القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد الزّين الكل
المجموع : 4
الحَمدُ لِلّهِ كَما
الحَمدُ لِلّهِ كَما / أَولى الجَميلَ مُنعما
ثُمَ الصَلاةُ أَبَدا / عَلى النَبيِّ أَحمَدا
مَن حازَ حُسنَ الخُلُق / وَسادَ كُل الخَلق
وَبَعد فَالأَخلاقُ / مَيدانُها سِباقُ
من طَلبَ الآدابا / تَجشَّم الصِعابا
وَمَن يَرُم دَرك العُلا / سارَ لَها مُستَبسِلا
في شِكّةٍ مِن عَزمِهِ / وَعُدَّةٍ مِن حَزمِهِ
إِن العُلا كَعابُ / لَها القَنا حِجابُ
سُهولُها أَوعارُ / تحفُّها الأَخطارُ
سَبيلُها الأَخلاقُ / لَكنَّها وَثاقُ
المَجدُ صَعب مَغنمه / حسن السَجايا سُلَّمه
إِن لَم يَنَلهُ الباعُ / فَباعُكَ الطِباعُ
فَمن يَرُم طِلابَها / فَليشربنَّ صابَها
فَلن تَذوقَ ما حَلا / حَتّى تَذوقَ الحَنظَلا
وَهَكذَا المَحامدُ / مِن دُونِها الشَدائدُ
لَيسَت أَثاثاً يُقتنى / وَلا تُنالُ بِالمُنى
ذكرُ الفَتى بِما ذَخر / وَالخُلقُ نِعمَ المدَّخر
والذكرُ عمرٌ ثانِ / لِلمَرءِ وَهوَ فانِ
يترُكُ دُنياهُ وَما / يُبقي سِوى ما قَدَّما
تُصبحُ مِنهُ بَلقَعا / وَلَيسَ إلّا ما سَعى
فَخرُ الفَتى أَعمالُه / لا جَدُّهُ وَمالُه
المالُ ظلٌّ زائلُ / وَالجَدُّ لَونٌ حائِلُ
ماذا يفيدُ المالُ / إِن ساءَتِ الأَفعالُ
كَم مِن فَتىً أَراهُ / يُعجِبُني مَرآهُ
ذا زينَةٍ وَرِيِّ / وباطن مَقليِّ
بِهِ المَخازِي خافِيَه / إِنَّ العُيونَ غاوِيَه
لا يَزدَهيكَ ما تَرى / فَكُلُّهُ إِلى الثَرى
حَسبُ الفَتى ما قاتَهُ / وَليَتَّرِك ما فاتَه
لا تَبغِ فَضلَ النَشبِ / وَاِبتَغِ فَضلَ الأَدَبِ
مَن لَم يُسوِّده أَبُ / أَعلى ذُراهُ الأَدَبُ
إِن العَظيم مَن بَنى / وَلَم يَقُل ذا بَيتُنا
وَلَيسَ عالي الهِمَمِ / مَن كانَ ذا قَلبٍ عَمِ
فاِجعَل حُلاكَ الأَدبا / إِن الفَتى ما كسَبا
وَهَذِهِ قَلائِدُ / وَكُلُّها فَرائِدُ
قَلَّدتُ جِيدَ الدَهرِ / بِها وَجيدَ مِصر
جَمَعتُ فيها الأَدَبا / أَقضي بِها ما وَجَبا
أَبياتُها أَمثالُ / عَزَّت فَلا تُنالُ
أَخلَصتُ فيها النِيّه / لا أَبتَغي أُمنيَّه
وَلَم أُرِد إِكباراً / بِها وَلا اِشتِهارا
وَما أَرَدتُ الجاها / لَكن أَرَدتُ اللَه
إِن يَرض عَنّي رَبي / بِها فَذا حَسبي
القَوسُ بِالسِهامِ
القَوسُ بِالسِهامِ / وَالمَرءُ بِالكَلامِ
فَآيَةُ الكَمالِ / إِصابَةُ المَقالِ
عَقلُ الفَتى مُكَتَّمُ / يُظهِرُه التَكَلُّمُ
وَإِنَّما الإِنسانُ / العَقلُ وَاللِسانُ
