المجموع : 5
لا وَدخانِ المشْعَلِ
لا وَدخانِ المشْعَلِ / وَجمره المُشْتَعِلِ
وَعَرْفهِ الذي سَرَى / يَزري بِعَرْفِ المندلِ
في صَعْدَةٍ مِن أسلِ / ما مِثلُها في الأسَلِ
تُزْهَى بنارٍ رُفِعَتْ / مثلَ اللِّواءِ المُسْبلِ
ليسَ لنا مُماثِلٌ / في فِعلنا والعَمَلِ
نحنُ الكرامُ في الورى / بِمالنا لم تَبْخَل
نيرانُنا مرفوعةٌ / في سَهْلها والجَبَلِ
وكم بنا والٍ غَدا / مُفْتَخراً لمّا وَلي
تهابهُ الورى إذا / دنا ببابِ المنزلِ
نحرسه من العدا / فما بهِ من وَجَلِ
وَكَمْ هَدَينا تائهاً / في جُنحِ ليلٍ أَلْيَلِ
بكُل نورٍ ساطعٍ / بهِ الظّلامُ ينجلي
مشاعلٌ كأَنّها / نيلوفرٌ ذو خضل
أَو مثلُ عينِ الشمسِ في / الشُّروقِ أَو في الطّفَلِ
من كُلِّ نادشتَ غَدا / لسانهُ كالمُنْصُلِ
عذب المقال والدَّلال / لَفْظُه كالَعَسلِ
يَخْتَرقُ الأسواقَ يج / بيها بغيرِ مَلَلِ
يقولُ للمسلْمِ قَوْ / لَ سائلٍ مُبْتَهلِ
هات اخلفَ الله عليكَ / بالعطاء المبذَلَ
ولا تُمَشيني وَلا / تَرُدني ذَا خَجلِ
يا ِشَمْعَةَ الأجوادِ يا / نورَ سوادِ المقَل
مولايّ يا خيرَ فتى / محترمٍ مُبَجّلِ
جُد لي بما وَعَدْتَني / بحَقِّ مولايّ علي
وإنْ أتى منَ النّصا / رى ذو وَقارٍ مُفْضَلِ
يقولُ يا قسيّسَ كُلِّ / بَيْعَةٍ وَهَيْكَلِ
بمَرْيم البتولِ ذا / تِ الوَلَدِ المكحّل
ببُطرُس راسّ كني / سةَ الإلهِ الأوَّلِ
وَمُرْقُصُ الذي له ال / كرسي قبلَ الدوَلِ
أَعني به الأسكَندريَّ / بطركاً يومَ وَلي
ثمَّ بيوحنا بلوقا / ءَ بمتّى الأَفْضَلِ
وأندَرَاوَسَ الذي / جاءَ تبيعَ الرسلِ
ببرتولو ماوَس أو / بَسداوَسَ المرسّلِ
بحقِّ سمعانَ وتوما / والفخار الأكمل
ببولس معَ التّلا / ميذِ ذوي التّرسُّلِ
بنظمهِ الدر الذي / في شعرِه الأبصطَلِ
بالشُّهدا إذا غَدَوا / صَرعى بِغَيرِ مَقْتلِ
جُدْ لي وَكُنْ لي مُسعفاً / يا مسي يا أملي
وَذَقنُ منْ يَرُدُّني /
هات اعطني يا سَيِّدي / يا سندي لا زلتَ لي
وإذا أتى منَ اليهو / دِ رَيسٌ فو جَذَلِ
يقولُ يازَينَ اليهو / دِ في اليهودِ الأوَلِ
يا نورَ شبونَ الكبي / سَ بالقَديمِ الأزلي
بِنجلِ عِمرانَ كليمِ / الله رَبِّ المِلَلِ
بالعَشرِ كِلْمات التي / نُوجيْ بها في الجَبَلِ
بِنَصّ توراة برَِا / شِيتَ على التّوَسُّلِ
أو بالأفاطيرِ التي / تَفْصيلها لم يُجْهَلِ
بآلِ يعقوبَ وإسرا / ئيلَ في التّوَسُّلِ
جُدْ لي بفَلْسٍ أحمرِ / كجمرةٍ في مِشْعَلِ
وَلا تُمَهّلني ولا / تمطُل مِطالَ البخلِ
تَظُنُّني خَشْنى أنا / لا وَعلَي لا وعَلي
فَعْندَها رفيقه / يَصيحُ وَسطَ المَحفل
حَيْ حَيْ أجَدْتَ يا / لسان الفلكِ المعذَّلِ
أخرا على دكانه / فذا ملاكُ العَمَلِ
