يَشرَبُ بِنتَ الكَرمِ بَعضَ الناسِ
يَشرَبُ بِنتَ الكَرمِ بَعضَ الناسِ / لِكُربَةٍ في النَفسِ أَو وَسواسِ
وَبَعضُهُم لِأَنَّهُ قَد ظَفِرا / وَبَعضُهُم لِأَنَّهُ قَد خَسِرا
وَبَعضُهُم لِأَنَّهُ في فَرَحِ / وَبَعضُهُم لِأَنَّهُ في تَرَحِ
وَبَعضُهُم كَي يَستَرِدَّ الأَمسا / وَبَعضُهُم يَجرَعُها كَي يَنسى
وَبَعضُهُم لِيَستَفيدَ قُوَّه / وَبَعضُهُم لِسَورَةِ الفُتُوَّه
وَبَعضُهُم كَيما يَحُلُّ مُشكِلَه / وَبَعضُهُم لِأَنَّهُ لا شُغلَ لَه
وَبَعضُهُم عَن رَغبَةٍ وَعَن هَوى / وَبَعضُهُم لَعَلَّهُ يَرضي السِوى
وَبَعضُهُم مِن حُبِّهِ لِلبائِعِ / وَبَعضُهُم نِكايَةً لِلمانِعِ
وَبَعضُهُم يَشرَبُها أَحياناً / وَبَعضُهُم في أَيِّ وَقتٍ كانا
وَبَعضُهُم مَع صَحبِهِ في الدارِ / وَبَعضُهُم في حانَةِ الخَمّارِ
وَبَعضُهُم مَع زُمرَةِ النُدمانِ / وَبَعضُهُم في وُحدَةِ الرُهبانِ
وَبَعدُهُم في الصَيفِ ذي الرَمضاءِ / وَبَعضُهُم في زَمَنِ الشِتاءِ
وَبَعضُهُم عِندَ اِنجِيابِ الظُلمَه / وَبَعضُهُم عِندَ طُلوعِ النَجمَه
وَبَعضُهُم يَذُمُّها اِستِهجانا / وَبَعضُهُم يَمدَحُها اِستِحسانا
لَكِنَّهُم كُلُّهُم يَحسوها / المادِحوها وَالمُقَبِّحوها
فَما وَجَدتُ في زَمانِيَ رَجُلاً / وَقُلتُ هَل تُحِبُّها فَقالَ لا
وَسِرُّ هَذا أَنَّها كَالدُنيا / تُؤذي وَلَكِن مَع أَذاها تُهوى