القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : شَرف الدّين الحِلّي الكل
المجموع : 1
فِيمَ لها على وجاها تَعْسِف
فِيمَ لها على وجاها تَعْسِف / داجٍ بَراها فدُجاها مُغدف
طال السرى على المطايا وشكت / جَذبَ البَرَى فهي رذايا نحف
أما تراها لِلنَّفيِّ تشتكي / أخفافها وقد براها النَّفْنَفُ
أنضيت من قطع الأكام كُومها / عُنْفاً فلا يَرْدَعُك المُعَنِّف
أتبتغي بكدّها الغنى / وللمنى بوارق لا تخلف
أما النجاح فالصباح دونه / حيث الصفاح والرماح الرُّعَّف
حيث المنى تضحك بالثغر الذي / أَمَّنَهُ اللَّه فما يُخَوَّف
فانزل بخير رازق في حارم / له أياد بالعفاة تهتف
بالظاهر الملك الذي زاد على / ما شاد أيوب وأعلى يوسف
ذي الكف ما أندى ورب الج / ود ما أدنى وأنواء الحيا لا تَكِف
قف بين هاتيك الخيام وارتشف / رِيّ الأُوام فالغمام أَوْطَف
شِم بارق الغيث الغياثيِّ وقد / روت أمانيك الغوادي الوُكَّف
يَمِّمْ عباب اليَمِّ من مواهب / بحورها طامية لا تُنْزَف
وانشق شذا النعماء شادويّة / فعرفها كل به معترف
فحارم كعبة كل آمل / موفق السعي بها يطوف
لا يعدم الوفد إذا ما حلها / أَمْناً أَلاَ لِلَّهِ ذاك الموقف
ففي مُنى ذاك المقام أنعم / لغيرها ما عَرفوا مذ عَرفوا
فالنصر ممدود الرواق حولها / وطرفه عن رعيها لا يطرف
حلّ بها من دوخت سطوته / كل مهيب باسمه يخوف
ذو نقمة تُضعف أقوى ظالم / ورحمة يقوى بها المستَضْعَف
الظاهر الغازي الذي صِيد العدا / تصدُّ عن عصيانه وتصدف
فكل جَفْنٍ لهمُ من خوفه / يَجْفُو الكرى وكل قلب يرجف
سيف أمير المؤمنين المنتضى / لنصره إن عزَّ خطبٌ مُجْحِف
يا قبلة الإقبال والسعي الذي / بملكه هذا الزمان يشرف
كأن أرض الشرك لما اجتمعت / ملوكها قاع لديك صفصف
للَّه أنت إذ تشق واحداً / إلى عدا فيها العديد يتلف
ريعوا لبرق منك بات ومضه / لكل قلب منهم يختطف
هذا وكم قد أكدوا أيمانهم / ما بينهم وشملهم مؤتلف
فكيف لو سومتها ضوامراً / تضطرب الأرض لها وترجف
وأقبلت بالأسد في غاب القنا / عقبانها الفُتْخُ عليهم تشرف
زانت بك الدنيا أسانيد علاً / يصدق في تدوينها المصنف
عزماً يفل السيف وهو منتضى / وسطوة للراسيات تنسف
كم لك من مكرمة أفياؤها / تُكِنُّنا في ظلها وتكنف
فاستجلها كروضة الحَزْن غدت / لها شآبيب الحيا تزخرف
فكم قلوب لأعاديك بها / من مِدَحي فيك أسى وأسف
كأنها كتائب مبثوثة / تُغِذ نحو أرضهم وتُوجف
فهم يعانون العناد كلما / شرفني بين يديك موقف
فكيف يخلو من حسود شاعر / شرفه هذا المقام الأشرف
وما ظننت والأسود خيفتي / تصعق أن تطمع فِيَّ الجيف
هذا كتاب الله قد بدله / قوم على أهوائهم وحَرّفُوا
فما عسى يطعن في ذي مقول / يمضي إذا كَلَّ الحسام المرهف
ربّ علوم جوهرتها فكره / أمامها غُرُّ القوافي تقف
تدنو ثمار القول من خاطره / فهو على اختياره يقتطف
ينحت من صخر القوافي تارة / وتارة من بحرها يقطف
ولست ممن تعتريه روعة / للدهر إن مال وأنت تعطف
بئس لعمر الله ما توهموا / أنك عن لطفك بي تنحرف
وحبذا طود أناة منك لا ته / ز عاصيه الرياح العُصَّف
فلا خلت في حلبٍ منارة / منك لأبصار الورى تستوقف
حيث سما معتلياً إيوانها / وحبّذا الإيوان والمشترف
والورد محمود الورود مُقْسِمٌ / حتى يراك أنه لا يُقْطَف
قد احتمى بشوقه لا شوكه / عن قوة تجنيه وهو مضعف
والقصر لو أمكنه السعي انبرى / يقتاده إلى علاك الكلف
وقبة الورد قدود دوحها / شوقاً إليك دائماً تنعطف
ما احمرّ فيها خدّ ورد أحمر / إلا تثنى للقضيب معطف
والورق في المورق من أغصانها / تشدو فيهتزُّ القضيب الأهيف
تلك جنان كالجنان بهجة / لا أوحشت ممن له تُزَخرَف
آنسها الله بنور طلعة / ينضو خضاب الليل وهو مُسدف

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025