القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مِهْيار الدَّيْلمِي الكل
المجموع : 3
كالشمس من جمرة عبد شمسِ
كالشمس من جمرة عبد شمسِ / غضبى سخت نفسي لها بنفسي
ماطلةٌ غريمها لا يَقتضي / ديونَه ودَينَها لا يُنسِي
في بلدٍ يحرمُ صيدُ وحشِهِ / وهي به تُحلّ صيدَ الإنسِ
ترى دمَ العشاق في بنانها / علامةً قد مُوِّهتْ بالوَرسِ
تُفسِدُ خَلْقاً ليِّناً معتدلاً / لها بأخلاقٍ جِعادٍ شُمسِ
في طرفها تغزُّلٌ وقلبها / حماسة تنسبها للحُمسِ
ذكّرتها العهد على كاظمةٍ / قالت نسيتُ والفراقُ يُنسي
أُنكرُ منها حِليةً غريبةً / تشوب لي معرفةً بلَبْسِ
وشَعَراً مبدَّلاً بشَعَرٍ / بَدَّلَ فيها بالنفار أنسي
هل هو إلا الشيب أمَّ مالك / لابدّ أن يصبحَ ليلُ الممسي
وما عليكِ والهوى مكانَهُ / أن الثَّغامَ في مكانِ النِّقسِ
غالِ بها عند الغواني لِمَّةً / ما لم تبعها حَدَداً بلبُسِ
إن الكرامَ درَستْ آثارُهم / فلم أطق ضبطاً لها بدرسِ
إلا من البيت الذ خُطَّتُه / يرشخ فيها مجدها فيُرسي
شادَ بنو عبد الرحيم في العلا / خيرَ بناءٍ فوق خير أُسِّ
اِدفع بهم غضبةَ كلِّ لَزْبَةٍ / عمياءَ تَدفَعْ ربوةً بقُدسِ
والق بنجم منهُمُ وسعدهِ / تخلُصْ نجيّاً كلَّ يومِ نحسِ
إني عجمتُ بالحسين زمني / فلم يُثَلَّمْ وهو صُلْبٌ ضِرسي
وذبَّ عني فوفيتُ ناهضاً / من الخطوب بذئابٍ طُلْسِ
أنشَرَ آمالي وكنّ رمماً / يا من رأى حياةَ ما في الرمسِ
ومدَّ لي كفّاً فكانت رُقيةً / والدهر أفعَى فاغرٌ لنهسي
صافحتُها فصفَحتْ بلينها / عنّي ضروسَ السنَوات اليُبْسِ
ما استصبحتْ عينٌ بمثل وجهه / واليومُ عبّاسُ العشيّ مُمْسي
ولا ورى زنديَ إلا رأيُهُ / أبيضُ منه في الخطوب الغُبسِ
من دوحةٍ مُظِلّةٍ مطعمِةٍ / طاب جناها الحلُو طيبَ الغرسِ
أدَّتْهُمُ يحذوك فرعُ أصله / لم يك دينارُهم ابنَ الفَلسِ
إن بَلِيَتْ أعراضُ قومٍ أو خبتْ / يوماً فغطّت صحّةً بلَبْسِ
باتوا بأعراضٍ عراضٍ في العلا / يومَ الفخار ووجوهٍ مُلْسِ
مكارمٌ معمّة مخولة / تركَّبتْ من عَربٍ وفُرسِ
لم يتهجَّن غُرُّها وشُمُّها / بالبُهمِ من إمائها والفُطْسِ
واليوم باقٍ من حُليّ ما بكُمْ / بقاءَ سطرٍ ناحلٍ في طِرسِ
غيَّر أخذُ الحقّ من باطله / طلاوةً فيهِ وفرطَ أنسِ
فراعِ من حفظهِمُ في رسمهِ / ناسجةَ العرقِ وحقَّ الجِنسِ
واعمرْ بساعاتِ السرور ساعةً / تُتبعُ برءَ سكرةٍ بنكسِ
ما بين جَورِ قَدَحٍ وعدله / وبين حثّ مِزْهَرٍ وجَسِّ
هذا لحرِّ فارسٍ نسبتُهُ / وتلك من عِلج النصارَى الجِبْسِ
عجبتُ منها خَشَباً من خَشَبٍ / جاءت ومنه ناطقاً عن خُرسِ
فاشرب على ابن المُوبَذان خُرِقَتْ / عُذْرَتُه عذراءَ بنتَ القَسِّ
