المجموع : 5
أَلمَعَ بَرقٍ أَم ضَرَم
أَلمَعَ بَرقٍ أَم ضَرَم / بَينَ الحِرارِ وَالعَلَم
تَضحَكُ عَن وَميضِهِ / لَمّاعَةٌ مِنَ الدِيَم
كَما اِستَشَبَّ نارَهُ / قَينٌ بِضالٍ وَسَلَم
قَد هَدَلَت شِفاهَها / عَلى القِنانِ وَالأَكَم
تَهدُرُ عَن رُعودِها / هَدرَ الفَنيقِ ذي القَطَم
لَها فَساطيطٌ عَلى / ذُرى الرَوابي وَخِيَم
أَشيمُهُ لِفِتيَةٍ / تَضَرَّعوا عَلى اللِمَم
قَد سَوَّروا أَكُفَّهُم / بِلَيِّ أَطرافِ الخُطُم
وَجَلَّلوا مَيسَ الرِحا / لِ بِالشُعورِ وَالجُمَم
أوقِظُهُم وَلِلكَرى / فيهِم خَبالٌ وَلَمَم
كَأَنَّما يَجذِبُهُم / مِنَ الرِقابِ وَالقِمَم
مِن كُلِّ مَعروقِ العِظا / مِ أَملَسٍ وَلّى الزُلَم
يَلوكُ فوهُ مَضغَةً / ضَعيفَةً عَنِ الكَلِم
إِذا أَرادَ قَولَ لا / مِن سُكرِهِ قالَ نَعَم
وَالرَكبُ في مَضَلَّةٍ / لا نَضَدٌ وَلا عَلَم
ما اِنتَعَلَت بِأَرضِها / خُفُّ بَعيرٍ أَو قَدَم
أَقولُ لَمّا أَن دَنا / مِنَ المَصابِ وَعَزَم
يا بَرقُ إِن صُبتَ الحِمى / فَلا تَصُب إِلّا بِدَم
عَلى دِيارِ مَعشَرٍ / خانوا العُهودَ وَالذِمَم
تَجَهَّموا ضَيفَ العُلى / وَاِمتَهَنوا زَورَ النِعَم
مِن كُلِّ راعي أُمَّةٍ / أَجهَلَ مِن راعي غَنَم
ما بَينَهُم في المَكرُما / تِ نَسَبٌ وَلا رَحِم
وَما بِهِم إِلى النَدى / لا ظَمَأٌ وَلا قَرَم
كَم أَذكَروني مَعشَراً / كانوا قَراراتِ الكَرَم
ما حَمَلَت أَمثالَهُم / يَوماً غَوارِبُ النَعَم
كَم فيهِمُ لِمُطرَدٍ / مِن وَزَرٍ وَمِعتَصِم
كانوا إِذا الخَطبُ دَجا / وَجَلجَلَت إِحدى الغُمَم
مَأمَنَةً مِنَ الرَدى / وَنَجوَةً مِنَ العَدَم
إِذا هُمُ تَيَقَّظوا / فيها فَقُل لِلجارِ نَم
هُم وَسَموا ما أَغفَلَ ال / ناسُ عَلى طولِ القِدَم
إِذا أَذَمّوا ضَمِنوا / عَلى الزَمانِ ما اِجتَرَم
وَأَمَّنوا حَتّى عَلى ال / قُلوبِ مِن طارِقٍ هَم
أَهلُ النُصولِ وَالقَنا / وَالمُعطِياتُ في اللُجَم
وَالسامِرِ الهَبهابِ في / الظَلماءِ وَالشِربِ العَمَم
جِنٌّ إِذا تَعانَقَ ال / أَبطالُ بِالبيضِ الخُذُم
في حَيثُ لا يَلَذُّنا / مُعتَنِقٌ وَمُلتَزِم
مِن كُلِّ مَطوِيٍّ عَلى / عَظيمَةٍ مِنَ الهِمَم
مِن عِشقِهِ يَومَ الوَغى / يَرى الطِعانَ في الحُلُم
مُحتَمِلُ الأَعباءِ لا / يَجُرُّها مِنَ السَأَم
عَفٌّ فَإِن لَم يَحمِهِ ال / ضَيمَ الظُلمِ ظَلَم
صاحَت بِهِم عَلى الرَدى / مُسمِعَةٌ عَلى الصَمَم
وَاِنتَزَعَت مِن عِزِّهِم / تِلكَ العِمادَ وَالدُعُم
باطِشَةً بِلا يَدٍ / واعِظَةً بِغَيرِ فَم
وَقَبلَ ما كُبَّت لَها / قِبابُ عادٍ وَإِرَم
فَاليَومَ مَرمى دارِهِم / لا كَثَبٌ وَلا أَمَم
قُل لِلعَدُوِّ هَرَباً / قَد زَخَرَ الوادي وَطَم
