سِوايَ فِي سَلْوَتِهِ يُطْمَعُ
سِوايَ فِي سَلْوَتِهِ يُطْمَعُ / فَعَنِّفُوا إِنْ شِئْتُمُ أَو دَعُوا
أَوْضَحْتُمُ الرُّشْدَ فَمَنْ يَهْتَدي / وَقُلْتُمُ الحَقَّ فَمَنْ يَسْمَعُ
بي ضَيِّقُ العَيْنِ وَإنْ أَطْنَبُوا / فِي الأَعْيُنِ النُّجْلِ وَإنَ أَوْسَعُوا
الليْلُ مِنْ شَعْرَتِهِ مُسْبَلُ / وَالشَّمْسُ مِنْ طَلْعَتِهِ تَطْلِعُ
فِي قُنْدُسِ الْكُمَّةِ مِنْ وَجْهِهِ / لي شاغِلٌ عَمَّا حَوَى الْبُرْقُعُ
تَزْرَعُ عَيْنايَ عَلَى خدِّهِ / وَرْداً وَلاَ أجْنِي الَّذي أزْرَعُ
جَنَتْ بِهِ عَيْنِي فَإِنْسَانُها / مُسَلْسَلٌ أغْلاَلُهُ الأدْمُعُ
فِي خَدِّهِ مِن صُدْغِهِ عَقْرَبٌ / دِرْياقُها الرِّيقُ فَما تَلْسَعُ
كَيْفَ احْتِيالي فِيهِ مُسْتَيْقِظاً / وَدُونَهُ سُمْرُ الْقَنا الشُّرَّعُ
وَكَيْفَ أرْجو وَصْلَهُ فِي الكَرَى / وَالْعَيْنُ لا تَغْفُو وَلا تَهْجَعُ
مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَما لي سِوى / مَنْ يَمْنَعُ اَلجَارَ وَلا يُمْنَعُ
المَلِكُ الأَشْرَفُ شاهَ ارْمَنٍ / مُظَفَّرُ الدّينِ الفَتى الأَرْوَعُ
إِنْ غاضَ مَاءُ الرِّزْقِ موسى وَإِنْ / تَغْرُبُ شَمْسِي إِنَّهُ يوشَعُ
لَهُ يَدٌ ظاهِرُها كَعْبَةُ / وَفِي نَدَى باطِنِها مَشْرَعُ
بَيْضاءُ فِي السَّلْمِ وَلكنها / حَمْراءُ إِذْ سِنُّ القَنا تَقْرَعُ
إِذْا دَجا النَّقْعُ وَصَلَّتْ بِهِ / بِيضٌ سُجُودٌ وَقَنَا رُكَّعُ
شامَ حُساماً وَامْتَطَى أَشْقَراً / فَأَيُّ بَرْقَيْهِ بِهِ أُسْرَعُ
طِرْفٌ مِنَ الصُّبْحِ لَهُ غُرَّةٌ / وَمِن رياحٍ أَرْبِعٍ أَرْبَعُ
فِي جَحْفَلٍ يُحْمَدُ يَوْمَ الْوَغَى / فِي جَمْعِهِ تَفْرِيقً ما يَجْمَعُ
بَحْرُ حَديدٍ مَوْجُ أَطْلاَئِهِ / يُزْبِدُ بِيضاً وَقَناً يَلْمَعُ
مَلْكٌ لَهُ الأمْلاَكُ مِنْ رَهْبِةٍ / وَرَغْبِةٍ أَعْناقُها خُضَّعُ
تُخيفُها السًّطْوًةُ مِنْ بَأسِهِ / لكِنَّها فِي جُودِهِ تَطْمَعُ
لا تَرْتَضي هِمَّتُهُ غايَةً / مِن رُتَبِ المِجْدِ وَلا تَقْنَعُ
مُبْتَكِرٌ لِلْمَجْدِ مُدَّاحُهُ / تَبْتَكِرُ الْمَدْحَ الّذي تَصْنَعُ
تَنَزَّهَتْ أَفْعالُهُ فَهْوَ عَنْ / ما يُمْدَحُ النَّاسُ بِهِ أَرْفَعُ
مَحاسِنُ طَرْفُ الّذي رامَها / لَهُ حَسيراً خائِباً يَرْجِعُ
ما زَنْدَهُ وَارٍ بَلى زَنْدُهُ / عَنْ نَيْلِ أدْنى فَضْلِهِ أقْطَعُ
يا بنَ الّذي لَو كادَهُ تُبَّعٌ / لَكانَ كالْعَبْدِ لَهُ يَتْبَعُ
كَفاهُ فَخْراً أنْ تَكونَ ابنَهُ / وَأنْتَ فِي أوْلادِهِ إِنْ دُعوا
بَقيتَ لِلإسْلامِ ما غَرَّدَتْ / قُمْرِيَّةٌ فِي دَوْحِها تَسْجَعُ