المجموع : 6
فاجتزت في طَريقي
فاجتزت في طَريقي / بِزهرٍ أَنيق
وَرَوضَة أَريضه / طَويلة عَريضه
طُيورها صَوادِح / ظِباؤُها سَوارح
وَطائِر في شجره / لَيسَ يِمس الثمَره
كَأَنَّهُ مُفكر / أَو والهٌ محيرُ
أَو عاشق أَو ثاكل / أَو أَبله أَو غافل
لأَنَّهُ مَشغول / وَعَقلَهُ مَعقول
يَنظُر في الآفاق / تلفت المُشتاق
كَأَنَّهُ مُنتَظر / زِيارة أَو حذر
فَأقبَلَت غَزاله / في حُسنِها مُحتاله
فَربضت قَريبا / وَاِنتَصَبَت خَطيبا
مَن لَك بالصدوق
مَن لَك بالصدوق / وَحافظ الحُقوق
لا البشر وَالمداهنه / وَاللطف وَالمُحاسنه
لا تَغتَرر بِظاهر / وَحسن بشر باهر
وَأعطهم كَذاكا / تملك بِهِ أَعداكا
صاحبهم عَلى وَجَل / مِن شَرهم تكفى الزلل
إِياكَ وَالمُباسَطه / وَكَثرة المُخالَطه
لِكُل عقد واسطه / لكل عقد ناشطه
احذر عَلى التحقيق / عَداوة الصديق
امنحه كُل بَرَكه / وَامنعه كُل شركه
ما أَحسَن التوفيقا / ما أَعدم الصديقا
أَشبع إِذا أطعمتا / أسجح إِذا ملكتا
قُل للأَنام حسنا / تَبن بِذاكَ رُكنا
لا تكثر الشكايه / فَإِنَّها جِنايه
لا تصحبن ذا ريبه / وَخلة معيبه
إِذا استشرت فَاِنصح / إِذا سُئلت فَاسمح
العَفو عِندَ القُدرة / شكر لحسن النصره
لا تقنعن بالدون / فَذاكَ أَصل الهون
إِذا جَهلت فَاِسأل / إِذا سئلت فَاِبذل
لا تَبخلن بِفائِده / فَهِيَ عَلَيك عائِده
لِكُل نار قادح / لِكُل بئر نازح
لكل شيء موضع / لكل صنع مصنع
ما لك عِند الشده / مثل الجَميل عده
مَوَدة الصديق / تظهر في المَضيق
خَير الحَياة ما صَفا / خَير الطعام ما كَفى
خَير الصديق مَن وَفى / خَير الوَرى مَن أَنصَفا
بَعض الأناة عَجز / بَعض السؤال لَمز
بَعض الولاد ثكل / منّ اللئيم غل
الحزم في المشاورة / العزم في المبادرة
الحَزم ثُم العَزم / كُل وَضيع يَسمو
نعم المهاد الأمن / بيع الصديق غبن
الصبر في الشدائد / مِن شيم الأَماجد
شَر السجايا الحرص / فَضل اللئيم نَقص
مَن خالَف الطبيبا / رَأى القَضا قَريبا
بَعض الحَياة مَوت / بَعض النجاح فَوت
كُل أَديب ممتحن / وَكُل قَلب ذو شجن
المكر وَالخَديعه / مِن نَكد الطبيعه
المُستَشار مؤتمن / ما للذي تَهوى ثَمَن
إِلا زَمان صدقه
إِلا زَمان صدقه / ذي الهمم الموفقه
يا مخجل السحاب / بجوده السكاب
يا ذا العُلا وَالجود / وَالبَذل بِالمَوجود
وَملك الزمان / وَصاحب القرآن
وَواهب الأُلوف / وَخارق الصفوف
وَمَعمل الصفاح / وَظالم الرماح
يا ذا العَطايا الشامِله / يا ذا القَضايا العادِله
يا ذا السجايا الزاكيه / يا ذا المَساعي الهادِيه
يا ذا الفخار السامي / يا ذا النوال الهامي
يا ذا البَنان الواكفه / يا ذا الظلال الوارِفه
لَولاك ماتَ الفَضل / لَولاك عَم الأزل
لَولاك ماتَ الناس / لَولاك عَم الباس
لَولاك لَم يرع الأَدب / لَولاك لَم تحم العَرَب
