المجموع : 3
من يعرف الله فليس يسألُ
من يعرف الله فليس يسألُ / والله لا يُسأَلُ عما يفعلُ
كما أتى سبعون ألفاً تدخلُ / لجنةٍ بلا حساب يحصلُ
وعارف بربه لا يجهلُ / وهو به لأمره يمتثلُ
هم يسألون عنه حيث انفصلوا / بالنفس قاموا لا به ما اتصلوا
والعارف الذي به يتصل / وجاهل عنه هو المنفصل
معنى انفصاله الحجاب يسدل / عليه وهو النفس معنى يبطل
في نفسه يقول نفسي يبخل / بها على الله لها لا يبذل
والإتصال ربه لا يعزل / عنه يوليه عليه فاعقلوا
لا ربه في النفس منه يَحْلُل / أو باتحاد فيه عنه يَجْلُل
معبوده به عليه مقبل / لا ذاك معنى في الخيال يأفل
ونفسه بالله قامت تعمل / فهو الإمام الكامل المكمل
لا يدعي أمراً فلا التحوُّل / له ولا القوة فيما يجعل
وكل ذا ذوق له مفصل / لا أن هذا عنده تخيل
والله للخير هو المؤمل / والشر لا إليه فيما ينقل
والنفس منها كل شيء يفعل / وهي وما منها إليه يُوكل
وفعله لكل فعل يشمل / لأنه الآخر وهو الأول
فالصادق الذي إليه يصل / بالصدق في التوحيد ذوقاً يكمل
عن نفسه بربه مشتغل / وربه كما يقول المرسل
سمع له وبصر وأرجل / يعني به ينشط ليس يكسل
يصعد بالقرب له لا يسفل / والرب بالذكر عليه ينزل
ثم لديه كل شيء يبطل / والحق حق فيزول المشكل
والله حيث الشر عنه يهمل / يهمل عن عارفه لا يحمل
لأنه مصور ممثل / يظهر فيه علمه والعمل
وهو لسره النزيه هيكل / يروق للوارد منه المنهل
طينته للشر ليس تقبل / وهو على الخير به منجبل
فما ترى يصدر منه الزلل / وبالتقى يضرب فيه المثل
تحرسه عين الهدى وتكفل / والله يعطيه الذي يؤمل
وربه حافظه لا يخذل / في عمره حتى يحل الأجل
بعزمه صعب الأمور يسهل / وهو الذي يقال فيه الرجل
شهم همام لوذعيٌّ بطل / يفعل ما يقصر عنه الأسل
بدعوة يندكُّ منها الجبل / ودعوةٍ غيثُ المنى ينهمل
لانَ له صمُّ الحصى والجندل / وانقادت الشم الأنوف الطوَل
فاسمع مقالاً فاح منه المندل / وفيه قد رق الصبا والشمأل
وانكشف الأمر وهان المعضل / لدى أناس ليس فيهم جدل
وخذ بما قال الإمام الأفضل / وخل عنك ما تقول العذَّل
فإنهم لكل قلب علل / ويكثر الخطا بهم والخطل
وقولهم تقطع فيه السبل / ويذهب الخير وتمضي الدول
لأنهم على الفساد انجبلوا / فحقهم أن يتركو أو يهملوا
كم غادة كاملة في حسنها
كم غادة كاملة في حسنها / لو يدرك البدرُ سناها لاختبلْ
لبَّستُها ثوبَ حريرٍ ناعم / بكراً وزررتُ عليها بالقُبَلْ
ولي فؤاد بالحسان مغرم / يَدكُّه محبوبه دكَّ الجبلْ
واللات والعزى ظهورانِ له / بما وراهما وما ورا هبل
والحب كالحب هو الأصل وما / تبدو له الفروع إلا بالسبل
الناس موصوفون بالأفعالِ
الناس موصوفون بالأفعالِ / بسائرِ الأقوال والأعمالِ
من غير تأثير لهم في كل ما / يكون من ذلك باستئصال
فإن معنى أنهم قد أثروا / أي أظهروا من عدم للحال
والله وحده هو المظهر لا / سواه في الماضي والإستقبال
فإن تكن نفوسهم قد ادعت / إظهار فعل هم على الضلال
لا يظهرون من جميع ما به / قد وصفوا فعلا من الأفعال
في ظاهر أو باطن وإنما / يظهره الخلاق ذو الجلال
وكلهم خلقُ الإلهِ ربنا / مع كل الاَفعال على التتالي