هذا وَكَمْ مِن خَشنٍ / نَزَّحَنا بالمعولِ
كأنّنا في جَوْفهِ / مثلَ الدَّواءِ المُسهْلِ
صَنْعتُنا محمودةٌ / وَهي كبطنٍ عَتِل
فإنْ تجد مجرَّساً / على حمارٍ لرحلِ
تدمَعُ عيناهُ كأنْ / قَدْ كُحِلَتْ بِفُلْفُلِ
فنحن بالدُّرَّةِ عَن / قذالهِ لم نَعْدِلِ
نقولُ قولاً يُزعجُ / الأسمَاعَ ذاتَ الثقَلِ
هذا جزاءُ كُلِّ مَنْ / يقولُ ما لم يَفْعَلِ
وفي النِّداءِ كم أَمَرْ / تُ النّاسَ في المستقبَل
معاشرَ الناسِ اعملوا / كذا وَمَنْ لم يَعْمَلِ
لا يَشتكي ما يَلْتقي / منَ الذي قد قال لي
كذا يُنادي إذ يضي / ع ضائعٌ من رَجل
مع الثّوابِ يا بني / الحلال والتّفَضّلِ
وَتَسْلَخُ الميتةَ من / ثورِ ثَوَى أَو جَمَلِ
حتى يصيرَ جُنّةً / منَ الأَذى للأَرجُلِ
فما تَرى في الناس من / ذاكَ سوى مُنْتَعلِ
وكم أَقمنا بحدودِ / الله من ذي الحيَلِ
من كلِّ لصٍّ سارقٍ / مثلِ البلاءِ المنزّل
أَعَرفُ بالدَّارِ منَ / السُّكان بالتّحَبُّل
يسمو إلى الدار كمث / لِ النّفَس المتّصلِ
أدخُلُ في الضيق بها / كالكوكبِ المنتقل
ثَبْتُ الجنانِ فَهْوَلا / يقلقُ في التّحيُّلِ
يَدب مثلَ النّملِ في / البيتِ على تمهلِ
يَغشى النِّيامَ موهناً مثل نسيمِ الشمألِ /
حتى إذا ما زالَ ذيْ / ل سترهِ المنسَبلِ
جئناهُ والوالي بكلِّ / حارسٍ كالبطلِ
نُمْسكُهُ فَيغتدي / كالفَرَسِ المشَكّلِ
فتارةً نَفْصلُ بي / ن كفِّهِ والمفصلِ
وتارةً نَصْلبُه إنْ كانَ ربَّ مقْتَلِ /
وفي القمارِ بالفصو / صِ أَمرُنا كالمُثلِ
يَلوحُ في أَكفِّنا / كالجوهرِ المُفَصّلِ
تفعَلُ فيما بيننا / فعلَ القضا في الدُّولِ
فدأبها في راحةٍ / بِعُنْقها لهُ ولي
ودأبها قد قَمرو / هُ وَهْوَ ذو تَذلُّلِ
يقولُ يا ليتَ قَنعْ / تُ باكتسابِ الأوَلِ
وَلم أَكنْ في مَنْصبي / أَظنُّني لم أُعزَلِ
كأنّها النُّجومُ في / تَغييرها للدُّوَلَ
وكم لَنا تجارةٌ / في خَيْرِ نَبْتٍ خَضل
حَشيشةٌ لونُ العذا / رِ فوقَ خَدِّ صَقِلِ
مُحَمّصٌ مُعنْبَرٌ / مُبَرَّزٌ لنا قُلي
أَو نيلةٌ تُدارُ في / الكشكولِ لِلمُصَطّلِ
يبيعها للنّاسِ إن / رَخّصتَ بيعَ العَسَلِ
نحنُ بنو ساسانَ من / مُلوكها ذاتِ الحلي
صفاتنا هاتيك في / تفصيلها والمجمل
أُختُصرَتْ قَصيرةً / تُغني عنِ التّطولِ
بحبلةٍ عُدنا عَلَى / عالي الذرا بالمَوْصلِ
نَشْرُفُ فيها شَرَفَ / الشّمس ببُرجِ الحَمَلِ
وأسألُ اللهَ سُؤا / لَ ساجدٍ مُبْتَهلِ
تجاوُزاُ عَنِّيَ في / هذا الخطا والخّطَلِ
إن بني الحِلِّيِّ أو
إن بني الحِلِّيِّ أو / صافُهُمُ مكمّلهْ
أَما تَرى أَسماءَهم / تَرَتَبَتْ كالبَسْمَلَه
واللهِ لولا خَشيةُ الملالِ
واللهِ لولا خَشيةُ الملالِ /
ما فيه من مُسْتَغربِ الأمثالِ /
