مَه لا تَلُم يا لائِمي صَبّاً هَلَك
مَه لا تَلُم يا لائِمي صَبّاً هَلَك / في حُبِّ فَتّاكٍ وَلَم يَخشَ دَرَك
دَع عَنكَ عَذلَ عاشِقٍ فُؤادُهُ / قَد سَدِكَ الوَجدُ بِهِ أَيَّ سَدَك
أَسبَلَ سِترَ سِرِّهِ حَتّى إِذا / عايَنَهُ اِستَعبَرَ شَوقاً فَاِنهَتَك
قَد أَخَذَ السَقامُ مِن أَعضائِهِ / لِضَعفِهِ أَضعافَ ما مِنهُ تَرَك
حارَ الوَرى فيهِ فَقالَ كُلُّهُم / هَل مَلِكٌ أَنتَ عَلَينا أَم مَلَك
قَد أَشبَهَت لِحاظُهُ سَيفَ صَلاحِ الد / دينِ في الفَتكِ بابرنسِ الكَرَك
قَلبي لِما دَلَّهُ طَرفيَ عَلى / طُرقِ الهَوى عادَ عَلَيهِ بِالدَّرَك
وَقالَ ذُق طَعمَ السُهادِ وَالبُكا / أَنتَ الَّذي أَوقَعتَني في ذا الشَرَك
مَن لِشجٍ عَلى القَتادِ جِسمُهُ / ثاوٍ وَلَو كانَ المَهادُ مِن فَنَك
إِن لَم يُجِرهُ المَلِكُ الظافِرُ مِن / سِحرِ العُيونِ البابِلِيّاتِ اِرتَبَك
مظفرَ الدينِ دُعاءَ مَن رَمى / كَلكَلَهُ الدَهرُ عَلَيهِ وَبَرَك
وَعَضَّهُ بِالدَّرَدِ الأَقوى وَأَل / قى بَركَهُ عَلَيهِ ظُلماً وَعَرَك
وَقَد رَجا إِنقاذَهُ مِن مَلِكٍ / يُغني إِذا أَعطى وَيُفني إِن فَتَك
لَو سَقَطت في البَحرِ مِن غَضبَتِهِ / شَرارَةٌ أَصبَحَ مِقلى لِلسَمَك
لَو بِسِهامِهِ رَمى عَن قَوسِهِ / دَلوَ السَماءِ صارَ لِلمَوتِ شَبَك
وَالأَسَدُ العُلوِيُّ لَو بارَزَهُ / هَوى عَلى الجَبهَةِ مَخلوعَ الحَنَك
يَخشى السِماكُ الرامِحُ اِطِّعانَهُ / فَهوَ أَسيرُ أَفكَلٍ لَيسَ يُفَك
وَتُرعدُ الجِبالُ مِن حَملَتِهِ / وَتَقشَعِرُّ الأَرضُ خَوفاً أَن تُدَك
هِمَّتُهُ تَعصِرُ تَحتَ رِجلِها / في الأُفقِ عُنقودَ الثُرَيّا المُنتَهَك
فَسَيفُهُ صاعِقَةٌ بِكَفِّهِ / لَم تَنجُ مِنهُ السابِغاتُ وَالشِكَك
طَعناتُهُ تَفتَحُ في أَقرانِهِ / نَهراً لِأَذوادِ الرَّدى فيهِ رَتَك
يَحفِرُ بِالدَّبُّوسِ مِن ضَربَتِهِ / لِلقِرنِ قَبراً في مَجالِ المَعتَرَك
كَأَنَّما القِنطارُ في راحَتِهِ / فَصٌّ بِكَفِّ لاعِبٍ دوشيش يَك
مُتَّقِدُ الجَبينِ كَالشَمسِ يُجَل / لي ضَوؤهُ اللَيلَ البَهيجَ ذا الحَلَك
ذو هِمَمٍ مالِئَةٍ فُؤادَهُ / يَضيقُ عَن أَقَلِّها قَلبُ الفَلَك
شادَ سَماءَ المُلكِ حَتّى اِرتَفَعَت / عَنِ السِماكين سَناءً وَسَمَك
وَفَرَّقَ الأَموالَ بِالهِباتِ فَال / تَفَّ عَلَيهِ عيصُ مُلكٍ وَاِشتَبَك
فَمالُهُ مُشتَرَكٌ بِجودِهِ / وَجودُهُ في الناسِ غَيرُ مُشتَرَك
