المجموع : 10
أقسمتُ والحنثُ له آثامُ
أقسمتُ والحنثُ له آثامُ / بمن له المشْعَرُ والمقامُ
أنكَ ما راضَ لك الصيامُ / طرْفاً ولا فرْجاً له عُرامُ
ولا لساناً سيفُه حُسامُ / عادته التكْذابُ والتأثامُ
لوجهك الإجلالُ والإكرامُ / عن ذاك والتبجيلُ والإعظامُ
يفديك مَنْ في سيره اقتحامُ / ما لم يُكفكِفْ غربَه اللجامُ
راض سواك الجوعُ والأُوامُ / وراضك الإيمانُ والإسلامُ
والولدُ الصالح والأعمامُ / رياضةً أيسرُها الإحكامُ
أولئك الساداتُ والأقوامُ / حَلّوْكَ آداباً لها نظامُ
أدابَ أملاك لهم أحلامُ / تُشْفَى بها الأدواء والأسقامُ
لا صَدِيَتْ هاتيكمُ العِظامُ / ولا أغَبَّتْ سقْيها الرّهامُ
حتى تُرَوَّى تلْكُمُ الرّمامُ / بل أدَّبتْك الفطرةُ التَّمامُ
ومَحْتَدٌ أَعراقُه كرامُ / من قبل أن تلزمك الأَحكامُ
وقبلِ قِيلِ الناس يا غلامُ / فُطِمتَ مذ آن لك الفِطَامُ
من كل ما تَتْبعُهُ الآثامُ / فجئتَ لا يرهقكَ الملامُ
تسيرُ في القصْد ولا زمامُ / يُلْزمك القصْدَ ولا خطامُ
إذا اعتدى في لومك اللُّوَّامُ / وحاولوا الذامَ فأعيا الذامُ
قالوا امرؤٌ لما له ظلَّامُ / ذلك عيبٌ ما بك احتشامُ
منه ولا فيك به اكتتامُ / لا زال مالٌ لك يستضامُ
في ظلّ عزٍّ منك لا يرامُ / يهضِمُه منك امرؤٌ هَضَّامُ
للمال يرضى ظلمَه الحكّامُ / سيشكر الشهرُ لك الحرامُ
أَنَّكَ لمَّا هَرَّهُ الطَّغامُ / ونَبَحَتْ في وجههِ اللئامُ
ولم يُعَظّمْ حقَّه أقوامُ / فيهمْ عليهِ بالخنا إقدَامُ
كأنهمْ من جهلهم أنعامُ / ليس على أفواههم خِتامُ
ولا لضيفٍ عندهم ذمامُ / بَشَّ به منك فتى بسامُ
طَلْقُ المحيَّا ماجدٌ قَمْقَامُ / أبيضُ يُستَسْقَى به الغمامُ
سامِيَةٌ همَّتُه هُمامُ / عُرضتُه الإطعامُ لا الطعامُ
وقوتُه الحكمةُ لا الحُكَّامُ / تَرْعى جَنَابَيْ داره الأيتامُ
والأمهات الجُوّعُ العِيامُ / عُروةُ صدقٍ مالها انفصامُ
لكلّ ملهوف بها اعْتصَامُ / متيَّمٌ بالعُرْف مستهامُ
للجود في أمواله احتكَامُ / لا يلتقي راجيه والإعدامُ
أو يلتقي الإضْحاءُ والإعْتَامُ / بحران ما بينهما التئامُ
للخير فعَّالٌ به هَمّامُ / تُورقُ من معروفهِ السِّلامُ
يلقحُ منه البلد العقامُ / له إذا ما اصطُنع ابتسامُ
يعود منه الطَّولُ والإنعامُ / إذ كلُّ غَيْث عوْدُهُ جَهامُ
يعطي عطايا ما لَها انصرامُ / حَتْمٌ عليه كَرُّها لِزامُ
لها على سُؤَّاله ازدحامُ / ذاتُ سماء مالَها إنْجامُ
يعقب إنجاماً لها إنْجامُ / من كل أرض برقُها يُشامُ
ليس على آفاقها قَتامُ / جَلْدٌ فما تؤلمُه الآلامُ
في الله صَوَّامٌ له قوامُ / لا يعتريه الأيْنُ والسَّآمُ
