القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف المُرتَضى الكل
المجموع : 2
ما لَكِ فيَّ ربّةَ الغَلائِلِ
ما لَكِ فيَّ ربّةَ الغَلائِلِ / والشّيبُ ضيفُ لِمَّتي من طائلِ
أما ترين في شَواتي نازلاً / لا مُتعةٌ لي بعده بنازلِ
محا غرامي بالغواني صبغُه / واِجتَثّ من أضالِعي بَلابِلي
ولاح في رأسِيَ منه قَبَسٌ / يَدُلُّ أيّامي على مَقاتِلي
كان شبابي في الدُّمى وسيلةً / ثمّ اِنقَضتْ لمّا اِنقَضتْ وسائلي
يا عائبي بباطلٍ ألِفْتَهُ / خذ بيديك مِنْ تَمَنٍّ باطلِ
لا تعذلنّي بَعدَها على الهوى / فقد كفاني شيبُ رأسي عاذلي
وقلْ لقومٍ فاخرونا ضَلَّةً / أين الحُصَيّاتُ من الجَراولِ
وأين قاماتٌ لكمْ دميمةٌ / من الرِّجال الشَّمَّخِ الأطاوِلِ
نحن الأعالي في الورى وأنتُمُ / ما بينهمْ أسافلُ الأسافِلِ
ما تستوي فلا تروموا مُعوِزاً / فضائلُ السّاداتِ بالرّذائلِ
ما فيكمُ إلّا دَنيُّ خاملٌ / وليس فينا كلّنا من خاملِ
دعوا النّباهاتِ على أهلٍ لها / وعرّسوا في أخفضِ المنازلِ
ولا تعوجوا بمهبٍّ عاصفٍ / ولا تقيموا في مصبِّ الوابلِ
أما ترى خيرَ الورى معاشري / ثمّ قبيلي أفضلَ القبائلِ
ما فيهمُ إن وُزِنوا من ناقصٍ / وَليسَ فيهم خبرةٌ من جاهِلِ
أقسمتُ بالبيتِ تطوف حولَهُ / أقدامُ حافٍ للتُّقى وناعِلِ
وما أراقوه على وادي مِنىً / عند الجِمارِ من نَجيعٍ سائلِ
وأذرُعٍ حاسرةٍ ترمي وقدْ / حان طلوعُ الشّمسِ بالجنادلِ
وَالمَوْقفين حطّ ما بينهما / عن ظهره الذُّنوبَ كلُّ حامِلِ
فإنْ يَخِبْ قومٌ على غيرهما / فلم يخِبْ عندهما من آملِ
لَقَد نَمَتنِي من قريشٍ فِتيَةٌ / ليسوا كمن تعهد في الفضائلِ
الورادين من عُلاً ومن تُقىً / دون المنايا صفوةَ المناهلِ
قومٌ إذا ما جُهِلوا في معركٍ / دَلّوا على الأعراق بالشّمَائلِ
لأنّهم أُسدُ الشّرى يوم الوغى / لكنّهمْ أهِلّةُ المحافلِ
إنْ ناضلوا فليس من مناضِلٍ / أو ساجلوا فليس من مساجِلِ
سلْ عنهمُ إنْ كنتَ لا تعرفُهمْ / سَلَّ الظُّبا وشُرَّعَ العواملِ
وكلَّ منبوذٍ على وجهِ الثَّرى / تسمع فيه رنّةَ الثّواكلِ
كأنّما أيديهمُ مناصِلٌ / يلعبن يوم الرَّوْعِ بالمناصلِ
من كلّ ممتدِّ القناةِ سامقٍ / يقصر عنه أطولُ الحمائلِ
ما ضرّني والعارُ لا يطورُ بي / أن لم أكن بالملك الحُلاحِلُ
ولم أكنْ ذا صامتٍ وناطقٍ / ولم أرُحْ بباقرٍ وجاملِ
خيرٌ من المالِ العتيدِ بذلُهُ / في طرقِ الإفضالِ والفواضلِ
والشّكرُ ممّنْ أنتَ مغنٍ فقرَه / خيرٌ إذا أحرزتَه من نائلِ
فلا تعرّضْ منك عِرْضاً أملساً / لخدشةِ اللُّوّامِ والقوائلِ
فليس فينا مقدمٌ كمُحجِمٍ / وليس منّا باذلٌ كباخِلِ
وما الغِنى إلّا حِبالاتُ الثَّنا / فاِنجُ إذا شئتَ من الحبائلِ
إلى متى أحملُ من ثِقْلِ الورى / ما لم يُطِقْه ظهرُ عَوْدٍ بازلِ
إنْ لم يزرني الهمُّ إصباحاً أتى / وَلم أعِره الشّوقَ في الأصائلِ