واهاً لَهُ مُقتَبِلاً شَبابُهُ / تَدبيرُهُ تَدبيرُ كَهلٍ ذي حُنَك
فَهوَ ضَليعٌ بِأُمورِ المُلكِ نَه / هاضٌ بِها حَقّاً يَقيناً غَيرَ شَك
يُفَرِّجُ الهُمومَ حَدُّ عَزمِهِ ال / ماضي إِذا ما الأَمرُ بِالأَمرِ التَبك
فَالنَّصرُ وَالفَتحُ قريناً جَيشه / عَلى العِدا أَنّى تَوَخّى وَسَلَك
لو شاءَ صادَ اللَيثَ بِالثَعلَبِ فَال / لَيثُ لَدَيهِ المستَرَقُّ المُشتَرَك
تَخشى الشَواهينُ سُطا حَمامِهِ / فَهوَ الأَكَرُّ وَالشَواهينُ الأَرَك
يُستَنزَرُ الكَوثَرُ عِندَ جودِهِ / وَعِندَ لُطفِ روحِهِ طوبى حَسَك
بِالخَضرِ اِخضَرَّت رِياضُ العَيشِ وَاخ / ضَلَّت فَفاضَت بَركاتٌ وَبِرَك
سالِمهُ تَسلَم لا تُحارِبهُ تَطُح / فَإِنَّهُ عَضبٌ مَتى هُزَّ بَتَك
أَيمِن بِهِ مِن مَلِكٍ مُظَفَّرٍ / طالَ سَنامُ المُلكِ مِنهُ وَتَمَك
فَبِاِسمِهِ يُستَهزَمِ الجَيشُ وَرا / ءَ الصِينِ وَهوَ وادِعٌ في بَعلبَك
لِشَنِّ غاراتِ العُفاةِ مالُهُ / مُنتَهَبٌ وَالعِرضُ غَيرُ مُنتَهَك
يا آلَ أَيّوبَ لَأَنتُم مَعشَرٌ / تُلغونَ في العَليا السُكونَ لِلحَرَك
في مَدحِكُم درّ لِكُلِّ شاعِرٍ / درُّ الكَلامِ بِالمَعاني وَحشَك
فَكُلُّ مَدحٍ في سِواكُم يا بَني / أَيّوبَ في المُلوكِ زورٌ مُؤتَفَك
أَسماؤُكُم أَحسَنُ ما زِينَت بِها / البيضُ أَو الصُفرُ فَلاحَت في السِكَك
فَلا خَلَت مَنابِرُ الإِسلامِ مِن / ها ما دَعا اللَهُ حَنيفٌ وَنَسَك
يا أَيُّها المَلكُ الَّذي يَرى اِدِّخا / رَ الحَمدِ في زَمانِهِ خَير البَرَك
فُقتَ مُلوكَ الإِنسِ بِالعَزمِ وَقَد / ذلَّت مُلوكُ الجِنِّ بِالتَعزيمِ لَك
خُذ مِدحَةً مِن عالِمٍ مُفَوَّهٍ / أَلفاظُهُ حائِدَةٌ عَنِ الرَّكَك
أَشعارُهُ قائِلَةٌ في دَهرِهِ / هَل يَستَوي الحُصنُ العِتاقُ وَالرَّمَك
لَيسَ ثَناءُ مِثلِهِ مُطَّرَحاً / وَقَصدُ مَولانا فَغَيرُ مُتَّرَك
إِن كانَ قَد قَصَّرَ في مَديحِهِ / فَما عَلى الجاهِدِ إِلّا ما مَلَك
شَمسُ نَهارِنا وَبَدرُ لَيلِنا / مِن نورِهِ نَسبَحُ في كُلِّ فَلَك
عِش عُمرَ نوحٍ مالِكاً في الدَهرِ ما / كانَ سُلَيمانُ بنُ داوودَ مَلَك
هُنِّئتَ عاماً عَقدُهُ صُدورُ حُس / سَادِكَ مِما حَلَّ فيهِنَّ وَحَك
فَالأَولِياءُ ضاحِكونَ كُلُّهُم / فيهِ سُروراً وَأَعاديكَ ضُحَك
بَقِيتَ لِلمُلكِ بَقاء لَم نَشُك / كَ أَنَّهُ بِصَرفِ دَهرٍ لَم يُشَك
بِالمُصطَفى مَدينَةِ العِلمِ وَبا / بِها وَأَصحابِ العَوالي وَفَدَك