كأنَّما الجهدُ له استجمامُ / يثني عليه النورُ والظلامُ
من كلّ فحشاءَ له إحْرامُ / ما زال والرشد له إمامُ
ترعيةً للدين لا ينامُ / عنه إذا ما استثقل النُّوَّامُ
ثبتٌ إذا زُلزلت الأقدامُ / بحجة اللَّه له رِجَامُ
صَدْقٌ إذا ما حَمِس الخصامُ / لولاه أضحتْ تُعبدُ الأصنامُ
وعادت الأنصاب والأزلامُ / فَصُمْ وأفطِرْ مارساً شَمامُ
في نِعمٍ يوليكَها المِنعامُ / لها تمامٌ ولها دوامُ
يمرُّ عامٌ ويكرُّ عامُ / بها إلى أن تنفذَ الأعوامُ
موفورةً منها لك الأقسامُ / وحظُّ مَنْ يحسدك الإرغامُ
وحرُّ غيظ دونَهُ الضّرامُ / تَمطُلُهمْ بيومِكَ الأيامُ
ويعتفيهم دونكَ الحِمامُ / فأنتَ روحٌ والورى أجسامُ
ليس لهم إلا بها قوامُ / لم يفنَ ما فيكَ بل الكلامُ
وانقضتِ الخطُبةُ والسلامُ /
حقُّ الأديب لازمٌ لذي الكرَمْ
حقُّ الأديب لازمٌ لذي الكرَمْ / فإن تناسى حقَّه فقد ظلَمْ
أما رآه لم يزل أعنَى الخَدمْ / بالأدبِ الشعريِّ طوراً والحِكمْ
مستملياً من عَرَب ومن عجمْ / مُنحرِفاً عن كلّ كسبٍ يُغتنمْ
حتَّى إذا ما قام في شخصٍ عَمَمْ / من أدبٍ ذي قيمةٍ تعلو القيمْ
باتَ الخليُّ نائماً ولم ينمْ / فتّاق أرتاقٍ وغوَّاصَ حُوَمْ
بل بات يمري فكره تحت الظُّلمْ / مريَ أنوف البهم أطراف الحُلَمْ
بمِدَحٍ أحسن من نشر الرممْ / أو من شباب ناشئ بعد هرمْ
أو من شفاء طاردٍ ضيفَ سقمْ / أو نعمٍ ملبوسة بعد نقمْ
أو من ثغورٍ واضحات تبتسمْ / أو من صدور كاعبات تُلتزَمْ
أو من ثُدِيّ ناهداتٍ تُستَلمْ / أو من تناغي النَّقرات والنغمْ
بين رياض أقلعتْ عنها دِيَمْ / وأعقبتْها بعدها عُقبى رَهَمْ
أَرضعَ فيها الغيثُ شتّى ونظمْ / بكى على عابسها حتى ابتسمْ
ذو غُمة ضامنةٍ كشفَ الغُممْ / مُتَّصل الإيماض رجَّاس الهزمْ
قصائد نُظمْن كالدُّر التُّوَمْ / مثلَ التلاقي واقعاً بعد الندمْ
أو من هُدوّ بعد إقلاقٍ ألمّْ / كأنها من كلّ قلبٍ تُنتظمْ
يخْترمُ الدهر وليست تُختَرمْ / ألَّفها ذو طَبن وذو فَهَمْ
وسُهمة في الفكر ليست كالسُّهَمْ / مُؤتَمنٌ في علمه لامتّهمْ
يُلقَى إليه سَلَمٌ بعد سلمْ / مُعوّلاً على كريم ذي نعمْ
متَّكلاً فيما بنى وما نظمْ / وما رجا من الأُحاظي والقِسمْ
على كريمِ حرب لا سلمِ نَغَمْ / مُستحسنِ الشاهد محمود الشّيمْ
منخفضِ النظرة طمَّاحِ الهممْ / حلاَّه من جوهره الغالي القيمْ
وهّابُ أمداحٍ لوهَّاب نعمْ / يأمُل أن ترعَى له تلك الحُرَمْ
وأن تثاب بالغنى منه القدمْ / ما حقُّ هذا دفعهُ إلى العدمْ
حكَّمتُ فيه قاسماً نعم الحَكمْ / بَخْبِخ لشمس الأوْج لا نارِ الظُّلمْ
أحبُّ كلّ غادةٍ
