القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مِهْيار الدَّيْلمِي الكل
المجموع : 4
دَرَّ لها خِلفُ الغمام فسقَى
دَرَّ لها خِلفُ الغمام فسقَى / ومدَّ من ظلٍّ عليها ما وقَى
ورابها ليلُ جُمادى أن تَرى / من لهب الجوزاء يوماً محرِقا
فنهضَتْ بسُوقها ودرَجتْ / كَهلاً أثيثاً ومَعيناً غَدَقا
حتّى تخيلت رباها حُوِّلتْ / بالخصب غُدْراً وحَصاها وَرَقا
لو جاء يُعطي خبراً عن جنةٍ / رائدُها راعيَها لصدَقا
خضنا بألحاظِ العيون طُرُقا / منها وأخفافِ المطيّ طُرُقا
ملجَمَةٌ تركب من دهمائها / على مَتاعٍ من ضحاها غَسَقا
تحبِسنا صدورُها والحبُّ في / أعجازها يجذُب مَن تعلَّقا
كلّ فتىً يَخلُفُ وجهَ شمسِها / غاربُه حتى يعودَ المَشرِقا
إذا المطايا لجأتْ ببوعها / إلى الوريد دعدعوها العَنقا
تعسّفاً حتى يُنَقِّي سوقَها / طلابُها أيّامَها على النَّقا
تغنَّ بالجرعاء يا سائقَها / فإن ونت شيئاً فزدها الأبرقا
واغنَ عن السياطِ في أرجوزة / بحاجرٍ ترى السهامَ المُرَّقا
واستقبل الريح الصَّبا بخُطمِها / تجدْ سُرىً ما وجدتْ منطلَقا
إنّ لها عند الحمى وأهلهِ / إنْ حَمَلتْ لَعَلَقاً وَعُلَقا
والجانب الممنوع من وادي الغضا / هنَّأَ ما نقَّبَ أو ما عرَقا
كم بالغضا يا زفرتي على الغضا / من شافع رُدَّ وعهدٍ سرِقا
ونظرةٍ للّه منها حكمُهُ / يومَ تخاصِمُ القلوبُ الحدَقا
وطارحٍ للنَّكثِ يَثني حبلَه / حتى يكونَ الرُّمَّةَ الممزَّقا
قد حبسوا ظبيةَ هلّا حبسوا / دمعاً إلى ذكرتها مستبِقا
وبردَ الليلُ على ما لفّقوا / لكنهم لا يُبرِدون الحُرَقا
أما وكان قسماً أَبَرُّه / والظَّلمِ ما أشمَّ أو ما ذوّقا
والبانِ يحنو هذه لهذه / بالجيدِ حتى دَنَيا فاعتنقا
وما سرى بين الغرار والكرى / طيفٌ لها ردَّ الظلامَ فَلَقا
خطْفَ القلوب ثمّ طارت شُعَباً / أضغاثُه عنّي وطاحت شُقَقا
فقمت أجلو لَبسَ طرفي ويدي / أنفض رحلي وأقصُّ الطّرُقا
ثم وهمت أن بدراً زارني / فبتّ لا أسألُ إلا الأفقا
لقد مشى الواشي على سمعي بها / في ضيّق الفجّ زليقِ المرتقَى
شأنَك لا يُبري الجوى إلا الذي / أدوَى ولا يفرِي سوى من خلَقا
قد عوّذوا وعقدوا تمائمي / وأنقع السلوةَ راقٍ وسقى
وما يعود الحولُ إلا عادني / منها مسيسٌ لا يُحَلُّ بالرُّقى
وليلةٍ والحيّ بعدُ لم يخف / أعينهم ولا الغيورَ المشفِقا
واللامزُ المرتابُ سلْمٌ صدرُه / وجارةُ البيت التي لا تتَّقى
قِسمتُها شكلان من وصالها / وعتبها بين النعيم والشقا
ثم افترقنا ومعي وثيقةٌ / تُقرِب ما بين الفراق واللقا
يا صاحبي وقولةٍ مصميَةٍ / لا تفتح الألسنُ منها مُغلَقا
يغنى اللهاةَ رفعُها وخفضُها / حتى يقال غَلِطا أو سرِقا
ترى البليغ حولها مجمجِماً / يومَ تراه الأشدقَ المنطَّقا
من أمّهات الفضل إما نُثرت / أو نُظمت كانت لجوجاً عنقا
ركبتُها أقتحم النادي بها / جامحةً تفوت بي أن أُلحَقا
تضحك بالمُجرَى معي يريدها / ضِحْك الصَّنَاع بيمين أخرقا
من اللواتي تستصبُّ نحوها / نفسُ الوقور أو يكونَ الأنزقا
لو راودت أشمطَ وفَّى مِئَةً / يشتو بقدس ويصيف الأبلقا
