القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأَبِيوَرْدي الكل
المجموع : 3
يا طُرَّةَ الشّيحِ بسفْحِ عاقِلِ
يا طُرَّةَ الشّيحِ بسفْحِ عاقِلِ / كيفَ تُناجيكِ صَبا الأصائِلِ
لا خَطَرَ النَّعامُ فيكِ مَوْهِناً / يَريغُ تَوشيمَ الخِضابِ النّاصِلِ
وصافَحَتْكِ الرّيحُ حَسْرى والثّرى / مُرْتَضِعٌ دَرَّ الغَمامِ الهاطِلِ
فرُبَّ أعْرابيّةٍ نَشْوى الخُطا / تُقْلِقُ أثناءَ الوِشاحِ الجائِلِ
تَرمي حَواليكِ بأحْداقِ المَها / إذا ارْتَقَبْنَ غِرَّةَ الحَبائِلِ
وَيْحَ الهَوى كيفَ أصابَ لحْظُها / وقد أطاشَ أسْهُمي مَقاتِلي
أما كَفاها القَدُّ وهْوَ رامِحٌ / ألا تُراميني بطَرْفٍ نابِلِ
أصْغَتْ إِلى الواشينَ بعْدَ صَبْوَةٍ / أرُدُّ فيها لَغَطَ العَواذِلِ
فلَيْتَها أوْصَتْ بِنا خَيالَها / غَداةَ أبْدتْ صَفحةَ المُزايلِ
تَضحكُ منْ ذي ولَهٍ يَبكي الصِّبا / شَوْقاً إِلى أيّامِهِ القَلائِلِ
أيا أخا حَنظَلَةَ بنِ مالِكٍ / ناضِلْ عنِ الفِهْرِيِّ أُخْتَ وائِلِ
فالنَّثْرَةُ الحَصْداءُ لمْ تَسُنَّها / إلا على عَبْلِ الذِّراعِ باسِلِ
والثّأْرُ لا تَغْفُلُ عنهُ خِنْدِفٌ / فكيْفَ أغْضَيْتَ على الطّوائِلِ
إنْ لمْ أرَوِّعْ قَوْمَها بفِتْيَةٍ / يَمْشونَ مَشيَ الأُسْدِ بالمَناصِلِ
تَشُلُّهُمْ بأذْرُعٍ مَفْتولَةٍ / على الرِّقابِ في عُرا السّلاسِلِ
فما انْتَضَتْ أفْرى حُسامٍ للطُّلى / منْ خَيرِ جَفْنٍ ضمَّهُ قَوابِلي
وقد أرابَ والرّقيبُ هاجِعٌ / طُروقُها تَرفُلُ في الغَلائِلِ
مرّتْ بجَرْعاءِ الحِمى فعَطّرَتْ / أشباحَ أطْلالٍ بها نَواحِلِ
تَبغي كأنْضاءِ السّيوفِ فِتْيَةً / مُوَسَّدينَ أذْرُعَ الرّواحِلِ
فأرَّقَتْ أسْوانَ خاطَ جَفْنَهُ / كَرىً هوَ الصّهْباءُ في المَفاصِلِ
عَدِّ عنِ الطّيفِ فما أتى بهِ / حُلْمٌ جَنَتْهُ سَوْرَةُ البَلابِلِ
والشِّعْرُ في غَيرِ الإمامِ صادِرٌ / عنْ فِكَرٍ تعلّلَتْ بالباطِلِ
منْ مَعْشَرٍ شُمِّ الأنوفِ ذادَةٍ / بَيضِ الوجوهِ سادَةٍ أماثِلِ
دلّتْ على أعراقِهِمْ أفعالُهُمْ / والمَكْرُماتُ جمّةُ المَخائلِ
فطرّفوا عنِ العُلا بأذْرُعٍ / شابَتْ أسابيَّ دَمٍ بِنائِلِ
شنّوا على الأعْداءِ غاراتِهمْ / تَتْرى كوَلْغِ الأذْؤُبِ العَواسِلِ