أحبُّ كلّ غادةٍ / ألحاظُها تَكلَّمُ
فإن أحارت طفقت / ألفاظها تَرنّمُ
ماء صباها غدق / ونارها تَضرّمُ
فالوجهُ منها جنة / وحَرُها جهنمُ
أحبُّ أن تشتمني
أحبُّ أن تشتمني / بوزنِ ما تشتمُهُ
أو تُوقعَ الإكرام لي / وللذي أُكرمُهُ
فإن ما تفعلهُ / بحضرتي يُحشمُهُ
وكل ما يألَمه / فإنني إيلمُهُ
وإنني يظْلِمُني / كلُّ امرىء يظلمُهُ
لأنني يلزمني / كلُّ الذي يلزمُهُ
وشمألٍ باردة النسيمِ
وشمألٍ باردة النسيمِ / تشفي حزاراتِ القلوبِ الهيمِ
إذا غدتْ في الشارقِ المُغيمِ / ألوت عن المهمومِ بالهمومِ
ونفَّستْه نفسَ المهمومِ / مشَّاءة في الليل بالنميمِ
بين نشيرِ الروضِ والخيشومِ / كأنها من جنةِ النعيمِ
إن ابن عمار عُزيرُ العالمِ
إن ابن عمار عُزيرُ العالمِ / قد أخرجتْهُ من تراث آدمِ
عُصبةُ سوْء فهو كالمُراغمِ / ليس بِمَمنوحٍ ولا مُقاسِمِ
ولا بِمَتروكٍ ولا مُسالمِ / ولا بِمُستحيىً ولا مُكارِمِ
وهْو نسيمُ الروح للمُناسِمِ / ريحانةٌ للصاحب المنادمِ
ليس بمدفوعٍ ولا مخاصَمِ / في ذاك تالله ولا مُحاكمِ
وسيِّدٍ قد عمرتنْي أنعمُهْ
وسيِّدٍ قد عمرتنْي أنعمُهْ / يحلُم عني وتحُوم حُوَّمُهْ
حَوْلي وقد لظَّاهُ نَقْمٌ ينْقَمُهْ / لكنَّه ينهاه عني كرمُهْ
وإنني ممن حماه حَرَمُهْ / وُهِّمَ جُرماً ليس مِثلي يَجْرمُهْ
وُهِّمَ أنِّي قد عزمتُ أشتِمُهْ / وذاك عزمٌ ليس مثلي يعزِمُهْ
بلْ إنما يشتمه مُوَهِّمُهْ / أقسمتُ إن أقدمتُ أني أظلمُهْ
يعفو كُلومِي دائباً فأكلمُهْ / أني لَأخنى قائلٍ وألامُهْ
إن كان ذاك الثَّلْمُ مما أثلِمُهْ / صبَّحني الله لِغُرْمٍ أغرمُهْ
إن كان ذاك الغيبُ غيباً يعلمُهْ / وهْو الذي لا يَنْطوِي ما أكْتُمُهْ
عنْه ولا يغفُل عني قلمُهْ / ولا تزالُ ثِقتي تَسْتعصمُهْ
فلا شفاني من سقام ألمُهْ / أو أجرعُ الموتَ مَذُوقاً علْقَمُهْ
بحسرتي على شفاءٍ أعدمُهْ / بل أنا والله الذي أسترحمُهْ
مما يُسدِّي كاشحي ويلحمُهْ / مُبرَّأُ المغمر لا مُتَّهَمُهْ
عند هُمام ذَبَنَتْهُ هِمَمُهْ / في أفقٍ تَقْصُر عنه أنْجُمُهُ
قل لابن بوران ولا تأثَّمِ
قل لابن بوران ولا تأثَّمِ / يا عربيَّا أعجميّاً وافْهَمِ
ويا ابنَ أمٍّ وابنَ كلِّ مُسْلمِ / حاشا الذي أنت إليه تنتمي
كدمتَ مِنْ أمِّك شرَّ مكدَمِ / زيادة البظْرِ الذي لم يكْلمِ
مخضَّباً بالحيض مثل العَنْدمِ / يُفيضُ من شرِّ فم شرَّ دمِ
على سبالٍ منك لم يُكرَّمِ / يجيشُ من فتْقِ مَبالٍ سَرْطَمِ
يهْدِرُ في وجهك هَدْرَ المُقرَمِ / مِنْ تحت إست مثل رأسِ المُحرمِ
وأيْرِ بغْلٍ بعد ذاك أدلمِ / ذي عُنُقٍ ريَّا ورأسٍ فيْلمِ