يعتجر الشَّملةَ حيطاناً إذا / قَرَّ ويحتشُّ إذا ما استرزقا
أهوى لها يأخذ من عاجلها / أوبقه آجلها ما أوبقا
حملتُ عنها حرّةً كريمةً / لو أُلصق العارُ بها ما لصِقا
وصاحبٍ كالغُلّ بات منكبي / من رِبقة الودّ به مطوَّقا
يكرع مني في نميرٍ سلسلٍ / وأستقيه مملِحاً مرنَّقا
أرمُّ من أخلاقه ملوّناً / يصبغ لي في كلّ يومٍ خُلُقا
تكثَّرتْ بعددٍ من أُسرتي / نفسي فأصبحتُ المقلَّ المملِقا
وطوّفَتْ تسأل في قبائلٍ / غريبةٍ أين تكون الأصدِقا
فما رأت إلا النِّفاق مُسدَلاً / على المودّات وإلا الملَقا
شمتُ الأنام خلَّباً إلا فتَىً / من قيصرٍ أمطرَ لما برقا
أفرَقَ رأسُ الدهر من جنونِه / به وصحّ رأيُهُ وحُقِّقا
غنِيتُ منه بأخٍ فدؤاه / كلُّ أخٍ أصبحتُ منه مخفقا
وملئتْ كفّي به وأفضلت / جوهرةً أمَّ شُفوفٍ ونقا
باع بها الغوّاصُ ذاتَ نفسهِ / مغامراً لحبّها معمِّقا
يهوِي به الفقر ومن شعارِهِ / إما الغنى رَبَّ وإما الغرَقا
ومجَّه البحرُ فلو أبصرتهُ / بها مُضيّاً ولها معتنقا
ترى الحصى والرملَ في يمينه / كيف انتحى عيناً بها وورِقا
كرهتُ في المختار كلَّ حاسد / يحسَب في اجتماعنا التفرُّقا
وبعتُ خُلاني به بيعَ فتىً / يعلم أنّ الربح حيث صُفِقا
عرّفنيه خُبرتي بغيره / من جرّب الناسَ درى وحذَقا
وصحّ لي بعدَ رجالٍ مرِضوا / وكثرةُ التيه تريك الطُرُقا
ظنَّ غُلُوّي فيك قومٌ سَرَفاً / وفرطَ مدحي زُخرفاً مختلَقا
وزاد حتى لن يقولوا حاضرٌ / ودّ فقالوا بدويٌّ عشِقا
ولو رآك مَن رأى بنظري / وخُبرتي قال بليغٌ صدَقا
جاء بك الدهرُ على شرائطي / تحفةَ عمدٍ لا على ما اتفقا
رأيا له القرطاسُ والسهمُ سوا / وراحةً في المحل تجري دفَقا
وسامراً والنار قد أخمدها / ربُّ المئين وجفاناً فُهَّقا
وخلقاً إذا غضبتَ واسعاً / وعُذُراً إذا وهبت ضيقا
وجانباً في الودّ ظلَّاً بارداً / ردَّ إلى الودّ فؤاداً معتَقا
رشتَ جَناحي والتحمت معرِقاً / زَورِيَ حتى طرتَ بي محلِّقا
فتحتَ عيناً في العلا بصيرةً / حتى رأيتَ غايتي مدقِّقا
ودلَّك المجدُ على فضيلتي / دلالةً كنتَ لها موفَّقا
لم تك في الإيمان لي مقلِّداً / ولم يكن يُسرُك بي تخلُّقا
أنت إذا الدهر رمى شاكلتي / دِرعي وأنت مُنذِري إن فوَّقا
ما غمَّضت عنّيَ عينُ حاجةٍ / فارتادها طرفك إلا رمقا
وقمتَ في آثارها مجلِّياً / بعثَ القنيصِ المضرحيَّ الأزرقا
فلا تُصبْني فيك عينُ حاسدٍ / له القذَى محدِّقاً ومطرِقا
ولا تَنَلْك الحادثاتُ بيدٍ / حتى تشلَّ ساعداً ومِرفَقا
ونهضَتْ عنّي بما أوليته / رواحلُ الشعر تجوب الأفقا
ثقائلاً يسوقها خفائفاً / على الوجى لا تطمئن قلقا
رافعةً واضعةً أعناقَها / يوماً ويوماً مغرِباً ومشرِقا
إن ظمئت فالشمسُ ولعابها / أو سغبت جرت تداري الرمَقا
تحملُ كلَّ مستعادٍ ذكرها / عمَّ البلادَ صيتُها وطبَّقا
هي العذارى البيض لم تلق لها / مبتكراً غيري ولا مستطرِقا
إذا أقامت رُشفتْ أو ظعنت / تفُتْ على الأفواه نشراً عبِقا
إذا الكلام نُسبت أصولُه / كانت أصولاً والكلامُ أسؤقا
أو طُرحَ الشعر فماتَ فجأةً / بقين ما طال وما طاب البقا
يَنُصُّ شيطانُ القريضِ سمعَه / مرتقياً في جوّها مسترِقا