لكنَّ إخواني ذوو أفضالِ /
قد حاولوا حقيقةَ الخيالِ /
وألزموني ذاك بالسؤالِ /
قلتُ لهم ذلك بامتِثالِ /
مُسْتَغفِراً ربّي ذا الجلالِ /
لي ولذاكَ الشيخِ دانيالِ /
كنما النيل الخضمّ إذ بدا
كنما النيل الخضمّ إذ بدا / يَروي حديثاً وهو ذو تَسَلْسُل
لمّا رأى الأرض بها شقيقه / ضمّخها بمائه المُصَندلِ
يقولُ راجي كَرَمِ الله العَليْ
يقولُ راجي كَرَمِ الله العَليْ / محمّدُ بنُ دانِيالِ الموصلي
من بَعدِ حَمْدِ للعَليِّ الحاكمِ / غامرُنا بالجود والمراحمِ
ثمَّ الصلاة بعدَ ترتيل اسمهِ / على النبي الهادي أمين حكمه
ولهِ وَصَحبهِ العُدولِ / شهودِ حُجَةِ الرِّضى الرَّسولِ
فأنّني ضمّنتُ هذا الشعرا / أنباءَ كُلِّ مَنْ تولّى مِصرا
من سائرِ القضاةِ والحكّامِِ / مُذ ملكتها دولَةُ الإسلامِ
من لَدُنِ ابنِ العاص أعني عَمرا / مِن فتحها ثمَّ هَلُمَّ جرّا
لكنني اخترتُ الكلام الرَّجزا / في حَصرِهمْ إذا كانَ لفظاً موجزا
ليغتدي عِقداً منَ اللآلي / يُنفسُه ذكرُ الجنابِ العالي
العالميُّ العامِليُّ الأوحدُ / بدرُ التمامِ ذو السّنا محمَدُ
أعني الكتانيَّ ابنَ إبراهيما / السّيَد المفضّلَ الكريما
قاضي القُضاةِ وإمام العَصْرِ / مفتي الفَريقين بأرضِ مصر
نَظَمتُها وسيلةً إليهِ / مُعتَمِداً دونَ الورى عَلَيْه
لا زالَ ستراً مسبلاً عَلَيْنَا / يبعثُ فَضْلَ رقدِهِ إلينا
وها أنا بِذكر ذاكَ مُبتَدي / بِحَمْد ذي الحمدِ البديع الصّمدِ
أوَّلُ مَن وَلي القضا للحكمِ / قيسٌ فتى عَدِيٍّ بن سَهْمِ
وآلَ بعدَهُ لكَعْبِ عَبْسِ / ثمَّ لعثمانَ بِغَيرِ لَبْسِ
ثم ولي سليمُ نجلُ عترِ / وبعدَهُ السّائبُ نجلُ عمرو
ثمَّ وليه عابِسُ المرادي / وَبعَدهُ ابن النّضر في البلادِ
وآلَ بعَهُ لعبدِ الرَّحمن / ثمَّ إلى مالك نجل خولان
ويونسُ من بعده ولي القضا / ثمَّ ولي أوسُ بعزمٍ منتضى
ثمَّ تولَى الحكمَ عبدُ الرحمن / ثمَّ وليه بعد ذاك عمران
وبعدَهُ صارَ لِعَبدِ الأعلى / وابن حُدَيج ذي الفخارِ الأعلى
ثمَّ لعبد اللهِ ذاكَ القاضي / أتى ومن بعدُ إلى عِياضِ
وعادَ للقضا بِحكمِ ثاني / نجلُ حجيرةَ الفتى الخولاني
ثمَّ إلى عياضَ آلَ ثانيه / ثمَّ لعبد الله غير وانيه
والحضرميّ ثمَّ للخيارِ / ثم يزيدُ جاءَ في الآثار
وآل بعدَ توبةٍ وخيرِ / إلى ابنِ سالمٍ لكلِّ خيرِ
هذا وفي عصرِ بني العبّاسِ / عادَ نعيمُ ثابتَ الآساسِ
وعادَ غوثٌ بعد ذاك بحكُمُ / ثمَّ ولي يزيدُ بعدُ فاعلموا
وعادَ غوثٌ بعدَ إبراهيما / والحضرميُّ بعدَه مأموما
ثمَّ لإسماعيلَ نجلِ لايَسَعِ / ثمَّ تلاهُ غوثُ خيرُ تَبعِ
وبعد هذا ولي المفّضلُ / ثم أبو الطاهرِ ذاكَ الأفضَلُ
ثمَّ المفضّلُ الأمينُ حَكَما / ثمَّ ابن مسروق وما أنْ ظَلَما
