المجموع : 3
أَتَحسَبونَ غَربَ أَجفانِيَ جَف
أَتَحسَبونَ غَربَ أَجفانِيَ جَف / بَعدَ النَوى لا وَضريحٍ بِالنَجَف
أُكَفكِفُ الدَّمعَ بِخَدَّيَّ أَسىً / فَيَملَأُ الكَفَّينِ كُلَّما وَكَف
لَو أَستَطيعُ زَورَةً زُرتُكُمُ / حَتّى أَرى ذا سِمَنٍ بَعدَ العَجَف
وَكَيفَ يَسطيعُ مَزاراً يَفَنٌ / شَيخٌ بِقَيدِ الهَمِّ إِن هَمَّ رَسَف
قُلتُ لِمَن أَكثَرَ مِن مَلامَتي / أَطنَبتَ في المَلامِ يا وَيحَكَ خَف
إِنَّ الَّذينِ بِالعُذَيبِ عَذَّبوا / قَلبي وَعَنهُم لَم يَحِد وَلا اِنحَرَف
أَشتاقُ حَزوى وَالنَقا إِذا ضَفا / ظِلٌّ بِريفِ الغوطَتَينِ أَو وَطَف
يا لأُعَيرابٍ عَلى كاظِمَةٍ / شُمِّ عَرانينِ الأُنوفِ بِالأَنَف
قَومٌ مَتى دُعوا لِشَنِّ غارَةٍ / سَدّوا الفِجاجَ بِالعَجاجِ وَالحَجَف
وَكُلُّ طِرفٍ سابِحٍ يَغدو بِذِم / رٍ باسِلٍ بِالزَرَدِ الصافي التَحَف
فَما تَرى إِلّا حُساماً قَطَرَ ال / دِماءَ بِالضَربِ وَعَسّالاً رَعَف
دَعوَةُ مَظلومٍ تَلَت نَفثَةَ مَص / دورٍ لَهُ الدَهرُ بِجَعجاعٍ قَذَف
وَقَد رَجا ذَهابَ نَقصِ حَظِّهِ / بِراجِحِ القيمَةِ راجِحِ الشَرَف
ذاكَ اِمرُؤُ القَيسِ وَقِسٌّ ناظِماً / وَناثِراً يَعرِفُ قَولي مَن عَرَف
ما لُؤلُؤُ العُقودِ إِلّا نَظمُهُ / لا نَظمُ دُرٍّ صادِفٍ عَنِ الصَدَف
إِنَّ لِأَهلِ الفَضلِ مِن عَيمَتِهِم / بِراجِحٍ في حَلَبٍ أَسمَحُ كَف
عِندَ المَليكِ الظاهِرِ الجَمِّ النَدى / نَجلِ مُلوكٍ خَلَفاً بَعدَ سَلَف
لَمّا رَأى الحِلِّيَّ بَحراً زاخِراً / ناداهُ أَقبِل آمِناً وَلا تَخَف
نادَمَ مِنهُ الأَصمَعِيَّ حاكِياً / أَجَل وَحَمّاداً وَذا الفَضلِ خَلَف
وافى إِلَيَّ نَبَأٌ عَنهُ تَلا / فاني حِمى تَكذيبِهِ مِنَ التَلَف
وَكَم أَتَتني عَنهُ مِن بِشارَةٍ / عَروسُها تُهدى إِلَيَّ وَتُزَف
فَأَقبَلَ الناسُ فَهَنّوني بِها / وَاِحتَرَقَ الحاسِدُ في نارِ الأَسَف
وَقامَ كُلٌّ داعِياً لِلمَلِكِ ال / ظاهِرِ بِالجامِعِ صَفّاً دونَ صَف
وَقَولهُم قَد وُضِعَ الهِناءُ في / مَواضِعِ النُقبِ فَفازَ بِالزَلَف
وَقَد أَصَمَّت مَسمَعي جَعجَعَةٌ / مِن غَيرِ ما طَحنٍ وَأَطفالي ضَفَف
فَاِستَنجِزِ الوَعدَ لَهُم مِن مَلِكٍ / ما عَيبُهُ في جودِهِ سِوى السَرَف
بَشَّرَني الناسُ بِأَلفِ دِرهَمٍ / إِن لَم تَصِل واصَلَني كُلُّ أَسَف
