القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ أبي حَصِينة الكل
المجموع : 2
وَلَيلَةٍ غابَت بِها النُحُوسُ
وَلَيلَةٍ غابَت بِها النُحُوسُ / وَدارَتِ الأَكوابُ وَالكُؤُوسُ
كَأَنَّها ما تَعبُدُ المَجُوسُ / عَقلُ الفَتى الثَبتِ بِها مَخلُوسُ
كَأَنَّهُ مِن فَرَجٍ مَمسُوسُ / وَمَنزِلٌ مُستَوطَنٌ مَأنُوسُ
نُودِمَ فيهِ المَلِكُ المَحرُوسُ / في جَنَّةٍ زَهَت بِها الغُرُوسُ
أَغصانُها مُونِقَةٌ تَمِيسُ / كَأَنَّها حينَ تَمِيسُ العِيسُ
رَنَّحَها التَهجِيرُ وَالتَغلِيسُ / إِلى فَتىً بَعضُ عِداهُ الكَيسُ
قَد مُزِجَت بِحُبِّهِ النُفوسُ / أَثنى عَلَيهِ الطائِرُ المَحبُوسُ
وَاختالَ في دَوحَتِهِ الطاوُوسُ / طالِعَةً في رِيشِهِ الشُمُوسُ
يا مَلِكاً حاسِدُهُ مَتعُوس / وَضِدُّهُ تَحتَ الثَرى مَرمُوسُ
إِنعَم وَلَذَّ لا عَراكَ بُوسُ / وَلا دَنَت مِن سَعدِكَ النُحُوسُ
فَأَنتَ غَرسُ الكَرَمِ المَغرُوسُ / أَقَرَّتِ الأَقلامُ وَالطُرُوسُ
بِأَنَّكَ الرَئِيسُ لا المَرؤُوسُ /
لَو أَنَّ داراً أَخبَرَت عَن ناسِها
لَو أَنَّ داراً أَخبَرَت عَن ناسِها / لَسَأَلتُ رامَةَ عَنِ ظِباءِ كِناسِها
بَل كَيفَ تَسألُ دِمنَةً ما عِندَها / عِلمٌ بِوَحشَتِها وَلا إِيناسِها
مَمحُوَّةُ العَرَصاتِ يَشغَلُها البِلى / عَن ساحِباتِ الرَيطِ فَوقَ دِهاسِها
بِيضٌ إِذا اِنضاعَ النَسِيمُ مِنَ الصَبا / خِلناهُ ما يَنضاعُ مِن أَنفاسِها
يا صاحِبَيَّ سَقى مَنازِلَ جِلَّقٍ / غَيثٌ يُرَوِّي مُمحِلاتِ طِساسِها
فَرِواقَ جامِعِها فَبابَ بَرِيدِها / فَمَشارِبَ القَنَواتِ مِن باناسِها
فَلَقَد قَطَعتُ بِها زَماناً لِلصِبا / وَاللَهوُ مُخضَرٌّ كَخُضرَةِ آسِها
قَبلَ النَوى وَسِهامُهُ مَشغُولَةُ ال / أَفواقِ لَم تَبلُغ إِلى بِرجاسِها
مَن لِي بِرَدِّ شَبَيبَةٍ قَضَّيتُها / فِيها وَفِي حِمصٍ وَفِي مِيماسِها
وَزَمانِ لَهوٍ بِالمَعَرَّةِ مُونَقٍ / بِسِيائِها وَبِجانِبَي هِرماسِها
أَيّامَ قُلتُ لَذِي المَوَدَّةِ سَقِّنِي / مِن خَندَرِيسِ حُناكِها أَو حاسِها
حَمراءَ تُغنِينا بِساطِعِ لَونِها / في اللَيلَةِ الظَلماءِ عَن نِبراسِها
وَكَأَنَّما حَببُ المِزاجِ إِذا طَفا / دُرٌّ تَرَصَّعَ في جَوانِبِ طاسِها
رَقَّت فَما أَدرِي أَكاسُ زُجاجَها / في جِسمِها أَم جِسمُها في كاسِها
وَكَأَنَّما زَرجُونَةٌ جاءَت بِها / سُقِيَت مُذابَ التِبرِ عِندَ غِراسِها
فَأَتَت مُشَعشَعَةً كَجِذوَةِ قابِسٍ / راعَت أَكُفَّ القَومِ عِندَ مَساسِها
لِلّهِ أَيّامُ الصِبا ونَعِيمُها / وَزَمانُ جِدَّتِها وَلِينُ مِراسِها
مالي تَعيبُ البِيضُ بِيضَ مَفارِقِي / وَسَبِيلُها تَصبُو إِلى أَجناسِها
نُورُ الصَباحِ إِذا الدُجُنَّةُ أَظلَمَت / أَبهى وَأَحسَنُ مِن دُجى أَغلاسِها
إِنَّ الهَوى دَنَسُ النُفُوسِ فَلَيتَني / طَهَّرتُ هَذي النَفسَ مِن أَدناسِها
وَمَطامِعُ الدُنيا تُذِلُّ وَلا أَرى / شَيئاً أَعَزَّ لِمُهجَةٍ مِن ياسِها
مَن عَفَّ لَم يُذمَم وَمَن تَبِعَ الخَنا / لَم تُخلِهِ التبعاتُ مِن أَوكاسِها
زَيِّن خِصالَكَ بِالسَماحِ وَلا تُرِد / دُنيا تَراكَ وَأَنتَ بَعضُ خِساسِها
وَمَتى رَأَيتَ يَدَ امرِئٍ مَمدُودَةً / تَبغِي مُواساةَ الكَريمِ فواسِها
خَيرُ الأَكُفِّ السابِقاتِ بِجُودِها / كَفٌّ تَجُودُ عَلَيكَ في إِفلاسِها
أَمّا نِزارُ فَكُلَّها لَكَريمَةٌ / لَكِنَّ أَكرَمَها بَنُو مِرداسِها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025