قدمت بالاقبال والعز معا
قدمت بالاقبال والعز معا / فكنت خير ذاهب قد رجعا
فالف اهلا بك من مزدلف / يَرمي الجمار في منى تطوعا
وَيالَك البشرى بما خولته / مستلما ذاك الصفيح الارفعا
ملبيا لِلَّه حول بيته / يا خير من طاف ولبى وسعى
يممته نافلة فكنت من / ذى الفرض ذاك المتواني اسرعا
فَلَم تَزَل تطوي الفلاة والها / وفي ذميل اليعملات مولعا
حتىّ اصبت من شعاب مكه / ما شعب الفواد حتىّ انصدعا
وجداً لهاتيك الديار انها / كانَت لاقمار السماء مطلعا
ديار اهليك الالى بسرهم / قد امسك اللَه السما ان تقعا
طوبى لذياك الصعيد انه / بالمسك من وطأته تضوعا
وَنالَت البشرى بطاح مكَّة / هَذا محمد اليها رجعا
شد لذي الجحفة فضل ميزر / فحل اوزار العباد اجمعا
وان قوما فيهم محمد / لو نزل العذاب عنها ارتفعا
يا ايُّها السالك في منهاجه / ينشر نهجا للندى ما شرعا
جاء من الجود بكل بدعة / ما ضل من يستن تلك البدعا
ينحر للضيفان كل ليلة / مثنى ويزداد عطاء اربعا
لو ادعى المجد سواه مدع / رد لسان المجد ذاك المدعى
فسل به البيداء اذ ينبتها / نداه بالدهن صحافا شرعا
لكنه متى اِستقل ذاهبا / لا ينبت الرَبيع منها مربعا
فَيا لطيف الطبع لا احسبه / الا على خلق النسيم طبعا
ان الحمى بعدك ضاق رحبه / ذرعا واذ نزلت فيه اتسعا
والحلة الفيحاء لو قد علمت / سارَت باهليها اليك خضعا
هبوا اهيل الود من فياحة / ما ضمنت الا بليغا مصقعا
حتىّ كان حيدرا اعارها / لسانه ذاك البديع المبدعا
يا من نهني الدين بابن كهفه / وكهفه كان الاعز الامنعا
مستودع السر الَّذي في روعه / كانَ ضَمير الغيب سرا مودعا
ومظهر النور الَّذي اوهمته / من جانب الطور لموسى لمعا
المستطيل شرفا من دونه / لو حلق النسر كبا فلا لعا
الراشد المهدي والقطب الَّذي / قام باعباء الهدى مضطلعا
فاصدع ولي الامر بالامر فمن / احق منك بالهدى ان يصدعا
وليتلاف المجد منك جعفر / ولا اقول البحر ساء جرعا
فالبحر لو ساورت منه غرفة / تذهب بالامعاء او تقطعا
وَذاكَ عذب سائغ شرابه / اوحى لكل غلة ان تنجعا
فَلَم يكن الا اماما صادقا / يأوي اليه كل مت تشيعا
ولَم يكن للدين الا صالحا / يملأ آفاق البلاد ورعا
ذاك ابو الهادي ومن عن مثله / قد عقمت ام العلى ان تضعا
فما اِستشف منه وجه ابلج / الا وقيل بدر ثم طلعا
ولو اعار البدر من جبينه / ما خسف البدر فعاد اسفعا
وَبالحسين من شعاع نوره / لَو قابل الشمس ابت ان تطلعا
ذاكَ الَّذي اذ ولدته امه / عدت اباة الضيم منها اربعا
الواصلين المجد بالمجد ولو / نيط بغير هاشم لانقطعا
فَلَم تقم انثى عن ابن حرة / كمثلهم متى استهل برعا
ولَم تلد مرضعة كمثلهم / من طيبين مولدا ومرضعا
يا عصمة اللاجين من اخوالهم / وعدة الداعي اذا الداعي دعا
وَالقائمين الليل اما سجدا / لِلَّه تعظيما واما ركعا
من انجم ما شع منها كوكب / الا وفرق الافق منها نصعا
ولا اِستهل الودق من ايمانهم / الا الحيا منه حياء اقلعا
قرت به اعينكم من قادم / من بعده طرف الهدى ماهجعا
فَما برحت شغفا اضمه / ضم الكمي سيفه ان يقطعا
وَكَم اذلت فرحا من ادمعي / يا رب فرحة اذالت ادمعا
فَيا رَعاك اللضه من مغترب / آب الى الأهلين شوقا مسرعا