وخذ لأيام الشتاء أهبةً / أخذَ العروس أُهُباتِ العُرسِ
عنديَ من جودك فيه عادةٌ / يحبسها النسيان بعضَ الحبسِ
تدركني وقد قضت رُعيانهُ ال / أوطارَ من تحشُّشي ولسِّي
والمجدُ فيما أنت مهدٍ خالعٌ / والنفع أن تُلبِسَ وقتَ اللُّبسِ
وحاجتي إذا اقترحتُ حاجةً / في لطف حِسٍّ وبحسن مسِّ
في أن يكون اليوم ما يأتي غداً / إذ كنتُ قد أجمعتكم بالأمسِ
واعلم بنفسي أنت خيرُ عالمٍ / أن الشتاءَ من عدو النفسِ
يا وحشة المجد ثقي بالأَنَسِ
يا وحشة المجد ثقي بالأَنَسِ / قد عطّت الشمسُ رداءَ الغَلَسِ
ويا حمى الزوراء أمنا حرَّمتْ / رَعيك كفُّ الأخدريّ الأشوسِ
من بعد ما كنتَ ببعد صوته / مهبِط كلِّ خابطٍ مَلَسِّسِ
عاد الحيا مرقرقاً على الثرى / بمائه قبَّل كلَّ يَبسِ
وانتشرت خضراءَ دوحةُ العلا / فالساقُ وَحْف والقضيبُ مكتسي
ورَدَّ مجدُ الدين في أيامه / دِينَ الندى كأنّه لم يَدرُسِ
عزَّ به الفضلُ كأن لم يُهْتَضَمْ / وقامت العليا كأنْ لم تجلسِ
ووضَحتْ على ضَلالاتِ السُّرى / طُرْقُ المنى للرائد الملتمسِ
فيا مثيرَ العيسِ جعجعها ويا / مُرسلَ أفراسِ الرجاءِ أحبسِ
كُفِيتُما تهجيرَها مُظهِرةً / وخوضَها في الليل بحرَ الحِندِسِ
جاءكما الحظ ولم تقامرا / بناقةٍ فيه ولا بفرسِ
لم تضرِبا أعناقَها وسُوقَها / حرصاً لإدلاجٍ ولا معرَّسِ
رَدَّ الكرى إلى العيون قُرّةً / وعاد للأنفس روحُ الأنفسِ
بالحلو والمرّ على أعدائه / والطائشِ السرج الوقورِ المجلسِ
ببابليٍّ مالُه لم يمتنعْ / وسامريٍّ عِرضُه لم يُمسَسِ
أروع لا يعثر من آرائه / بمشكل هافٍ ولا ملتبسِ
إذا دجى الخطبُ سرى مستقدماً / من عزمه في قمرٍ أو قبَسِ
لا هاشم مغرِّر لم يعتبر / ولا حريصٌ مُعجَبٌ لم يقِسِ
نجَّذتِ الأيام منه قارحاً / بفضله والسنُّ لم تُعنَّسِ
وطال أمّاتِ العضاهِ مشرِفاً / وهو قريبٌ عنده بالمغرسِ
تختمر الزُّهْرةُ في لثامه / بصُدغِها حتى الدجى المعسعِسِ
فإن غلت بصدره حميَّةٌ / راعك وجهُ الضيغم المعبِّسِ
رمَتْ به صحنَ السماء فسما / مدارجَ البيتِ الأشمِّ الأقعسِ
فأنت من أخلاقه في مغزل / ومن حمى غيرته في محمِس
بيتٌ يقول الله بيتٌ مثلُه / عندِيَ لم يُبْنَ ولم يؤسَّسِ
سماحةُ الغيث وفي أرجائه / مهابطُ الوحي وروحُ القُدُسِ
ومنه فرعا مكةٍ وطيبةٍ / تشعَّبا ومنه بيتُ المقدِسِ
قَوْمٌ بهم ثَمَّ ونحنُ فترةٌ / فَرْجُ المضيقِ وانكشافُ اللَّبَسِ
هم حملوا على الصراط أرجلاً / لولا هداهم عثرتْ بالأرؤسِ
وحطَّموا وَدَّاً وخلو هُبَلاً / مبدّلين بالعتيق الأملسِ
ديست من الشِّرك بهم جماجمٌ / ترابُها من عزةٍ لم يُدَسِ
ساروا بتيجان الملوك عندنا / معقودةً على الرماح الدُّعَّسِ