وَإِنَّ لي تَصَوُّناً طائِرُهُ / لَم يَدنُ مِن دَناءةٍ وَلا أَسَف
إِن حَصَّ ريشي زارق النَعّابِ في ال / وَكرِ فَمَن قَصَّ يَجودُ بِالعَلَف
لا وَأَميرِ المُؤمِنينَ بِالنَجَف
لا وَأَميرِ المُؤمِنينَ بِالنَجَف / أَلِيَّةً ما مانَ فيها مَن حَلَف
ما أَنا يَوماً بَعدَ يَومِ بَينِكُم / بِواجِدٍ مِنكُم وَحاشاكُم خَلَف
لي أَدمُعٌ تَنشُرُ في الخَدِّ الأَسى / وَأَضلُعٌ مَطوِيَّةٌ عَلى الأَسَف
فَإِن شَكَكتُم فَاِسأَلوا مَدامِعي / ما جاهِلٌ بِقِصَّةٍ كَمَن عَرَف
قَد وَقَفَ القَلبُ عَلى حَرِّ الأَسى / مُذ بانَ عَنّي راحِلاً وَما وَقَف
أُكَفكِفُ الدَّمعَ بِخَدّي قانِياً / فَانثَني مِن أَدمُعي خاضِبَ كَف
بُؤتُمُ بِإِثمي يَومَ تَوديعِكُمُ / فَأُودِعَ القَلبُ لَهيباً وَلَهَف
عودوا فَعودوني لِتَحيا مُهجَتي / وَيَعفُوَ اللَهُ لَكُم عَمّا سَلَف
جودوا لَنا بِكُتبِكُم فَإِنَّكُم / بِالكُتبِ مِنّا تَتَلافونَ التَلَف
لا تَبخَلوا وَالجودُ مِن شيمَتِكُم / فَلَفظُكُم في الكُتبِ درٌّ في صَدَف
تَعَطُّفاً قَدَّ فُؤادي الأَسَفُ
تَعَطُّفاً قَدَّ فُؤادي الأَسَفُ / لَمّا تَثَنّى قَدُّكَ المُهَفهَفُ
في كُلِّ عُضوٍ فِيَّ يَعقوبُ أَسىً / إِذ كُلَّ عُضوٍ مِنكَ فيهِ يوسُفُ
لَحظُكَ وَالقَوامُ يَفعَلانِ ما / يَفعَلُهُ المُرهَفُ وَالمُثَقَّفُ
وَثَغرُكَ اللُؤلُؤُ مَنظوماً إِذا اب / تَسَمتَ لا ما فُضَّ عَنهُ الصَدَفُ
أَضعَفَ صَبري إِذ بَدَوتَ مُقبِلاً / وَردٌ بِخَدَّيكَ جَنىً مُضَعَّفُ
وَردٌ بَديعٌ حُسنُهُ لَكِنَّهُ / لَيسَ بِغَيرِ اللَّحظِ يَوماً يُقطَفُ
ما ضَرَّ مَن أَحبَبتهُ لَو أَنَّني / قَبَّلتُهُ فَزالَ عَنّي اللَّهفُ
لَحظُكَ يا تُركِيُّ يَبري أَسهُماً / لَيسَ لَها إِلّا فُؤادي هَدَفُ
واعَجَباً كَيفَ تَكون صاحِياً / وَمن جَنى ريقَكَ يُجنى القَرقَفُ
لَو قابَلَت وَجهَكَ عَينُ الشَمسِ في / رَأدِ الضُحى كانَت بِهِ تَنكَسِفُ
يَبدو لَنا مِن رِدفِكَ اِرتِجاجُهُ / يَرهَبُ مِنها خَصرُكَ المُستَضعَفُ
شَغَفتَني حُبّاً وَما أَسعَفتَني / قُرباً وَمِن أَينَ الحَبيبُ المُنصِفُ
تَلافَ مِن قَبلِ التَلافِ مُهجَتي / أَو لا فَإِنّي بِالغَرامِ أَتلَفُ
لا بُدَّ لي مِن زَورَةٍ وَلَو دَنَت / إِلَيَّ أَطرافُ الرِماحِ تَرعُفُ
لَو زُرتُكُم أَسعى عَلى جَمرِ الغَضا / لَم يَهَبِ الحَريقَ قَلبي المُدنَفُ