سَلامَة العُقولِ / في قِلَّةِ الفُضُولِ
قُل حَسَناً لِتَسلَما / أَو اِستَمع لِتَغنَما
وَحاذِر الإِكثارا / وَلا تَكُن مِهذارا
لا يَزدَهيكَ صامِتُ / إِنَّ الجَمادَ ساكِتُ
كَم صامِتٍ لِجَهلِه / وَناطِقٍ لِفَضلِه
وَلَيسَ تَركُ المَنطِق / دَليلَ حُسنِ الخُلُق
رُبَّ سكوتٍ عِيُّ / وَرُبَّ نُطق غَيُّ
وَإِن عَلا الجِدالُ / وَاِنتَضَل الرِجالُ
وَعَزَّك الخِطابُ / وَأَعوَزَ الصَواب
كانَ السُكوتُ غُنما / حَتّى تُصِيبَ المَرمَى
ذَرهم عَلى جِدالِهم / تُصغي إِلى أَقوالِهم
وَاِحرص عَلى أَن تَسمَعا / أَكثَر مِن أَن تُسمِعا
حَتّى تَرى ما يَجمُلُ / مِنها وَما يُستَرذَلُ
فَاِنتَقِ مِنها ما صَفا / وَاِطَّرِح المُزيَّفا
وَاِحفَظ جَميلَ القَولِ / فَهوَ لِقاحُ العَقلِ
حَتّى تَراهُم ضَلّوا / وَأَخطَئُوا وَزَلُّوا
وَقَد خَبا الجِدالُ / وَاِنقَطَعَ المَقالُ
فَاِنهَض برَأيٍ صائِبِ / وَاِضرِب بِسَيفٍ قاضِبِ
وَالبَس لِكُلٍّ مَلبَسَه / وَاِجلِس لِكُلٍّ مَجلِسَه
وَراعِ فَهمَ الناسِ / تَكُن مِنَ الأَكياسِ
دَليلُ حُسنِ العَقلِ / وَمِن سِماتِ الفَضلِ
تَقدِيرُكَ الأَدواءَ / وَوَصفُكَ الدَواءَ
وَلا تَكُن مِمَّن غَدا / يُضِيعُ عِلمَهُ سُدى
يُجالِسُ الفَلاحا / ويَقرَأُ المِصباحا
وَيَدرُسُ البَديعا / وَيَبحَثُ التَشريعا
أَمامَ مَن لا يَفهَمُه / وَعِندَ مَن لا يَعلَمُه
كَواضِع الجُلنارِ / في لُجَجِ البِحارِ
لِيَجمُلَ المَذاقُ / وَيَحلُوَ الحُراقُ
وَلَن يَكونَ ذاكا / وَلَو سَما الأَفلاكا
لا تُطغِكَ العُلومُ / تَحفُّكَ الهُمُومُ
كُن عالِماً كَجاهِلِ / إِن كُنتَ جَدّ عاقِلِ
إِيّاكَ وَاِدّعاءَ ما لَم تَعلَمِ
إِيّاكَ وَاِدّعاءَ ما لَم تَعلَمِ / فَإِنَّهُ مَجلَبةُ التَنَدُّمِ
كَفاهُ أَنَّهُ دَليلُ اللُومِ / وَأَنَّهُ مَضيَعَةُ العُلومِ
تَجني عَلى العِلم بِما اِدّعَيتا / شَرّاً وَما تَعلَمُ ما جَنَيتا
فَآفةُ العُلومِ أَدعِياؤُها / إِن الدَعاوى لَيسَ يُؤسى داؤُها
مَن يَستَطِل يَوماً عَلى الكُفاةِ / فَقَد تَناسى كامِلَ الصِفاتِ
وَلا تَثِق بَعدُ بِوُدِّ صاحِب / فَوُدُّهُ صارَ كَأمسِ الذاهِبِ
خَلِّ الغُرورَ إِن تَكُن ذا فَضلِ / فَإِنَّهُ مَنقَصةٌ في العَقلِ
إِيّاكَ أَن تُفاخِرَ الأَصحابا / بِالفَضلِ إِن أَرَدتَ أَن تُهابا
وَلا تَقُل جَمَعتُ عِلماً جَمّا / إِن رُمتَ أَن تُبعدَ عَنكَ الذَمّا