آلُك آلُ الحجراتِ أيقظوا / للرشد أبصارَ القلوبِ النُّعَّسِ
وأخَذُوا إلى فسيح لاحبٍ / بالناس من جهل المضيق المُلبِسِ
قالوا فجادوا فكأنّ الرعدَ لم / يُرزِمْ وماءَ المزن لم ينبجِسِ
وحدُّك الناطقُ بالصدق له / طاعةُ كلّ ناطقٍ وأخرسِ
وبأبيك حبه وبغضه / غداً يَرَى المحسنُ خسرانَ المُسي
وأنت ما أنت لُحوقاً بِهمُ / زُرارةٌ تجري وراءَ عُدَسِ
يفديك مملوكٌ عليه أمرُهُ / رِخوُ البِدادين ضعيفُ المَرِسِ
يأكله العيبُ فلا يُميطُه / بماله عن عِرضه المضرَّسِ
لو خنقته ذلَّةُ البخل لما / قال بدينار لها تنفَّسي
يغزو أباك ويظنّ مقنعاً / عزَّ الأصول مع ذلِّ الأنفسِ
ضُمَّ إليك فعلوت ولَطَى / سومَ الأشمِّ قستَه بالأفطسِ
عاد بظلّ بيته وأصحرت / غرُّ مساعيك بقاعٍ مشمسِ
تأخذ حقَّ العزّ قسراً وسُطاً / والأسد لا تعاب بالتغطرسِ
فاصدع بها داميةً نحورُها / صدعَ فتىً في نقعها منغمسِ
وقم بنا نطلبها عاليةً / إما لمرمى العزّ أو للمرمسِ
فالسيف ما لم يمض قُدماً زُبرةٌ / والليثُ كلبُ البيت ما لم يفرِسِ
نادى البشيرُ وفؤادي جمرةٌ / للشوق من يرفع له يقتبسِ
والبينُ قد أوحدني فليس لي / بعدك غير وحشتي من مؤنسِ
والبعد باستمراره يطلع لي / كيف طمعتُ من ثنايا الموئسِ
دعا وقد ضعفتُ عن جوابه / كأنّ نفْسي خُلقتْ من نَفَسِ
هذا الزكيّ ابن التقيّ فطغى / شيطان شوقي وهفا موسوسي
وقيل ممسوس ولكن واجد / قلباً له ضلّ ولمَّا يُمسَسِ
فيا لها غنيمةً سِرِّي بها / لم يختلج وخاطري لم يهجُسِ
أحلَى على القربِ وقد تملَّأت / عيني بها من نظرة المختلسِ
حباً غزيراً لا كما تُسنيه لي / من نَزرِ ماءٍ وقَلِيبٍ يبسِ
وشكر ما توسع من خلائقٍ / على البعاد ثوبُها لم يَدْنَسِ
طاهرة إذا عركتَ جانبي / من ودّ قومٍ بالخبيثِ النجِسِ
عرفتني والناس ينكرونني / وجدَك بالشفوف والتفرسِ
أودعتُك الفضلَ فلا حقوقه / عندك ضاعت لي ولا العهد نُسي
فقصرُ ما أوليتَ أن أجزيَهُ / جزاءه في المطلَقاتِ الحُبُسِ
شوارداً باسمك كلَّ مطرَحٍ / ولم تُرَحْ عنك ولم تُعَرّسِ
كالحور في خيامها مقصورة / وفي الفلا مع الظباء الكُنَّسِ
مما حويت برُقايَ فسرَى / سحرِيَ في حيَّاتهنّ النُّهَّسِ
يترك كلُّ ماسح غير يدي / دماً على نُيوبها والأضرسِ
تغشاك لا تحتشم الصبحَ ولا / ترهبُ في الليل دبيبَ العَسَسِ
فأنت منها أبداً غوادياً / ورائحاتٍ في ثياب العُرُسِ
فاسمع لها واسلم على اتصالها / واتّقِ أن تُعيرَها واحترسِ
واستغن بي وأغنني عن معشرٍ / سُورَةُ فضلى بينهم لم تُدرَسِ
أعوذ من ليني لهم بجَعَدي / ومن ذحولي بينهم ببُلُسي
شفيتُ أعراضَهُمُ وعيشتي / فيهم متى تبرا اختلالاً تُنكسِ
ودّ القريضُ قبل ما قال لهم / على لساني أنَّ نطقي خَرَسي
