المجموع : 5
وَهوَ ظَليم كانَ بِاليَمامه
وَهوَ ظَليم كانَ بِاليَمامه / حَديثه باق إِلى القِيامه
خلَّى سَفاها بيضه وحضنا / بيض القَطاة إِذ رآه حَسَنا
وَظنه يفقص عن رئال / أحسَن مِن رئاله في الحال
فَلم يَكُن ذاكَ وَضاع فعله / وَبيضه أَيضاً وَذَم عَقله
فَاجتَمع القَوم عَلى عِنادي / وَعذرَهُم في ذاكَ عِندي باد
أَما الَّذي خَصصته ببري / فَهوَ لَئيم الأَصل غَير حُر
فَإِنَّني ظَلَمته بِذاكا / وَكانَ ما جئت لَهُ هَلاكا
كَأَنني كَلفته ما لَم يطق / وَلَم يَكُن في طَبعِهِ لَما خَلق
طَلَبت مِن أَصل اللئيم شُكراً / وَمِن زَنيم وَجَهول نَصرا
وَلَيسَ في طَبع اللئيم الشُّكر / وَلَيسَ في الأَصل الدني نَصر
وَإِن مَن أَلزَمه وَكَلفه / ضد الَّذي في طَبعِهِ ما أَنصَفه
وَهوَ إِذا حَققت مثل جرول / لَما غَدا يَشتار أَرى الحَنظَل
إِذ غَرهُ صفرته وَحُسنه / فَلم يَكُن فيهِ الَّذي يَظنه
وَمَن سَقى العَوسج يَبغي وَرده / وَمَن غَدا الذئب يَروم وده
وَحاضن للجهل بيض الحيه / كَفى بِذاكَ سبة وَغيه
وَكُنت في جَهلي مثل اللقلق / في حضنِهِ بيضة صل مطرق
من كَلَف النفوس ضَد طَبعِها / وَراضها مُجتَهداً في نَزعِها
أَتعبها عَن خَلقِها وَتعبا / وَلَم يَنَل مِن خَيرِها ما طَلَبا
وَإِن مَن خَصَّ اللئيم بِالنَّدى / وَجَدتهُ كَمَن يُرَبي أَسَدا
فَإِن بر الجاهل اللئيم / مثل جَفاء الفاضل الكَريم
وَكانَ في جَزيرَتي سُلطان / كَأَنَّهُ مِن جَورِهِ شَيطان
لَكنه لا يظهر العُدوانا / فَيفسد القُلوب وَالأَعوانا
وَيتقي الذمَّ وَشر ما اِتَقى / وَيظهر النسك رِياء وَالتقى
وَيَعمل الكَيد الخَفي وَالحيل / تَوصلا إِلى هواه بِالعِلل
أما عَدوي فَخشوا أَن يَفطنا / لِسَعيهم بي فيقولوا قَد جَنى
إِن العَدو قَولهُ مَردود / وَقلَّ ما يصدق الحَسود
وَهوَ وَإِن كانَ ظَلوماً ناقِد / لَيسَ تَجوز عِندَهُ المَكايد
وَالأَصدِقاء كَرِهوا أَن يَنسِبوا / فيهِ إِلى اللوم وَأن يُؤنبوا
وَأن يُقال إِنَّهُم أَشرار / وَكُلهم بِعَهدِهِ غَدار
وَسَعيهم عَلى الصديق الصادق / بَعد النوال الجم وَالمرافق
هبكم صدقتم في الَّذي حَكيتُم / وَقُلتُم من ذاك ما رَأَيتُم
هَلا سَتَرتم وَكَتَمتم ما جَرى / لأَيما حال ترادون ترى
فموجب الصداقة المُساعده / وَمُقتَضى المَودة المعاضده
لا سيما في النوب الشدائد / وَالمحن العَظائم الأَوابد
لَو أَنكم أَفاضل أحرار / ما ظَهَرَت بينكم الأَشرار
قالوا فَما نَصنع حَتّى نُهلكه / قيل انصبوا مِن المحال شَبكه