وَشافَهَت أَمواجُهُ / ذُرى القِلالِ وَالأُطُم
وَمَن يَكُن تَحتَ مَجَ / رِ السَيلِ يَوماً لا يَقُم
تَسومُني الضَيمَ لَقَد / نَفَختَ في غَيرِ ضَرَم
أَما عَلِمتَ أَنَّهُ / مَن كانَ حُرّاً لَم يُضَم
أَبِالمَخازي أَبَداً / مُدَرَّعٌ وَمُلتَثِم
ثِيابَ عارٍ أَبَداً / فَضفاضَةً عَلى القَدَم
تَجزيكَ في الصُبحِ وَتَس / تَغني بِها عَنِ الظُلَم
قُبِّحتِ مِن خَلائِقٍ / لَئيمَةٍ وَمِن شِيَم
يُريدِ جَهلاً أَن يُسي / ءَ عامِداً وَلا يُذَم
هَيهاتَ أَعيا ما يُري / دُ قَبلَهُ عَلى الأُمَم
سِيّانِ مَن قَبَّلَ عُض / واً مِنكُمُ وَمَن عَذَم
وَمَن سَما بِهامِكُم / إِلى العُلى وَمَن وَقَم
جَوامِحاً في العارِ لا / بُقيا وَلا رَعيَ ذِمَم
أَحرَجتَني فَهاكَها / بِنتَ عِناقٍ وَالرَقَم
وَاللَيثُ لا يَخرُجُ إِل / لا مُحرَجاً مِنَ الأَجَم
كَلَذعَةِ الميسَمِ في / شُواظِ نارٍ وَضَرَم
وَالحَيَّةُ الرَقطاءُ تُر / دي أَبَداً بِغَيرِ سُم
حَقّاً عَلى أَعراضِكُم / تَعُطُّها عَطَّ الأَدَم
فَاِستَنشِقوها نَفحَةً / تَجدَعُ مارِنَ الأَشَم
تَقرِضُ مِن جُنوبِكُم / طَمَّ اللِمامِ بِالجَلَم
كَأَنَّما تَضرِبُ في العِر / ضِ الأَعَزِّ بِالقُدُم
مَذكورَةٌ ما بَقِيَت / مِن غَيرِ عَقدٍ لِرَتَم
تَرى عَلى عاري العِظا / مِ وَسمَها وَهيَ رِمَم
فَلَو نَزَعتَ الجِلدَ كا / نَ رَقمُها كَما رُقِم
كَم جَرَّدَت شِفارَها / لَحمَ فَتىً بِلا وَضَم
خابِطَةً لا تَتَّقي / صَدمَ أَخٍ وَلا اِبنَ عَم
تَبيتُ مِن سَماعِها / تَئِنُّ مِن غَيرِ أَلَم
لَتَندَمَنَّ بَعدَها / هَيهاتَ حينَ لا نَدَم
كَم سَقَمٍ مِنكَ أَتى / عَلى عَقابيلِ سَقَم
سَلَكتَ في مَحَجَّةٍ / لا نَهَجاً وَلا لَقَم
صَلعاءُ لا يُعطى الهُدى / دَليلُها فَلا جَرَم
ثَوَّرتُها تَنتَعِلُ الظَلاما
ثَوَّرتُها تَنتَعِلُ الظَلاما / لا نَقوَ أَبقَينَ وَلا سُلامى
قوداً إِذا اللَيلُ بِها تَرامى / مَرَقنَ مِن ظَلمائِهِ سِهاما
تُرَجِّعُ الحَنينَ وَالبُغاما / شَكوى المَريضِ ماطِلِ السَقاما
أَعلَقتُها مِنَ النَدى زِماما / لا واهِنَ العَقدِ وَلا رِماما
أَيَّ غِياثَ الخَلقِ وَالقِواما / إِنَّ بِأَرجانَ لَنا غَماما
ها أَوشِكي أَن تَرِدي الحِماما / غَمراً يَزيدُ لُجُّهُ اِلتِطاما
إِن ناطَحَ الأَكرادَ وَالأَرواما / يُرَوِّحُ الإِحسانَ وَالإِنعاما
إِذا الرِجالُ رَوَّحوا الأَنعاما / قَوَّمَ دَرءَ الدينِ فَاِستَقاما
قَد وُلِدَ المَجدُ لَهُ تَماما / إِذا رَأَينا المَلِكَ الهُماما
نَرى سَريراً يَحمِلُ الأَناما / وَالسُؤدَدَ القُدامِسَ القُداما
إِنَّ عَلى أَعوادِهِ الضِرغاما / تُخدِجُ مِن هَيبَتِهِ السُلامى
تَعنو المُلوكُ حَولَهُ إِعظاما / نَستَكثِرُ اليَومَ لَهُ القِياما
