يا هذهِ لا تنطِقي
يا هذهِ لا تنطِقي / بسَّكِ لا تُنَقْنِقي
أما علمتِ أنّني / أصبحتُ شيخَ الحُمُقِ
أصبحتُ صبّاً هائماً / بثوبيَ المزوَّقِ
فطبّلي من بعدِ ذا / إن شئتِ أو فبوّقي
وأرْعدي من غضَبٍ / عليَّ أو فأبْرِقي
ودفّفي وبعدَ ذا / فإنْ أردتِ صفّقي
أنا الذي فقتُ الوَرى / من قبلِ لبسِ البَخْنقِ
أنا الذي طُفْتُ بلا / دَ الغربِ ثم المشرِقِ
أنا الذي يا إخوتي / أحِبُّ أكلَ الفُسْتِقِ
والتينِ والجوزِ مع ال / فانيدِ ثم البُندُقِ
يا هذه تعطّفي / وتوقّفي ترفّقي
أمّا أما أمّا أما / آن لنا أن نلتقي
في جو سقٍ مرتفع / ناهيكِهِ من جوْسَقِ
ها فانْظُري وجهَ هلا / لِ الفطرِ فوقَ الأفُقِ
كزورقٍ من ذهبٍ / أكرمْ به من زورقِ
والماءُ في النهرِ غدا / مثلَ الحَسامِ الأزرقِ
كذاك لونُ الأقحوا / نِ مثلُ لونِ الزئبَقِ
والوردُ كالخدِّ كما ال / نرجسُ مثلُ الحدَقِ
ويلاهُ من مُهَفْهَفٍ / ممَنطَقٍ مُقَرطَقِ
ذي وجنةِ أسيلةٍ / محمّرةٍ كالشَفَقِ
وشعرةٍ مسودّةٍ / مثلُ اسودادِ الغسَقِ
وقامةٍ تميسُ كال / غُصْنِ الرطيبِ المُورقِ
يا حُسنَه يختالُ في / ذاك القَباءِ الأزرقِ
يا هذه لمّا بَدا / على الحِصانِ الأبلَقِ
فشمّر الكُمَ الى / دَورينِ رأسَ المِرْفَقِ
ورامَ أن يقفزَ بال / أبلقِ عرْضَ الخندَقِ
عُلّقْتُه وصرتُ منْ / فرطِ الهَوى في قلَقِ
إيهٍ ومن وجدي بهِ / أُمسِكُهُ في الطُرُقِ
ولا أخافُ عاذلاً / يعذلني في حُرَقي
ولستُ بالصبِّ الذي / قولَ الوشاةِ يتّقي
يا عاذلي دع عذَلي / فليتني لم أُخْلَقِ
فالناسُ لا شكّ إذاً / منهُم سعيدٌ وشَقي
أما السعيدُ فالإما / مُ الحافظُ البرّ التّقي
وكلّ مَنْ يحسِدُه / فهو مدى الدهرِ الشّقي