فَجَلَسوا في مَسجد وَسوق / وَمجمع النسك أَو الفسوق
وَغَيرهُم لَما يَقول يسمَع / هَل صَحَّ عَن صبيح تِلكَ البدع
وَقالَ بَعضٌ مِنهُم في خفيه / لِبَعضهم بحيلة وفريه
إِن كانَ ذا فَإِنَّهُ جسور / وَقُربهُ لِشَرهِ مَحذور
قالَ لَهُ الآخر لَيسَ ما حَكى / أَول كَيد دَسه للملك
وَقالَ ثان كَم لَهُ مَكيده / في مُلكِهِ خافية شَديده
وَهوَ بِلا شَك يَتم أَمره / فَقَد سَرى بَينَ الجُنود مَكره
وَحالفوه كُلهُم وَعاقدوا / وَوعدوه نَصرهُم وَعاهَدوا
قالَ لِمَن يَطلبه لِنَفسه / أَو غَيره مِن قَومِه وَجنسه
فَقالَ شَيخ مِنهُم موقر / المال أَطغاه وَيَبغي المكثر
بقوة المال وَعز شانه / سَعى بِلا شَك عَلى سُلطانه
أَما سمعتم قصة الحجام / وَملك الأَهواز في الحَمام
فَقالَت الحَمامه
فَقالَت الحَمامه / من لَك بِالسَّلامة
وَالدَّهر داء كله / ماق فَماق أَهله
نعم الرَّفيق الرفق / بئس القرين الخرق
العجب بئس الخله / الكبر أَردى حله
البُخل عَيب فاضح / الجود سترٌ صالح
شر الخلال الكبر / أَبقى البَقاء الذكر
شَر المَقال الكَذب / خَير الخلال الأَدب
الصَّمت أَوقى جنه / الجود خَير سنه
العَقل قاض عادل / العجب داء قاتل
الصَّبر سَيف ماض / الرَّأي نعم القاضي
الجَهل شين للفتى / الشَّيب مَوت إن أَتى
العُمر ضَيف راحل / المال ظل زائل
الحرص لَوم وَصلف / الزهد عز وشرف
الشر شر صاحب / الجبه حَظ الكاذب
الدَّهر مَوت أَو هَرَم / الخرق وَهن وَنَدم
البر للحب سَبب / إِن البَخيل لا يحب
أَصل الكَساد الخرق / أَعيا الرِّجال الرزق
الحَزم سوء الظَّن / لا تكثر التَّجني
الجود عنوان الشَّرَف / وَآفة الحسن الصلف
طَهارة الأَخلاق / مِن كَرَم الأَعراق
أَزكى الوَّرى فِعالا / أَكرَمَهُم أَحوالا
إِنَّ العُروق تنزع / إِلى الأُصول تَرجع
رَب الغِنى نَبيه / وَجه الغِنى وَجيه
منَّ الصَّنيع يفسده / وَمطله ينكده
الكذب وَالنَّميمه / وَالغَدر شر شيمه
ما للملوك ود / ما لِلنِّساء عَهد
تَأن في الأُمور / لا سيما السُّرور
وَاعجل إِلى الخَيرات / مِن حَذر الفَوات
فَلَيسَ كُل وَقت / لفعلها تَأت
تَوخ أَوقات الفُرَص / فَرُبَّما عادَت غصص
لا تَفرحن لِنائل / لا تَجزَعَن لِنازل
فَنوب النَّوائب / تَزول كَالسَّحائب
لا تَعجلَن فَتعثر / لا تكثرن فَتضجر
إِياكَ وَاللجاجه / فَإِنَّها سَماجه
إِذا طَلَبت حاجه / فلا تكن هلباجه
دع المراء والجدل / فَلَيسَ للعمر بَدل
لا تَعجلَن فَالعَجَلَه / مَذَلة وَمخجلَه
ما لك غَير نَفسكا / لا تك عَنها ممسكا
لا تدخرن لعرسكا / عَقلك فَوقَ حسكا