لطائم سوائرٌ إذا غدا / ذكرُك في أعجازِها معلَّقا
تعلَّقت باسمك حتّى خرقتْ / بك السماءَ طَبقاً فطَبقا
تربّعتْ بين العذيب فالنقا
تربّعتْ بين العذيب فالنقا / مرعىً أثيثاً ومَعيناً غَدَقا
وبُدِّلتْ من زفراتِ عالجٍ / ظلائلاً من الحمى وورَقا
ترتع فيه مرِحاتٍ بُدُناً / كما اشتهت ربيقةً أن تُطلَقا
فدبّ فيها الخصبُ حتى رجعتْ / سدائساً بُزْلاً وكانت حِقَقا
فكلّما تزجرها حداتُها / رعى الحمى ربُّ الغمام وسقى
وإنما ذاك لينفُضنَ لنا / إلى ديار الظاعنين الطُّرُقا
حواملاً منا هموماً ثقُلتْ / وأنفساً لم تبق إلا رَمقا
يحملننا وإن عزين قصَباً / وإن دمين أذرعاً وأسؤقا
واصلةً ومَن يردُّ جنبَهُ / عن ليلها وإن سئمن العَرَقا
خلن لها فَلْجاً فخلنا وقعَها / في آلِهِ وهي طوافٍ عَرَقا
نواصلاً من غمرةٍ في غَمرةٍ / لا يعلق السيلُ بها تدفُّقا
دام عليها الليلُ حتى أصبحتْ / تحسَب فجرَ ذات عرقٍ شَفقا
ومَن لها ومَن لنا يُخبرنا / عن ظبياتِ عاقلٍ أن يصدُقا
وعن قلوبٍ رحن في قبابها / لو نضح الماء عليها احترقا
يا حبّذا المُعرضُ عن سلامنا / برامةٍ سالفةً وعنقا
وحبّذا حي إذا شنّوا الوغى / شاموا السيوفَ واستسلوا الحدَقا
ورامياتٍ لا يؤدّين دماً / ولا يبالين أسال أم رقا
وقفن صفّاً فرأين شَرَكاً / من القلوب فرمَين طلَقا
ولا ومَن كنّ الردى بأمرهِ / لولا القلوبُ لم يجدنَ مَرشَقا
من راكبٌ تحمله إلى الهوى / أختُ الهواء نزوةً وقلَقا
عرِّج على الوادي فقل عن كبدي / للبان ما شئت الجوى والحُرَقا
واحجر على عينيك حفظاً أن ترى / غصنين منه دَنَيا فاعتنقا
فطالما استظللتُه مصطبحاً / سلافةَ العيش به مغتبِقا
أيّامَ لي على المها بلِمَّتي / إمارةٌ أُرجَى لها وأُتّقَى
وفي يدي من القلوب حبُّها / أملكها صبابةً وعُلَقا
والبينُ ما استنبح لي كلباً ولا اس / تنعب في شملي غراباً أحمقا
وشرب جارتي مِنىً ومشربي / من منهل إما صفا أو رنقا
أمشي وقد رصعنني بأعين / تكحلهنّ أُشُراً ورونقا
فاليومَ بقَّى العيشُ لي قذاتَه / وارتجع الشعشاعةَ المصفَّقا
لا جار إلا أن تكون ظبيةٌ / ولا ديارَ أو تكون الأبرقا
لا وأبي خنساء أو رقادها / على النوى وقد فنيتُ أرقا
ما سهري ببابلٍ ونومُها / بحاجرٍ إلا النعيمُ والشقا
وليلةٍ من التِّمام جئتها / أساير النجمَ وأحدو الغسَقا
تمطُلُ عيني أن ترى من فجرها / بين السواد أبيضاً وأزرقا
ضلّت بها البيضاءُ عن طريقها / فلم تجد بعد الغروب مشرِقا
سريتها مستأنساً بوَحدتي / وطالبُ العز قليلُ الرُّفَقَا
وطارق على الكلالِ زارني / بعد الهدوء وبخيرٍ طَرقا
يُهدي من الكوفة لي تحيةً / ذكيةً تملأ رحلي عبَقَا
فضمّنت سوادَها صحيفةٌ / ردت سوادَ النِّقْسِ فيها يققا
من الزكيّ طينةً ودوحةً / وثمراً وخِلقةً وخُلُقا
معرفة وافق معناها اسمها / كالسيف ألفى مفصلاً فطبَّقا
وبعضهم ملقّب أكذوبة / لا صادق المعنى ولا متّفقا
فقع بكوفان فقل لبدرها / إن بلَّغتك العيسُ ذاك الأفُقا
يا خير من حُلَّت على أبوابه / حُبَى الوفود جُمَعاً وفِرقَا
وخيرَ من طافَ ولبَّى وسعى / وعبَّ في بئر الحطيم وسقى
