يا إبلي كوني قِرَى الأضيافِ
يا إبلي كوني قِرَى الأضيافِ / فليس عند الجود بالإنصافِ
أَإِنّ لي نعلاً وجاري حافِ / وإنّني مُثرٍ وجاري عافِ
يُؤْمننِي اللوّامُ أن تخافي / وَأن تَبِيتي نُهْزَةَ الطّوّافِ
إذا دنا ضيفٌ إلى طِرافي / فالويلُ للكوماءِ من أسيافي
في ليلةٍ حالكةِ الأَسدافِ / كأنّما تَشُكُّ في الأطرافِ
مِن خَصَرٍ فهنّ بالأثافي / يا بُعْدَ بين ممسكٍ طفّافِ
جَعْدِ اليدين ضيّق العِطافِ / يُرْتِعُكُنَّ أبْرَقَ العَزّافِ
فيما تَمَنَّيْتُنَّ من إزيافِ / في حَرَمٍ مُمَنَّعِ الأكنافِ
خافٍ من اللّوِم عن القوافي / أعيا على الرُّوّادِ والسُّوّافِ
وَبين سَمحٍ واهبٍ مِتْلافِ / تراه إمّا همَّ بالإسعافِ
لا يفتدي السِّمانَ بالعِجافِ / يا صاحبي ولستَ لِي بالوافي
ولا لدائي عندكمْ مِن شافِ / نكصتَ عنّي ليلة الإيجافِ
وخفتَ مرعوباً بلا مَخافِ / وطِرتَ كالزِّفّةِ بالسَّواِفي
ماذا عليك يا أبا الحجّافِ / من راسبٍ فيك وطَوْراً طافِ
ما أنتَ مِن عِدِّي ولا نِطافِي / ولا لتَقْتِيري ولا إسرافي
لا تُنكِرَنْ صدّي ولا اِنحرافي / وَأنت طلّاعٌ إلى خِلافي
وكادِرٌ لِي ولغيري صافِ / وواصلٌ لكلّ مَن لِي جافِ
ما عاد سَبْري لك واِستشفافي / وعاد تقويمِيَ أو ثِقافي
ودَلَجي نَحوك وَاِعتسافي / إلّا بخلٍّ منك غيرِ كافِ
ملآنَ مِن مَطْلٍ ومن إخلافِ / سيراً ذوي الأحساب والآنافِ
عن موطنِ اللُّؤِم الدَّريسِ العافي / ليس بمشتىً لا ولا مصطافِ
ولا رمادَ فيه للأَثافي / حيث تُهانُ نخوةُ الأشرافِ
وتستوي الأخفافُ بالأظلافِ / بَينَ الأُلى جاءوا من الأقرافِ
ليس عتابٌ منهُمُ لجافِ / ولا لَعاً عندهُمُ لهافِ
فإنّما الدّيارُ بالأُلّافِ /