وكم أناخُوا الحَربَ وهْيَ تَلْتَظي / على مُسِرِّ الضِّغْنِ بالكَلاكِلِ
وقد وفَوْا إذا ضمنوا يومَ الوَغى / رِيَّ القَنا للأَسْل النَّواهلِ
فهاشمٌ خيرُ بَني فِهْرٍ وهُمْ / خَيْرُ الوَرى وأشْرَفُ القَبائِلِ
لِلّهِ بَيْتٌ شَدَّ مِنْ أطْنابِهِ / رَكْزُ القَنا في ثُغَرِ القَنابِلِ
عَبدُ مَنافٍ ضُرِبَتْ أوْتادُهُ / على طُلى الأعْداءِ والكَواهِلِ
هلْ يَخفِضُ السّادِرُ منْ هَديرِهِ / فالمَجْدُ لا يَعْبَقُ بالأراذِلِ
كمْ يُلْقِحُ الآمالَ وهْيَ تَرْعَوي / إليهِ في أعقابِ جَدٍّ حائِلِ
يُمْسي إذا الليلُ ارْجَحَنَّ ظِلُّهُ / في شُغُلٍ عنِ الرُّقادِ شاغِلِ
وإنْ أضاءَ الصُّبْحُ زَرَّ صَدْرُهُ / على الجَوى مُرْتَعِدَ الخَصائِلِ
سيَخْطِرُ الآبي على شَكيمِهِ / منْ زُبَرِ الحَديدِ في الخَلاخِلِ
ودونَ ما يُعْلي إليهِ طَرْفَهُ / عَيْطاءُ تُدمي قَدَمَ المُساجِلِ
يا خَيْرَ مَنْ تَفترُّ كلَّ شارِقٍ / عَنْ ذِكْرِهِ ضَمائِرُ المَحافِلِ
جاءَكَ شَهْرُ اللهِ طَلْقَ المُجْتَلى / مُبارَكَ الأيّامِ واللّيائِلِ
يُهْدي لكَ الأجْرَ وتَقْريهِ الندىً / مِنْ نِعَمٍ مُتْرَعَةِ المَناهِلِ
فلْيَرْعَ حَوْذانَ الغُمَيْرِ هَجْمَةٌ / لِعامِرٍ طائِرَةُ النّسائِلِ
فَلي بأكْنافِ العِراقِ مَسْرَحٌ / رَحْبُ المندىً أرِجُ الخَمائِلِ
ومِنْحَةٌ ضافيَةٌ أرْمي بِها / طَرْفِيَ في إثْرِ الغَمامِ الوابِلِ
وأستَدِرُّ صَوْبَها بمِدْحَةٍ / تَغْرَى لَها الأسْنانُ بالأنامِلِ
غَرّاءُ لو ذابَتْ لَصاغَتِ الدُّمى / منها حُلى أجْبادِها العَواطِلِ
ولَوْ رَضِيتُ حَبَّرَتْ رُواتُها / بِها كَلامَ العَرَبِ الأوائِلِ
إيهاً فكمْ تُهْصَرُ أغْصانُ الضّالْ
إيهاً فكمْ تُهْصَرُ أغْصانُ الضّالْ / والعِيسُ يمْرَحْنَ بمُسْتَنِّ الآلْ
منْ كُلِّ فَتْلاءِ الذِّراعِ مِرْقالْ / يَفحَصْنَ أُدْحِيَّ الظّليمِ المِجْفالْ
مِيلِ الهَوادي ناحِلاتِ الأوْصالْ / كأنّها مَزمومَةٌ بالأصْلالْ
فهُنَّ أمْثالُ الحَنايا الأعْطالْ / بِها اهْتِزازاتُ الوَشيجِ العسّالْ
للحَدْوِ بالأهْزاجِ قبلَ الأرْمالْ / قدْ وشّجَتْ بالغَدَواتِ الآصالْ
بمَسْرَحِ العُفْرِ ومَرْعى الأوْعالْ / ارْمِ بِها والليلُ ضافي الأذْيالْ
منْ لَهواتِ الوادِ مَغْنىً مِحْلالْ / تَرْشُفُ دَرّاتِ الغَمامِ الهَطّالْ
