القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف المُرتَضى الكل
المجموع : 4
جسيمةٌ حمّلها جسيمُ
جسيمةٌ حمّلها جسيمُ / على العظيم يصبر العظيمُ
مصيبةٌ خفّ بها الحليمُ / مسكنُها من الفتى الصّميمُ
ليس بها غمضٌ ولا تهويمُ / كأنّها بكرعِكِ الخُرطومُ
رامك من دهرك ما ترومُ / واِرتُجعَ الرِّفْدُ فمنْ تلومُ
مضتْ إِفالٌ وثَوَتْ قُرومُ / وَالبدرُ باقٍ فلتَبن نجومُ
فلتسلُ عنه إنّك السَّليمُ / ساوَى السخيَّ في الرّدى اللّئيمُ
وذاقه المرزوق والمحروم / نحن على طرق الرّدى جُثومُ
ونحوه الإيجافُ والرّسيمُ / لولا الرّدى وإنّه الهَجومُ
ما شمتتْ بناتجٍ عقيمُ / ولا اِستوى الصّحيحُ والسّقيمُ
الموتُ داءٌ للورى قديمُ / سِيطَ به الممدوحُ والمذمومُ
ما عنه تعريجٌ ولا تحويمُ / وليس تأخيرٌ ولا تقديمُ
لا تَشكُوَنْ وغيرُك المظلومُ / كلٌّ بما لاقيتَهُ أميمُ
صبراً وإِنْ أوجعتِ الكُلومُ / ولْتَنأَ عن جانبك الهمومُ
ففي البلاءِ يُعرفُ الكريمُ / خيرٌ من الزّائل ما يدومُ
لك النّعيمُ إِنْ يَفُتْ حميمُ / لا كان منك جانبٌ مثلومُ
ولا مشتْ في صدرك الغُمومُ / ولا عراك القَدَرُ الغَشومُ
سقى ثراه الهاطلُ السَّجومُ / وجادَه هَيْدَبُه المركومُ
وَاِعتُصِرتْ في قبره الغيومُ / ففيه نجمٌ ثاقبٌ مقيمُ
إنّ على رَمْلِ العقيق خِيَما
إنّ على رَمْلِ العقيق خِيَما / زوّدني مَنْ حلّهنَّ السَّقَما
بِنّا فما نأمل من لقائِنا / ذاتَ الثّنايا الغُرِّ إلّا الحُلُما
أَهوى وإِن كان لنا تعلَّةً / طيفاً يوافي منكم مسلِّما
يبذل لِي من بعد أن ضَنَّ به / وشافعي النومُ العِذارَ والفما
وجاد حِلّاً والدُّجى شعارُنا / بنائلٍ لو كان صبحاً حَرَما
حُبَّ بها إِلْمَامةً مأمونةً / وزَوْرَةً يُزيحُ فيها التُّهما
وجَدْتُ فيها كلّما أحببتُه / لكنَّ وجداناً يضاهي العَدَما
ما علمتْ نفسي بماذا حُبِيَتْ / ولا الّذي جاد عليها عَلِما
عجبتِ يا ظَمْياءُ من شيبٍ غدا / مُنتَشِراً في مَفْرَقي مبتسما
لو كان لي حكمٌ يُطاعُ أمرُهُ / حميتُ منه لمّتي واللِّمَما
تَهوَيْنَ عن بيضٍ برأسي سُودَه / وعن صباحٍ في العِذارِ الظّلَما
قَليْتِ ظلماً كالثَّغامِ لونُهُ / ولونُ ما تبغين يحكي الفحما
صِبغُ الدّجى أبعدُ عن فاحشةٍ / ولم يزلْ صبغُ الدُّجى متّهما
مَنْ عاش لم تجنِ عليه نُوَبٌ / شابتْ نواحي رأسه أم هرما
أَما تَرى صاحِ اِلتِماعَ بارقٍ / طالعني وميضُهُ من الحِمى
مُعَصْفَرَ الأرْفاغِ مَوْشِيَّ المَطا / مضرَّجاً إمّا دماً أو عَنْدَما
لَولا اِختِلاسي في الدّجى لوَمْضِهِ / رأيت منه في صُحارٍ إِضَما