لا تَحسَبَنَّ الفَضلَ يخفى أَمرُهُ / فَالفَضلُ مِثلُ الطيبِ يَزكُو نَشرُهُ
لا تُفتنَنَّ إِنَّما ذُو العِلمِ / كَمَثلِ الواقِفِ عِندَ اليَمِّ
تَراهُ يَستَكثِرُ مِنهُ ما يرى / وَظَلَّ ما غُيِّبَ عَنهُ أَكثَرا
وَقسمَةُ العُلومِ وَالأَخلاقِ / كَقسمَةِ الأَعمارِ وَالأَرزاقِ
زَهو الفَتى بِعِلمِهِ غُرورُ / لَو أَنَّهُ بِنَفسِهِ بَصيرُ
ماذا عَلِمنا مِنهُ حَتّى نَزهُو / لَم يَأتِنا إِلّا قَليلٌ مِنهُ
ما تِيهُنا بِالعلمِ وَالتَدبيرِ / إِلّا كتيهِ المُعدمِ الفَقيرِ
كَم عالِمٍ أَزرى بِهِ تَفاخُرُه / وَجاهل أَكبَرَهُ تَصاغُرُه
لا يفضلُ العالمُ أَهلَ عَصرِهِ / حَتّى يَكونَ عارِفاً لِقَدرِ
عَلامَ يَفخَرُ الفَتى بِعلمِهِ / وَقَد يَكونُ سَبَباً لِهمِّهِ
كَم عالِمٍ مُنغَّص اللذّاتِ / يفضِّلُ المَوتَ عَلى الحَياةِ
تَراهُ في هَمٍّ وَفي أَحزانِ / مِمّا يَرى مِن ضَعَةِ الإِنسانِ
يَضيقُ صَدرُهُ بِما يُلاقي / بَينَ الوَرى مِن دَنَسِ الأَخلاقِ
قُل لِلَّذي يَفنى عَلامَ تَفرَحُ / وَفيمَ تَلهُو بِالمُنى وَتَمرَحُ
لا يَعذُب العَيشُ لِغَيرِ الجاهِلِ / وَلا يَلَذُّ كَأسُهُ لِفاضِلِ
يا تَبتَغِ العِلمَ لِغَيرِ اللَهِ / وَلا يَكُن هَمُّكَ كَسبَ الجاهِ
لا تَبغِهِ لِطَلَب الحُطامِ / فَإِنَّهُ مِن خُلُق الطَعامِ
أَعرِض عَن الدُنيا وَعَن حُطامِها / فَلَذَّةُ الحَياةِ في آلامِها
إِن كُنتَ ذا عِلمٍ فَكُن ذا عِفَّه / لَيسَت رِجالُ العلمِ أَهلَ صُفّه
لا تَتَّخذه سلَّمَ الإِفسادِ / إِن كُنتَ ذا عَقلٍ وَذا سَدادِ
عِلمُ الفَتى إِن لَم يَكُن مُقوِّما / كانَ اِتِّباعُ الجَهلِ مِنهُ أَقوَما
أَنصِت إِلى حَديثِ مَن تَكَلَّما
أَنصِت إِلى حَديثِ مَن تَكَلَّما / وَإِن تَكُن مِنهُ بِذاكَ أَعلَما
لا تَشتَغِل عَنهُ بِما سواهُ / وَلا تُمارِ في الَّذي يَراهُ
فَإِنَّهُ مِن خُلُق الأَرذالِ / وَلَيسَ في شَيءٍ مِنَ الكَمالِ
وَلا تَردَّه إِلى الصَوابِ / وَأَنتُما في حَضرَةِ الأَصحابِ
فَإِنَّهُ لَيسَ مِنَ السَخاءِ / وَإِنَّهُ أَقطَعُ للإِخاءِ
إِيّاكَ أَن تَقولَ ما لا تَفعَلُ / فَإِنَّها خليقَةٌ لا تجمُلُ
وَإِنَّه لَيسَ مِنَ الكَمالِ / زِيادَةُ القَولِ عَلى الأَفعالِ
فَإِنَّما ذو لَسَنٍ قَوّالُ / أَحسَنُ مِنهُ أَبكَمٌ فَعّالُ
إِيّاكَ أَن تُقاطِعَ الصَدِيقا / وَأَن تَبُتَّ حَبلَهُ الوَثيقا
فَإِنَّهُ لَيسَ رَقيقاً يُعتَقُ / مَتى هَفا أَو زَوجةً تُطلَّقُ
