الأرض عني قولة / تصم أو تُسمع منه ذا صمم
تزحزحوا عن غاية قاربها / فما استوت شهب البزاة والرخم
فأين من هذي المساعي معشر / وجدانهم أشبه شيء بالعدم
خلوا طريق الليث فهو مُصْحِر / غضبان مهما مسَّ من شيءٍ حطم
لا تأمنوا من وثبات فاتك / مشهور سيف العزم محذور النقم
والصارم العزم يخاف مغمداً / والليث يخشى بين ملتفِّ الأجم
فكيف إن جُرِّد أو هيَّجَه / ذو غرة لم يدر ما عقبى الندم
حسب الهدى أبلج فياض الندى / نائي المدى مرّ السطا حلو الشيم
لا ترد الماء النمير خيله / بهمّة أربت على كلّ الهمم
ما عجبي من كونه فاق الورى / إلا إذا ما ضرج الماء بدم
كيف وكل لا يماري أنه / خير ملوك الأرض عرب وعجم
بل عجبي للدهر إذ جاء به / خير بنيه وهو في حاله الهرم
فليهنه ما ردّ من شبابه / أغرّ تجلى بمحياه الغمم
وآمل بات بأنضاء المنى / يسري وقد زَمَّ المطايا وخطم
قلت له أين بها عن حلب / ترمي بك الآمال بعداً وأَمَم
شِم بارق الغيث الغياثيِّ وثق / بالريّ من شؤبوبه إذا انسجم
وبالمقرّ الظاهريّ فاستجر / فهو لمن يخشى من الدهر حرم
ولا تقف مرتبكاً فعنده / عواطف تحيي المنى وهي رمم
واشك إليه الفقر أو عرض به / وخلِّ ما بين يديه والكرم
يا حجة الله الذي طاعته / وحبه فرض على كلِّ الأمم
خاب معاديك وضلَّ سعيه / وفاز عبد بمساعيك اعتصم
أما وشعثٍ ترتمي بفتية / أمثالها شعث الوجوه واللِّمَم
أغرى بتحريم الكرى جفونَهم / ذميلُها حتى أنيخت بالحرم
فلم تجد في القوم إلا مخبتاً / مذ عفر الخدَّ وللترب لثم
لتَمْلِكَنَّ الأرض ملك رأفة / يضفي على الخلق جلابيب النعم
وتجعل الدنيا إليك حكمها / مفوضاً ترفع منها ما انهدم
يا منقذي من زمن صروفه / ما برحت تعركني عرك الأَدم
ها أنا ذا حيث يراني حاسدي / لا يخفر الدهر لآمالي ذمم
مجاور من ذا الجناب كعبة / تؤمن من طاف بها أو استلم
شكراً لدهر أظمأت خطوبه / حظِّيَ حتى أمَّ من جودك يم
أمنتني من بعد ما أغنيتني / فلست أشكو لا عِداً ولا عَدَمْ
فاسعد بعيد للهناء قد أتى / يَخْطُر في حشد العبيد والخدم
من حمد نعمائك لم تخل يد / فلا خلا من حمد عليائك فم