لا تهملن جنسكا / لا تجهلن نَفسَكا
لا تنسين أَمسكا / لا تَحقرن جنسكا
إياك وَالتَّمني / وَكَثرة التَّظني
خُذ اليَقين أَودع / لا تَفرحن بِالمَسمع
جاز فعال الناس / وَلا تَكُن بِالناسي
وَعجل النوابا / وَأَخر العِقابا
ما لَم تَخف فَساداً / وَلازم السدادا
وَاعطِ بِالحُقوق / لا بِالهَوى وَالموق
فَيفسد النَّبات / وَتكثر الكهاة
الناس إِخوان النعم / لَيسَ الوُجود كَالعَدَم
ما سادَ إِلا جائِد / ما جادَ إلا ماجِد
المال خَير عَون / بِبَذله وَالصَّون
لَيس عَلى الخَير نَدَم
لَيس عَلى الخَير نَدَم / لَيسَ مَع الذكر عَدَم
لَيسَ مِن النَفس خَلَف / لَيسَ مَع الكبر شَرَف
لَيسَ مَع الغَدر كَرَم / لَيسَ معَ الغَي هَرم
لَيسَ مَع الحَمد عوض / لَيسَ سِوى اللَّه غَرَض
لَيسَ مَع العجب مَقه / لَيسَ مَع الكذب ثِقَه
لَيسَ مَع الحرص وَرَع / لَيسَ مَعَ العز طَمَع
لَيسَ مَع العَقل لعب / لَيسَ من الدين الكذب
لَيسَ معَ اللوم نسَب / لَيسَ معَ الجَهل حَسَب
لَيسَ مَعَ المَوت فَرَح / لَيسَ مَع العلم تَرح
لَيسَ مَع اليأس تَعب / لَيسَ معَ الفقر طَرَب
لَيسَ السجايا واحِده / لَيسَ الليالي عائِدَه
لَيسَ بِراض قادح / لَيسَ بِطاغٍ ناصِح
لَيسَ يحيد بخت / لَيسَ يَعود وَقت
لَيسَ تَدوم شده / لَيسَ تُقيم حده
لَيسَ مَعَ الجود جَده / لَيسَ معَ الوجد عده
مطل الغنى ظلم / عزُّ المَعالي غنم
الكَد للمجد دَعه / الضيق في الجود سعه
لَيسَ معَ الصَّبر حُزن / أحسنت في المَقاله
خَير مِن العي الخرس / فَإِنَّما العُمر نَفس
من جاوز القَصد ظلم
من جاوز القَصد ظلم / مَن عَف لَم يَخش الندَم
مَن تَرَك الحَق عَجز / مَن خَشي الفَوت انتهز
من صدق الناس حمد / مَن أَظهَر النصح اعتمد
من كظم الغَيظ حمل / مَن أَدمَن السَّعي وَصَل
مَن خافَ سوء الذكر عَف / مَن خَشيَ التعنيف كَف
مالك منه جلهُ / كان عليك كله
مَن آثر الحَق سلم / مَن قَمع النفس غنم
من سالم الناس سلم / مَن ضيع الحَزم نَدم
من عدم النصر صَبر / عاقبة الصبر الظفر
من غالب اللَّه غلَب / مَن حارب الدين حرب
مَن عَرف الناس حذر / مَن صابر الدهر ظَفر
مَن سَأل الناس مقت / مَن عاند الحَق كبت
مَن طَلَب المَجد تَعب / مَن عَرفَ الناس عجب
مَن عَرفَ اللَّه وثق / مَن طَلَبَ الرزق رُزق
مَن كَرِهَ المَوت امتحن / مَن اِشتَرى الدون غبن
مَن شَتَم الناس شتم / مَن خاصم العَقل خصم
مَن حقر العلم حقر / مَن بَذل الجُهد شكر
مَن أَنصَف الناس حمد / مَن أَخذَ العَفو عبد
مَن طَلَب الوَرد ورد / مَن جَد في الأَمر وَجَد