حيثُ تَرودُ السّرَواتُ الأزْوالْ / ويَملأُ السّمْعَ زَئيرُ الرِّئبالْ
ويَسْحبُ الفارِسُ ذَيْلَ القَسْطالْ / صامَتْ حَوالَيهِ بَناتُ العَقّالْ
منْ كُلِّ وَضّاحِ المُحَيّا صَهّالْ / بَضيعُهُ خاظٍ وهادِيهِ عالْ
صافي الأديمِ مُسْتَنيرِ السِّرْبالْ / كأنّما رُشّ عليهِ الجرْيالْ
يُديرُ إمَّا هَزَّ عِطْفَيْ مُخْتالْ / مَكْحولَتَيْ ظَبْيٍ يُراعي أطْفالْ
أغْدو علَيهِ في فُتُوٍّ أقْيالْ / كالإبِلِ الجُرْبِ هَناهُنّ الطّالْ
والبِيضُ تَمشي راجِحاتِ الأكْفالْ / منْ كُلِّ بَلْهاءِ التّثَنّي مِكْسالْ
تُبْدي لأطْرافِ القَنا عنْ خَلْخالْ / والسَّمْهَريّاتُ بأيْدي أبْطالْ
تَميسُ في أطْرافِهِنَّ الآجالْ / يا حَبذا رَعْيُ المَطيِّ الأهْمالْ
إذا تَجاذَبْنَ فروعَ الأهْدالْ / تَكْرَعُ منْ رَشْحِ الحَيا في أوْشالْ
عُوجاً إِلى رَجْعِ الحُداءِ الجَلْجالْ / لا عِزَّ إلا لرُوَيْعِي أشْوالْ
لم يتطَرَّقْ عَرَصاتِ البُخّالْ / يَخْطِرُ في أثناءِ بُرْدٍ أسْمالْ
ولا يُناجي خَطَراتِ الآمالْ / فإنّ أطْواقَ الأيادي أغْلالْ
يا حاديَ الشَّدَنِيّاتِ المَطاريبِ
يا حاديَ الشَّدَنِيّاتِ المَطاريبِ / أناقِلٌ أنتَ أخْبارَ الأعاريبِ
ترفّعَتْ بكَ أو بي همّةٌ تَرَكَتْ / هذا الرُّدَيْنيَّ مَهْزوزَ الأنابيبِ
فعُجْ على خِيَمٍ لَفّتْ ولائِدُها / أطْنابَهُنَّ بأعْرافِ السّراحيبِ
واهاً للَيْلَتِنا بالجِزْعِ إذ طَرَقَتْ / عُفْرَ الأجارِعِ منْ بَطْحاءِ ملْحوبِ
والوائِليّونَ يَسْري في عُيونِهِمُ / كَرًى هوَ الغُنْجُ في لَحْظِ الرّعابيبِ
ولاحَ في الكِلّةِ الصّفْراءِ لي رَشأٌ / يَرْمي دُجَى الليلِ عنْ أجْفانِ مَرْعوبِ
طَرَقْتُهُ والنّجومُ الزُّهْرُ حائِرَةٌ / على مُطَهّمَةٍ جَرْداءَ يَعْبوبِ
وقد دنَتْ منهُ حتّى أوْدَعَتْ أرَجاً / أحْناءَ سَرْجي أفاوِيهٌ منَ الطّيبِ
وكادَ يَفْتِلُ إكْراماً لزائِرِهِ / عِذارَها منْ أثيثِ النّبْتِ غِرْبيبِ
لكنهُ سَتَرَ البَدْرَ المُنيرَ بهِ / حتى أجارَ مُحِبّاً صُدْغُ مَحْبوبِ
وقد أخَذْنا بأطرافِ الحَديثِ فكَمْ / دَمْعٍ على مَلْعَبِ الأطْواقِ مَسْكوبِ
واسْتُعْجِلَتْ قُبَلٌ مَرّتْ على شَبِمٍ / صافي القَرارَةِ بالصّهْباءِ مَقْطوبِ
إني لأدَّرِعُ اللّيلَ البَهيمَ ولا / أُليحُ منْ قَدَرٍ يأتيكَ مَجْلوبِ