في بطنِ بورانَ وإنْ لم ترغمِ / ينْظِمُها من دُبُرٍ إلى فمِ
يدعَسُها دعسَ السنانِ اللَّهذَمِ / في دُبْرها وثَفْرها المُفَرَّمِ
يتركها مُشاعةً لم تُقْسمِ / مراثُها وبَوْلها من مَخْرمِ
ينقُضُ منها كلَّ شيءٍ مُبْرَمِ / ينجلُ منها ضيقَ كل مَأْزمِ
يتركها لو ولدت لم تَعْلَمِ / وأيْرُ عَير بعد ذاك مُكْدمِ
كما وصفْنا قبله لم يَخْرِمِ / في نفقَيْ عرسِكَ شرَّ مخرمِ
يفعلُ في مُؤْخرها والمُقدمِ / كَوَصْفِنا في أُمِّك المُقَدَّمِ
أُقسمُ بالله الأجلِّ الأعظمِ / لأرمينَّ بالهجاء الأعرمِ
دعيَّ آباءٍ عديدِ الأنجُمِ / لو يَسَروه بينهم بالأسْهُمِ
ما صار للواحد وزنُ دِرْهَمِ / ما بين ذي الحجَّة والمُحَرَّمِ
يوماً مضى غُفْلاً بغير مِيْسَمِ / من فَجْرةٍ لأُمِّهِ أو مأثمِ
يا ابن البغايا قولةً لم تُزْعَمِ / عجبتُ منكَ عجباً لم يظلمِ
وكيف لم تُرْقَط ولم تُوشَّمِ / وأنت خِلطٌ من شُعوبِ مَوْسمِ
لأنت أولى بغشاء الأرْقَمِ / بل كيف أضويتَ ولم تُتَمَّمِ
كخَلْقِ عادٍ أو كخلقِ جُرْهمِ / وفيك ماءُ ريِّ رَمْل أهيمِ
كم فيك من تَوْأمةٍ وتوأمِ / كم منْ شقيقِ لك فيك مُدغمِ
لو زُيّلُوا من جسمك المجسَّمِ / غدوتَ في جيشٍ بهم عرمرمِ
تُكْثر كلَّ معربٍ ومعجمِ / أمنع من جاد الهضاب الأعصمِ
يا ابن الزنا منقطعَ التكلمِ / وابن الزنا منحسرَ التوهمِ
ما نظمَ الشعرُ وما لم ينظمِ / فلْيكْتُب الكاتبُ أو فلْيسأمِ
أنت ابنُ بورانَ كفاك واختمِ / يعْهدُها في اليوم ألفا قيِّمِ
وتشتكي الخلَّةَ شكوى الأيِّمِ / ليست لها أختٌ سوى جَهنَّمِ
متى تزدْها حَصَباً تَضَرَّمِ / لم يخلُ في الأرضِ طباقُ مَنْسِمِ
من مبركٍ خَوَتْ به أو مجْثمِ / أخُلِّقتْ نقيضةً لمريمِ
أم خُلِّقتْ وقفاً لكل مُعدِمِ / يا قاصداً بوران شاوِرْ تَسْلَمِ
واستثْبِتِ الرأيَ ولا تَقَحَّمِ / قبل النَّدامِ لاتَ حينَ مَنْدَمِ
لا تأتها شائلةَ المُخَدَّمِ / بل دانِ بين الفَخِذَيْنِ واضمُمِ
واجعل مِلاط الأيرِ جلدَ شيهمِ / واقبض على أعضادها واستعصمِ
فإنما تركب بحرَ القُلزُمِ / حذارِ من أنفاسها تَلثّمِ
فإنها إن لم تُمتْكَ تُسْقمِ / عَنْ نَفَسٍ مثلِ الدُّخانِ أقْتَمِ
ويلٌ لأنفٍ منه لم يُكَمَّمِ / منْ نَكْهةٍ تخرقُ أنفَ الأخشمِ
لو عبقت بالريح لم تنسَّمِ / فرطَ حياءٍ من أنوفِ الشُّمَّمِ
حذارِ من تقبيلها تقدَّمِ / عن ريقةٍ خضراءَ مثل العَلْقمِ
ومَلْثمٍ يُظلمُ باسمِ مَلْثَمِ / ومَلْطمٍ حُقَّ له اسم مَلْطَمِ
نِعْمَ العتادُ لحضور المأْتمِ / دونَكَها كالجندلِ المُسَوَّمِ
طهِّرْ بها بوران إذ لم تُرْجَمِ / هذا لها وابسط يديكَ واغنمِ
