يا صاحباً في بُردهِ وسَرجهِ
يا صاحباً في بُردهِ وسَرجهِ / ودستهِ غيثق وليثٌ وقَمَر
ويا وزيراً شد أَزر الُملكِ بالرَّ / أي الذي أيدهث حتى استقر
يراكَ من يسمعث عنكَ مدِحهً / فيلتقي الخُبرَ لَديكَ كالخبر
كم لك من أُثرِ وحُسنِ سيرةٍ / يتلو الذي ينشُرهُا منها سُور
إذا انتصَبتَ للخطوب راشقاً / كالصُّقل ماضي العزمِ محمودَ الأثَر
أعدتها وهي على أعقابها / ناكصةً تُبصِرُ منكَ ما بهَر
إذا انثنت مِن خوفهِ قائلةً / أين المفرُّ قالَ كلاَّ لا وزَر
يا سيداً أنملُه لم تَسقِني / ومنه صَدرٌ وصفُه لا يستمر
وماجداً أخلاقُه وكفُّه / كالبرق في إشراقهِ وكالمطر
أشكو إليكَ من زماني نُوباً / لو قاربت عِقدَ الثُّريَّا لا نتثر
عائدَ منِّي الدُّهرُ غيرَ خاضعٍ / لهُ فلم يُبقِ أذىً ولم يَذَر
وكيف يرتاعُ لفقرٍ شاملٍ / مشتملُ القلبِ على هذا الفِقَر
أودت بمن كان لقَدري رافعاً / نوائبُ الدَّهرِ وأحداثُ الغِيَر
غَالَت ملوكاً كنُتُ من وجُوههِم / وَجودُهم بينَ بُدورٍ وبدَر
وأَفردتني من جَوادٍ صادقٍ / إِن سِيلَ برَّ الُمعتفي أَو قالَ بَر
فانتهز الفرصةَ من أمري لَعلَّ / ني بما تُسدي إليَّ مُفتخِر
وفُز بها فإِنَّها مَكرمُةٌ / تُبقي بها ذكراً إذا الدَّهرُ عثَر
واغنم قوافيَّ التي من دَنِّها / صَرفُ الطِّلا ما كلُّ من قالَ شَعَر
قصائدٌ أُجِلُّها أن تغتدي / حُجولَ مجدٍ شامخٍ لكن غُرَر
شَواردٌ بهنَّ حُسنُ نَظمهِا / ووصفِها بالُمنتقى من الدُّرر
تبقَى بقاءَ الدَّهر في سمائِها / وغيرَها يبقى كما يبقى الزَّهَر
هَيهاتَ أن تُضِيَعَ صُنعَ مُحسِنٍ / لا سيَّما عندَ فتىً إِذا شَكَر