أَقبَلَ مثلَ البدر في تَمامهِ
أَقبَلَ مثلَ البدر في تَمامهِ / تَحُفُّهُ الهالةُ من لِثامهِ
ومَزَّقَت أنوارُهُ ثَوبَ الدُّجَى / مذ أطلَعَ الأنجُمَ بابتسامهِ
وماسَ فاشتاقت غصونُ البان أن / تَنقُل ذاك اللِّينَ عن قَوَامهِ
أصمَى قلوبَ العاشقين طَرفُهُ / ظُلماً بما فوقَ من سِهامِهِ
يا جَفنَهُ رفقاً بصبٍ مُدنَف / سُقمُكَ أضحى الأصلَ في سقامِهِ
وأنتِ يا أعطافَه هل عَطفَةٌ / على مَشُوقِ القَلبِ مُستَهَامهِ
مَن لي بمن في خَدِّه ماءُ حَياً / فوق لهيب دامَ في اضطرامِهِ
كم ليلة أسكرني بريقهِ / أغنَت بكأسِ الثَّغرِ عن مُدَامهِ
وبتُّ لا أجزعُ من حُرَّاسِهِ / إذ فَرعُهُ أبدى دُجى ظلامهِ
وبيننا طيبُ عناقٍ طالما / ألزمني شوقي بالتزِامهِ
هذا هو العيشُ الذي وَدِدتُ لو / ساعدني الدهر على دَوَامِهِ
صَدرٌ به لله سِرٌّ مودَعٌ / تُذيعُهُ الحِكمَةُ من أحكامهِ
واخجلَةَ البيض ويا وَيحَ القَنا / السُّمرِ بما يُبديهِ من اقلامهِ
عزائمٌ رَدَّ بها الأيامَ من / أعوانهِ والدَّهرَ من خُدَّامِهِ
ويقظةٌ قد خصةَّ الله بها / توحى إليه الغيبَ من إلهامهِ
وسَطوَةٌ لو نظر اللَّيثُ لها / لأعمَلَ الحِيلة في إحجامهِ