لم أدرِ ما جَدواهُ إلّا أنّه / أذكرني إلمامُهُ ذاتَ اللَّمى
عجبتُ من سهمٍ له أقْصَدَني / ولم يَسِلْ لي مقتلٌ منه دما
وَعاج مَن أودى الهَوى فؤادَه / بحبّها يعجب ممّن سَلِما
قلْ لبني الحارث خلّوا نَعَمي / فلستُمُ ممّنْ يَشُلّ النّعَما
يشلّها كلُّ غلامٍ مُنْتَمٍ / يوم الوغى إلى القنا إنِ اِنتمى
تراه إنْ خِيف الرّدى ضلالةً / صَبّاً بأسبابِ الرّدى متيّما
كتمتُمُ البغضاءَ دهراً بيننا / فالآن قد شاع الّذي تكتّما
وخلتمونا شحمةً منبوذَةً / يأخذها مَن شاءَها ملتقما
لو كنتُمُ باعدتُمُ شِرارَكمْ / عن يابس العَرْفَجِ ما تضرّما
وطالما كنّا وأنتُمْ نُكَّصٌ / نَجْبَهُ إِمّا عاملاً أو لَهْذَما
ضاغمتمونا جَهْلَةً وإنّما / ضاغمتُمُ مَن كان منكمْ أضغما
وإنّما طُلتمْ بما جُدْنا به / ولم نَذَرْه عندنا مخيِّما
فعاد ما صُلتم به وطُلْتمُ / قد رَثَّ أو أخلَقَ أو تهدّما
فَما الّذي أطعمكمْ ولم تكنْ / أهلاً لأطماعكمُ وما رَمَى
تركتُمُ أعراضَكمْ مبذولةً / وصُنتمُ دينارَكمْ والدِّرهما
وقلتمُ إنّ النِّجارَ واحدٌ / كم من أديمٍ فاق فضلاً أُدُما
في كلّ يومٍ ليَ منكم صاحبٌ / أضاء في وداده وأظلما
أقسَمَ أنْ يَفْضُلني وطالما / في مفخرٍ أحنثتُ منه قسما
وذو اِعوجاجٍ كلّما محّصني / صادفَ منّي صاحباً مقوِّما
فإنْ فخرتمْ بذوي تنعّمٍ / فقومُنا لم يعرفوا التَّنَعّما
باتوا قياماً في الدّجى وبِتُّمُ / من بعد سوْآتٍ مضين نُوَّما
ولم يكونوا في ضُحىً وأنتُمُ / في كِظَّةِ الإكثارِ إلّا صُوَّما
لا تَأمنوا اللّيثَ على إطْراقِهِ / قد يعزم اللّيثُ إذا ما أرزما
وحاذروا عازمَ قومٍ آده / فوتُ المُنى ففاعلٌ من عزما
إلى متى أنتَ على سَمْتِ الأذى / تَكظِم داءً قد أبى أنْ يُكظَما
هل نِلتَ إنْ نِلْتَ الأمانِيَّ الّتي / تَروم إلّا مَشرباً أو مطعما
إنّا مقيمون بدار ذلّةٍ / نُسقى بها في كلِّ يومٍ علْقما
ومُهْمَلون لا يُجازى محسنٌ / ولا يَخاف جرمَه من أجرما
نَهْضاً إلى العزّ فمن عاف القَذى / ولم يَهبْ وِرْدَ الحِمام أقدما
كأنّني بهنّ أعجاز السُّرى / يلُكْن عن لَوْكِ العَلِيق اللُّجُما
يخبطن غِبَّ الضّرب والطّعنِ وقد / سَئِمْنَ إمّا لِمَّةً أو أعظما
وَفَوقهنّ كلّ مرهوبِ الشّذا / إِذا همَى اِنهلّ وإن زاد طما
مِن مَعشرٍ إنْ حاربوا أو غالبوا / لم يعرفوا مَلالةً أو سَأَما
أَهِلَّةُ النّادي وآسادٌ إذا / كان القنا في الرَّوْع منهم أَجَما
هُمْ طَردوا الإِمْلاقَ عن دِيارهمْ / وأمطروا في المُعتَفين النِّعَما
دَعْ شَجرَ القاعِ لمن يَخبِطُهُ / يَخْبِطُ إمّا نَشَماً أو سَلَمَا
