قف بالحمول وانشدنَّ السائقا
قف بالحمول وانشدنَّ السائقا / من حمَّل الأيانق الغرانقا
رعى بها رند الحمى ثم انبرى / ينبت يبرين بها شقائقا
الوى بها وما لوت على الطلى / الا الشعور عُقَّصاً بخانقا
تبسم عن لآلئٍ ولو تشأ / لوشَّحت بسمطها الترائقا
عققتها بيض طلى ما لم تكن / محمرَّة شفاها عقائقا
غلائظ الاكباد الا انَّها / جلت لنا عوارضاً رقائقا
رقَّت خدوداً وقست ضمائرا / فوسَّدت خدودنا المرافقا
اصحَّ من بيض النعام عرية / قد ثنِّيت اردافها نمارقا
قد عرقت لحمي معاً واعظمي / ولم تدع شيئاً يلاقي عارقا
وعاكفاتٍ كنَّس في بيع / قد بعت اسلامي بها البطارقا
ومشرئبٍّ للسحاب عنقاً / ابعد شيء قربه معانقا
قبضت من عارضه مخائلاً / لو قبض الا شلُّ خالا بارقا
غضّ على العفة لحظاً فاسقاً / ياما اعفّ منه لحظا فاسقا
انزّه اللحاظ في الحاظهِ / كأن في احداقهِ حدائقا
اتبعته السمع الطروب خلفه / اغنّ ان غنَّى سبى مخارقا
ما عنَّ لي مطارد الا وقد / اتعبت فيه شدقماً ولاحقا
ركبت فيه شقوتي فمن ترى / ينزل شيخاً قد صبا مراهقا
والمرء مجبولٌ على جبلَّة / لم تلقه الا لها موافقا
واهاً على العمر غدت ايامه / سوداً غداة بيَّض المفارقا
لم تبق في الخق سوى صبابة ال / أناء لا ترضي الأله الخالقا
والغدر للناس غدا سجيةً / من ترَ منهم ترَ خلّاً ماذقا
لم يبقَ الا محسن الحسن الذي / قد بثّ في الزوراء حسناً رائقا
حملت انفاس الصبا شوقاً له / يملأ افق الكرخ طيباً عابقا
ان تره فانفح به طبائعاً / وان تشأن فانفح به خلائقا
شربت من اخلاقه زجاجةً / شربتُها كاساً دهاقا دافقا
هو الصبوح والغبوق فابتدر / مزاجه ان صابحاً اوغابقا
اصبو له ولا اراه قد صبا / ولو صبا لاعتاد صبّاً وامقا
اشتاقه ولو غدا يشتاقني / لسحَّل الرقاع والمهارقا
لو صدق الخيال في طروقه / رضيت لو اهدى الخيال الطارقا
تلك خيالات تطوف بالفتى / زورا فلو يبعث زوراً صادقا