وانتظموا المجد نبيّاً صادعاً / بالمعجزات وإماماً صدَقا
وابن الذين بصَّروا من العمى / وفتحوا باب الرشاد المغلَقا
مناسكُ الناس لكم وعندكم / جزاءُ من أسرف أو من اتقى
والوحيُ والأملاكُ في أبياتكم / مختلفان مهبِطا ومُرتَقى
لا يملك الناسُ عليكم إمرةً / كنتم ملوكاً والأنامُ سُوَقا
في جِدّة الدهر وفي شبابه / وحين شاب عمرُه وأخلَقا
مجداً إلهيّاً توخَّاكم به / ربُّ العلا وشَرفاً محلِّقا
أربقتُمُ بالدين قوماً ألحدوا / فيكم وعن قوم حللتم رِبَقا
وأمَّنَ اللّه بكم عبادَه / حتى حماكم بيتَه المطوَّقا
ليس المسيحُ يومَ أحيا ميِّتاً / ولا الكليمُ يومَ خرّ صعِقا
ببالغَيْنِ ما بنى أبوكُمُ / وإن هما تقدَّما وسبقا
وراكب الريح سليمان لو اب / تغاكُمُ في ظهرها ما لحقا
ولا أبوه ناسجاً أدراعه / مضاعفاً سرودَها والحلَقا
فضلتموه ولكلٍّ فضلُهُ / فضيلةَ الرأسِ المطا والعنُقا
ومنكُمُ مكلِّم الثعبان وال / عابر والموتُ يراه الخندَقا
ومؤثر الضيف بزادِ أهله / وصاحبُ الخاتَمِ إذ تصدَّقا
وكلُّ مهديّ له معجزة / باهرةٌ بها الكتابُ نطقا
من استقام مَيلُه إليكُمُ / فاز ومن حرّف عنكم أوبِقا
كنت ابنه سيفاً حماماً ويداً / غيثاً زكياً وجبيناً فلَقا
وأنّ غصناً أنت من فروعه / لخيرُ غصنٍ مثمراً أو مورقا
ولُسُناً إذا الكلام انعقدت / أطرافه وأخَذَ المخنَّقا
تطعن شزراً والخصامُ واسعٌ / فيه وإن كان المجالُ ضيِّقا
فواركٌ من الكلام لم يكن / تنكَحُ إلا الأفوهَ المنطَّقا
قد وصلتْ تحلُّ لي عقودها / منخرَط الشهب انحدرنَ نَسَقا
أُسمعُ منها المتحدّي مُعجِزاً / حتى يُقرَّ وأريه مونِقا
أعرتَني فيها سماتِ مِدَحٍ / كنتَ أحقَّ باسمها وأليقا
واليتها باديةً وعُوَّدا / كالسيل يرمي دُفَقاً فدُفَقا
حتى ملكتَ رقَّ نفسٍ حرّةٍ / بها وقيّدتَ فؤاداً مُطلَقا
تكرمة أيقظك الفضلُ لها / والحظّ قد غمَّض عنها الحدَقا
جاءت أميناً كيدُها في زمنٍ / لا تُخدعُ الحيّاتُ فيها بالرُّقَى
كأنما رُدَّ على قلبي لها / في دولةِ الوحشةِ أنسٌ سُرِقا
والعينُ في أمثالها مشرَعةٌ / ما لم يقِ اللّهُ وقِدْماً ما وقى
نَحَلْتني مدحَك فخراً باقياً / في عَقِبي ما دام للدهر بقا
حلَّيت منه فارساً من بعد ما / تعطَّلتْ أسوِرةً وأطوُقا
فاستقبلتْ من عزّها ما قد مضى / واسترجعتْ من مُلكها ما طَلُقا
وكيف لا يُنصَر فضلُ معشرٍ / هم نشروا لواءَكم أو خفقا
وهم أعزُّوا صهرَكُمُ وودَّكم / وقد أطاع القرباءَ الرُّفَقا
وبيننا إن لم تكن قرابة / ولايةٌ تُحصِفُ تلك العُلَقا
ولم يكن أحرارُ ملك فارسٍ / إلا عبيداً لكُمُ أو عُتَقا
وعاجلٌ أمطرني منك الحيا / وآجلٌ أومضَ لي وأبرقا
وعدتَني فارتشتُ محصوصاً بما / وعدتنيه وغنيتُ مخفِقا
فاسمع وعش تُجزَى بما تسمعه / مَطارِباً لو نادت الميْتَ زقا
لو ما رميتُ الحجرَ الصلدَ بها / أخدعه عَمايةً لانفلقا
تخلقُ لي في قلبِ كلّ حاسدٍ / إما هوىً محضاً وإما ملَقا
قد ترك الناسُ لها طريقَها / وسلَّموا الركضَ لها والعَنَقا
إذا الكلامُ الفصلُ كان ذنَباً / أو كفَلاً كانت طُلىً ومفرِقا
غريبة الحدثان في أزمانها / بذَّت فحولَ الشعراء السُّبَّقا
