القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 9
كانَ لِسُلطانٍ نَديمٌ وافِ
كانَ لِسُلطانٍ نَديمٌ وافِ / يُعيدُ ما قالَ بِلا اِختِلافِ
وَقَد يَزيدُ في الثَنا عَلَيهِ / إِذا رَأى شَيئاً حَلا لَدَيهِ
وَكانَ مَولاهُ يَرى وَيَعلَمُ / وَيَسمَعُ التَمليقَ لَكِن يَكتُمُ
فَجَلسا يَوماً عَلى الخِوانِ / وَجيءَ في الأَكلِ بِباذِنجانِ
فَأَكَلَ السُلطانُ مِنهُ ما أَكَل / وَقالَ هَذا في المَذاقِ كَالعَسَل
قالَ النَديمُ صَدقَ السُلطانُ / لا يَستَوي شَهدٌ وَباذِنجانُ
هَذا الَّذي غَنى بِهِ الرَئيسُ / وَقالَ فيهِ الشِعرَ جالينوسُ
يُذهِبُ أَلفَ عِلَّةٍ وَعِلَّه / وَيُبرِدُ الصَدرَ وَيَشفي الغُلَّه
قالَ وَلَكِن عِندَهُ مَرارَه / وَما حَمَدتُ مَرَّةً آثارَه
قالَ نَعَم مُرٌّ وَهَذا عَيبُه / مُذ كُنتُ يا مَولايَ لا أُحِبُّه
هَذا الَّذي ماتَ بِهِ بُقراطُ / وَسُمَّ في الكَأسِ بِهِ سُقراطُ
فَاِلتَفَتَ السُلطانُ فيمَن حَولَهُ / وَقالَ كَيفَ تَجِدونَ قَولَه
قالَ النَديمُ يا مَليكَ الناسِ / عُذراً فَما في فِعلَتي مِن باسِ
جُعِلتُ كَي أُنادِمَ السُلطانا / وَلَم أُنادِم قَطُّ باذِنجانا
بَينا ضِعافٌ مِن دَجاجِ الريفِ
بَينا ضِعافٌ مِن دَجاجِ الريفِ / تَخطِرُ في بَيتٍ لَها طَريفِ
إِذا جاءَها هِندي كَبيرُ العُرفِ / فَقامَ في البابِ قِيامَ الضَيفِ
يَقولُ حَيّا اللَهُ ذي الوُجوها / وَلا أَراها أَبَداً مَكروها
أَتَيتُكُم أَنشُرُ فيكُم فَضلي / يَوماً وَأَقضي بَينَكُم بِالعَدلِ
وَكُلُّ ما عِندَكُمُ حَرامُ / عَلَيَّ إِلّا الماءُ وَالمَنامُ
فَعاوَدَ الدَجاجَ داءُ الطَيشِ / وَفَتَحَت لِلعِلجِ بابَ العُشِّ
فَجالَ فيهِ جَولَةَ المَليكِ / يَدعو لِكُلِّ فَرخَةٍ وَديكِ
وَباتَ تِلكَ اللَيلَةَ السَعيدَه / مُمَتَّعاً بِدارِهِ الجَديدَه
وَباتَتِ الدَجاجُ في أَمانِ / تَحلُمُ بِالذِلَّةِ وَالهَوانِ
حَتّى إِذا تَهَلَّلَ الصَباحُ / وَاِقتَبَسَت مِن نورِهِ الأَشباحُ
صاحَ بِها صاحِبُها الفَصيحُ / يَقولُ دامَ مَنزِلي المَليحُ
فَاِنتَبَهَت مِن نَومِها المَشؤومِ / مَذعورَةً مِن صَيحَةِ الغَشومِ
تَقولُ ما تِلكَ الشُروط بَينَنا / غَدَرتَنا وَاللَهِ غَدراً بَيِّنا
فَضَحِكَ الهِندِيُّ حَتّى اِستَلقى / وَقالَ ما هَذا العَمى يا حَمقى
مَتى مَلَكتُم أَلسُنَ الأَربابِ / قَد كانَ هَذا قَبلَ فَتحِ البابِ
أَلَمَّ عُصفورٌ بِمَجرىً صافِ
أَلَمَّ عُصفورٌ بِمَجرىً صافِ / قَد غابَ تَحتَ الغابِ في الأَلفافِ
يَسقي الثَرى مِن حَيثُ لا يَدري الثَرى / خَشيَةَ أَن يُسمَعَ عَنهُ أَو يُرى
