سقياً لجيرونَ وللبريصِ
سقياً لجيرونَ وللبريصِ / إذ عيشُنا صافٍ من التنغيصِ
نفسِ اسلكي بي طُرُق التخليص / المورداتي مَوردَ التمحيص
مَن غاصَ في غيٍّ فلا تغُوصي / أو حاصَ عن رُشدٍ فلا تحيصي
خُذي عناني من يدِ التربيص / وذا أوانُ البَوصِ لي فبُوصي
ما جُعِلَ المصدوقُ كالمخروصِ / عَرَّصْتِني فاجتنبي تَعْريصي
ألهى عن الحُشوكِ والشُّصوص / والهمِّ بالمقبوضِ والمقبوصِ
والشغل بالتزويق والتجصيص / ما حُصَّ من جناحيَ الحصيص
ومصُّ ماءِ الثمدِ الممصوص / وبيعُ دهري رُطَباً بشِيص
لستُ من الجثجاثِ والقصيص / ولا من الجأبِ ولا النَّحوص
ولا من البكر ولا القَلوص / ولا من القانص والقنيص
ولا لطيف الخَصر عبْل البوص / قَدْنِيَ من ذاتِ الحشا الخميص
حلفَ الهوى محالف التنغيص / كأنّما بُخنِقَ بالخبيص
حظِّيَ من غالٍ ومن رخيص / طائرُ زْجلٍ ليس بالغَموص
أحقُّ طير الزجلِ بالخصوص / ليس إذا يقمصُ بالمقموص
ولا إذا ما حِصنَ بالحَيوص / في الحسبِ الموفور لا المنقوص
والنسبِ السَّالم لا المقروص / من النَّصيص النعتِ فالنَّصيص
مُقلَّصٍ وأيّما تَقليصِ / كفارسٍ في دِرْعِه الدَّليص
يَمضي مضاءَ اللَّهذَم المشُوص / أبا الحسين يا كريم العيص
مَن عنترٌ من أَسَدُ الرهيص / عندك يوم المأزقِ المرصوص
يا ابنَ فصوص المجدِ فالفصوص / ذوي الرُّهوص الشُّمِّ فالرُّهوص
شفاءٌ فَحص المشتفي الفحوص / كما طارَ من طيرِكَ من قصيص
جاءتْ مجيءَ التائقِ الحريص / يُنفِذُها من أعوَص العَويص
أجنحَةٌ مُوثَّقَةُ الفريص / كَسَعفِ النخل اللطيف الخُوص
هيهاتِ ما للريح من مَحيص / منها وما للبرقِ من مَفيص
طَيرُكَ للتجيل والتخصيص / والمدجِ ذي التَّمنيق والتَّخليص
وما سوى طَيْرِكَ للمَصُوصِ / كم من طويل الصَّوْنِ في القُرْموص
غَادَرْتَهُ أَذلَّ مِنْ حُرْقُوصِ / مستتراً بالجندلِ المرصُوص
تَسَتُّرَ الجابي منَ الشُّصُوص / منْ شُبْهبِها الساطعةِ الوبيص
وخُضْرِها الموموقةِ الشُّخُوصِ / من ساذجٍ أو أَنْمَرِ القميص
كأنما فُصِّصَ بالفصوص / أسْرَقَ للبُعْدِ من اللُّصُوص
أهدى لدى الغاباتِ من دُعْموصِ / ومن قَطَا البرِّ إلى المَفْحوص
يُغادِرُ الطيرَ بحِيْص بِيص / كأنَّها من شأوِهِ المنْصُوص
ما بين مَشْكُولٍ إلى مَقْصُوص / والنخلُ من أَذنابِها كالخوص
بين مُقِلٍّ عُنُقَ الموقوصِ / وَمُسْتَقلٍّ قدَمَ الموهوص
ينكص مُشْتاقاً إلى النُّكُوص /