أُسداً تَراها عِندَهُ بِهاما / شُلَّت يَدُ الجاذِبِ ماذا راما
مِن بازِلٍ قَد مَنَعَ الخِطاما / وَأَعجَزَ الوِراكَ وَالزِماما
لا يَعرِفُ الرَحلَ لَهُ سَناما / وَلّى الأَعادي مَنكِباً حَطّاما
يَومَ الضِغاطِ يَأمَنُ الزِحاما / مِن مَعشَرٍ تَفَرَّعوا الأَعلاما
مُطاوِلاً مَجدُهُمُ الأَيّاما / حَلّوا القُصورَ البيضَ وَالآطاما
يُخالِطونَ الشَربَ وَالمُداما / وَالعازِفاتِ الغُرَّ وَالنَدامى
كَرائِماً لاقَينَهُم كِراما / حَتّى إِذا يَومُ الرَدى أَغاما
مُحتَزِماً قَد لَبِسَ القَتاما / رَأَيتَهُم ضَراغِماً تَسامى
عَلى الجِيادِ تُعلَفُ الإِلجاما / في البيدِ لا ظِلٌّ وَلا خِياما
غَدوا يُبارونَ بِها النَعاما / مُرابِعينَ الحامِلَ الهَمهاما
مِن كُلِّ أَقنى يَنفُضُ اللِجاما / كَالنَصلِ إِلّا الفوقَ وَاللُؤاما
إِن قَعَدَ الخَطبُ إِلَيهِ قاما / حَتّى يُرَوّي الرُمحَ وَالحُساما
يَقظانُ مُذ ذُمَّ الكَرى ما ناما / قَد بَعَثوهُ شائِماً فَشاما
مِن مَقبِسِ المَجدِ لَهُم ضِراما / جاءَ بِهِ يَضطَرِمُ اِضطِراما
حُلّوا الحُبى بُلِّغتُمُ المَراما / سَعيٌ كَفى الآباءَ وَالأَعماما
كَم قَلَّدوني النِعَمَ الجِساما / سَوابِغاً تَرفَعُ لي الأَعلاما
أَمطَونِيَ الغارِبَ وَالسَناما / وَطالَ ما غاظوا بِيَ الأَقواما
وَجَدَّدوا الأَحقادَ وَالأَوغاما / هُم قَدَّموني في العُلى أَماما
وَأَخَّروا عَن غايَتي الإِقداما / فَذّاً مِنَ النَعماءِ أَو تُؤاما
كَالسِلكِ ضاعَفتَ بِهِ النِظاما / إِلامَ مَدَّ بَحرُكُم إِلاما
مُلِئتُمُ النَعماءَ وَالدَواما / عاماً عَلى رَغمِ العِدا فَعاما
تُماطِلونَ القَدرَ وَالحِماما / شَملُ الثُرَيّا ضَمِنَ المَقاما
طَوقُ الهِلالِ لا يُرى اِنفِصاما / لا رَوَّعَ الدَهرُ لَكُم سَواما
يَوماً وَلا فَضَّ لَكُم نِظاما / حَتّى يُلاقي يَذبُلٌ شَماما
رُبَّ أَخٍ لي لَم تَلِدهُ أُمّي
رُبَّ أَخٍ لي لَم تَلِدهُ أُمّي / يَنفي الأَذى عَنّي وَيَجلو هَمّي
وَيَصطَلي دونِيَ بِالمُلِمِّ / إِذا دُعيتُ اِشتَدَّ ماضي العَزمِ
كَأَنَّ ما قالَ مُنادٍ بِاِسمي /
أَبا نِزارٍ تُفسِدُ القَومَ النِعَم
أَبا نِزارٍ تُفسِدُ القَومَ النِعَم / غَفَّلَكَ الوَجدُ وَزَكّاني العَدَم
تُرَمِّمُ المالَ وَبِالقَرضِ ثُلَم / إِنّي إِذا راحَت عَلى الحَيِّ النَعَم
راحَ عَلى بَيتي الثَناءُ وَالكَرَم / لا سَلِمَ المالُ إِذا العِرضُ سَلِم
قَد كُنتُ نادَيتُكَ وَالأَمرُ أَمَم / أَما تَرى خَلفُ عَقابيلَ الظُلُم
لَوثُ خِمارِ الصُبحِ في رَأسِ العَلَم / نَفسَكَ إِنَّ الخَيلَ بِالقَومِ زِيَم
اِنجُ فَعَن لَفتَتِكَ الرُمحُ الأَصَم / ناشَذتُكَ اللَهَ وَتَحنانَ الرَحِم
وَقُلتُ حِد عَن مَنهَجٍ غَيرِ لَقَم / فَلَم تُطِعني رُبَّ رَأيٍ مُتَّهَم