فَاِغتَرَفَ العُصفورُ مِن إِحسانِهِ / وَحَرَّكَ الصَنيعُ مِن لِسانِهِ
فَقالَ يا نورَ عُيونِ الأَرضِ / وَمُخجِلَ الكَوثَرِ يَومَ العَرضِ
هَل لَكَ في أَن أَرشِدَ الإِنسانا / لِيَعرِفَ المَكانَ وَالإِمكانا
فَيَنظُرَ الخَيرَ الَّذي نَظَرتُ / وَيَشكُرَ الفَضلَ كَما شَكَرتُ
لَعَلَّ أَن تُشهَرَ بِالجِميلِ / وَتُنسِيَ الناسَ حَديثَ النيلِ
فَاِلتَفَتَ الغَديرُ لِلعُصفورِ / وَقالَ يُهدي مُهجَةَ المَغرورِ
يا أَيُّها الشاكِرُ دونَ العالَمِ / أَمَّنَكَ اللَهُ يَدَ اِبنِ آدَمِ
النيلُ فَاِسمَع وَاِفهَمِ الحَديثا / يُعطي وَلَكِن يَأخُذُ الخَبيثا
مِن طولِ ما أَبصَرَهُ الناسُ نُسي / وَصارَ كُلُّ الذِكرِ لِلمُهَندِسِ
وَهَكَذا العَهدُ بِوُدِّ الناسي / وَقيمَةُ المُحسِنِ عِندَ الناسِ
وَقَد عَرَفتَ حالَتي وَضِدَّها / فَقُل لِمَن يَسأَلُ عَنّي بَعدَها
إِن خَفِيَ النافِعُ فَالنَفعُ ظَهَر / يا سَعدَ مَن صافى وَصوفي وَاِستَتَر
تَنازَعَ الغَزالُ وَالخَروفُ
تَنازَعَ الغَزالُ وَالخَروفُ / وَقالَ كُلٌّ إِنَّهُ الظَريفُ
فَرَأَيا التَيسَ فَظَنّا أَنَّهُ / أَعطاهُ عَقلاً مَن أَطالَ ذَقنَه
فَكَلَّفاهُ أَن يُفَتِّشَ الفَلا / عَن حَكَمٍ لَهُ اِعتِبارٌ في المَلا
يَنظُرُ في دَعواهُما بِالدِقَّه / عَساهُ يُعطي الحَقَّ مُستَحِقَّه
فَسارَ لِلبَحثِ بِلا تَواني / مُفتَخِراً بِثِقَةِ الإِخوانِ
يَقول عِندي نَظرَةٌ كَبيرَه / تَرفَعُ شَأنَ التَيسِ في العَشيرَه
وَذاكَ أَن أَجدَرَ الثَناءِ / بِالصِدقِ ما جاءَ مِنَ الأَعداءِ
وَإِنَّني إِذا دَعَوتُ الذيبا / لا يَستَطيعانِ لَهُ تَكذيبا
لِكَونِهِ لا يَعرِفُ الغَزالا / وَلَيسَ يُلقي لِلخَروفِ بالا
ثُمَّ أَتى الذيبَ فَقالَ طِلبَتي / أَنتَ فَسِر مَعي وَخُذ بِلِحيَتي
وَقادَهُ لِلمَوضِعِ المَعروفِ / فَقامَ بَينَ الظَبيِ وَالخَروفِ
وَقالَ لا أَحكُمُ حَسبَ الظاهِرِ / فَمَزَّقَ الظَبيَينِ بِالأَظافِرِ
وَقالَ لِلتَيسِ اِنطَلِق لِشَأنِكا / ما قَتَلَ الخَصمَينِ غَيرُ ذَقنكا
أروى لكم خرافة
أروى لكم خرافة / في غاية اللطافة
أتت من الهند لنا / وترجموها قبلنا
إلى لغات جمه / لأن فيها حكمه
طوشترى معبو / الَّهه الهنود
قالوا هو الذي برا / هذا الوجود والورى
ومثله فلكان / فيما رأى اليونان
كلاهما حداد / عَبَده العباد
فحين صاغ العالما / كما يصوغ الخاتما
أنفق ما كان ادّخر / ولم يدع ولم يذر
وكلَّ شئ بذلا / حتى أتم الرجلا
وضاق بالنساء / في الخلق والإنشاء
فحار ماذا يجمع / ومنه أنثى يضع
وبعد فكر أعمله / حتى بدا الصواب له