فَما الفتى كلُّ الفتى إلّا اِمرُؤٌ / زمَّ خياشِيمَ الهوى أو خطما
والرّزق يأتيك ولم تبسط له / كفّاً ولم تَسْعَ إليه قدما
لا نزل الرّزقُ على مستمطرٍ / لِرزقه من المخازي دِيَما
ولا ثوى اليُسْرُ بدارِ باخلٍ / متى يُسَلْ بذل اليَسارِ جَمْجَما
ولا رعى اللَّهُ أخا مَكْرُمَةٍ / أوسعها من بعد فوْتٍ نَدَما
زارك زَوَّارُ الحُلُم
زارك زَوَّارُ الحُلُم / مسلماً بذي سَلَمْ
في ليلةٍ ظلماؤها / حالكةٌ من الظُّلَمْ
كأنّها إِثْمِدَةٌ / أوْ صَلْدَةٌ من الفَحَمْ
جاء وسادي عائداً / فلم أبِنْ من السَّقَمْ
والرّكبُ في ظلِّ نَقىً / لو زَعزعوه لاِنهدمْ
كأنّما مَرُّ الصَّبا / رَقَّشَ فيه بقلَمْ
في فِتْيَةٍ جابوا الدُّجى / إلى الضُّحى جَوْبَ الأُدُمْ
عارين من كلِّ قَذىً / كاسين من صَفْوِ الشِّيَمْ
توسّدوا أذْرُعَهم / من الكَلالِ والسَّأَمْ
وَاِفتَرشوا من الكَرى / على الثَّرى تلك اللِّمَمْ
من سَبْسَبٍ خافي الصُّوى / لا إِرَمٌ ولا عَلَمْ
مَن عاذِرِي وأَين لِي / من عاذرٍ فيما يَلُمْ
يُؤْلمني جزاءُ ما / داويتُه من الأَلَمْ
وإنْ غفرتُ جُرمَهُ / أعاد ما كان جَرَمْ
يَبْغِي سقاطي وَالّذي / يريده أعيَا الأُمَمْ
ويرتجي أنِّيَ في الن / ناسِ كما كان زَعَمْ
متى أُرِدْ شيئاً أبى / أوْ قلتُ لا قال نَعَمْ
عن الفتى سَلْ فعلَهُ / ودَعْ أُصولاً وجِذَمْ
ما ينفع المرءَ بلا / نَحيزةٍ خالٌ وعَمْ
ومِن يَدَيْ كلِّ اِمرئٍ / يصيبُهُ حَمْدٌ وذَمْ
لا خيرَ في مبتذَلٍ / يصغُر في يومِ العِظَمْ
هان فلا قَدْرٌ له / مثلُ لفيظٍ من عَجَمْ
يُغضِبُهُ إنْ لِيمَ في / سيّئَةٍ ولم أُلَمْ
وإنّني رِمْتُ عن ال / فحشاءِ وهْوَ لم يَرِمْ
عدِّ عن القومِ لهمْ / مَنٌّ ولم يُسْدُوا نِعَمْ
ضلّوا عن الخيرِ كما / ضلَّ شَرودٌ عن لُقَمْ
وعن مكانٍ لم يُقِمْ / غيرُك فيه لا تُقِمْ
إنّ لفخر الملك عِنْ / دي نِعَماً فُقْنَ النِّعَمْ
جِئْنَ غِزاراً حُفَّلاً / يفْضَحْنَ في السَّحِّ الدِّيَمْ
ما سرّني وكنّ لِي / بأنّ لي حُمْرَ النَّعَمْ
أَنت الّذي أولَيْتَنِي / من العُلا ما لم أرُمْ
وكنتُ عنها غافلاً / وقاعداً لو لم تُقِمْ
فَالآن يمشي قدمي / بحيثُ لم تمشِ قَدَمْ
والآن أُثني مُعلناً / بكلِّ غرّاءِ البُهَمْ
يَسمَعُها مَن بينه / وبينها كلُّ صَمَمْ
من ذا يُعالينِي وقدْ / ساندني الصّخرُ الأصَمْ
سَقْياً لفخر الملكِ مِنْ / مُغتفرٍ ومنتقمْ
ومَن أطاعتْ أمرَه / عُرْبُ الفيافي والعَجَمْ
كم ذا على أرْجائِهِ / زَمَّ أُنوفاً وخَزَمْ
وكم على رِفْقٍ به / قوَّضَ بيتاً وهَدَمْ
وَهوَ كَما شاء له / ذاك النِّجارُ والكَرَمْ