لَولاك غاض الجود / وَاِحتقر الوفود
لولاك ما كان كَرم / لَولاك لَم ترع الذمم
لَولاك جار الدهر / لَولاك ماتَ الحر
لَولاك خاب الآمل / لولاك رَد السائل
لَولاك لَم يصدق طَمع / لولاك ذمت النجع
بَقيت مَحسود النعم / وَدُمت مَنصور العلم
من الليالي في حرم / ما لاح نجم وَنجم
تَبقى عَلى الأَيام / مؤيد الأَعلام
في دَولَةٍ مخلده / وَنعمة مجدده
لو أُعطيَ الدّستُ لِسانا فنطَق
لو أُعطيَ الدّستُ لِسانا فنطَق / لقال تاجُ الملكِ بي منك أحق
الآن قرَّت عينهُ ولم تزل / مقسومةً بين البكاءِ والأرقَ
بعَودِ مولانا وهل من نعمةٍ / أكثرُ من خلاصهِ مما طَرَق
جلا ظلامَ الخطبِ نورُ رأيهِ / ووجهه كما جلا البدرُ الغَسَق
وكان في بحرِ الخطوبِ عائما / لا يختَشي كالدّرّ لا يخشى الغَرقَ
كأنّه الدينارُ في النارِ إذا / زادت لَظىً زادَ صفاءً وبَرَق
والعودُ بالإحراقِ يبدو عَرفُه / والمِسك أذكى عبَقا إذا سُحِق
والسيفُ لولا مِدوَسُ الصيقلِ ما / جّذَّ الرقابَ حدُّه ولا ذَلَق
ما كان حبساً ذاكَ بل صِيانة / والصَّونُ للشيِ النَفيسِ مُستَحق
أمُنكرٌ صَونَ الضلوعِ القلبَ أم / مُستبدَعٌ صَونُ الجفونِ للحدَق
لولا سِرارُ البدرِ ما تمَّ فهل / يُؤيَسُ من تمامه إذا امّحَق
وقد يُصانُ السيفُ بالغمدِ وقد / يَغيبُ عُلويُّ النجومِ في الشفق
لو أُعطيَ الدّسْتُ لساناً فنطقْ
لو أُعطيَ الدّسْتُ لساناً فنطقْ / لقال: تاجُ الملكِ بي منكم أحقّ
الآن قرّت عينُه ولم تزلْ / مقسومةً بين البكاءِ والأرَقْ
بعَودِ مولانا وهل من نعمة / أكثرُ من خلاصِه مما طرَقْ
جلا ظلامَ الخطْبِ نورُ رأيِه / ووجهه كما جلا البدرُ الغسَقْ
وكان في بحر الخطوب عائماً / لا يختشي كالدُرِّ لا يخشى الغرَقْ
كأنّه الدينارُ في النار إذا / زادت لظىً زادَ صفاءً وبرَقْ
والعودُ بالإحراق يبدو عرْفُه / والمسكُ أذكى عبَقاً إذا سُحِقْ
والسيفُ لولا مِدوسُ الصّيقلِ ما / جذّ الرِّقابَ حدُّهُ ولا ذلِقْ
ما كان حبساً ذاك بل صيانةً / والصّونُ للشيء النّفيسِ مستحقّ
أمنكَرٌ صونُ الضّلوع القلبَ أم / مستبدَعٌ صونُ الجفونِ للحدَقْ
لولا سرارُ البدرِ ما تمّ فهل / يؤيسُ من تمامه إذا امّحقْ
وقد يُصانُ السّيفُ بالغِمدِ وقد / يغيبُ عُلويُّ النّجومِ في الشّفقْ
فكان في بحر الخطوب عائما
فكان في بحر الخطوب عائما / لا يختشي كالدرّ لا يخشى الغرق
كأنّه الدينار في النار إذا / زادت لظى زاد صفاء وبرق
والعود بالإحراق يبدو عرفه / والمسك أذكى عبقا إذا انسحق
ما كان حبسا ذاك بل صيانة / والصّون للشيء النفيس مستحق
أمنكر صون الضلوع القلب أم / مستبدع صون الجفون للحدق
لولا سرار البدر ما تمّ فهل / يؤيس من تمامه إذا امتحق
وقد يصان السيف بالغمد وقد / يغيب علويّ النجوم في الشّفق
كالكوكب العلويّ لا يضرّه / حوادث الجوّ وإن قيل اخترق