كوّنها تكوينا / مختلفا تلوينا
من استدارة القمر / إلى لطافة الزهر
إلى تراوح العشب / إلى رشاقة القضب
فلحظات الريم / فقلق النسيم
فبهجة الشعاع / فقسوة السباع
فقوة الألماس / وماله من باس
فزهوة الطاووس / تأخذ بالنفوس
ومن دموع السحب / إلى انكماش الأرنب
إلى التواء الأرقم / فالزغب المقسَّم
فالحر من وقود / فالبرد من جليد
فالشهد في المذاق / فخفة الأوراق
إلى التفاف النبت / زاحفه والثبت
فنغم الهدير / فهذر العصفور
وكل هذا هيأه / مكونا منه امرأة
وبعد ما أتمها / لعبده قدمها
وقال خذها يا رجل / وعن هواها لا تحل
فبعد أسبوع مضى / أتى له معترضا
يقول يا أللَّهُمّا / خذها كفاني هما
لا صبر لي معها ولا / أرى بيها لي قِبَلا
تظل تشكو الداء / وتخلق الشحناء
محتالة على الغضب / شاكية ولا سبب
قد ضيّعت أوقاتي / وأذهبت لذاتي
فأخذ الإله / ما كان قد أعطاه
فلم يكن بعض زمن / حتى تولاه الحزَن
فقال يا رب ردّها / فما نعمتُ بعدها
بانت فلا أنساها / كأنني أراها
ماثلة أمامي / مالئة أيامي
لطيفة في لعبها / خفيفة في وثبها
قال الإله للرجل / حيرت مولاك فقل
ماذا الذي تريد / أحفظ أم أعيد
فأخذ الرفيقة / وقال ذى الحقيقة
لا عيش لي معها ولا / بغيرها العيش حلا
تم لبعض الناس فيما قد سلف
تم لبعض الناس فيما قد سلف / كلب وقرد وحمار فاحترف
وصار يغتدى بها ويسرح / كجوقة لها الطريق مرسح
علمها بالجهد كيف تفهم / وكل شئ بالمراس يعلم
جاءته ليلا وهو في المنام / تقول قم يا سيد الكرام
ها قد تجلت ليلة القدر لنا / وقبل مولانا سألنا سؤلنا
فقام يستعدّ للضراعه / وقال ماذا طلب الجماعة
قال له القرد طلبت المملكة / تكون لي وحدى بغير شركة
قال الحمار وأنا الوزير / والصدر في الدولة والمشير
والكلب قال قد سألت الباريا / يجعلني في ملك هذا قاضيا
فراعَ رب الجوق ما قد سمعا / ثم جثا لربه وضرعا
وقال يا صاحب هذه الليلة / سألتك الموت ولا ذى الدوله
آمن معي بمصطفى
آمن معي بمصطفى / كفى تعنتا كفى
كفى رشاد صفة
كفى رشاد صفة / لبؤسنا كفى كفى
ولا تعذب مهجتي / ولا تهج ليَ البكا
وامض اجتهد رشا / د في تزويج أختي بالفتى
إذا كان لها أهلا / ولِم لا يا أخي لِم لا
فتى لم يحكه الشبا / ن هنداما ولا شكلا
ولم ينكر له الإِخوا / ن لاظفرا ولا عقلا
ومن بيت يرى النا / س عليه الخير والنبلا
ليس لها في الحياة إلا
ليس لها في الحياة إلا / عبادة المال من وظيفه
حتى لقد صارت حديث الحارة / وضحَك الجار وسخر الجاره
كلهمو يُحسدها بمالها / ويتمنى حاله كحالها
وهكذا الأنفس في ظلالها /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025