إذا الكلام اشتبهتْ شِياتُهُ / واختلطتْ عرفتَ منها الأبلقا
يجهلُ منها الناسُ ما علمتَه / لا عجباً أن يُحرَموا وتُرزَقا
فهي إليك دون كلّ خاطبٍ / تُزَفُّ شَفعاً وتساق رُفَقا
بشّرني عنك الخبيرُ بالتي / تحيي السرورَ وتميتُ الحُرَقا
وقال صبراً وانتظر صبحَ غدٍ / تُدني السماءُ بدرَها المحلِّقا
غداً تراه فرفعت ناظراً / كان على قذَى الفراق مطبَقا
وقلتُ نفسي لك إن قبلتها / حقُّ البشير قال رهنٌ غَلِقا
قد مَلكَتني غائباً نَعماؤه / وأفعمتْ قلبيَ حتى اندفقا
فلم يدع قبلَ اللقاء طَوْلُه / فيه مكانَ فرحةٍ يومَ اللقا
فمرحباً إذا صدقتَ مرحباً / لك المنى إن تمّ أو تحققا
جادتك أنواءُ السماء أبداً / أين حللتَ وُكَّفاً ووُدَّقا
ولا عدت بكَتْبها ونشدِها / سمعَك موروداً بها مستطرَقا
ولا يزال المهرجانُ واضحاً / بها عليك في الطلوع مُشرِقا
والصوم والعيد إلى أن ينطوي / مرُّ النجوم طَبَقاً فطَبقا
إذا دعوتُ اللّهَ أن يبقيك لي / فقد دعوتُ للمعالي بالبقا
أروَّض الوادي أم ابيضَّ الغسقْ
أروَّض الوادي أم ابيضَّ الغسقْ / أم طيف ظمياءَ على النأي طرقْ
جاء على غربته لم يحتفل / ما نكدُ الأرض وما تيهُ الطرقْ
تحملهُ راحلةٌ كاذبةٌ / من الكرى تُشكر شكرَ من صدَقْ
فقمت أمشي نائماً ينفضني / إكبارُ ما خاض إليّ وخرَقْ
مرتشفاً ترابَه أعرفه / من غيره بما استفاد من عَبَقْ
والركبُ قد ألهاهُمُ عن شأننا / يوم النخيل سامني ما لم أُطِقْ
وناظر رقادُه من غدرِهِ / لولا فراقُ الطيف ما ذمّ الأرقْ
ناشدْ غصوناً باللوى موائلاً / طوعَ النسيم تلتوي وتفترقْ
أهنّ أحلى أم قدودٌ تلتوي / شكوى على جمرِ النوى وتعتنقْ
وعن قناةٍ لحظُها عاملُها / وحُبِّبَ الرمحُ إن اسْمَرَّ ودقّْ
لمياء يُلفَى الظبيُ من أوصافه / صِفراً إذا ردّ الذي منها سرَقْ
تمَّ البدورُ وهلالُ وجهها / ما بلغ التمّ بها ولا امَّحقْ
فارقتُ حولاً أهلَ نجدٍ والهوى / ذاك الهوى وحُرَقي تلكَ الحُرَقْ
فقلْ لمن ظنّ البعادَ سلوةً / لا تتنحّلْ طعمَ شيءٍ لم تذُقْ
آه لقلبٍ شقَّ عنه أضلعي / من الحمى تخالُجُ البرقِ الشفَقْ
ثار به الشوقُ فهبّ فهفا / تطلُّعاً ثم نزا ثم مرَقْ
أنشُده وليس في أهل مِنىً / والقوم حَجٌّ مَن تعرَّفَ الشَّرَقْ
للّه عيشٌ بالحمى تعلَّقتْ / حبالُهُ بيد قطَّاع العُلَقْ
صحبتُ منه رُفقةً سائرةً / لو أمهل الحادي العنيفُ أو رَفَقْ
أيّامَ لي من الشباب دوحةٌ / ملتفَّةُ الأغصان خضراءُ الورَقْ
ولِمَّتي تقطُر من ماء الصِّبا / شرطَ المفدِّي ما فلا وما فرقْ
إذا الظباء نفرتْ من قانصٍ / تزاحمتْ على حبالي ورِبَقْ
فاليومَ لا أرجع إلا مخفقاً / محصَّنَ المدية مثنيّ الورقْ
قالوا المشيبُ لِبسةٌ جديدةٌ / خذوا الجديدَ واسترِدّوا لي الخَلَقْ
أسلفتُ دهري غَبَناً فارتجعتْ / أحداثُهُ مني الذي كان استحقّْ
كم قد ركبت ظهره ولُجُمي / تُبدِلُه عن العليق بالعَلَقْ
أجريتُه ركضاً إلى مآربي / وخَبَباً حتى أفوزَ بالسبَقْ
فلم تزل خُطاه بي قصيرةً / وجَلَدي حتى رضيت بالعَنَقْ
قالت يئسْتَ فجلستَ حَجْرةً / والرزقُ في أخرى يصوبُ ويَدِقْ
