استنبط العلم وزك العملا
استنبط العلم وزك العملا / ولا تعش بغرة سبهللا
لا تترك الأنفاس في الهزْل سدى / أدركَ من جد وفي الجد العُلى
جوهرة النفس إذا ضيعتها / في لعب لم تلق منها بدلا
رشحك الحق لأمر جلل / تدركه إذا ركبت الجللا
لو لم يرد قربك من جنابه / لم يهب العقل ويهد السبلا
فإن توجهت إلى حضرته / فرافق العلم يقود الجملا
فخير ما رافقت علماً نافعاً / وشافعاً مشفعاً في يوم لا
إن العلوم كالنجوم كثرة / فاعتنق الشمس وغادر زحلا
عليك بالشرع فلست عائذاً / بموئل أكنف منه موئلا
نور من الله إذا كساكه / أصبحت سلطاناً على من جهلا
أنت من الله على شأن إذا / خلفت بالعلم نبياً مرسلا
سدد وقارب واحتجز جوامعاً / منه فلن تحصره مفصلا
ودونك السفر الذي ترقى به / مدارج الكمال مرقى موصلا
سحابة وطفاء إلا أنه / يمطر نوراً ويمج عسلا
نقطة نور صبها الوهب على / امداده قلب من الله انجلا
تجسم النور على طباقه / فلاح فيها جوهراً مفصلا
ينفث روح العلم من ثغوره / كنفث روح القدس للوحي علا
كان نثاراً كالنجوم فانبرى / لصوغه عقداً جمال النبلا
موفق النزعة كشاف العمى / مستوعب عشر العقول ابن جلا
قدوتنا الممدود من مصادر / رقى إليها فتلقى واجتلى
خبيئة الله لنصر دينه / وحجة الله على من أبطلا
السالمي ابن حميد الذي / قام لقيوم السماء فيصلا
صار على البطل شهاباً قبساً / فأي شيطان به ما انجدلا
أيده الله وأبقاه لنا / موفقاً مسدداً مجللا
وحيث من الله بالطبع لما / أبرزه بنوره مكللا
بهمة السلطان ذي الهم الذي / تصاعقت له الملوك ذللا
مؤيد الدين الذي صفاته / وذكره المحمود سارت مثلا
أبى على مصدر الفضل فتى / محمد حمود قمقام العلا
ذي العزة القعساء في شئونه / لا ترتضي إلا النجوم خولا
أكرم من سارية غادية / صبت عزاليها فطمت الملا
تهلل الكون بما أسعده / من يمنه كما به تهللا
فقمت أشدو ثملاً بحمده / ولست وحدي بالحميا ثملا
أبشر الناس بسفر زاهر / كأنه بنوره تجللا
أرخته صدقاً هيا بشراكم / مدارج الكمال طبعاً كملا