المجموع : 3
يا خبراً عني إذا
يا خبراً عني إذا / قلت أنا أنت الأبرْ
لا شك إني مبتدا / والمبتدا عين الخبرْ
فإنك ابتدأتني / خلقاً لهذه العبر
وقائم وقاعد / أنت إذا المرء اختبر
وقال أنت فاعل / بالوصف قولاً فيه بر
واختلف النحاة في / شرط اعتماد يعتبر
كحرف الاِستفهام أو / نفيٍ وبعض ما اعتبر
واعلم بأن النحو تو / حيد به الله جبر
ولغة للعَرَب ال / عَرْبا لسانُ من غبر
والواضع الله على ال / قول الصحيح المعتبر
وأنزل الله به ال / قرآن كلُّه عبر
فكيف لا يكون لل / عرفان بحراً وهو بر
فافهم كلامي إنه / أدق من خرم الإبر
واصبر عليه واصطبر / نال المنى من اصطبر
وإن تكن جهلتَه / فإنها إحدى الكُبَر
نحن الملوك الفُقرا
نحن الملوك الفُقرا / في الناس حكمنا جرى
ولا جنود عندنا / ولا نريد عسكرا
ولا لنا مال ولا / جاهٌ ولا قدرٌ يرى
وما لنا من مسعف / ولا معين في الورى
ومن يردْ يدوسنا / برجله دوس الثرى
وكم علينا يُعتَدى / وكم علينا يُفتَرى
وصبرنا حصن لنا / من الأذى والافتِرا
ونحن لا نحن ولا / ذات ولا وصف سرى
ولم نزل في عدم / نقرّ في أمِّ القرى
وهو المحقق الذي / به نراه لا مِرا
بل لا يراه غيره / ومن داره ما درى
لو خلق الله وجوداً للورى
لو خلق الله وجوداً للورى / لكان مثله ومثله افترا
والله ليس مثله شيء كما / قد جاء في القرآن عند من قرا
والوهم في العقول ذاهب إلى / أن الوجود اثنان هكذا جرى
وجود خلق ووجود خالق / هو اشتراك وهو شرك يُمترى
وإنما الخلق جميعاً عدم / مقدِّرٌ له الإلهُ قدرا
وكلهم في العلم مفروضاته / وعلمه القديم محلول العرى
وقد تجلى بالتقادير التي / قدرها جميعها فظهرا
منزهاً مقدساً عنها وعن / جميع ما في العقل قد تصورا
فهو الوجود الحق ظاهر لنا / وباطن عن غيرنا مستترا
لأن غيرنا يرى تقديره / ولا يراه لا رأى ولا درى
وكل تقدير بلا مقدر / هو المحال المحض في عقل الورى
ومن يصور صورة من عدم / فإنه وجودها الذي يرى
لكنها محجوبة عنه بها / والعلم يكشف الذي تقررا
والجاهل المغرور هذا عنده / مستبعد ضل به فأنكرا
ونحن نعلم التقادير التي / قدرها الباري الذي لها برى
ونحن من جملتها أجمعنا / وهو الوجود الحق ما فيه امتِرا
وإنه غيب ولا نعرفه / وعجزنا عنه لنا تحررا
فاتبع طريقنا وقل بقولنا / إن رمت شيخنا الكبير الأكبرا