أمْدحُه أبْلَجَ كالنَّهارِ
أمْدحُه أبْلَجَ كالنَّهارِ / غمْرَ السَّجايا سالماً منْ عارِ
يجْلو دُجى القَتامِ والغُبارِ / ما بينَ حامٍ باسلٍ وقارِ
طَبَاً بقَتْلِ المَحْلِ والجَبَّار / قد بَليا من فضلهِ المُشارِ
بمِدْرَهٍ سَميْذَعٍ كَرَّارِ / سُيوفُهُ في المحْلِ والغِمارِ
جَزَّارَةُ الأبْطالِ والعِشارِ / جوادُ مجْدٍ دائِمُ الإِحْضار
يَجُلُّ عن بُهْرٍ وعن عِثارِ / إذا احْتبى فالطَّوْدُ في الوَقار
وإن غزا فهو الهِزبرُ الضاري / أغْلب ماضي العزْم من نِزارِ
ثُمَّ تَميمٍ مَعْدِنِ الفَخارِ / المانِعينَ شَرَفَ الذِّمارِ
المُدْركينَ قاصياتِ الثَّارِ / والمُنْهِبي حَوافِرِ الجَرَّارِ
صَوامِلَ الأرْضينَ كالخَبارِ / لا يكْسعونَ الشَّوْلَ بالأغْبار
ولا ينامونَ عن الأوْتارِ / ضُيَّافُهُمُ لكَثْرةِ المَزارِ
غنيَّةٌ عن نابِحٍ ونارِ / تاجُ المُلوك مُخْدِلُ البحار
والسُّحْبِ إذْ تجودُ بالقطارِ / والسَّيْفِ إذْ يَصولُ بالغِرار
مُخْتارُ مهديِّ الورى المُختار / حاطِمُ عِيدانِ القَنا الخُطَّارِ
برأيهِ والمِزْرَرِ الصَّرَّارِ / وزيرُ مَجْدٍ مُحْمدُ الآثارِ
إذا كُفاةُ المُدْنِ والأمْصارِ / أسْدُ الدَّواوين أولو الأخطار
جارَوْهُ عند القول في مضمارِ / أوْرَدَهُمْ ورْداً بلا إصْدارِ
حديثُهُ في الناسِ كالعِطارِ / أو كَنسيم الرَّوض ذي العَرار
أخْلاقُهُ كَرِقَّةِ المِسْطارِ / أو سَلْسلٍ على دَميثٍ جارِ
فعاشَ أعْماراً على أعْمارِ / مُهَنَّأً بالصَّوْمِ والإِفْطارِ
تَضيقُ عن مِدْحتهِ أشْعاري / فأوسِعُ الدَّعاءَ بالأسْحارِ