وفيَّ منْ شِيَمِ الضِّرْغامِ جُرأَتُهُ / إذا أرابَتْكَ أخْلاقٌ منَ الذّيبِ
أُواصِلُ الخِشْفَ والغَيْرانُ مُرْتَقِبٌ / لا خَيْرَ في الوَصْلِ عِندي غَيْرَ مَرْقوبِ
ولا أُحالِفُ إلا كلَّ مُشْتَمِلٍ / على حُسامٍ منَ الأعْداءِ مَخْضوبِ
يَسْتَنْزِلُ المَوْتَ في إقدامِهِ طَرِباً / إِلى مَدىً يَدَعُ الشُّبّانَ كالشّيبِ
ويَستَجيشُ إذا ما خُطّةٌ عَرَضَتْ / رأياً يَشيعُ بأسْرارِ التّجاريبِ
منْ مَعْشَرٍ يَحْمَدُ العافي لِقاحَهُمُ / إذا امْتُدِرَّتْ أفاويقُ الأحاليبِ
أعداؤُهُمْ ومَطاياهُمْ على وَجَلٍ / فهُمْ أعادي رؤوسٍ أو عَراقيبِ
مَدَّ المُعاويُّ منْ أضْباعِهِمْ فلَهُمْ / عِزٌّ تَرَدَّوْا بهِ ضافي الجَلابيبِ
أبو عَليٍّ لهُ في خِندِفٍ شَرَفٌ / لَفَّ العُلا منهُ مَوْروثاً بمَكْسوبِ
على نُحورِ المُلوكِ الصِّيدِ مَنْشَؤُهُ / وفي الحُجورِ من البِيضِ المَناحيبِ
ذو هِمّةٍ تَرَكَتْ كَعْباً وأُسْرَتَهُ / بِغارِبٍ في مَراقي الفَخْرِ مَجْبوبِ
وشيمَةٍ فاحَ رَيّاها كما أَرِجَتْ / خَميلَةٌ وهْيَ نَشْوى منْ شآبيبِ
فأسْفَرَتْ عُقَبُ الأيّامِ عنْ مَثَلٍ / بهِ وإنْ رَغِمَ الطّائيُّ مَضْروبِ
لهُ أساليبُ منْ مَجْدٍ أبَرَّ بِها / على الوَرى والعُلا شتّى الأساليبِ
يهتَزُّ مِنْبَرُهُ عُجْباً بمَنْطِقِهِ / ترَنُّحَ الشَّرْبِ منْ سُكْرٍ وتَطْريبِ
وليسَ إنْ ثارَ في أثناءِ خُطْبَتِهِ / كالمُهْرِ يَخْلِطُ أُلْهوباً بأُلْهوبِ
لكنهُ يَمْلأ الأسْماعَ منْ كَلِمٍ / ضاحٍ على صَفَحاتِ الدّهْرِ مَكْتوبِ
والقارِحُ المُتَمَطّي في عُلالَتِهِ / يَشوبُ في الحُضْرِ تَصْعيداً بتَصْويبِ
يا بنَ الذينَ إذا ما أفْضَلُوا غَمَروا / عُفاتَهُمْ بعَطاءٍ غَيْرِ مَحْسوبِ
إنّي بمَدْحِكَ مُغْرًى غيْرُ مُلْتَفِتٍ / إِلى ندىً خَضِلِ الأنْواءِ مَطْلوبِ
وكَمْ يَدٍ لكَ لا تَخْفى أمائِرُها / ما هَيَّجَتْ عَرَبيّاً حَنّةُ النِّيبِ
وكيفَ أشْكُرُ نُعماكَ التي هَطلَتْ / بها يَمينُكَ وَطْفاءَ الأهاضيبِ
لا زِلْتَ تُلْقِحُ آمالاً وتُنْتِجُها / مَواهِبٌ يَمْتَريها كُلُّ مَحْروبِ
وتودِعُ الدّهْرَ منْ شِعْرٍ أحَبِّرُهُ / مَدائِحاً لم تُوَشَّحْ بالأكاذيبِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025