فإن تَغرْ أو تكفني جانبهم / فلستُ من ذلك بالمبتئسِ
سل بالغُوير السائقَ المغلِّسا
سل بالغُوير السائقَ المغلِّسا / هل يستطيع ساعةً أن يحبسا
فإن في الدار رذايا لوعةٍ / نوقاً ضِعافاً وعيوناً نُعَّسَا
وثَملين ما أداروا بينهم / إلا السهادَ والدموعَ أكؤسا
ما علِمتْ نفوسُهم أن الردى / ميقاتُه الصبحُ إذا تنفَّسا
راخِ لهم فإنهم وفدُ هوىً / يرضيه أن تُرْوِدَ أو أن تَسْلَسا
تركتَ من خلفك أجسامَهُمُ / وسقتَ ما بين يديك الأنفُسا
اِعطفْ لهم شيئاً فلو لم ينفِسوا / على الشموس في الخدور مَنفَسا
لأغرقوك دمعةً فدمعةً / وحرَّقوك نفَساً فنفَسا
أين تريد عن حياض حاجر / أن تستجيز الخضمَ والتلسُّسا
وهل على ماء النخيلِ مطعنٌ / إذا وردتَ مثلِثاً أو مخمِسا
وفي الحمول سمحةٌ ضنينةٌ / تُبذَل وجهاً وتصانُ ملمَسا
شنَّتْ على الكناس حتى لم تدع / للريم إلاّ حَمَشاً أو خَنَسا
تبسِمُ عن أشنبَ في ضمانه / نطفةُ مزنٍ لقبوها اللعَسا
سلسالةٌ إن لم أكن عرفتُها / رشفاً فقد عرفتُها تفرُّسا
يا هل إلى ذاك اللمى وسيلةٌ / تبلُّ لي هذا الغليلَ اليَبِسا
أم هل إلى ذاك الهلال نظرةٌ / إما بملءِ العينِ أو مختلسَا
بل كلّ ما بعد المشيبِ مسمِحٌ / ماكسَ أو منجذبٌ تشمَّسا
ومن عناء اليد أن تبغي الجنا / والساقُ خاوٍ والقضيبُ قد عسا
لامت على تعزُّلي إذ أبصرتَ / جحفلَ شيبٍ هاجماً ومُحمِسا
تنكّرته مذ رأته بُلجةً / ضاحيةً أن عرفته حِندِسا
بيضاء أعشت في السواد عينَها / فاشتبه الصبحُ عليها والمَسا
إذا تلفعتُ بها مُنصِّعاً / ما كنتُ من صبغتها مورّسا
منتبَذاً نبذ الحصى يردّني / نقدُ العيون أخزرا وأشوسا
فلم تكن أوّلَ حال غبطةٍ / أحسنَ فيها زمني ثم أسا
هو الذي ما جاد أو ضنّ ولا / رقَّ عليَّ مرةً إلا قسا
وقد ألفتُ خُلْقَه تمرُّناً / به على لونيه أو تمرُّسا
حلفتُ بالحُلْق الطِّلاحِ صعُبتْ / على الوجَى سُوقاً ولانت أرؤسا
مثل القسيِّ كلُّ ظهر فوقه / ظهرٌ بإدمان السُّرى قد قُوّسا
من كلّ فتلاء تطيع المَرِسَ ال / مثْنى عليها أو تعودَ مَرِسا
تقامر الأخطار في نفوسها / على الطلاب إن زكا وإن خسا
يخبطن يطرحن الربى عجرفةً / في الوفد يطلبن العتيقَ الأملسا
إذا فرقن الموتَ لم يفرقَنْ ما / دُيِّثَ من أرضٍ وما توعَّسا
حتى يؤدّين الشخوصَ بمنى / مكبّراً للّه أو مقدّسا
لا ضاع من يعتمد الحظُّ به / من قسمةٍ على عميد الرؤسا
أروعُ لا ترعَى الخطوبُ ما رعَى / ولا تشلُّ غارةٌ ما حرسا
أبلجُ بسّام العشيّ ما غدا / وجه الجدوبِ في الثرى معبِّسا
مبارك الصفقة يهتزُّ الغنى / في كلّ ما صافح أو ما لمسا
يفرِّجُ التقبيلُ عن أنامل / لو قارع الصخرَ بهنّ انبجسا
جاد على اليُسر فلما أفلست / به عطايا اليسر جاد مفلسا