مزمَّلاً بعيشةٍ ذبذابةٍ / لم يَكِسِ الدهرُ بها ولا حَمُقْ
تألفُ داراً بالعراقِ جدبُها / قد عدِمَ اللحمَ وعاد يَعترِقْ
أضَرَبتْ أسدادُ جوٍّ غيرَها / على المطيّ أم على الأرض طَبقْ
يُحبُّ كِسرَ البيت إما عاطلٌ / من العلا أو طائش القلبِ فرِقْ
مَجثَمتانِ أين أنت منهما / هما الثرى وأنتَ بيضاءُ الأُفقْ
عنّي فما أعدلها قضيّةً / لو أنّ من يُحرَم بالفضل رُزِقْ
أما رأيتِ الفضلَ واجتماعَه / في وطن والحظَّ قلّما اتفقْ
العربيُّ راقعٌ شَملتَهُ / والقرويّ بالنُّضار ينتطِقْ
من لي بسوقِ المائقين يُشترَى / حلميَ فيها برفَاغةِ النَّزقْ
وقد حرصتُ مطلِقاً أعنَّتي / لو أنّ معقولَ القضاء ينطلقْ
والشعرُ قد أبضعتُه فكاسدٌ / أو نافقٌ وليت شعري ما نَفَقْ
عبَّدتُه حرّاً لقومٍ عنُفُوا / بملكه فما نجا حتى أبِقْ
فصرتُ إن أردته لمثلها / أبَى عليَّ خيفةً منها وشقّْ
وقد عصاني في المولك زمناً / فهل تُرى يُسمِحُ في مدح السُّوَقْ
لو كان كالأمير كلُّ سامع / لم يُحتبَسْ عن شأوه ولم يُعَقْ
ولو بسعد الدولة اشتغاله / مذ سار ما سار بمدحٍ مختلَقْ
حارن ما حارن وارتاض له / لقد أرمَّ ولأمر ما نطقْ
أصاب كفئاً ورأى ضريبةً / ففالتَ الغِمدَ إليها واندلقْ
ومرّ مشتاقاً مع الأوصاف لا / تُملَك منه صهوةٌ ولا عُنُقْ
طابت له الأنباءُ فاستروحها / شَمّاً وللجود رياحٌ تُنتَشَقْ
يا راكباً تنقُله سابحةٌ / ورهاءُ لا من جِنّةٍ ولا خُرُقْ
سوداء من لباسها وجلدها / وجسمُها أبيضُ عريان يَقَقْ
أرضعها البحرُ وربَّاها وما / تخشَى على ذاك ردىً من الغرَقْ
إذا المطايا ألِمَتْ من الصدى / خِمساً وعِشراً ألِمت من الشَّرَقْ
تُحدَى برَجزٍ ليس من أشجانها / ونَغمٍ لم يُصبِها ولم يَشُقْ
تركب من هُوج الرياح غَرَراً / وما لها إلا بهنّ مرتفقْ
بلِّغ بميسان إذا بلغتها / عاقلةَ الثاوي وزادَ المنطلِقْ
وقمراً يطلع في سمائها / ونورُه في الخافقيْن يأتلِقْ
وقل كما شاء الندى لخالدٍ / قولةَ لا تخلُّبٍ ولا مَلَقْ
يا خير من حلّت على أبوابه / رحائل البُدْن وحاجات الرُّفقْ
ومَن أتته كالحبال عَجَفاً / ورَجعتْ كالوَسْقِ من تحت الوَسَقْ
لولا السماحُ وغرامٌ بالندى / لما قَرعتَ تطلبُ المالَ الحَلَقْ
ولا شهدتَ اليومَ تغلي قِدرُه / لو لم يَصُبْ ماءُ الطُّلَى فيه احترقْ
عمّت على أشعارها صبائغٌ / تولّدت بين النجيعِ والعرَقْ
يحملن كلَّ خائضٍ بحرَ الندى / حتى يرى الموجَ عليه ينطبِقْ
كأنه بالموت يقضي لذّةً / أو بفراقِ نفسهِ يشفي حَنَقْ
كتيبة خرساء إلا قونَسٌ / يطِنُّ أو خرَّ غلامٌ فصَعِقْ
لم تر من قبلك خِرْقاً قادها / أُسْدَ شَرىً تهفو عليهنّ الخُرُقْ
إذا طغى على الصليق زأرُها / فأضلُعُ البصرةِ منها تَصطفِقْ
لواؤك المرفوعُ من أمامها / لم ينخفض ولا هوى منذ بسَقْ
كأنه أبصر أكباد العدا / تنزو فأعداه الخفوقُ فخفقْ
قد جرّبوا كيدك أمسِ والذي / عند غدٍ أشقى عليهم وأشقّْ
يا فارس القرطاس والسيفِ لقد / جمعتَ من ذي طرَفَين مفترَقْ
حتى لقالوا طاعنٌ بقلمٍ / أو كاتبٌ بالرمح في الطِّرس مشقْ
عرفتَ من نفسك ما لم يعرفوا / فطِرتَ حتى صرتَ حيث تستحِقّْ
