وناعمِ النبتِ أَنيقِ الرسمِ
وناعمِ النبتِ أَنيقِ الرسمِ / خَضَّرَ حتّى هَضَبات الأكْم
جاد عليه كلّ غادي الوَسْم / منهتِن الشُّؤبوب هامي السَّجْم
حتى غدت قِيعانُه كاليَمّ / فهي طَوامٍ بالحبَابِ ترمى
إذا بدت في بحرِها الخِضمّ / واكتتبتْ فيه كمِيماتِ اسمي
ريحُ الصَّبا بدَجنها الأحَمّ / صاغت له دِرْعاً بِغيرِ كُمّ
كأنما عاصِفُها مِن عَزْمي / حتى إذا عادت كمِثل حِلْمي
وانجاب عنها كلّ مُدْلَهِمِّ / من مكفهِرّات الغُيوم السُّجْمِ
قابلتِ النجمَ بِمثل النّجم / نادمتُ فيهَا كلَّ قَرْمٍ شهم
مقبّل الخدّ رقيقِ الفَهْم / كلّهمُ صِنْويَ وابنُ عمّي
من نسل أبناء البتَول أُمّي / العلويّين العِذاب الطَّعمِ
والهاشميِّين الكرام الهُضْم / كل حسيبٍ ماجدٍ أشمّ
يجتنِب اللؤم اجتنابَ الإثمِ / ومسقم الطرف بغير سقمِ
مستطرَف النخوة عذب الظّلم / في العدل والجور مطاع الحُكم
يفتّر عن أبيض مثل الظَّلْم / كأنه حَبّ جُمان النظم
عذب جنَى الريق لذيذ اللثم / داوى بحثّ الراح داءَ هَمِّي
حتّى تضجّعت بغيرِ علمي / سكراً وفي النشوة كل غنم
والكَرَم المحض لبِنت الكرمِ / وزارني في الليل طيفُ نُعْمِ
بعد التنائي وليالي الصرمِ / يا عجبي للطائِف الملِمّ
هيّج جدّ لوعةٍ من حلمي / حتى لقد ضاق بِسِرّي كتمي
وشاب صبري بشباب غمّي / وناعمِ الريش خفيف الّلحمِ
أعجمَ من طيرٍ فصاحٍ عُجْمِ / أَمضَى من العارض حينَ يَهمي
من الحمَامِ المُخْولِ المُعِمِّ / يمرّ في الجوّ مرورَ السهم
أو مثلَ لمعِ البرق حين يهمي / أو لحظِ عينٍ غيرِ مستتِمّ
يكاد في تفتِيحه والضمّ / يفرق بين لحمه والعظم
حتى إذا جازَ مكانَ النَّجم / وصار في الأُفْق كمِثل الوَهْم
صوّب تصويب نجوم الرَّجْم / كأنّه مستنهَضٌ بحزِم
قل لبني المستردَفات العُقْم / إنِّي أنا الصِّلّ نَفُوثُ السُّمّ
والله لا يهنيء خلقاً ظلمي /