من الهجاء مغنماً كمغرمِ / فضيحةً فصيحةً للأعْجَمِ
أشهرَ من غُرَّةِ وجهِ الأدهمِ / أشيَنَ من مفترِّ ثغر الأهتمِ
عجبتُ من مجلسك الميمَّمِ / ومن رجالٍ شيخُهمْ لم يُفْطَمِ
يقتادهم تلقاءَك الرأيُ العَمِي / أتباع ظنٍّ لهمُ مُرَجَّمِ
شاهتْ وجوهاً واطّلتْ بعِظلمِ / كأنهم ما سمعوا بالهَيثمِ
ولا الفحول في الزمانِ الأقدمِ / يا ربَّ يومٍ لهُمُ مُذَمَّمِ
شفيتُ منهمْ غُلَّتي وقرمي / وظِلْتَ بالنَّيْكِ لم تَنَغَّمِ
تهذي هُذاءَ الرجل المبلسمِ / يرمى المساكين بكُلِّ صيْلَمِ
شدوكَ في شعرك غيرِ المُحكَمِ / يا لكَ من مُسدىً به ومُلحَمِ
لم ترضَ إلا بالعذابِ المُحْكَمِ / أوهنت أمر النارِ عند المُجرِمِ
وزعتَ بالجنةِ كلَّ مُغْرَمِ / مُسْتَهْترٍ بحُورها متيَّمِ
نحستَ مزكوماً وإن لم تُزْكَمِ / مِنْ سُدَّةٍ في أنفك المُوَرَّمِ
مُحشرج الصدرِ برِطلَيْ بلغمِ / إنْ لا تنخَّع مرةً تنخَّمِ
نخامةً كالضِّفدع المُوشَّمِ / دكناءَ رقْطاءَ بقيحٍ أو دمِ
ممتخِطاً بالكوعِ أو بالمعصمِ / تَضْرِطُ من أنفٍ وتَفْسُو من فمِ
ذا نكهةٍ من لم تُمِتْهُ يُصْدَمِ / حتى دعاك الملأُ ارحمْ تُرْحَمِ
فقطَّعوا اليومَ بغير منعمِ / وانصرفُوا عنكَ بغير مَغنمِ
إلا ثوابَ الصابرين الكُظَّمِ / وما يفي ذاك بذاك المغْرمِ
لا خيرَ في الأسماعِ إنْ لم تُصممِ / ألْجَمَكَ اللَّهُ لجامَ الأبْكمِ
يا شرَّ مخلوعٍ وشرَّ مُلْجَمِ / هاكَ قِرى مِثلكَ لم يُعَتَّمِ
من شاعرٍ صَدْقِ اللقاءِ مِرْجَمِ / ليس بمغمورٍ ولا بِمُفْحَمِ
يرمي المُرامين بلا تَجشُّمِ / بكلِّ سيَّارٍ أحدَّ أدلمِ
يكدحُ في وجه الصفاةِ الصِّلدمِ / دونكها مثل عصا المكلَّمِ
تلقَّفُ الإفك بشدقٍ شدقَمِ / تَهوي هُويَّ الجندل المسوَّمِ
وقعتَ مني في النآد السَّلقَمِ / أو تتَّقي الشرَّ بكوعَيْ أجذمِ
تُوَقِّيَ المسترحم المُسْتَسْلِمِ / حينئذٍ آوي إلى تَكَرُّمي
لستُ بظلّامٍ ولا مُظلَّمِ / وكنتُ حُلو الطعمِ صُلبَ المعجمِ
ذا مَلْمَسَيْن مُبْشَرٍ ومُؤْدَمِ / فإنْ تُرِدْ عَفْويَ بعدَ مَنْقَمِ
أهَبْكَ للَّهِ وللتَّذَمُّمِ / وإنْ أبى حَيْنُكَ ذاك فاعْزِمِ
وابقَ لعوداتِ القوافي واسْلمِ /
للنَّرْجس الفضلُ برغْم من رغَمْ
للنَّرْجس الفضلُ برغْم من رغَمْ / على صُنوف الوَرْد والفضْلُ قِسَمْ
العين قبْل السِّنِّ وهْي المُبْتَسَمْ / فما لها والخدُّ وهْي الملتدَمْ
ما هُوَ إلا نعْمةٌ من النِّعمْ / ما أحسن الشكل وما أذكى النَّسمْ
أُعمِلُ فيهم ذكراً حُساما
أُعمِلُ فيهم ذكراً حُساما / عضْب الغِراريْن يقُدُّ الهاما
كأنَّ في صفحته غماما / وبي يُسمَّى ذَكَراً حساما