وكم مُقامٍ في عراصِ ذِلَّةٍ / وعَطَنٍ عن العَلاء سافلِ
وكم أظلُّ مُفَهقاً من الأذى / مُعَلَّلاً دهرِيَ بالأباطِلِ
كأنّني وقد كملتُ دونهمْ / رضِي بدون النَّصْفِ غيرُ كاملِ
محسودةٌ مضبوطةٌ ظواهري / لكنَّها مرحومةٌ دواخلي
كأنّني شِعبٌ جفاه قطرُه / أو منزلٌ أقفرُ غيرُ آهلِ
فقل لحسّادي أفيقوا فالّذي / أغضبكمْ منِّيَ غيرُ آفلِ
أنا الّذي فضحتُ قولاً مِصْقَعاً / مُقاولي وفي العُلا مطاولي
إنْ تبتنوا من العدا معاقلاً / فإنّ في ظلّ القنا معاقلي
لا تَستروا فضلِي الّذي أُوتيتُه / فالشّمسُ لا تحجبُ بالحوائلِ
فقد فررتمْ أبداً من سَطْوَتي / فرَّ القطا الكُدْرِ من الأجادلِ
ولا تذقْ أعينكم طعم الكرَى / وعندكم وفيكمُ طوائلي
تقوا الرّدى وحاذروا شرَّ الّذي / شبّ أُواري فَغَلَتْ مَراجلي
وجُنّ تيّارُ عُبابي واِشتَكتْ / خروقُ أسماعِكمُ صلاصلي
إنْ لم أطِرْ كمْ فَرَقاً تحملكمْ / نُكْبُ الأعاصير من القساطلِ
فلا أجبتُ من صريخٍ دعوةً / ولا أطعتُ يوم جودٍ سائلي
ولا أناخَ كُلُّ قومي كَلّهُمْ / في مَغْنَمٍ أو مَغْرَمٍ بكاهلي
وفي غدٍ تُبصرها مغيرةً / على المَوامِي كالنّعامِ الجافلِ
يخرجن من كلّ عجاجٍ كالدّجى / مثل الضّحى بالغُرَرِ السوائلِ
مَنْ يَرهنَّ قال مَن هذا الَّذي / سدّ المَلا بالنَّعَمِ المطافلِ
وفوقهنّ كلُّ مرهوبِ الشَّذا / يروي السّنانَ من دم الشّواكلِ
أبيضُ كالسّيف ولكنْ لم يعُجْ / صِقالُه على يمين صاقلِ
حيث ترى الموت الزُّؤام بالقنا / مستحبَ الأذيال والذَّلاذِلِ
وَالنَّقْعُ يغشى العينَ عن لِحاظها / والرَّكْضُ يرمي الأرضَ بالزَّلازِلِ
وبُزّتِ الأسلابُ أو تمَخّضَتْ / بلا تمامٍ بطنُ كلِّ حامِلِ
ولم يَجُزْ همُّ الفتى عن نفسه / وذُهِلَ الحيُّ عن العقائلِ
إنْ لم أنلْ في بابِلٍ مآربي / فلي إِذا ما شئتُ غيرُ بابِلِ
وإنْ أبِتْ في وطنٍ مُقَلْقَلاً / أبدلتُه بأَظهُرِ الرَّواحلِ
وإنْ تَضِقْ بي بلدةٌ واحدةٌ / فلم تضق في غيرها مَجاولي
وإنْ نبا عنّي خليلٌ وجفا / نَفَضتُ مِن ودّي له أناملي
خيرٌ من الخِصْبِ مع الذُّلِّ به / مَعَرَّسٌ على المكان الماحلِ
أرسلها ترعى أَلاءً ونَفَلْ
أرسلها ترعى أَلاءً ونَفَلْ / تامكةً بين الجبالِ كالجبلْ
حنّ لها نبتُ الخُزامى باللّوى / وشبّ حَوْذانُ العميم واِكتَهلْ
مِن يَعْمَلاتٍ ما وردن عن هوىً / ولم تَبِتْ مِن شلّها على وَجَلْ
كرائمٌ يبذلن للضّيف قِرىً / ودونهنّ البيضُ تدمى والأَسَلْ
يوسعْنَنَا الرَّسْلَ مقيمين وإنْ / سرنا فيوسعن الرّسيمَ والرَّمَلْ
كَمَلْن حتّى ما يُعَيَّرْن إذا / جدّ فخارٌ بسوى قربِ الأجلْ
قد قلتُ للسّارين يبغون العُلا / وربّ سارٍ عَمِيَتْ عنه السُّبُلْ
في مَهْمَهٍ مُلتَبسٍ أقطارُه / لو نَسَلَ الذّئب به صبحاً لَضلْ
يسترجف الطِّرْفَ إذا خبّ به / غبَّ السُّرى ريح النّعامى والشَّمَلْ