كم عجبوا منك وأنت تَرتقي / وانتظروا فيك الزليلَ والزلَقْ
وخاوصوك حَسداً بأعينٍ / لم تحفِل الشّهلةَ منها والزَّرَقْ
حتى تركت النجم في خضرائه / يخطِرُ زهواً أن سبَقتَ ولحِقْ
فالمال إن لم تلتحف بريشه / ولم تنُطْه بيدٍ ولم تُلِقْ
أنفقته في الجود فهو بدَدٌ / في الأرض حتى ما له منك نفَقْ
والحوضُ يُفنيه اعتوارُ شَفَةٍ / فشفةٍ وإن علا وإن عمُقْ
وفْرُ الفتى ما شاء من حديثه / والمجدُ في غير النُّضارِ والورِقْ
هل لك في ودٍّ على شحط النوى / صفَا على غِشِّ المودّات ورَقّْ
وصاحبٍ كما اشترطتَ صاحباً / أخلصَ ما كان إذا قلتَ مَذَقْ
يكيلك البِرَّ بصاعٍ أَصوُعاً / وإن عققتَ غيرَ عذرٍ لم يعُقّْ
مطهَّرِ الشيمةِ غُنمٌ قربُهُ / محبَّبِ الإكثار محفوظِ النُّطُقْ
لا يشرب الراحَ لأن تُسكِره / لكن لأن يجذُبها حسنَ الخُلُقْ
سيف إذا أنت عرفتَ قدرَه / فَرَى بأعناق عِداك وفَلَقْ
أتاه عنك من أحاديث الندى / والمجدِ ما صبا إليه وأرِقْ
فساقها عذراءَ ما خطبتَها / وكم غلا خِطبٌ بها فلم تُسَقْ
ثمينةَ البُضعِ حصيناً سرّها / على الرجال حرّةً لا تُسترَقّْ
إن آنستْ خيراً أقامت أو رأت / ضيماً أجاز حكمها أن تنطلِقْ
العَقدُ والتطليقُ للبعل وفي / قبضتها أقرَّ بعلٌ أم طَلِقْ
إنسيّة تحسَب نفثَ سِحرها / كلامَ جِنِّيٍّ حكى ما يسترِقْ
حاضرة تحسبها باديةً / تديَّرتْ داراتِ خبتٍ فالبُرَقْ
أخَّرها الميلادُ وهي رتبةً / في الشعر بالتقديم أولى وأحقّْ
إذا قرنتَ بالفحول شأوَها / حكمتَ أن السابقَ الذي سُبِقْ
فاجتلِها من فم راوٍ قد فَرَى / بالسعي فيها لك دهراً وخَلَقْ
أَشفقَ أن يَعْطُلَ وهي مفخرٌ / عرضُك منها والمحبُّ ذو شَفَقْ
فاشكر له ما حملَتْ يمينُه / منها وما فتَّقَ فيها ورتَقْ
واعرف لمهديها لك افتتاحَه / في المدح باباً عن سواك منغلقْ
وجازِهِ وابقَ على وداده / مسلَّماً ما طرد الليلَ الفلقْ
ولا تَعَلَّلْ باستماع غيرِها / فإنما تلك بُنيَّاتُ الطُّرُقْ
نبّهتُ سعداً والأُفُقْ
نبّهتُ سعداً والأُفُقْ / أدهمُ شارفَ البَلقْ
وصادح الفجر على ال / مَفحَصِ بعد ما نطقْ
فارتاع ثم قام فاه / تزّ لها ثم انطلَقْ
لهفان لا على الكرى / حيران لا من الفَرَقْ
مدارياً أجفانَه / بين السهاد والأرقْ
وقال أمرَك ما / ذاك عرا وما طرقْ
اِصدع به اِمض له / أطقتُه أو لم أُطِقْ
قلت الجلوسُ في كسو / ر البيت أفْنٌ وخُرُقْ
والعزّ ما أفاده / هجرُ الجدارِ والفِرقْ
راخِ لها فادنُ بها / ناشطةً من الرِّبَقْ
يُبزلها استنانُها / بين المثاني والحِقَقْ
لها من اعتيادها / أدلَّةٌ على الطُّرُقْ
تغنَى إذا الليلُ دجا / عن النجوم بالحدَقْ
قمْ نشترِ العزّ بها / بيعَ النضارِ بالوَرِقْ
وافكك من العار بها / عُنْقَك وخداً وعَنَق
والمرءُ في دار الأذى / عبدٌ فإن سار عَتَقْ
جُبْ طبِّقْ الأرض بنا / فما على الأرض طَبقْ
قد مزج الناس فكم / تشرب شَوْباً ورَنقْ
خان الثقاتُ فبمن / ندفع ضيماً أو نثقْ
والَهْفَتَى إلى صدي / ق قال خيراً فصدقْ
وصاحبٍ مستصرَخٍ / يسمعُ شكوى فيرقّْ
طار الوفاء فتُرى / بأي جوٍّ قد لحقْ
لولا ابن أيّوب لما / خلتُ أخَا صدقٍ صدقْ