سَمعُكَ واعٍ وَبِعَقلِكَ الصَمَمَ / حَتّى لَقيتَ خَطفَةَ البازي الضَرِم
أُمَّ الدُهَيمِ حامِلاً بِنتَ الرَقَم / أَمَرَّها المِقدارُ إِمرارَ الوَذَم
أُفلِتَّ مِنها بَعدَ إِنشابِ القَدَم / وَبَعدَما ضاقَ عَلَيكَ المُزدَحَم
مُنفَلِتَ الأُظفورِ مِن شَقِّ الجَلَم / أَقسَمتُ بِالبَيتِ الحَرامِ وَالحُرُم
وَبِالمُلَبّينَ غَدَوا شُعثَ اللِمَم / عَلى رَذايا مِن وَجىً وَمِن سَأَم
يَطلَعنَ مِن أَجبالِ رَضوى وَخِيَم / بِها وَقارٌ بَعدَما كانَ لَمَم
وَما جَرى بِالخَيفِ مِن دَمعٍ وَدَم / يَومَ يَطيرُ الناسُ غِربانَ الجُمَم
حَيثُ تَرى تِلكَ المَجالي وَالقِمَم / يُمسينَ غِرباناً وَيَغدونَ رَخَم
وَالمُستَجارُ بَعدَ ذا وَالمُلتَزَم / تَلقى بِهِ لِأُمَمٍ بَعدَ أُمَم
مُفتَرِقاً لا عَن قِلىً وَمُصطَدَم / صَكَّ المُجيلِ زَلَماً بَعدَ زَلَم
لَأَصدَعَن عِرضَكَ صَدعاً لا يُلَم / عَطّاً كَما عَطَّ الفَزارِيُّ الأَدَم
دَبيبُ نارِ القَينِ طارَت في الفَحَم / أَقرَعُ فيهِ بِشَبا طَعنٍ وَذَم
نَهزُ الدِلاءِ تَلتَقي وَالماءُ جَم / وَيلٌ إِذاً يَومَ النِطاحِ لِلأَجَم
كَم يَلبَثُ الأَصلُ عَلى ضَربِ القُدُم / عُرِّضتَ مِنّي لِبَصيرٍ بِالقِيَم
حامي الأُوارِ مُنضِجٌ إِذا وَسَم / آسي الحَفيظاتِ إِذا الداءُ أَلَم
عاجَلَ أَدواءِ العُروقِ فَحَسَم / حَثحَثَةَ الذِئبِ عَوى مِنَ القَرَم
آنَسَ وَهناً نَسمَ ريحٍ فَنَسَم / ماضٍ عَلى اللَيلِ إِذا لَم يَرَ شَم
مَن أَسقَمَ الناسَ رَمَوهُ بِالسَقَم / وَمَن رُمِي بِالموقِظاتِ لَم يَنَم
كَم ضافَ رَحلي مِنكُمُ طارِقَ هَم / بِتُّ لَهُ أَخطِمُ دائي وَأَزُم
تَوَجُّسَ اللَيثِ اِستَرابَ بِالأَجَم / أَهدُرُ عَن شِقشِقَةِ العَودِ القَطِم
حَتّى رُميتُ رُبَّ نَبلٍ عَن كَلِم / إِنَّ هُمومَ القلَبِ أَعوانُ الهِمَم
قَد يَقدَعُ المَرءُ وَإِن كانَ اِبنَ عَم / وَيَقطَعُ العُضوَ الكَريمَ لِلأَلَم
لَأُلزِمن إِن لَم يُغَيِّبَكَ الرَجَم / لِهزِمَتَيكَ عاقِراً مِنَ اللُجُم
يَسيلُ ذِفراكَ دَماً وَما ظَلَم / مَوارِدَ الجَهلِ مَصادِرُ النَدَم
نَفحَةَ عارٍ مِثلُها نَفثَةُ سَم / تَشُمُّها بِمارِنٍ غَيرِ أَشَم
إِذا وَعاها ضاحِكُ القَومِ وَجَم / يَخافُها وَما جَنى وَلا جَرَم
خُذها حُروباً كَأَهاضيبِ الدِيَم / لا عَزَّ مِنّا اليَومَ مَن أَلقى السَلَم
إِن كُنتَ حُرّاً غَيرَ مَغموزِ الشِيَم / فَقُل لَنا مَنِ العَبيدِ وَالقَزَم
جاءَت بِهِ مِخداجَةٌ غَيرَ مُتَم / لَها الرَزايا وَلِبَطنِها العَقَم
كَأَنَّ أَيديها بَوادي الرُمام
كَأَنَّ أَيديها بَوادي الرُمام / بَينَ حِفافَي جَندَلٍ أَو أَرام
أَنامِلُ الوِلدانِ يَفلينَ الهام /