أمّوا بها مالكَ أملاكِ الورى / عمادَ هذا الدّين سلطانَ الدُّوَلْ
حيث تُرى الهامُ إليه سجّداً / وأرضُه معمورةٌ من القُبَلْ
والسُّؤْدُدُ الرَّغْدُ وأموالُ الغنى / تُهان في عِراصِهِ وتُبتَذَلْ
وَمَنبتُ الجود الّذي نُوّارُه / يُمطَرُ في كلّ صباحٍ ويُطَلْ
الثّابتُ العزمِ إذا طيشٌ هفا / والواجدُ الرّأي إذا الرّأي بَطَلْ
ذو فكرةٍ تُنير كلَّ ظلمةٍ / كأنّها جَذوة نارٍ تشتعلْ
ظَلْتَ بحرّ الحرب في عصابةٍ / يُحرّمون الطّعنَ إلّا في المُقَلْ
من كلّ سيّارٍ إلى الذّكرِ وإنْ / شتّتَ ذاك الذّكرُ شملاً أو قُبَلْ
كأنّه أَقنى على مَرْقَبةً / يُدمِي إذا ضمَّ وإنْ أُدْمِي نَشَلْ
حتّى حميتَ جانبَ الملكِ وقد / خِيف عليه ثَلَلٌ بعد ثَلَلْ
لَولا مداواتُك مِن أمراضهِ / بالضّربِ والطّعنِ جميعاً ما أبَلْ
كم صعبةٍ ركبتها معضلةٍ / تُطعمها الريثَ إذا أكدَى العَجَلْ
وطامحٍ بغير حقٍّ للعُلا / زحزحتَه عن التّراقي فنزَلْ
وجامحٍ إلى الهوى ومائلٍ / عن النُّهى رددتهَ عن المَيَلْ
أيُّ فتىً من قبل أنْ أرشدتَه / قعقع أبوابَ المعالي فدخَلْ
وأيُّ خرقٍ عَبَقَ الجود به / لم يُسألِ المعروفَ يوماً فبذَلْ
وَأَيُّ ماشٍ في مزلّاتِ الرّدى / جاز ولم يُخش عليه مِن زَلَلْ
وأين ما حُمّل ما حُمّلتَه / بين عظيمٍ وجسيمٍ فحملْ
مِن معشرٍ ما خُلقتْ إلّا لهمْ / أَسِرَّةُ الملكِ وتيجانُ الدُّوَلْ
ما وُلدوا إلّا وفي أيديهمُ / أزمّةُ الدَّوْلاتِ مِن عَقْدٍ وَحلْ
في حُلَلِ الملك لهمْ كاسيةً / أجسادَهمْ مَنْدوحةٌ عن الحُلَلْ
قد جاءني ما كنتَ تهديه على / شَحْطِ النّوى طوراً وفي قربِ النَّزَلْ
قولٌ وفعلٌ ألحقاني بالعُلا / والماءُ قَد يلحق غصّاً بالطُّوَلْ
فضّلتني على الورى وكلُّ مَنْ / فضّلته على الورى كلّاً فَضَلْ
وقلتَ ما حَلَّيْتَنِي الدّهَر به / وكم ثويتُ موسعاً من العَطَلْ
كَم لكَ عِندي نِعَمٌ فُتن المُنى / ولم تنهلنّ بُنيّاتُ الأَسَلْ
أرفلُ منهنّ وكم ماشٍ أرى / على الثّرى في مثلهنّ ما رَفَلْ
يا أيّها المالك منّي رِبْقَةً / أعيتْ على الشُّمِّ العرانين الأُوَلْ
كَم رامَ منّي بعضَ ما أجرَرْتُه / مَن مدّ ضَبْعَيه له فما وَصَلْ
أَيقَظتني على القريض بعدما / نكّب غاويه طريقي وعَدَلْ
وقال في مجدك إنْ كنتَ تفي / عقدتَ أنْ لا تقرضَ الشّعرَ فَحَلْ
فخذ كما أثَرْتَها قافيةً / كأنّما شيءٌ سواها لم يُقَلْ
نزّهتُها لمّا أردتُ سَوْقَها / إلى علاك من نسيبٍ وغَزَلْ
كأنّما هشّتْ وقد صِيغتْ بها / حَبُّ القلوب من سرورٍ وجَذَلْ
لا ملّك اللّهُ لنا غيرَكمُ / ولا نأى عزّكُمُ ولا اِنتقلْ
ودارُ ملكٍ أنتَ فيها لم تزلْ / مأهولةً من الوفود والخَوَلْ
ودرّتِ النُّعمى عليكمْ ثَرَّةً / ونلتموها عَلَلاً بعد نَهَلْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025