ثمَّ ولي من بعده النّجيبي / والعمريُّ أيّما نجيبِ
وبعدَهُ البكريُّ وابنُ البكَا / ثمَّ ابن عيسى وهو أزكى نُسكا
والأسلميُّ حاكمُ الشّريعه / ثمَّ ابنُ عيسى واسمه لهيعه
ثمَّ لإبراهيم نجلُ القاري / ثمَّ لإبراهيمَ ذي الفخارِ
ثمَّ لعيسى آلتِ الأحكامُ / وبعدهُ هارونُ الإمامُ
ثمَّ ولي الأحكامَ نجلُ شداد / وبعده الحارثُ خيرُ من جاد
وبعدما ولي دحيم الأنصار / صارَ بها قاضي القضاة بكَار
محمد بن عبدة تولَى / ثمَّ أبو زرعةَ لمَا وَلَى
ثمَّ ابن عبدة تولَى الحكما / وكان فيهِ بالمحلِّ الأسمى
ثمَّ ابن حربٍ وأبو الذكر حكم / قبل الكريزي زماناً في الأُممْ
والجوهريُّ وهو نعم القاضي / ومن به قد وَقع التراضي
وبعدَهُ أحمدُ وابنُ أَحمدَ / وأحمدُ ثانيةً فيها اغتدى
وَصَرفوهُ بابن زبرٍ فقضى / من قَبْل إسماعيلَ فيما قد مضى
ثمَّ ابن مسلمٍ ونجلِ حَمّاد / والسرخس والصّيْرفي بإسناد
وبعد عبد الله نجلِ زَبْرِ / وَلي أبو بكر جميع الأمرِ
ثم ابن أبي زرعه ونجل بدر / من قبلِ عبد الله نجلِ زبرِ
ثمَّ ابن بدرٍ بعد عبد الله / أَمسى عليها آمراً وناهي
ثم أَبو الذكر تولّى والحسن / وبعدّهُ الكشيُّ في ذاك الزمن
وبعد ذا ابن أخت وليد لم يزل / حاكمها والعدل منه ما عَدَلْ
ثمَّ تولّى حمها ابن الحداد / وبعدهُ ابن أخت وليد قد عاد
وبعد ذاكَ وَلَدُ الخطيبِ / ولي القضا وولدُ الخصيبِ
وبعَدهُ محمّدٌ قد حَكَما / ثمَّ أبو الطاهر فيما عَلِما
وبعدَ ذاكَ ولدُ النُّعمانِ / وَنَجله في ذلك الزَّمانِ
ثمّ ابنُهُ وَصِنْوُهُ الحسينُ / ولم يَشِنْهُ في القضاء شينُ
وبعدَ ذاكًَ مالكٌ تولّى / ثمَّ أَبو العباسِ فيما يُتْلى
وقاسمٌ ثمَّ أَبو الفتح وَلي / وهو بِغيرِ قاسِمٍ لم يُعْزَلِ
وَصَرفوه بأبي محمَدِ / قبلَ أَبي عليِّ المسدّد
ثمَّ ابن وهبٍ جاءها في الأثر / ونالَها من قبل نجل زكري
ثمَّ أُعيدَ أَحمد للحُكمِ / ثمَّ ابنُ وهب فاستمعَ لنظمي
ثم ولي الحكمَ ابنُ عبد الحاكم / ثمَّ أُعيدَ بعدَهُ للقاسمِ
ثمَّ لعبد الحاكم الإمامي / وقاسمٍ وُجِّهَ بالأحكامِ
وبعدهُ ولي القضا نجلُ أَسدْ / وبعدَهُ أَحمد ذو الحكم الأسد
ثمَّ أعيدَِ ابنُ أبي كَدينه / لمّا ارتضوا سيرتَهُ ودينَه
ثمَّ عليٌّ بعدَهُ الميسّرُ / ثمّ الرصافيُّ الجميلُ الذكرُ
وبعدهُ ولي القضا ابنُ وهْبِ / وابن أبي كدينةَ ذو اللبِّ
وبعدَهُ المليجي في المدينة / ولي القضا وابن أبي كدينه
ثمَّ وليه بعدهُ اليازوري / وابن كدينةَ بِغَيرِ زورِ
وبعدَهُ العرقيُّ والقضاعي / ولي القضا حَقاً بلا نِزاعِ
ثمَّ جلالُ الدولةِ ابن القاسمِ / عادَ وَوَلّى وهو خيرُ حاكم
وبعَدهُ نجلُ نُباتةَ ولي / وولدُ الكحّالِ ذو التفضُلِ