وَإِنَّهُ لَيسَ مِن الآدابِ / قَطيعَةُ الخُلّانِ وَالأَصحابِ
وَلَيسَ مِن مَعايبِ الإِنسانِ / أَقبَحُ مِن قَطيعةِ الإِخوانِ
إِن أَحسنُوا فَكُن لَهُم شَكورا / وَإِن أَساءوك فَكُن غَفُورا
وَاصغ إِلى مَعذِرَةِ الإِخوانِ / وَقابل السَيِّئَ بالإِحسانِ
قَد قيلَ في الأَمثالِ مَن لا يَعذِرُ / ذا هَفوَةٍ فَإِنَّهُ لا يُعذَرُ
وَإِنَّهُ مِن آيَةِ الكَريمِ / أَن يَقبَلَ العُذر مِنَ الحَميمِ
فَإِنَّهُ عُضوُكَ إِن تَأَلَّما / فَداوِهِ بِالحلم حَتّى يَسلَما
إِيّاكَ أَن تَرفُضَ عُذرَ مُذنِبِ / فَإِنَّهُ أَدعى إِلى التَجَنُّبِ
وَإِن تَكُن حُلوَ السَجايا حُرّا / فَاحتل لَهُ فيما يُسيءُ عُذرا
وَلا تُؤاخذهُ بِذاكَ الذَنبِ / وَلا تَكُن فَظّاً غَليظَ القَلبِ
وَلا أَرى خَيراً مِنَ العِتابِ / فَإِنَّهُ دَريئةُ العقابِ
إِيّاكَ وَالحلمَ عَلى ذي كِبرِ / فَإِنَّما الحلمُ عَلَيهِ يُزري
إِنّي أَرى الحلمَ عَلى المُختالِ / عَلامَةَ الضَعفِ وَالاستذلالِ
حَذارِ مِن صَداقَةِ الكَذّابِ / فَلَيسَ غَيمُهُ سِوى ضَبابِ
إِياكَ أَن يَخدَعَكَ السَرابُ / مِن لَفظِهِ فَإِنَّهُ خلّابُ
يَمنَحُكَ الترحابُ وَالسَلاما / وَقَلبُهُ مُستَعِرٌ ضِراما
وَضنّ بِالودِّ عَلى المُرائي / فَإِنَّهُ أَخُوكَ في الرَخاءِ
فَإِن كَبا بِكَ الزَمانُ العاثِرُ / فَإِنَّهُ عَدوُّكَ المُجاهِرُ
لا تَغرس الودَّ لَدى بَخيلِ / فَإِنَّهُ أَسرَعُ للذُبولِ
فَإِنَّهُ مَن ضَنَّ بِالإِحسانِ / يَضنُّ بِالودِّ عَلى الإِخوانِ
صَديقُ مالِهِ عَدوُّ الناسِ / وَالجُود للزَلّاتِ خَيرُ آسِ
وَطالِبُ الودِّ بِلا إِحسان / كَرافِعِ البَيت بَلا أَركان
هَذا ابنُ أَسماء لَو انَّ فيه / جُوداً لَما مَكَّن من يَبغِيه
مازالَ في حِلٍّ وَفي ترحال / يُفَرِّقُ الناسَ بِجَمع المالِ
يَردُّ بِالخَيبَةِ كُلَّ راجي / فَأَسلَمتهُ الناسُ للحجّاجِ
مَن يَبغِ بِالمالِ سِوى إِنفاقِه / فَإِنَّهُ يُنفِقُ مِن أَخلاقِه
أَدنِ إِلَيكَ سالفَ الإِخوانِ / إِن تَغدُ ذا عزٍّ وَذا سُلطانِ
وَارعَ لَهُ الودادَ في الرَخاءِ / كَما رَعى وُدّك في البَأساءِ
إِياكَ أَن تُطغِيَكَ النَعماءُ / فَإِنَّها لَيسَ لَها بَقاءُ
كُلُّ زَخارِيفِ الحَياة زُورُ / وَكُلُّ مَن صَبا لَها مَغرورُ
سَرعانَ ما يذوي بِها الرَطيبُ / لا بِشرُها باقٍ وَلا التَقطيبُ
وَهَكذا غايَةُ كُلِّ حَيٍّ / تَشابَهَ الأَشيَبُ بِالصَبيّ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025