مَن ساءَهُ القَول صمت / مَن خَشِيَ الرد سَكَت
مَن آثر المال شقى / مَن طَلَبَ الخَير وقى
مَن أَظَهر الشَر اِتقى / مَن طَلَبَ الذكر بَقى
مَن هبج الأَفعى لَسَع / مَن قَطَع الناس قَطَع
مَن شَرِبَ السم هَلك / مَن كَرِه الجور فَتَك
مَن صَحب الليث عطب / مَن خالف الرأي شجب
مَن أَظهَر البَغي صرع / مَن طَلبَ العز قَنع
مَن عاتب الدَّهر سئم / من سَخَط الرزق حرم
مَن مَنعَ العَدل سخط / مَن تَرَكَ العَقل غلط
مَن قَتَل الناس قُتل / مَن حرم الجُند خذل
مَن أَمن الدهر وهن / مَن اِجتَوى المَثوى ظعن
مَن حَمد المَرعى نزل / مَن ضَره الجَهل هزل
مَن أَكرَم الضيف كرم / مَن ضَيع الجار لؤم
مَن راقبَ اللَّه سعد / مَن عَرفَ الدنيا زهد
مَن نافق الناس نَفق / مَن خَشيَ اللوم صَدق
مَن خَشيَ الفوت عجل / مَن أمن اللَّه وَجل
مَن طَلَبَ العُمر عَمل / مَن مَنَع الحَظ كسل
من باشر النار احترق / مَن كاس داري وَرفق
من زادَ واِزدان حسد / مَن قصد الناس قصد
مَن جَربَ الدَهر عرف / مَن جَهل الحَق وقف
مَن أَكثر المَدح سخف / مَن أكثَر الحلم ضعف
مَن أَكثر الدعوى اِفتضح / مَن لزم الحمية صح
مَن تاجر اللَّه ربح / مَن فضح الناس فضح
مَن باشر الحَرب جُرح / مَن عرف النصح نصح
مَن اِشتَرى المَدح مدح / مَن منع الناس اطرح
من أَكثر المَزح حقر / مَن صافح الليث عقر
البُخل لَيل عاتم
البُخل لَيل عاتم / بِالجود ساد حاتم
آثر بِأصل مالكا / إِن السخا كَذَلِكا
احمل عَظيماً تذكر / افعل جَميلاً تُشكر
بِحملك الأَثقالا / تستعبد الرجالا
إِيثار كَعب شكره / طرق المَعالي وَعره
لا بُد مِن مَوت فَلا / تمت عَلى غَير العُلا
إِن مت فَالذكر خلف / مِن الحَياة وَالشرف
إِنكَ إن تؤاسي / تكن كَبَعض الناس
الفَضل في الإِيثار / وَالجود في الإعسار
بذل فضول المال / لَيسَ مِن الأَفضال
الكَلب بَعدَ ما أَكل / يَترك كُل ما فضل
يطربني السموأل / حَتّى أكادَ أذهل
إِن كانَ طَبعاً ما فَعل / فَإنَّه خَير بَطل
أَو كانَ قَد تكلفه / كيما يشيد شرفه
فَإنه صَبور / لَيسَ لَهُ نَظير
الفَضل في التكلف / وَالمَجد بِالتعسف
لأَنَّهُ عَكس الهَوى / وَفعل أَمر يجتوى
وَحملك النفس عَلى / ما لا تُريد مِن عُلا
فَلَيسَ فعل المشتهى / يحسن عِندَ ذي النُهى
وَذاكَ أَيضاً نكته / مِن العُيوب تَحته
إِن النُفوس الفائِقه / للمكرمات عاشِقه
فَقالَت الخطباء / أَحسَنت يا حَسناء
أَسوأ خَلق أَدبا / مَن جَرب المُجربا
مَن لَكَ بِالمُهذب / الكامل المُؤدب
أَي فَتى لَم يعب / أَيُّ فَتى لَم يعتب