قد قلتُ للقومِ وقد / غُرّوا بطولِ ما كَظَمْ
حِذارِ من خافي السُّرى / أسرى بجُنْحٍ من ظُلَمْ
كالصّلِّ إذْ همَّ مَضى / واللّيث إنْ ضَمَّ عَذَمْ
والبحرِ إنْ زاد طَمى / والغيث إنْ جاد سَجَمْ
وموقفٍ ضَنْكِ الخُطا / ملآنَ من لَحْمٍ ودَمْ
يُذَمّ مَن عفّ كما / يُحمدُ فيه مَن ظَلَمْ
كأنّما القومُ به / من قَلَقٍ على ضَرَمْ
حَضَرْتَهُ بهمّةٍ / أَوْفَتْ على كلّ الهِمَمْ
وأنتَ طَلْقٌ باسمٌ / في لاتَ حينَ مُبتَسَمْ
تُشبِعُ فيه بالقّنا / مَن زاره مِنَ الرَّخَمْ
إنَّيَ عَضْبٌ باتِرٌ / فاِستلّني في كلِّ هَمْ
والسِّرُّ عندي راهنٌ / أَكتُمهُ عمّنْ كَتَمْ
وإنْ ألمَّ حادثٌ / فإنّنِي لِما أَلَمْ
سِيّانِ عندي في هوىً / ترومُهُ بُرٌّ وَيَمْ
وأيُّ خطبٍ مُعضِلٍ / ضرّم ناراً فاِضطرمْ
وَاِنقَبضتْ عنه الخُطا / واقفةً لمّا اِدْلَهَمْ
فَاِجعَلْ عِياني دونَهُ / لسدِّ ما منه اِنثَلَمْ
فإِنّني من بينهمْ / فرّاجُ هاتيك الغُمَمْ
ولا تعُجْ في خُطّةٍ / عن ناصحٍ بمتَّهَمْ
وَاِجدَعْ أُنوفاً رَغَمَتْ / من كلّ ذي أنفٍ رَغَمْ
ودُمْ على شكر الذي / خوَّلك اللهُ يَدُمْ
والمِهْرَجانُ مُخبرٌ / أنّ لك العُمرَ الأَتَمْ
تبقى لأمثالٍ له / في نِعَمٍ لا تنثَلِمْ
لا بُدِّلَ العِزُّ الّذي / أُولِيتَه ولا اِنصَرَمْ
وبابُك المعمورُ لا / عُطِّلَ من وَفْدِ الخَدَمْ
وعشتَ ما شئتَ لنا / لا عَدَمٌ ولا هَرَمْ
ضَرّمَ قَلبي فاِضطرمْ
ضَرّمَ قَلبي فاِضطرمْ / في أُفقِه ذاك الضَّرَمْ
كأنّه نجمٌ هوى / أو عَلَمٌ على عَلَمْ
يخفق في جُنحِ الدّجى / مُضَوّئاً تلك الظُّلَمْ
يقول مَن يُبصرهُ / مَنْ ضرّج الأُفْقَ بِدَمْ
كأنّما خالَطَهُ / مَسُّ جُنونٍ أوْ لَمَمْ
شككتُ لمّا لمْ تقفْ / حالٌ له على قَدَمْ
وخلتُ من رَيْبِي به / أنّي أراهُ في الحُلُمْ
كأنّه ذو بُخُلٍ / يقول لا بعد نَعَمْ
أو جَسَدٌ مُرَدَّدٌ / بَين العوافي والسَّقَمْ
فاللّيلُ مُبْيَضٌّ به / وقبلَه كان الأَحَمْ
كان بهيماً فاِنْثَنى / منه أغرَّ ذا رَثَمْ
عجبتُ واللّيلُ على / قُطوبه كيف اِبتَسَمْ
زار ولم يَجرِ له / ذكرٌ ولم يَدْعُ بفَمْ
ما نامَ عنّي وَمْضُهُ / طولَ الدُّجى ولم أنَمْ
أذكرني إِيماضُهُ / عَيشاً تَقضّى واِنْصَرَمْ
وَفِتْيَةً مُفهَقَةً / صدورُهمْ من الهِمَمْ
مِن نِعَمٍ مخلوقةٌ / أيديهمُ ومِن نِقَمْ
ما فيهمُ إلّا فتىً / ممتلئٌ من الكرَمْ
كم قد سرى في كَرَمٍ / فَما اِشتكى من السَّأَمْ
وكم علا في سُؤْدُدٍ / ظهرَ ثَبيرٍ وإِضَمْ
إِذا اِدَّعى ما شاء من / فَضيلةٍ فما ظَلَمْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025