وبعدَهُ المليجي والمكرَّمي / ثمَّ أبو الطاهر ذو التكرُّمِ
وبعدَهُ ولي القضا نجلُ ذكا / وبعدَهُ الحسينُ وهو ذو ذكا
ثمَّ ابن بدرٍ وأبو الفضل قضى / قبل الصقلي وأبو الفضل الرضا
وبعدهُ ابن ظافرٍ تولَى / وابن الحسين ذو المقام الأعلى
ثمَّ أبو الفتح ويوسف ولي / وكان كلّ ذا محل أفضلِ
ثمَّ وليهِ ولدُ الميسَرِ / أعني سناءَ الملكِ ربَ المفخر
ثمَّ أبو الفخر ونجل جعفرا / ثمَّ محمّدٌ ولي بلا مرا
وبعدَ هذا وَليّ الرُّعيني / ثمَّ سنا الملك بغير مَيْنِ
وبعدَهُ نجلُ عقيلِ لم يزلْ / وابن حسين صار حاكم العمل
وابنُ سلامة ونجلُ المقدسي / فكان فيها ذا محلٍّ أنفَسِ
وابنُ مكرَّمٍ ونجلُ عالي / ثمَّ ضياءُ الدينِ ذو الأفضالِ
ثمَّ الأَعزُّ وأبو الفتح ولي / وبعدَهُ أُعيدَ نجلُ كامل
وبعد ذاكَ في زمان الغزِّ / ذوي الفخارِ والعلا والعزِّ
وليه عبدُ الملك بن عيسى / قبل عليَّ الفتى الرئيسا
ثمَّ ابنَ عصرونَ تولّى الحكما / وعادَ صدرُ الدين وهو الأسمى
والسكريُّ وأبو محمَد / قبلَ ابن عين الدولة الممجَد
ثمَّ وليهِ يوسفُ السنجاري / وجاءَ عزُ الدين في الآثار
وبعدَهُ موهوبُ أعني الجزري / والخَوْنَجيْ ثُمَّ العمادُ الحموي
ثمُ أعيدَِ يوسف السنجاري / ثمَّ تلاه التاجُ ذو الفخار
وولَي البرهانُ أعني الخضرا / وعادَ تاجُ الدين فيما غَبَرا
ثمَّ ولي الأحكام محي الدين / وابن رزين ذوالحجا الرزينِ
وبعد عزلهِ تولاَّهُ عُمَرْ / أعني العلاميَّ وبالعدلِ أمر
ثمَّ أُعيدَ ابن رُزَينَ فحكم / من بعد صدر الدين عدلاً في الأمم
ثمَّ الوجيهُ البهنسي للقضا / عُيِّنَ من بعد التّقيِّ إذ قضى
وعندما استعفى لِبعدِ القاهره / عن مصره خصَّ بها أَوامره
ثمَّ الشهابُ رفعوا محلّه / واستحضروهُ من قَضا المحلَه
ولم يزل حتى توفاهُ الردى / ووليَ الشامَ الفتى ابن أحمدا
ثمَّ ولي القضا التّقيُّ بنُ خلف / بعد الوجيه والشهاب المنصرفْ
وعزلوه عن قضاء القاهره / ثمَّ وليه سيِّد السناجَره
ثمَّ ولي التقيُّ عبد الرحمن / وبانَ بدر الدين لمّا أن بان
وعادَ بدرُ الدين للشآمِ / ثمَّ ولي الحكمَ الفتى العلامي
ولم يزل حتى توفاهُ القضا / ثمَّ ولي التَقي أبو الفتح الرِّضا
وإذ اتاهُ نازلُ الحمامِ / عادَ إليها البدرُ في التمامِ
بدرٌ منيرٌ كاملُ الأوصاف / ذو المنهل العَذبِ النمير الصافي
قاضي القضة حاكم الحكام / واسطةُ العقود في النظامِ
لا بَرحَتْ نافذَةً أحكامه / وَخَلَدتْ زاهرةً أيّامه
ما لاحَ بَدرٌ كامل الإبدارِ / وما انجلى الهلالً من سرار
والحمد للهِ على إنعامهِ / وفضل ما سدَّدَ من أحكامه
وأفضل الصلاةِ والسلام / على النبيِّ سيدِ الأنام
وآلهِ وصحبه وعترتِهْ / وكلِّ من أخلصَ في محبَتِهْ