المجموع : 6
قد لفَّها الليلُ بمدلاج الليلْ
قد لفَّها الليلُ بمدلاج الليلْ / ألَفَّ هفْهافِ الإزار والذيل
ليس بِرعديدٍ ولا بزُمَّيلْ / جلْد السرى مُعودٍ طرد الخيل
إلى الكمال الدَّارمي ذي النِّيلْ / إلى الغمام المُعْتفى ليْث الغيلْ
نماهُ للعلياء قَيْلٌ عن قَيْلْ / يغنيه لفح الحر عن شرب القيْل
كأنما عطاؤه مَدُّ السَّيلْ /
مشمِّرٌ للهولِ غيرُ زُمَّلِ
مشمِّرٌ للهولِ غيرُ زُمَّلِ / ينظرُ من لحظِ قطامٍ أجْدلِ
ثبْتٌ وماضي عزمهِ كالُمنْصلِ / تخالُ في بُرديه حين تَبْتلي
زُعازعَ الريح وركْني يذبُلِ / غَمْرُ الرِّداءِ للمُسيفِ المرمل
يُفاخر السُّحب بصوب الأنملِ / يحمدهُ ضيفُ الجديب المُمحل
وخائفٌ ليس له من موْئلِ / من خوفهِ وضُرِّه في أفْكلِ
أسلمهُ كل مُطاعٍ عَبْهَلِ / حتى اذا أظْلَمَ ليلُ القَسْطلِ
وأطلعَ الروعُ نجوم الذُّبَّلِ / وأوسع العسَّالُ رزق العُسَّلِ
واشْتبه الهامُ بمُلْقى الجَندلِ / جاء الوزير في الرَّعيل الأول
تاجُ الملوكِ ذو المقامِ الأفضلِ / يحمي حمى الليث صغار الأشبل
يُثْبتُ كل صارمٍ في مقتلِ / اِثباته الصَّواب عند المُشكلِ
تلقاهُ في ركوبهِ والمنْزلِ / صدر النَّديِّ ومُشارُ الجحْفل
فهنِّي الدهرُ به من مُفْضِلِ / في رَجبٍ وكل شهرِ مُقبلِ
هُنيت يابْن السادة الغُر النُّبلْ
هُنيت يابْن السادة الغُر النُّبلْ / غِنى المعاديم وأبطال الوهَلْ
الكاشفين الخطب والخطبُ جلل / والماطرين الجوْدَ اِذ عزَّ السَّبل
بالشهر والعام واِدراك الأملْ / من عاجلٍ تبغي وأنت مُقْتبلْ
أنت بهاءُ الدين والسامي المَحلْ / تعصي إِلى المعروف والجود العذل
وتخجل الغيث اذا الغيثُ هطلْ / وتحفظُ العهد اذا النِّكس نكلْ
باسلُ قرضابٍ اذا هُزَّ قَصلْ / حلمك طْودٌ ذو قِنانٍ وقلُلْ
فضلُك جيّاشُ العُبابِ ذو زجلْ /
وخائفٍ جَمِّ الحِذارِ مُرْملِ
وخائفٍ جَمِّ الحِذارِ مُرْملِ /
أشعثَ عجلانَ صدوفِ المَنْهلِ /
ينغْضُه الخوفُ كنغض أفْكلِ /
سرى بشفَّانِ ظلامٍ شَمْأَلِ /
يَخْبطُ في أثْباج ليلٍ أرْيَلِ /
أناخَ منك بالنَّصيرِ المُضِلِ /
باتَ بين يابسٍ ومُخْضِلِ /
من شِدَّةِ الباس وبينِ المَنْزلِ /
بِحَرمٍ من الأذى بمعْزلِ /
وكرَمٍ بالعُدْمِ لم يُعَلَّلِ /
عند ربيعٍ خَضِلٍ وجَحْفَلِ /
عند الوزير شرفِ الدينِ عَلي /
عند الجَوادِ والهُمامِ والبَطَلِ /
مَن هو مِن حِلمٍ وعزمٍ مقصلٍ /
ما بين طَوْدٍ أيْهَمٍ ومُنْصُلِ /
الباذلُ الجودَ وانْ لم يُسألِ /
والحامِلُ الغُرْمَ اذا لم يُحْمل /
نِعْمَ مُناخِ ولخاشئفِ المُؤمِّلِ /