لا يحسَب المالَ يغطِّي عورةً / عاريةً ما غطّت العُرىَ الكُسَا
أرهفَ للإعراض من عزمته / أصمعَ ما أنبلَ إلا قَرطسا
إذا رمى غايته بظنه / كفى يقين غيره ما حَدَسا
قال فأعدى الخُرسَ بالنطق كما / حسَّنَ عند الناطقين الخَرَسا
وقام يبغي حقَّه من العلا / حتى إذا جاز النجومَ جلسا
موقَّر المجلس إما هو في ال / دست احتبى أو ركن ثهلان رسا
إذا سُطَاه أوحشت جليسَه / فاض عليها بشرُه فأنَّسا
ذبَّ عن الخليفتين رأيُه ال / منصورُ ذؤبانَ الخلافِ الطُّلُسا
أصحرَ في إثر العدوّ عنهما / أغلبُ ما واثب إلا فَرَسا
خلافة اللّه رقى مشيّداً / منها الذي كان أبوه أسّسا
طهَّرها تدبيرُه فلم يدع / إزاءَها من العباد نجِسا
رقَى من الأعداء كلَّ حيَّةٍ / أصمَّ لو لم يحوِهِ لنهَسَا
كم قد جلوت الحقَّ عن بصيرة / عمياءَ فيها وكشفتَ لَبَسا
أنفقتَ ميراثك في طاعتها / جناه أيوبُ الذي قد غَرَسا
تمنع من قناتها من رامها / بالعَجْم أو أدردتَ عنها الأضرُسا
أنت الذي أحيا الزمانَ راعياً / من سنن المجد به ما درسا
قومك كنتَ في اقتفاء سعيهم / زرارةٌ في الفخر تتلو عُدَسا
قد كبَّرتْ لك العلا وشكرتْ / نشرَك ذاك الكرَمَ المُرمَّسا
بك اعتلت ناري وهبّت عاصفاً / ريحيَ والتفّ قضيبي واكتسى
وطمعتْ في زمني فضائلي / وكنتُ من إنصافه مستيئسا
إن أجدبتْ أرضيَ صُبتَ مزنةً / أو أدجنتْ حاليَ لحتَ قَبَسا
ساهمتَني يسرَك والعسرَ ترى / بخسَ العلا وغَبنَها أن أُبخَسا
لا تذخر الأنزرَ تضطرّ له / ولا تَضنُّ ما وجدتَ الأنفَسا
فلا تصبني فيك يدُ حادثٍ / أومضَ أو بارقُ خطبٍ أربَسا
ولا تزل تُلين لي من عُنُقِ ال / أيام فظّاً في مقادي شرسا
وعاودتني بادئاتُ نِعمٍ / منك إذا استوحشت كانت أَنَسا
ضافية تفضُلُ عن ذلاذلي / لا أنزِع الحُلّةَ حتى أُلبَسا
قد راعني العامَ افتقادُ رسمها / وأن أَرى مُطلَقه محتبَسا
حاشاك من تطيُّري على العدا / من سطرِها الثابتِ لي أن يُطمَسا
دَيْني وفي الشتاء بعدُ فضلةٌ / يوضح منها المشكِلَ الملتبِسا
فاسمح بها واسمع لها قواطناً / شوارداً ملايناتٍ شُمُسا
تطوي الفجاج لم ترحِّل ناقةً / لها ولم تسرِج إليها فرسا
لا ترهب الجِنَّةَ في عزيفِها / إن أعتمت ولا تخاف العَسَسا
عذائراً تكون ما شئتَ بها / كلَّ ضحَى تهنئةٍ معرِّسا
قد أمنتْ بحسنها وصونها / عند الرجال كلَّ ما تخشى النِّسا
ما كُتبتْ أو قرئت لم تتَّرِك / لغيرها مخطَّةً أو مَدرَسا
تشفع للنيروز فيما جاء من / قبولكم مبتغياً ملتمسا
ثم يعود مثلُها عليكُمُ / بألف عيدٍ عَرَباً وفُرُسا
في نِعمٍ يقينُها وحقُّها / يغني الليالي عن لعلَّ وعسى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025