ولا رأيت خُلُقاً / يُعجبُ من هذي الخِلَقْ
لم تترك الأيامُ غي / رَ مجده ولم تُبَقْ
على عميد الرؤسا / ء وقفَ الظنُّ المحقّْ
والناسُ ما عدوته / خوالبُ البرق الشفَقْ
يفديه كلُّ وغرِ ال / صدر على الفضل حَنِقْ
دعاؤه لوفره / جمعتُه فلا افترقْ
لم ترتدع بعرضه / سيادةٌ ولم تَلِقْ
قد غلِط الدهر له / حُمْقاً وفي الدهر حُمُقْ
فما له من سودَدِ ال / أوحدِ إلا ما سرَقْ
سقى الحيا كفّاً إذا / جفا الحيا فهي تدِقْ
وحيّت النعمةُ مَن / أُعطِيَ منها ما استحقّْ
مصطبحاً من نشوا / تِ المكرمات مغتبِقْ
مذ سكرتْ أخلاقُه / من السماح لم يُفِقْ
راهنَ في شوط الندى / جريَ الرياح فسبَقْ
وحالمَ الطودَ فخف / فَ الطودُ عنه ونزقْ
أبلج نورُ وجهه / يخطَفُ عيْنَيْ مَن رَمَقْ
وسائد الدست بما / شعشع منها تأتلِقْ
يُطمِع فيه بشرُهُ / إذا استدرَّ فاندفَقْ
وتؤنس الهيبةُ من / حَصاته أن تُسترَقْ
فعفوه ليلٌ ندٍ / وبطشُه يومٌ صعِقْ
ناصَحَ للخليفتي / ن حدَثُ الرأي شفِقْ
وردّ في نصابه / ما كان شذَّ ومرقْ
مستدركاً بنصحه / ثُغرةَ كلِّ ما انفتقْ
سار من العدل على / محجَّةٍ لم تُخترَقْ
متّسقاً سعى الإما / م نسَقاً بعد نسَقْ
على اقتفاء أمره / في كلِّ ما جلَّ ودقّْ
فالباس والإسلام في / جماعةٍ لا تفترقْ
نظمتَ دار الملك حت / تى التأمتْ وهي حِذَقْ
ينَسخ إيمانُك في / ها شرعَ كلّ من فسقْ
وهي التي يُختَبر ال / مبطلُ فيها والمِحقّْ
وتلتقي الطاعات في / أبوابها وتتفقْ
ويستوي الملوك في / ها خاضعين والسُّوَقْ
رعيتَها بمرهفٍ / أجفانُه لا تنطبقْ
يمضي مضاءَ السيف قد / جرَّبته إذا مُشقْ
تخال صبغَ النِّقسِ في / سِنانه صبغَ العَلَقْ
يصدر عن تنفيذه / باللطف ما عزَّ وشقّْ
فالرمح منه ما استقا / م واللواءُ ما خفَقْ
فلا عُدمتَ آسياً / كدَّ العلاجَ فرفَقْ
يُبرم ما يفتِل بال / حزم ويفرِي ما خَلَقْ
أنت الذي خلَصتَ لي / والناسُ غدرٌ وملَقْ
أسغْتَني الودَّ وهم / بين الغصاص والشرَقْ
عهدٌ حديثٌ بالوفا / ء عهدُه وإن عتُقْ
تُجدُّه لِبْستُهُ / وكلُّ ملبوسٍ خَلَقْ
كم حادثٍ عنّي أمط / تَ بعد ما كان علِقْ
ومثقِلٍ حملتَه / لولا قواك لم يُطَقْ
فما لإعراضٍ طرا / ينسَخ إقبالاً سبَقْ
وما لِسالٍ عن بني / يَاتِيَ بعد ما عشِقْ
يتركهنَّ بارد ال / قلب يعالجن الحُرَقْ
يندبن آثاراً وعه / داً كان حرّاً فأبقْ
وعيشةً عندكُمُ / بيضاءَ خضراءَ الورَقْ
مع النسيَّات غرا / بُ الهجر فيها قد نَعقْ
تشكو الظما بحيث كن / نَ أبداً تشكو الغرقْ
ما طرقَتْ في حاجةٍ / باباً لكم إلا غُلِقْ
هذا على اقتناعها / منكم بما بلَّ الرَمقْ
وأنها لا تستبل / لُ الماءَ حتى تختنقْ
وهي على جفائكم / تحنو عليكم فترِقّْ
فما تُغِبُّ وافدا / تٍ رُفَقاً على رُفَقْ
لا يلتوي عنكم لها / لا ناظرٌ ولا عُنُقْ
تُبضِعُكم جوهرَها / أكسدَ فيكم أو نَفقْ
تُهدِي إلى أعراضكم / نشراً إذا سار عبِقْ
في كلّ يومٍ حسنُهُ / وحسنُها لا يفترقْ
تُجلي لكم في حَلْيها / مُوَشَّحاً ومنتطِقْ
تضمن أَلفاً مثلَه / يأتي بها على نَسقْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025