لِعَقْرِ أعْداءٍ وعَقْرِ بُزَّلِ /
حُيِّيتَ يا فارس ليلِ القسطلِ
حُيِّيتَ يا فارس ليلِ القسطلِ / وصدْرَ كلِّ معْركٍ ومحْفِلِ
مُهَنَّأً بكُلِّ عامٍ مُقْبِلِ / سامي عِمادِ البيت رحْبَ المنزلِ
مُؤمَّلَ النُّعْمى كريمَ النُّزَّلِ / تحْمي وتقْري بالنَّدى والمُنصُل
في الحرب والجدب الشنيع المُمْحل / فأنتَ للخائف خيرُ مَوْئِلِ
ونِعْمَ مأوى مُسنتٍ ومُرْمِل / تُمطر أكْماعَ المُروتِ العُطَّلِ
بعارضٍ من البنانِ مُسْبِلِ / وتصْرعُ الخصمينِ غيرَ مُؤتَل
شهمَ الكُفاةِ وكُماةِ الجحفَل / ما بين فصْلٍ مُفْحمٍ وفيْصَلِ
حتى إذا أخْلف نوْءُ الأعْزَلِ / وماتَ صوتُ الرَّاعِد المُجلجِل
وماتتِ الرِّيحُ صليبَ الأكْحل / وأشْبهتْ مُطْلَقةٌ بمُغْزِلِ
للمحلِ حتى المِصْر مثل الهوجل / وأصْبح المُتْرَفُ في التَّذَلُّلِ
بعد نَضيدِ الجفْنةِ المُسغْبِلِ / يَوَدُّ سَفّاً من هَبيدِ الحنْظَل
أغْنى الوزيرُ بادِئاً لم يُسْألِ / عن كَرمِ المُزْن وجَوْدِ الحُفَّل
تاجُ المُلوكِ ذو المقامِ الأفْضلِ / سَرَّ تَميماً كل قَيْلٍ عَبْهَلِ
وكلَّ جَيَّاشِ وَغىً ومِرْجَل / ناجمةٌ منْ مَجْدكَ المُؤَثَّلِ
أحْيَتْ دَريساتِ الفَخارِ الأوَّلِ /
موسَّعُ المعروفِ رحْبُ المنزلِ
موسَّعُ المعروفِ رحْبُ المنزلِ / جمُّ الرَّمادِ في الجديب المُمْحِلِ
كأنهُ عند التِفافِ العُيَّلِ / والقومُ بين خائِفٍ ومُرْمِلِ
سَلْسالُ وِرْدٍ للظِّماء مُثْعِلٍ / أو أيْهَمُ الصَّهوة ضخم الكلْكل
لا يُرتقى بحِيَلِ التَّوَقُّلِ / مُحلِّقٌ يُرْخي جناح الأجْدَلِ
فجارهُ وضَيْفُهُ في مَعْقِلِ / محمَّدُ الخيرِ مُشار الأنْمُلِ
خيرُ وزيرٍ حلَّ صدر المحْفِل / وزانَ جمعَيْ محْفِلٍ وجحفل
حَوى العُلى بمزْبَرٍ ومُنْصُلِ / وفاقَ أشْراف الطِّرازِ الأول
بسَعْيهِ والنَّسَبِ المُصَلْصَل / فجاءَ كالمِرْحل عند الهوْجَلِ
يذْرو على الهُجن غبار القسْطل / إذا تلَتْ أعْقابَهُ في المِرْسَل
غادرها تَرْسُف مثل الأقْزَلِ / ونِعْم مأوى الطَّارقِ المُخَيِّلِ
أسْلمهُ الليل وعصْفُ الشَّمْأل / كرْهاً إلى هوْل العذابِ المُنْزَلِ
مِن سَغَبٍ وفَرَقٍ وأفْكَلِ / إِبَّانَ قُرٍّ كالطَّريرِ المِقْصَل
يرْشُقُ كلَّ وجْنةٍ بمِعْبَلِ / صُرادُه يفْلُق صُلْب الجنْدَل
وعَزَّ لَمْعُ الخُلَّبِ المُخَيِّلِ / ومانَ صَوبُ الرَّاعِد المجلْجل
يُرى هناك عُضَد الدين الولي / أنفَع من وسْميِّ غيْثٍ ووَلي
فأنْزلَ الضَّيْف بخيرِ مَنْزِل / وبَدَّل الجدْب بخصبٍ مُخضِل
فعاشَ للإِحْسانِ والتَّفَضُّلِ / ما طُرِدَ الليلُ بصبحٍ مُقْبِل